في 7 نوفمبر 2011 ظهر على موقع التواصل الاجتماعي الشهير تويتر حساب يحمل الاسم "هاشتاق السعودية"، والذي تقوم فكرته على توفير خدمة تعريف المتابعين بأهم الوسوم المتداولة على الموقع.
اليوم بات يتابع هذا الحساب أكثر من 300000 مستخدم لتويتر، وأصبح كثير من المراقبين في السعودية وغيرها ينظرون إليه كـصفحة أولى لتويتر، مما يدعو للتساؤل: هل يمكن لهذا الحساب وأمثاله تهديد الصحف اليومية، لا سيما في ظل ميل قرّاء الصحف الملحوظ لتويتر؟
"شبكة الصحافيين الدوليين" وقفت على هذه الظاهرة وحاورت فارس المطيري، مؤسس هذا الحساب.
- شبكة الصحفيين الدوليين: كيف بدأت فكرة "هاشتاق السعودية"؟
فارس المطيري: فكرة "هاشتاق السعودية" أتت من مطلب وحاجة لوجود مصدر موحّد وحساب معيّن مختص بتقديم وإنشاء وإشهار وسوم متنوعة حول القضايا والأحداث والأخبار التي يتناولها السعوديون في موقع تويتر وبقية مواقع التواصل الاجتماعي، ومن هذا المنطلق (الحاجة أم الاختراع) راودتني فكرة إنشاء هذا الحساب وتحديد نطاقه على السعوديين بشكل أولي بهدف تقديم خدمة مميزة وشاملة، والحمد لله توفقنا من رب العالمين وكان للحساب أصداء طيبة ورائعة من أغلب جمهور مغردي تويتر السعوديين منذ إنشائه، فمتوسط عدد المتابعين هو ألف متابع يوميًا، وقد جاوز عددهم الكلي ربع مليون خلال 230 يومًا.
- هل الحساب متخصّص في القضايا السعودية المحليّة أم يتجاوز ذلك؟
فارس المطيري: الحساب بشكل أساسي ومنذ إنشائه متخصّص في القضايا التي يهتم بها الشارع السعودي (أو بالأحرى المجتمع السعودي الرقمي) سواءً أكانت محلية أم عالمية، فليس شرطاً أن تكون قضية أو حدث محلي، وإنما التركيز في التخصّص ينصب على ما يهم السعوديون.
- كم تقضي من وقتك يوميًا مع "هاشتاق السعودية"؟ وهل يشرف على الحساب غيرك؟
فارس المطيري: لا أقضي الكثير من الوقت بحكم عملي وانشغالي مع عائلتي، لكن سرّ التواجد الدائم على مدار الساعة هو وجود فريق عمل يعمل على الحساب بتوزيع زمني معين واعتمادنا على طريقة On the Go وتعني استغلال أوقات الفراغ الضائعة من خلال المتابعة بالأجهزة الذكية حتى خارج المنزل، والتي سهّلت عملنا بشكل كبير، وبالتالي فلا يتطلب ذلك منا الجلوس على جهاز مكتبي أو لابتوب لفترة معينة بشكل يومي كما يعتقد البعض.
- كيف تختار الهاشتاق المناسب للتنويه عنه؟ هل من ضوابط للأمر؟
فارس المطيري: نعم. هناك ضوابط معينة سبق وتم نشرها وإعلانها من خلال الحساب لمتابعينا تشرح وتفصّل سياسة وطريقة نشر الوسوم، من بينها أنه يتطلّب لدعم هاشتاق معيّن أن يكون ذا هدف أو قضية معينة تستحق النشر أو تهمّ مجتمع المغرّدين السعوديين، في المقابل هناك وسوم نضطر لنشرها بسبب ارتفاع معدل انتشارها بشكل تصاعدي وفي فترة وجيزة. وباختصار، متابعونا هم من يحدّدون نشر الهاشتاق من خلال انتشاره بينهم حتى لو كان يخالف بعض قناعاتنا الشخصية لأننا نريد الحفاظ على استقلالية الحساب وحياديته بحكم أنه حساب للجميع وليس لأفراد أو أطراف معينة.
- كيف تقيّم مستوى التأثير الذي تحدّثونه في "هاشتاق السعودية"؟
فارس المطيري: بحمد الله حساب هاشتاق السعودية على تويتر @HashKSA يحتل حالياً المركز الرابع على مستوى السعودية من حيث عدد المتابعين وقوة التأثير كحساب غير شخصي، وما نراه من عدد مرات إعادة النشر "رتويت" ومن الردود عبر "منشن" يجعلنا أمام مسؤولية كبيرة جداً بقوة تأثير تغريدات الحساب فيما نقوم بنشره، ولنا عدّة قصص تثبت هذا الأمر من أشهرها وصول هاشتاق خاص بـ "مجزرة الحولة" في سوريا إلى الترند العالمي في غضون ربع ساعة فقط من نشرنا للوسم، كما كان هناك وسوم خاصة بحالات إنسانية مثل ( #ماجد_ورنا) وكان لتويتر الوقع الأكبر في إيصالها للمسؤولين بشكل أسرع، كما تم إعفاء أحد المسؤولين في الدولة بعد تغريدات في تويتر من خلال هاشتاق قمنا بنشره.
- هل تجدون أنفسكم منافسين للصحف؟
فارس المطيري: أعتقد أن مجالنا يختلف عن الصحف بشكل أساسي، حيث الحساب ينشر ما يهتم به ويريده السعوديون، وبالتالي فكل ما ينشَر يجد اهتمامًا وقبولًا واسعًا على العكس تماماً من الصحف، وأعتقد أن هذا هو لب الإعلام الجديد، أن يكون المتابعون هم من يحدّدون ماذا يريدون على خلاف الصحف التقليدية التي تفرض ما تريد نشره.
ـ ماذا عن الجانب التجاري؟
فارس المطيري: لا توجد صيغة تجارية بحتة نهدف من خلالها التربح، والمبرّر هو عدم الرغبة بإزعاج متابعي الحساب بإعلانات قد لا تهمّهم أبداً. لكن نقوم أحياناً بعرض إعلانات (Spon) بهدف استغلال العائد في تطوير الحساب نفسه من خلال إنشاء موقع وتطوير تطبيقات أجهزة ذكية مخصّصة لحساب الهاشتاق وبالتالي تلبية رغبات الكثير من متابعينا.
تابع مروان المريسي على موقع تويتر.