حوار مع فيليب أس بالبوني، مؤسس موقع "غلوبال بوست" للأخبار الدولية

بواسطة Zul Maidy
Oct 30, 2018 في مواضيع متنوّعة

إن إغلاق مكاتب الصحف وتقليص إنتاجها في الولايات المتحدة وباقي دول العالم قاد الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام إلى إعادة النظر في هيكل صناعة الأخبار. وإن انحسار عدد المراسلين الذين يقومون بتغطية الأخبار الدولية قد ترك فراغاً في تغطية الأحداث العالمية، وهو شيء يجب تفاديه بصورة عاجلة.

وفي هذا السياق، تم إنشاء موقع "غلوبال بوست" (بالانكليزية: Global Post) في 12 كانون الثاني/ يناير 2009 ليجمع بين الأساليب الصحفية التقليدية والجديدة.  

وقامت شبكة الصحفيين الدوليين بمقابلة فيليب أس بالبوني، الرئيس التنفيذي للموقع ومؤسس ورئيس New England Cable News  لمدة 16 عاما، والتي تعد من اكبر ومن أشهر شبكات الأخبار في الولايات المتحدة. ويعد بالبوني من رواد تطوير الأخبار المحلية التي تبث على مدى 24 ساعة. كما ولديه سمعة مميزة وجيدة في مجال الصحافة في الولايات المتحدة.

هل تستطيع أن تخبرنا كيف تكونت فكرة إنشاء موقع "غلوبال بوست"؟
بعد أن عملت كصحفي لـ "يونايتد بريس انترناشيونال UPI"  في أواخر الستينيات، حصلت على زمالة دراسية في الصحافة الدولية من جامعة كولومبيا لدراسة الماجستير في كلية الصحافة. وبعد مضي فترة من وجودي هناك أتيت بفكرة إنشاء خدمة أخبار دولية جديدة. وبعد تخرجي من الجامعة، أمضيت السنة في المضي قدماً بهذه الفكرة، لأني حتى في ذلك الوقت كنت أعتقد أن هناك نقص في الأخبار الخارجية العالية الجودة في الصحافة الأمريكية.

ودفعتني مهنتي إلى العمل في الأخبار التلفزيونية، إلاّ أنني لم أفقد ولعي بالأخبار الخارجية أو حلم إنشاء وكالة أنباء جديدة لملئ الفراغ الحاصل في تغطية أخبار العالم. وعليه وفي ربيع 2006 بدأت بتشكيل خطة عمل إنشاء "غلوبال بوست" كي تكون مصدراً للأخبار. في هذه الأثناء كانت حالة العمل على الأخبار الدولية تسوء أكثر مما كانت عليه في بدايات السبعينيات من القرن الماضي، وإن فرصة ملئ هذا الفراغ أصبح مشوقاً بصورة أكبر من ناحية عمل ومن ناحية صحفية.

وكلما قامت وكالات الأنباء بالتوقف عن تغطية الأخبار الدولية، كلما أصبحت واثقاً من أن هناك مساحة متوفرة لـ"غلوبال بوست" وحاجة ماسة لقراءة الأخبار الدولية العالية الجودة.

ما هو عدد مراسليكم؟ وما هي المعايير التي تتخذوها لتعينينهم؟
حالياُ، لدينا 65 مراسل في 46 بلد، ولازلنا مستمرون في توظيف المزيد من المراسلين. وخلال السنة الماضية أثناء إنشاء "غلوبال بوست"، لاحظنا إن المتقدمين الذين يريدون الكتابة لنا يتحلون ببراعات فريدة وأن حجم المتقدمين الموهوبين يزداد يوماً بعد يوم.

وكلما زاد المورد المادي، كلما نقوم بتعيين المزيد من المراسلين لتوسيع شبكتنا على الصعيد الجغرافي وفي المناطق التي تحتاج إلى تغطية خاصة. ونقوم باختيار مراسلينا بناءاً على نوعية عملهم وخبرتهم في مجال العمل الصحفي في البلد الذي يقومون بتغطيته. ويتوفر لدينا حالياً قاعدة بيانات تضم مئات المراسلين،  مما يعطينا إمكانية تغطية الأخبار في كل زاوية من زوايا العالم.  

هل لازلت تحتفظ بكادرك المكون من 14 موظف، أم ازداد عددهم منذ انطلاقكم؟
لدينا 16 موظف في مقرنا في مدينة بوسطن، وقد قمنا مؤخراً بتعيين مساعد محرر كي يقوم بمساعدتنا في توسيع إمكانياتنا في التحرير، ولكي يكون لدى محررينا الرئيسيين الوقت الإضافي للتخطيط. ونتوقع الاحتفاظ بهذا العدد من الموظفين للوقت الحالي.  

هل بإمكان المراسل اعتبار نفسه موظفاً لديكم، وما هي الحوافز التي تقدمونها له؟
لا نعتبر مراسلينا موظفين تابعين لـ"غلوبال بوست"، ولكنننا نقوم بمنحهم عقود وبراتب شهري ثابت ويستلمون أيضاً جزءاً من الأسهم. ونعتبر "غلوبال بوست" فرصة للمراسل كي يضع لنفسه حجر أساس وأيضاً كي يكون شريك في وكالة أنباء في طريقها للتطور والتي تقدر العمل الصحفي ذو الجودة العالية.  

ما  هي الخطوات التي تتخذوها لضمان  سلامة مراسلكم الصحفي وهل اضطررتم لإخفاء هوية احدهم يوما ما؟
نحن نقوم بتوجيه مراسلينا بأخذ الاحتياطات اللازمة والابتعاد عن الخطر. ولا نقوم بإرسال مراسلينا لمناطق النزاع بدون مناقشة الأمر بتروي، ويعود القرار النهائي للمراسل نفسه. ونقوم بإخفاء هوية مراسلينا في زمبابوي بسبب القيود التي تفرض على الصحفيين هناك.

هل تقومون بتدريب المراسلين الجدد والناشئين في جميع أنحاء العالم؟
لم نقم  بتدريب الصحفيين من قبل، ولكننا نقوم بتجهيزهم بدليل ميداني مفصل، أعده محررنا التنفيذي الذي لديه خبرة كمراسل أخبار دولية.  

كثير من المواقع الالكترونية المتعددة الوسائط تقوم بتبني نموذج الصحافة الشعبية، ولكن "غلوبال بوست" تتجه بالاتجاه الأخر، مستفيدة من مراسليها الدوليين. هل بإمكانك إخبارنا المنطق خلف إتباع هذه الإستراتيجية؟

في الوقت الذي نرى أن هناك مكان للصحافة الشعبية في عالم الصحافة، إلاّ إننا نريد أن يكون الموقع مكان يستطيع فيه الصحفي إن يشارك خبراته الصحفية والتدريبية ورؤيته لتغطية القضايا والأحداث العالمية.

وهدفنا يكمن في إنشاء وكالة أنباء تعتمد على المباديء الأساسية للصحافة، لأننا نعتقد أن التغطية الصحفية المعدة بصورة جيدة يكون لديها تأثير مميز.

هل يصح القول بأن "غلوبال بوست" هي شبيهة بصحيفة "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" ولكن من دون أن يكون لها نسخة مطبوعة؟ وكيف تختلف عن الصحافة التقليدية في رأيك؟
تعتمد "غلوبال بوست" على أساسيات الصحافة التقليدية وكلنا من محبي ومتابعي بصحيفة "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز". إلاّ إننا نقوم بإنشاء نموذج جديد للأخبار الالكترونية فقط لأننا نرى إن غالبية قراء الأخبار يتوجهون إلى الصحافة الالكترونية هذه الأيام. بالإضافة إلى ذلك، فليس لدينا العبء المالي الذي تمتلكه وكالات الأنباء تلك.

كيف هو الحال بالنسبة للمدونات التابعة للموقع؟
لقد جلبنا ما يقارب 300 مدون من جميع الدول التي يعمل فيها أحد مراسلينا. ويتم نشر جميع مدوناتهم عدى تعليقات القراء التي تنشر على مدوناتهم الأصلية. بالإضافة إلى ذلك، لدينا قسم رأي يرأسه أتش دي أس غرينواي والذي يعد أحد الصحفيين المعروفين جداً.

للمزيد عن "غوبال بوست"، يرجى زيارة: http://www.globalpost.com.