إذا كان إسم بيكتولين يدق الجرس فذلك لأنك رأيت المسار مشرقًا، رسومات مضحكة تنبثق على تويتر، فيسبوك وإنستغرام وأكثر على مدى العامين المنصرمين. تم التعرف عليها من خلال شرحها البصري القصير-المسمى بيكونس كعلامة جلب حظ للشركة الموزعة على كافة منصات التواصل الإجتماعي، الشركة التي مقرها المكسيك أوجدت نموذجا ناجحًا للأعمال التجارية في المحتوى المرعي لتدعيم فنها ذات الصناعة الثقيلة.
تأسست بيكتولين عام 2015، عندما اقتحمت مشهد التواصل الإجتماعي برسوم متحركة وشروحات قصيرة مضحكة مثل الأخبار الفورية، الملصقات الكرتونية والقصص البصرية التي تحركها البيانات والتي اكتسبت بسرعة جمهورا واسعًا (على فيسبوك على سبيل المثال، يتابعها أكثر من 2.5 مليون متابع).
أثبتت بيكتولين أنها ليست فقط مستدامة بل مربحة: في عام 2016 جنت نحو مليون دولار كإيرادات، وفق ما قال لي أحد مؤسسيها غوستافو غوزمان.
تأتي شعبية بيكتولين من تركيزها على الإقتطاع من المعلومات المتاحة بشكل مفرط على الإنترنت، وفقًا للشريك المؤسس ورئيسها الفني إدواردو سالس. عندما يتعلق الأمر بالتنافس على وقت الناس الإنترنت، تحولت تلك الصور لأن تكون المورد المثالي.
تميل الرسوم التوضيحية لأن تكون مكملةً للنص، باعتبارها إضافة لطيفة. لكن بالنسبة لنا فإن الرسوم المتحركة التوضيحية هي المحتوى نفسه وفق ما قال، وأضاف: لجأت بيكتولين إلى العديد من الاشكال، الملصقات والرسوم الكاريكاتورية السياسية والرسوم المتحركة، والبطاقات والمقالات المصغرة على نسق كوميدي، الرسوم البيانية، صور جيف، منصة تسمح بنقل المحتوى بشكل دائري على إنستغرام.
ذكر سالس محادثة مع رئيس تحرير بازفيد بن سميث الذي علق معه حول وسائل الإعلام المفضلة في الولايات المتحدة: "قال لي بن أنها قفزت من النص إلى الفيديو، وإن الرسوم التوضيحية كانت خطوة متوسطة فقط تم تخطيها." وقال سالس: "في أميركا اللاتينية مع اتصالات الجيل الثالث G3 وبطء سرعة الإنترنت فإن تحميل الصور أسرع من أشرطة الفيديو، والفهم أن هذا كان عاملًا اساسيا بنجاح بيكتولين".
تغطي بيكتولين الكثير من المواضيع: ثقافة البوب، كيف يعمل الدماغ، البيئة، السياسة المحلة والدولية والفن والهاشتاغات اليومية. تنقل مجموعة من الأخبار العاجلة والمعلومات ذات التوقيت الحساس، جنبًا إلى جنب مع منشورات دائمة الحياة. يميل إنتاجها نحو التقدم وجذب جمهور الألفية بشكل كبير. لا يتوقع مؤسس بيكتولين بأن يصبحوا وكالة أنباء ولكن إلى شركة تصمم معلومات بصرية لأهداف مختلفة، مثل وعي العلامة التجارية أو التعليم.
بما أن بيكتولين ليست وكالة أنباء بحد ذاتها، فإنها تعتمد على مصادر إعلامية أخرى لقصصها.
يمكن أن تأتي المواد التي تغذي منشوراتها من سوائل التواصل الإجتماع، وسائل إعلام أميركية وبريطانية ومنشورات باللغة الإسبانية، مؤسسات أكاديمية وعلمية، إتجاهات غوغل وقنوات غير رسمية مثل مجموعات واتساب والناس العادية في شارع مكسيكو سيتي.
إلى الآن يتعاونون مع شريكين للمحتوى التحريري: اليونيسيف ونيويورك تايمز. بالعمل مع نيويورك تايمز باللغة الإسبانية كانت بيكتولين مسؤولة عن الرسوم المتحركة في وقت مبكر من عام 2016 لشرح أجواء الإنتخابات التمهيدية في نيوهامبشاير في الولايات المتحدة ويوم "الثلاثاء الكبير". وأنتجت بطاقات مصورة لـ"36" سؤالا تؤدي إلى الحب.
تعاونت بيكتولين في الآونة الأخيرة مع ذي تايمز على قصة مصورة عن أزمة فنزويلا وقد تم منع دخول مراسل ذي تايمز "نيك كايسي" من دخول البلاد. وقال سالس إنهم اختاروا ذي تايمز يتشاركون التزمًا ممثالا حول التثبت من الحقيقة مما يعزز مصادقية المؤسسة. ساعدت بيكتولين اليونيسيف في حملة "ملصقات لأجل سوريا" والتي هدفت لجمع أموال ولفت الإنتباه.
إنه وقت الأعمال التجارية
اختبرت بيتكولين مصادر تمويل عدة خلال وجودها، لكن رعاية المحتوى أثبتت أنها الأكثر نجاحًا. ويقول غوزمان إن بيكتولين قادرة على العمل كوكالة إبداع. تقدم بيكتولين نفسها للمعلنين على أنها تعمل بصور توضيحية موسومة، توزع هذه القطع من العمل على الشبكات الإجتماعية المكتسبة بشكل جيد، مع حقوق للمعلن بنشر المنشور على قنواته الخاصة.
وقال راؤول باردو وهو رسام الصور التوضيحية في بيكتولين إن العملية غالبًا ما تتم بسلاسة، لقد طوّرنا الغريزة، نحن متفاعلون جدا مع الأحاديث الإجتماعية ونلتقط سريعًا حيث تهب الريح.
الفريق صغير بالنظر إلى عبء العمل: 16 شخصًا يعملون في بيكتولين، من ضمنهم الرسامين والمحررين والكتّاب، واختصاصيي وسائل التواصل الإجتماعي والمطورين ومندوبي المبيعات. ينتجون على الأقل 4 قطع من المحتوى يوميًا، والتي وصلت إلى 1500 منذ إطلاق بيكتولين. يتضمن هذا العدد المنشورات التحريرية بالإضافة إلى المنشورات المدفوعة).
نظرًا لإنجازاتها في المكسيك وفي من خلال اللغة الإسبانية في أميركا اللاتنينة، فإن خطط بيكتولين للمستقبل تدور حول االتوسع عالميًا. لا يزالون متفائلين بشأن إمكانية غزو الجمهور الأميركي، سواء كان ذلك يعني استهداف جميع السكان على نطاق أوسع أو التركيز على جمهور من اصل إسباني هناك. وقال سالس إن بيكتولين مهتمة ايضًا بالتوسع في البرازيل الناطقة باللغة البرتغالية. كما ذكر غوزمان اللغة الصينية المندارين، واللغة الهندية في الهند - كل الأسواق الكبيرة التي تكون أحيانًا لديها بطء في سرعة الإنترنت، حيث يمكن أن تكون الصور أقل استهلاكًا للبيانات من مقاطع الفيديو.
كما تطلق الشركة برنامج "السفير" لجذب المواهب من بلدان أخرى إلى المكسيك. تدعو بيكتولين من خلال هذا البرنامج الرسامين الضيوف من بلدان أخرى ليتمكنوا من التعاون مع المواهب الخارجية على أفكار جديدة، وهؤلاء السفراء يمكنهم أن يتعلموا من نهج بيكتولين في المقابل.
نحن نود أن نصبح عالميين بحلول نهاية عام 2017 وبداية عام 2018 وفق ما قال سالس.
ظهرت نسخة غير مقتبسة من هذا المقال في الأصل في مختبر نيمان وتمت إعادة نشره بإذن.
الصورة الرئيسية من موقع بيكتولين.