برنامج "جامعة الكبار" في بيروت: من قال إن الإعلام الإلكتروني حكر على الشباب فقط؟

بواسطة Bayan Itani
Oct 30, 2018 في مواضيع متنوّعة

منذ العاشر من أيار/مايو الفائت يجتمع خمسة وعشرين طالبا وطالبة في الساعة الخامسة والنصف من كل خميس لمتابعة رحلة تعرفهم على وسائل الإعلام الحديثة.

لكن الاستثناء هنا أن الطلاب تتراوح أعمارهم بين الخمسين والواحد وثمانين عاماً، واجتماعهم هو لمشاركتهم في مادة "المدخل إلى وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة" ضمن برنامج "جامعة الكبار" في الجامعة الأميركية في بيروت.

قالت منسقة البرنامج مايا أبي شاهين لشبكة الصحفيين الدوليين أن فكرة تأسيس البرنامج تعود إلى العام 2008 استناداً إلى دراسة أُجريت في محيط الجامعة الأميركية في بيروت وأشارت نتائجها إلى تزايد وحدة وعزلة الأشخاص ما فوق الخمسين عاماً. ويرجع فضل تأسيس البرنامج إلى الدكتورة سينثيا منتي والدكتورة عبلة سباعي، وقد بدأ العمل به في ربيع2010 ، ويدشن دورته الخامسة في الفصل الدراسي الحالي، ربيع 2012.

للمرة الأولى منذ انطلاقه يطرح البرنامج مادة عن وسائل الإعلام الحديثة أو "النيوميديا"، وتشرح منتي أن فكرة استحداث هذا الصف ترجع إلى اقتراحات الطلاب في الفصول السابقة من جهة، وإلى تزايد استخدام وسائل الإعلام الحديثة وحاجة كبار السن لمعرفة كيفية استخدامها للتواصل مع أبنائهم وأحفادهم من جهة أخرى. وإذ تؤكد أبي شاهين على ماذكرته منتي، فهي تضيف أن "بقاء كبار السن ناشطين فكرياً واجتماعياً قد يكون له دور إيجابي على صحتهم"، وتشدّد أن "كبار السن يملكون خبرات وقدرات هامة يمكن توظيفها لخدمة المجتمع".

وتطوّع النادي الطلابي في الجامعة المسمّى "التعاون الالكتروني" بإعطاء مادة النيوميديا لهذا الفصل، وهو نادٍ متخصص في إعطاء دورات مجانية عن وسائل الإعلام الحديثة لمختلف الأعمار.

وقال الأستاذ محمد حجازي، وهو الرئيس السابق للنادي ويتشارك إعطاء الصف مع الرئيسة الحالية الأستاذة لولوة كلش، أن "هذه هي المرة الأولى التي يرى أشخاصاً كبار السن بهذه الحماسة للتعلّم والتعرّف إلى النيوميديا"

ويشير حجازي أن "القيام بالتطوع لإعطاء هذا الصف ما هو إلا جزء من رسالة النادي بتعريف الناس عن كيفية الاستخدام الفعّال لوسائل الإعلام الحديثة بما يحقق المنفعة العامّة". هذا وشملت المواد المعطاة التعرف إلى الفايسبوك والتويتر، وإنشاء المدوّنات الكترونيّة، إلى جانب المعلومات الأساسية المتعلّقة بتحميل الصور والتحكّم بإعدادات الخصوصية وغيرها. ومن أصل ستة لقاءات على مدى ستة أسابيع يشكّلها الفصل، كانت أربعة من الجلسات تطبيقية، في حين أن الاثنتين الأخريين خُصصت للإجابة عن أسئلة واستفسارات الطلبة.

وعلى الرغم من عدم إقرار الصفوف التي ستُدرج في الدورة السادسة للبرنامج، إلا أن أبي شاهين أكدت أنه من المرجح جداً إعادة طرح هذا الصف، أو استحداث صفين عن النيوميديا أحدهما للمبتدئين والثاني لمن يملكون لمحة أساسية عنها، خاصة وأن أكبر عدد من الطلبات للبرنامج هذا الفصل كانت للالتحاق بهذا الصف. وأشارت أبي شاهين أن المعايير الأساسية لقبول الطلبة هي معرفتهم باستخدام الحاسوب والانترنت.

ويبدي الطلبة رضاهم بما تعلموه، فتقيّم سيلفا شيرنيان الصف بأنه "جيد جداً ويعطي لمحة عامة عن وسائل الإعلام الحديثة"، إلا أنها تضيف "أنه من المهم جداً الاستمرار بتطبيق ما تعلموه". هيلين سماحة ترى أن "المشجّع في هذا الصف وفي برنامج ‘جامعة الكبار’ بشكل عام هو أن الشباب يعلّمون كبار السن وليس العكس كما تجري العادة". وإذ تؤكد على أهميّة وسائل الإعلام الحديثة فهي ترى أن وجودها لا يجب أن يقضي على التواصل الاجتماعي اليومي بين الناس.

ويذكر أن تكلفة الدورة هي 100 دولار أمريكي.

مصدر الصورة: بيان عيتاني