عند تغطية المواضيع المعقدة والمستمرة، مثل اندلاع العنف والمحاكمات الجنائية، يحظى الصحفيّون عادة معلومات أكثر بكثير مما يستطيعون جمعه في الأحداث العاديّة، وذلك من أجل تغطية التقرير بكلّ جوانبه كما ينبغي، والنتيجة: سلسلة من المقالات المتكررة والضائعة التي يمكن أن تتجاهل أو تبالغ في تبسيط الصورة الأكبر.
يقول روتفيج باريخ وهو زميل في في مركز نايت وزميل مشارك فيPROTO ، وهي شركة ناشئة تدعم وسائل الإعلام في الهند: "الصحافة المنظّمة هي شكل جديد للسرد القصصي تكسر النمط القصصي العادي"، وأضاف: "يقسّم هذا الأسلوب في قسم المعلومات إلى فئات، والتي بدورها يمكن أن تساعد في تحسين تنظيم إعداد تقارير حول المواضيع التي تتطور على مدار فترات زمنية طويلة"، ويضيف: "تلاقي الصحافة المنظّمة حاجات مختلف القرّاء من أولئك الذين يريدون قصة ملخّصة إلى أولئك المهتمين باستكشاف كل زاوية في القضية".
والجدير ذكره أنّ باريخ يعمل في تطوير الأدوات والتقنيات الرقمية لمساعدة غرف الأخبار في الهند على توسيع نطاق التغطية الصحية والتنموية، من خلال مشاريع الصحافة المنظّمة.
لقد استخدمت غرف الأخبار الكبيرة والصغيرة في جميع أنحاء العالم الصحافة المنظّمة لتغطية مواضيع مثل العنف والسلطة وتقصّي الحقائق وقضايا المحاكم والترفيه وغيرها. وقدم باريخ في ندوة دراسية حديثة عبر الإنترنت بدعم من مؤسسة داو جونز، نظرة عامة حول الصحافة المنظّمة وأساليب تنفيذها في غرف الأخبار.
نصيحة لاختيار الموضوع الصحيح
ولفت باريخ الى أنّ المفتاح لمشروع صحافة منظّمة ناجح هو اختيار الموضوع المناسب. ويقترح اختيار قضية مدنية محددة بشكل جيد تؤثر على حياة الناس اليومية. على سبيل المثال، يتتبع مشروع Land Conflict Watch القائم على البيانات النزاعات الجارية المتعلقة بملكية الموارد والأملاك والتي تحدث في جميع أنحاء الهند. الموضوع واسع بما فيه الكفاية بحيث يمكن فحصه من العديد من الزوايا المختلفة - بما في ذلك البيانات المتعلقة بنوع الأرض المتنازع عليها (الخاصة أو العامة)، والأسباب الكامنة وراء النزاع، والقطاع أو الصناعة المعنية، والمنطقة الجغرافية وأكثر من ذلك - وستبقى ذات صلة على مدى عدة أشهر وسنوات. كما يتم تعريف الموضوع بوضوح.
إضافةً الى ما تقدّم، طوّر باريخ وفريق PROTO التكنولوجيا التي تشغّل .Land Conflict Watch
وهناك مثال جدير بالإهتمام، يتمثّل بمشروع الصحافة المنظّمة من الجارديان The Counted قام بتعقب عدد الأشخاص الذين قُتلوا على يد الشرطة في الولايات المتحدة في 2015-2016. ويتضمن هذا التحقيق بيانات عن عمليات القتل، وقصص الضحايا، وفحوصات معمقة لإجراءات الشرطة، وتحليلات للإتجاهات الوطنية خلال الفترة الزمنية المحددة.
إضافة وسائط متعددة للسرد القصصي
وقد شدد باريخ على أهمية تضمين عناصر الوسائط المتعددة مثل مقاطع الفيديو والخرائط التفاعلية، كما هو الحال في مستكشف الإستطلاع الخاص برويترز. ويتضمن المشروع نتائج استطلاعات الرأي لرويترز/ايبسوس حول مجموعة واسعة من المواضيع، من الهجرة إلى جوائز الأوسكار، والتي يتم عرضها في الرسوم البيانية التفاعلية.
ويقول باريخ: "تسهِّل هذه العناصر الديناميكية على الصحفيين الوصول إلى نطاق أوسع من القراء لأن هذه البنية تسمح للمستخدمين اختيار التجربة والمعلومات الأكثر اهتمامًا بها". ويضيف: "إنّ إضافة أجزاء ديناميكية - مثل الخرائط التفاعلية ومقاطع الفيديو والصوت وغيرها - تجعل القصص أكثر جاذبية وإشراكًا".
ويحذر باريخ أيضًا من محاولة تحويل الصحافة المنظّمة إلى موقع شامل، حيث تفقد الصحافة المنظّمة فعاليتها عندما يتم التعامل مع مواضيع متعددة في وقت واحد. وختم قائلاً: "ما يمكنك الحصول عليه هو موقع عبارة عن مجموعة من مواقع فرعية متعددة، ويستهدف كل موقع فرعي موضوعًا محددًا للغاية".
شاهد البرنامج التعليمي الكامل أدناه.
تعرف هنا على المزيد من سلسلة ندوات داو جونز
الصورة الرئيسية مرخصة على أنسبلاش بواسطة Hal Gatewood.