منذ أن أصبحت مواقع التواصل الاجتماعية كتويتر وفيسبوك أدواتاً أساسية لدى الصحفيين والأخبار وغرف الأخبار فإنه من الضروري استخدامهم لإشراك الجمهور بطريقة جديدة ومبدعة، مع الحفاظ على المعايير الأخلاقية. إن تحقيق هذا التوازن صعب جداً لدى العديد من المراسلين، والبعض قد واجه نتائج وخيمة هنا بسبب التعبير عن آرائهم من خلال 140 حرفاً أو أقل.
ولكن بعض الممارسات التي تثير الامتعاض من إشراك وسائل الإعلام الاجتماعية لم تعد محظورة، وذلك بحسب أفضل المحررين على وسائل التواصل الاجتماعية الذين شاركوا في منصّة "النقاش حول الإعلام الاجتماعي: أفضل الممارسات مقابل العادات السيئة" وذلك في مؤتمر جمعية الأخبار على شبكة الويب 2012 في سان فرنسيسكو. كان محرر الإعلام الإجتماعي في وكالة الأسوشييتد بريس إيريك كارفن يلعب دور الوسيط أو رئيس الجلسة في هذه المنصة.
تالياً نقاط خاصة بقواعد السلوك في وسائل التواصل الاجتماعية التي تغيرت في السنوات القليلة الماضية:
تراجع "وجهة النظرمن اللا مكان"
لقد استبدلت وجهة النظر التي تتبنى فكرة أنه يجب على الصحفيين نقل الحقائق والأنباء العاجلة، بوجهة نظرً مغايرة وهي أنه من الطبيعي على الصحفي أن يملك وجهة نظر ويظهر جوانب من شخصيته. قالت نيكيتا باتيل: "إن كنتم قد سألتموني من سنتين كان سيكون جوابي أنه ليس من المسموح على الصحفي أن يكون لة آراء خاصة على تويتر."
وتقول باتيل، والتي هي مديرة الإنتاج لوسائل التواصل الاجتماعية في شبكة سي أن أن: "نحن بشر أيضاً، ونملك آراءً. طالما أنك لا تخلق الخلافات أو تحاول إثبات وجهة نظرك بشكلً دائم فأعتقد أنه من العادي جداً أن تملك رأيك الخاص".
بالنسبة لليز هيرون مديرة الإعلام الإجتماعي في صحيفة وال ستيريت فهي تعتقد أن الصحفيين هم في أفضل أحوالهم من خلال الإعلام الإجتماعي لأنه سمح لهم بتقديم التحليلات التابعة للقصة بدلاً من تقديم القصة فقط.
حذف التغريدات موضوع خاضع للنقاش
لقد كانت ليز هيرون تعتقد أنه لا يجوز أبداً أن تحذف تغريدة. "في بالواقع لقد غيّرت من فلسفتي في ما يختصُ بذلك"، هكذا عبّرت ليز عن موقفها الحالي،. وتتمنّى هيرون أن يوفّر تويتر أداة لتصليح الأخطاء كي لا تنتشر بشكل كبير. فإذا كان في التغريدة رابط سيئاً أو أخطاء طباعية فيمكنني حذفها وإرسال التصحيح."
تتشارك باتيل الرأي مع محرر الإعلام الإجتماعي في رويترز أنطوني دي روزا واللذين يعتقدان أن الطريقة الأفضل للتعامل مع المعلومات الخاطئة الواردة في تغريدة هي عدم المساس بها وإلحاقها بتغريدة منفصلة تحمل تصحيحاً للأولى. أما الموضوع الذي لم يخضع للنقاش بعد هو: عندما تجلب التغريدة تعليقات وردود أفعال مختلفة تسترعي التوضيح، فننصح هنا بعدم تجاهل ما حصل بمجرد حذفها والتصرف كأن شيئاً لم يكن.
قد لا تكون سياسات الإعلام الاجتماعي ضرورية
لقد اتخذت نيويورك تايمز قراراً بعدم وضع سياسة محدّدة لإعلامها الاجتماعي خاصةً أن دليل التوجيهات الحديث الآن يمكن أن يصبح قديماً غداً، بحسب قول هيرون. إلاّ أنّ مراسلي "صحيفة ذا وال ستريت" قد طلبوا بوضع دليلاً للتوجيهات.
تؤمن باتيل أنه على غرف الأخبار التركيز بشكل أقل على وضع قوانين وتوجيهات سلبية، وتستعيض عنها بالممارسات الجيّدة وتمكين قدرات موظفيها على استعمال وسائل التواصل الاجتماعية بشكل دقيق.
تخلق الصور قضايا أخلاقية جديدة
تقول هيرون إن السرد القصصي المصوّر هو "لغة شبكات التواصل الاجتماعية في هذه الأيام". إن الصّور الكثيرة ذات خاصية التعهيد الجماعي (نتاج الناس والمجتمعات) هي أساس إعداد السرد القصصي، إلا أنها تشكّل معضلات جديدة لمحرّري الإعلام الجديد الذين عليهم اتخاذ القرارات الملائمة حول التوقيت المناسب والطريقة الملائمة لنشر هذه الصور.
هل تريد استخدام صورة وجدتها على مواقع الإعلام الاجتماعي؟ تقترح اللجنة عليكم هذه الخطوات:
جد الشخص الذي نشر هذه الصورة، تأكّد من صحّة ما نشروه ومن مصداقيته، اطلب الإذن لاستخدامه وتأكّد من وضع مصدره أو السمات الخاصة به. برأي باتيل أنه يجب على المؤسسات الإعلامية إيجاد عملية موحّدة يتبعونها في إعادة نشر الصور ووضع إشراف قانوني على هذه العملية.
ما المستجد على الإعلام الاجتماعي والأخبار؟
يؤمن دي روزا أن عملية الالتقاء ما بين الفيديو والإعلام الاجتماعي ستأخذ على الأرجح حيزاً كبيراً للنقاش في السنة القادمة. ترى باتيل أن السرد القصصي الصوتي سيعاد إطلاقه بقوة، أما هيرون فتنصح بالاطلاع على موقع (Reddit) ريديت و (هو الذي استخدمه الرئيس باراك أوباما في جلسة "اسألني ما تريد" وقد زاد من عمليات المستخدمين على الموقع.)
يمكنك قراءة المزيد عن اللجنة التي عقدت هنا، بالإضافة إلى الاستماع إلى الصوت المسجل عنها هنا.
الصورة المستخدمة هي تحت رخصة المشاع الإبداعي لكسينيكو على موقع فليكر.