في الأحياء الفقيرة في نيروبي يقول العديد من الأشخاص أنهم ينوون عدم تناول إحدى الوجبات الغذائية ليتمكّنوا من تحمل نفقات الهاتف المحمول. "إن الهاتف المحمول يساعدهم علي النهوض بحياتهم علي المدى البعيد، وذلك من خلال قدرة أفضل للوصول إلى المعلومات والمصادر ومن ضمنها الطعام" وذلك بحسب قول غابريال غوثاي نائب الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات العالمية ألكاتيل لوسنت. وقال: " الوصول إلى المعلومات أصبح أمراً رئيسياً كالماء والكهرباء".
هذه الحاجة الماسّة للوصول إلى المعلومات مترافقة مع البناء العمراني المدني الذي يطرأ على أفريقيا، محدثاً تغييرات دراماتيكية في الطريقة التي يشارك فيها الناس المعلومات مع بعضهم البعض وفي طريقتهم في استهلاك هذه المعلومات. ظهر ذلك في تقرير صادر عن المركز العالمي للمساندة الإعلامية الذي اقتبس عن غوثاي.
إن الهواتف المحمولة والأجهزة الهاتفية الأخرى المنتشرة بشكلٍ كبير تتحوّل شيئاً فشيئاً لتصبح منصةً عالمية. إن تواجد الهواتف المحمولة في بعض المدن الأفريقية قد تخطّى نسبة 100٪.
يقول غوثاي: "لقد كان هناك خمسة مليون هاتف محمول في أفريقيا عام 2000، أما اليوم فقد وصل العدد إلى 500 مليون هاتف، ونتوقع أن يصل العدد إلى 800 مليون عام 2015. وتجدر الإشارة إلى أنه من 20 إلى 30 بالمئة من هذه الهواتف مجهّزة لاستخدام الإنترنت، ومن المتوقّع أن ترتفع النسبة إلى 80٪ عام 2015."
يتوقع غي بيرغر رئيس حرية التعبير والتطوّر الإعلامي في الأونيسكو وقائد منتدى المحررين المحليين في أفريقيا الجنوبية، أن يتخطّى الهاتف المحمول أهمية استقبال البث للوسائل المرئية والمسموعة ليصبح الوسيلة الأولى التي يعتمد عليها في القارة الأفريقية. إن التحوّل الذي حصل من الراديو والتلفزيون إلى الهواتف المحمولة والأجهزة الهاتفية الأخرى قد خلق نوعًا جديدًا من التحدّي بالإضافة إلى الفرص المتاحة للوسائل الإعلامية. إن الوسائل المرئية المسموعة تلك الدولية التقليدية كصوت أميركا، وبي بي سي، والجزيرة، وCCTV الخاص بالصين، وSABC في أفريقيا الجنوبية تقوم جميعها بإطلاق خدمات جديدة مبرمجة بطرق مختلفة. أطلقت VOA برنامج إعلام جديد في أفريقيا يتضمن مئات من المواطنين الصحفيين الذين يكتبون القارير من كونغو، ويطلقون المراكز الحوارية الجديدة مستعينين بمواقع الإعلام الاجتماعي.
"نحن نخاطب الناس بطريقة مختلفة" كما تقول كواندولين أف. ديلار، مديرة VOA شعبة أفريقيا، فالطريقة القديمة كانت اشتراكية تعمل على المجموعات. "كان الناس يعرّفون عن أنفسهم من خلال المجموعات المنتمين لها، وبالتالي تبث المادة الإعلامية للمجموعة ككل"، أمّا الآن فقد اختلف الموضوع وأصبح المواطن يعرّف عن نفسه كفرد مستقلّ. لذا يمكنك الآن أن تبثّ للشخص "الذي يحمل الجهاز المحمول في جيبه أو شنطته". هذه الضخامة في سوق الهواتف المحمولة فتحت فرصاً جديدة لوسائل الإعلام المستقلة كما للمصادر الجديدة لنقل الأخبار، والمعلومات، والتعليم ، والصحة والترفيه. كما أنها سمحت للمواطنين الصحفيين بمراقبة ومحاسبة حكوماتهم، بالإضافة إلى سهولة وصول الحكومات لمواطنيهم.
بعض الأمثلة التي تمّ التركيز عليها في التقرير:
· Hatari، هتاري تسمح لمواطني كينيا بالإبلاغ عن الرشاوى والفساد بواسطة البريد الإلكتروني، والرسالة النصيّة، والتغريدة على تويتر.
· M-Maji أم ماجي توفر المعلومات في الأوقات المحدّدة والصحيحة للمناطق المدنية الفقيرة عن المياه النظيفة (أسعارها، ومورديها، وتوافرها) وكل ذلك على الهاتف الجوال.
· لوح ميمي هو عبارة عن خدمة تضعها على هاتفك المحمول مزوّدة بلوح تنبيه، وقد نالت أعلى تصويت في إفتتاح قمّة الإبتكار الأفريقي.
قام الأستاذ، الصحفي المخضرم والإعلامي التنفيذي آدم كلايتون باول الثالث بتأليف التقرير، "المدن الكبرى، شاشات أصغر حجماً: التحضُّر، والهواتف المحمولة، واتجاهات الإعلام الإلكتروني في أفريقيا."
يمكنكم قراءة التقرير كاملاً هنا، بنسخته بي دي أف.
الصورة لكان بانكس، شبكة كينوانجا.