إليكم الضوابط المهنية والأخلاقية بالتغطية الصحفيّة لحوادث الانتحار

بواسطة أسماء قنديل
Nov 8, 2021 في موضوعات متخصصة
صورة

يتبارى الكثير من الصحفيين في نشر مقاطع الفيديو ذات الطبيعة الإثارية على مواقعهم الإلكترونية وصفحاتها على الشبكات الاجتماعية لجذب أكبر عدد ممكن من أيقونات الإعجاب، والمشاركات، وكتابة التعليقات، ومن أمثلة هذه الفيديوهات التي انتشرت بكثرة هي المتعلقة بأخبار الانتحار وخصوصاً للحوادث التي سُجّلت بين فئة الشباب. وهناك العديد من السقطات المهنية لبعض الصحفيين الذين يريدون تحقيق السبق الصحفي من خلال ترويج هذه النوعية من مقاطع الفيديو، مثل تداول فيديو لواقعة "انتحار فتاة مول سيتي ستارز"، وفيديو "انتحار طالب كلية الهندسة من فوق برج القاهرة"، مما تسبب في ثورة عارمة من قبل الكثير من المستخدمين، وطالبوا بأهمية تطبيق أكواد مهنية عند تغطية حوادث الانتحار.

في هذا الصدد، تعرض لكم "شبكة الصحفيين الدوليين" الضوابط المهنية والأخلاقية التي يجب على الصحفيين تطبيقها عند كتابة موضوعاتهم من واقع الأدلة الإرشادية ومدونات السلوك التي وضعتها المنظمات والجمعيات المهنية التي تُرسي قواعد العمل الإعلامي.

وقد أشار الموقع الإلكتروني لـ"منظمة الصحة العالمية" إلى أنّ أكثر من 700.000 شخص ينتحرون كل عام، وأنّ الانتحار هو رابع سبب للوفاة عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عامًا، وأنّ 77% من حالات الانتحار في العالم تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ويعتبر ابتلاع المبيدات، والشنق، والأسلحة النارية من بين الأساليب الأكثر شيوعًا للانتحار على مستوى العالم.

وقد أصدرت "منظمة الصحة العالمية" دليلاً مهنياً باللغة الإنجليزية يحتوي على أهم البنود التي ينبغي على الصحفيين إتباعها عند إعدادهم تغطيات صحفية حول ضحايا الانتحار، وذلك على النحو التالي:

  • أن يهتم الإعلاميون بتوعية وتثقيف جمهور حول الأسباب المؤدية للانتحار.
  • أن يبتعد الصحفيون عن طابع الإثارة في تغطية الموضوعات المتعلقة بقضايا الانتحار.
  • أن يتجنب الصحفيون الوقوع في فخ الوصف الصريح للطريقة التي أقدم بها الشاب على الانتحار حتى لا يقدمون طرقاً متنوعة للكيفية التي استخدمها الشاب المنتحر.
  • يجب ألا يذكر الصحفيون معلومات تفصيلية حول موقع الانتحار أو المكان الذي شهد محاولة الانتحار.
  • يجب أن يكون الصحفي دقيقاً في اختيار المفردات والألفاظ التي تعبر عن واقعة الانتحار.
  • يجب عدم نشر الصور، والفيديوهات، واللقطات الحية التي توثق لحظة الانتحار.
  • ‏‎يجب أن يقدم الصحفي معلومات حول الأماكن التي تقدم المساعدة للأسر أو الشباب الذين يحتاجون إلى كافة أشكال الدعم النفسي حتى لا يقبلون على الانتحار.
  • يجب أن يحترم الصحفيون خصوصية الشاب الذي انتحر.

صورة

في هذا السياق، قرّر "المجلس الأعلى لتنظيم للإعلام" في مصر مناقشة بنود كود جديد لتغطية حوادث الانتحار في 20 سبتمبر/أيلول الماضي، وذلك بعد استطلاع الآراء وفقًا لما أشارت إليه مواقع إخبارية، ومن أهم محددات هذا الكود:

    • يجب تغطية حوادث الانتحار في إطار تقديس واحترام الحق في الحياة، والمحافظة على النفس البشرية.
    • يتعين عدم اتخاذ حوادث الانتحار وسيلة لزيادة المشاهدة أو التفاعل أو المبيعات.
    • يتعين تجنب استخدام عبارات التمجيد أو الإعجاب أو التبرير أو الترويج لحوادث الانتحار لتجنب تأثر الجمهور بها، ويجب الحذر عند صياغة العناوين، والمانشيت المتعلقة بها وعدم استخدام اللغة المثيرة أو الرنّانة، وتجنب أي شائعات حولها.
    • أن تمتنع وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية عن بث مقاطع الفيديو أو روابط التواصل الاجتماعي لحوادث الانتحار ومحاولاته، وعند وجود ضرورة قصوى لتغطية حوادث الانتحار، يتعين:
    • وضع رسالة تحذيرية تنبه الجمهور بأنّ المحتوى شديد الحساسية.
    • عدم التشغيل التلقائي لمقاطع الفيديو أو روابط التواصل الاجتماعي، بل يجب الحصول على موافقة المتصفح قبل تشغيل المحتوى، للتأكد من رغبته في مشاهدة المحتوى.
    • عدم تكرار بث أو نشر الخبر بدون داع.
    • عدم تثبيت الخبر.
    • يتعين عدم إبراز حوادث الانتحار أو إعطائها مواقع الصدارة في النشر أو البث، بل يجب أن تُعطيها المواقع الإلكترونية أولوية متأخرة في ترتيب العرض أو مكان النشر.
    • يتعين اتخاذ حوادث أو محاولات الانتحار، مناسبة لتحذير المجتمع من خطرها وأثرها السلبي على الفرد والأسرة.
    • ينبغي الحرص عند تغطية حوادث الانتحار بالنسبة للمشاهير أو الشخصيات المعروفة.
    • أن يتم توضيح موارد وأماكن الدعم الطبي والنفسي والمجتمعي المتوافر، وذكر وسائل الاتصال وخطوط المساعدة الهاتفية والإلكترونية وغيرها لمواجهة مثل هذه الأزمات.
    • يتعين تجنُّب الضرر النفسي الواقع على ذوي وأسر أصحاب حالات الانتحار من جرِّاء التغطية الصحفية أو الإعلامية أو النشر، ويجب الحفاظ على خصوصيتهم بعدم ذكر بيانات الشخص الذي تَعرَّض لهذا الحادث أو عنوانه أو وسائل التواصل، وتجنُّب الخوض في تفاصيل لا تفيد القارئ أو المشاهد أو المجتمع.

إقرأوا أيضًا: مشروع صحفي حول الانتحار.. إليكم أبرز التوجيهات

 

ويعلق محمد الهواري مدير تحرير صحيفة "المصري اليوم"، واستشاري التدريب والتطوير الإعلامي، على هذا الأمر، قائلاً: "تشهد الفترة الأخيرة تراجع المعايير المهنية في قضايا النشر وخصوصاً فيما يتعلق بقيام بعض الإعلاميين بنشر الفيديوهات الحيّة لحوادث الانتحار لتحقيق السبق الصحفي، والتي يتبادلها مستخدمو الشبكات الاجتماعية فيما بينهم غير عابئين بمشاعر ذويهم"، مضيفاً بأهمية التزام الصحفيين بالقيم المهنية عند تغطية حوادث الانتحار وذلك من خلال إتباع النصائح الآتية:

    • أن يسأل الصحفي نفسه مجموعة من الأسئلة: هل لديه معلومات كافية عن الواقعة نفسها؟، وهل لديه معلومات كافية عن الشخص الذي انتحر؟، هل لديه تصور لطبيعة النشر حول هذه النوعية من الموضوعات؟، وهل لديه تصور لتداعيات عملية النشر؟
  • أن يتأكد الصحفي من مصداقية المعلومات المتاحة حول واقعة الانتحار.
    • عدم توضيح الوسيلة المستخدمة في الانتحار وطريقة الانتحار حتى لا يتم تشجيع الشباب لتقليد طريقة الشاب في الانتحار ومنعا لازدياد حالات الانتحار.

إقرأوا أيضًا: إرشادات للصحفيين لإعداد تقارير عن الإنتحار

الصورة الرئيسية تحمل رخصة المشاع الإبداعي على موقع "freepik"، وقد تم تعديلها، ويمكن تحميلها من خلال الضغط هنا.

الصورة رقم (2) تحمل رخصة المشاع الإبداعي على موقع "freepik" ويمكن تحميلها من خلال الضغط هنا.