"إن إنعدام التناسق في المعلومات، وليس عدم توافرها ولكن عدم القدرة على استيعابها ومعالجتها بذات السرعة والكمية التي تصل فيها إلينا، هي واحدة من أكثر المشاكل الملاحظ شيوعِها بين المواطنين فيما يتعلّق بالطريقة التي يختارونها لعيش حياتهم"، هكذا كتب توم فرايز في كتيّب صحافة البيانات.
هناك حركة فعلية لإصلاح هذه المشكلة من خلال ظهور صحافة البيانات حول العالم. لا يمكن أن تتجلَّى هذه الحركة أكثر من انتشارها في أفريقيا حيث أصبحت إحدى الدورات التدريبية المكثّفة نموذجاً لإطلاق صحافة البيانات في الدول النامية.
تعمل المبادرة الإعلامية الأفريقيّة (AMI) على قيادة عدد من الدورات في صحافة البيانات للصحفيين، والمطوّرين، وآخرين غيرهم من دول مختلفة منها كينيا وتنزانيا وجنوب أفريقيا وغانا ومولدوفا. وتعقد هذه المبادرة حلقة دراسية تمتد لثلاثة أيام خلال هذا الأسبوع في أكرا.
"يصل المشاركون إلى الدورة من دون سابق معرفة حول كيفية استخدام جداول غوغل، وينهون الدورة مع تعلّم كيفية استخدام البيانات عن شبكة الويب، ويقومون ببناء أوّل خريطة تحمل قصّةً سردية وأوّل رسم بياني وأوّل الدلالات على قواعد البيانات"، بحسب قول الاستراتيجي جاستين آرنستاين، الذي ساعد على تنظيم هذه الدورة التدريبية كجزء من زمالته في مؤسسة نايت العالمية للصحافة.
يتابع آرنستاين القول "نقوم بذلك من خلال استقدام أفضل المدرّبين، ومزاولي المهنة في مجال صحافة البيانات، محافظين على عدد لا يقل عن ثمانية مدرّبين في كل دورة. فنحظى بالتدريب الذي يقوم بقيادته الخبراء في غوغل، وفريق عمل بيانات صحيفة الغارديان الحائز على جائزة، ومركز الصحافة الاستقصائية في المملكة المتحدّة، ومؤسسة المعرفة المفتوحة ومنظمة OpenSpending.org في ألمانيا، بالإضافة إلى شركة أوباندي لرسم الخرائط وتطوير نظم المعلومات (GIS) في كينيا. تحصل الدورات التدريبية على الدعم التقني من غوغل أما الدعم المادي فمن معهد البنك الدولي.
سيتعلّم المشاركون كيفية "إيجاد، واستخراج، وتحليل البيانات العامة، من خلال استخدام أدوات التدقيقات الرقمية ذات الفعالية في عرض القصص. كذلك سيعملون في مجموعات لتطوير تطبيقات الأخبار الخاصة بالهواتف المحمولة، بالإضافة إلى المواقع حيث التفاعل والمشاركة المدنية، بهدف زيادة عدد مشاريع التحقيقات الصحفية الإخبارية التقليدية"، بحسب موقع الدورة التدريبية الإلكتروني. سيحظى الأفضل من بين هذه المشاريع على تمويل أساسي يقدّر بمبلغ 2000 دولار أميركي كمساعدة لبناء النماذج الأوّلية ، بحسب قول آرنستاين.
لا تكتفي هذه الدورات بتدريب المشاركين ومن ثم الانتقال إلى المدينة التالية، بل يتم إرشاد المشاركين إلى المجتمعات المناسبة للعمل فيها على صحافة البيانات في مختلف المناطق في أفريقيا.
"تقع هذه الدورات التدريبية في صلب عملنا في شبكة الهاك هاكرز (HacksHackers) (HacksHackers)، والتي تملك أقساماً متفرعة في 10 من أهم المدن في القارة الأفريقية، وهي تساعد "خريجي" دوراتنا التدريبية على متابعة ثقل معلوماتهم ومهاراتهم من خلال لقاءات شهرية بعد انتهاء الدورة. يتبع الدورات التدريبية (DataLiberation scraperthons) وهي (المخازن الأساسية للبيانات www.AfricaOpenData.org وأكبر مصدر للبيانات ذات المصادر المفتوحة في كلّ أفريقيا) وهي بدورها متتبعة من قبل (48-hour Code4Democracy hackathons) بحسب قول آرنستاين. ويتابع قوله "نحن نصنع غرف الأخبار من (خلال غوغل)، هي صفوف للمتخرّجين من دوراتنا لتعلّم المهارات الإضافية ومتابعة ما هو جديد."
بعدما شاهد آرنيستاين يغرّد عن الدورة التدريية، سافر مهندس تكامل النظم جان لوك أن تي آي أنواميكانغ على نفقته الخاصة من بنين إلى غانا من أجل هذه الدورة التي امتدّت لأسبوع كامل. بعد مضي اليوم الأوّل، قال عبر البريد الإلكتروني الخاص به ، "أنا جاهز من أجل القيام بالرحلة ذاتها أو الإضافة عليها لتعلّم المزيد. [هذا هو] نوع المساعدة الذي نحتاج له في أفريقيا، التعلم والتسلّح بالمعدّات التي تخولّنا للتنافس مع الآخرين، من أجل الوصول إلى مكانة دولية في ما نقدّمه."
تابع النقاشات حول الدورات التدريبية من خلال البحث على هاشتاغ #dbootcamp على تويتر.