إرشادات لتكييف عروض أفكار القصص للتنسيقات المكتوبة والصوتية والبصرية

Apr 24, 2024 في الصحافة المستقلة
شخص ما يقوم بالعصف الذهني وتدوين الملاحظات.

في نظامنا الإعلامي الذي لا يهدأ – حيث يتدفق المحتوى على مدار الساعة عبر المنصات – يُصبح اختيار التنسيق الأفضل لقصة ما أمرًا جوهريًا. فبينما قد يبدو عمق مقالة، أو التفاعل المباشر مع نشرة إخبارية، أو التجربة الحسية لبودكاست أمرًا جذابًا، فإن لكل وسيلة إعلامية مجموعة قواعدها الخاصة وتوقعات جمهورها التي لا بد من مراعاتها.

ويتجاوز اختيار طريقة عرض قصتك مجرد القدرة على إظهار مجموعة متنوعة من المهارات، فهو يؤثر على كيفية استقبال تغطيتك، ومشاركتها وتذكرها.

ولكن كيف تُكيّف أفكار القصص لتتناسب مع وسائل الإعلام المختلفة؟ تحدثت مع خمسة خبراء قدموا إرشادات حول كيفية إعداد القصص المكتوبة والصوتية والبصرية بداية من مرحلة الاقتراح ووصولًا إلى النشر.

وإليكم ما شاركوه:

المقالات

ويدور الترويج الفعّال لأفكار المقالات، التي تُشكل ركيزة أساسية لأغلب الصحفيين المستقلين، حول تسليط الضوء على ارتباط القصة بالوضع الراهن وحُسن توقيتها.

وقالت مؤسسة ورئيسة تحرير المجلة الإلكترونية The Dial، مادلين شوارتز، إنّ "القصة الجيدة لها زاوية واضحة، وتُساهم بمعلومات جديدة، وتُسلط الضوء على مشكلة قائمة"، مضيفة "ينبغي أن يُجيب العرض الأوليّ للفكرة على الأسئلة التالية: ما المعلومات التي تُقدمها هذه القصة؟ لماذا هذه القصة مهمة؟ لماذا الآن؟".

وشددت شوارتز على أهمية إظهار بعض الأبحاث الأوليّة والعمل التحضيري، وتقديم خطة عمل لتغطيتك. كما أنّ تضمين أسماء بارزة ذات صلة في عرض فكرتك، عندما يكون ذلك ممكنًا، قد يضيف أيضًا المصداقية لمقترحك.

النشرات البريدية

وتتطلب عروض أفكار النشرات البريدية إبراز شخصية فريدة تلفت الانتباه وسط صندوق البريد الإلكتروني المزدحم. ونصحت رئيسة تحرير النشرة البريدية المتخصصة في الحلول المناخية، Hothouse، كادينس بامبينك، أن تكون النشرات البريدية في صميم الموضوع، ويُفضل أن تُكتب بنفس أسلوب المؤسسة الإعلامية، مضيفةً: "ومن المفيد أيضًا تضمين روابط لأعمال توضح تنفيذًا مماثلًا للأسلوب".

وقدمت بامبينك بعض الإرشادات المفيدة للتعامل مع قيود التواصل عبر البريد الإلكتروني، قائلةً: "أحاول التكليف بموضوعات تتراوح ما بين 1,800 و2,500 كلمة، ويمكن أن يتغيّر ذلك بناءً على الصور التي أرغب بتضمينها". ولكن هناك إمكانية لتقسيم السرديات المليئة بالتفاصيل الكثيرة إلى نشرات بريدية أكثر. وأضافت بامبينك: "لأنّ نشرة Hothouse تتناول أسئلة عميقة عن تغير المناخ وحلوله، فقد تحولنا إلى التكليف بالمزيد من الإصدارات المتسلسلة".

موضوعات الصور والفيديوهات

وبالنسبة للقصص البصرية، دعت مصورة الوثائقيات وصانعة الأفلام وأستاذة الصحافة في كلية الصحافة بجامعة كولومبيا‏، نينا بيرمان، إلى وجود رؤية واضحة وتخطيط لوجستي. وقالت بيرمان: "ينبغي أن يعالج عرض الفكرة على الفور ما سنراه، وما يمكن للصحفي الوصول إليه، وما هي الأحداث أو المشاهد المهمة التي سيتم تصويرها إن وجدت". كما ينبغي عليك مراعاة الميزانية المحتملة، إذ إنّ مشاريع الفيديو عادة ما تتطلب جهدًا جماعيًا، بينما تتمتع المقالات المصورة بمرونة أكثر فيما يتعلق بالعمل الفردي.

واستكملت بيرمان: "قل دائًما أسباب أهمية القصة في الوقت الحالي، وفي حالة تغطيتها من قبل، فلماذا سيكون نهجك أو لغتك البصرية فريدة"، مضيفة "بالنسبة للمقالات المصورة، نحتاج أيضًا معرفة النهج البصري والجماليات".

وقد يرغب بعض المحررين في رؤية لوحة مُزاجية (Mood Board)، ومجموعة من الصور والمواد الأخرى لتوضيح توجّه المشروع. وإذا كانت لديك علاقة وثيقة مع غرفة الأخبار، فلست بحاجة إلى تصوير أي شيء مسبقًا قبل أن يتم تكليفك بمهمة، أما بالنسبة للصحفيين المبتدئين قد يُضّمنوا معاينة مُسبقة للعمل.

ونصحت بيرمان الصحفيين بتطوير فكرة العرض السردي، والذي يعني أنّك ضمنت مشاركة المصادر المحتملة، موضحة "يحتاج الصحفي إلى وصف المشاهد أو الشخصيات ذات الصلة، وأماكن معيشتهم، وماذا يفعلون، والأهم من ذلك، ما يمكننا رؤيتهم يفعلونه وكيف يرتبط ذلك بالقصة".

المقالات البصرية

وشرحت كايتلين رالف، من المنصة الرقمية التي تُركز على البيانات، The Pudding، ومديرة الاستوديو في وكالتها الإبداعية الداخلية، Polygraph، أنّ "المقال البصري يدور حول قصة من الأفضل سردها بصريًا"، ويُفكك هذا التنسيق الموضوعات المعقدة المستدامة إلى مخرجات متنوعة – تتراوح بين تصور البيانات والفيديو والألغاز والألعاب وحتى السلع المادية – بطرق لا تستطيع الكلمات وحدها التعبير عنها.

ومع ذلك، فإن امتلاك مهارات الرسوم البيانية أو البرمجة ليست متطلبًا أساسيًا مسبقًا عند الترويج لفكرة، على الأقل بالنسبة لـ The Pudding. وقالت رالف: "نتعامل مع الصحفيين المستقلين بغض النظر عن ذلك، فالأمر مزيج من التوافق، واهتمام الفريق، وإجمالي الموارد/الإمكانات المتاحة في تلك اللحظة".

وضع في اعتبارك الموضوعات التي تتحدى الافتراضيات السائدة وتدعو القراء إلى النقاشات، ويكمن مفتاح الحصول على تكليف بالعمل على قصة في توضيح كيف يُمكن للعناصر البصرية تبسيط وتعزيز السرد، وليس العكس.

البودكاست

ويحتاج البودكاست إلى قصص تجذب المستمعين حلقة تلو الأخرى. وأشارت المنتجة ومنتجة التطوير في Mags Creative، وهي الشركة المنتجة لمسلسلات وثائقية صوتية مثل Frozen Out التابعة لبي بي سي، روينا هينلي: "ربما يكون البودكاست أكثر شبهًا للتليفزيون من الصحافة المكتوبة".

وشرحت هينلي: "إذا كنت صحفية أروج لفكرة، سأركز طاقتي على إيجاد قصص مذهلة". وبالمقارنة مع التنسيقات القابلة للتكرار مثل البرامج الحوارية الأسبوعية، من المرجح أن يتم اختيار هذه الموضوعات الفريدة. ويكمن الهدف في أخذ المستمعين عبر قصة – وليس موضوعًا عامًا – لها بداية ووسط ونهاية مميزة، وشخصيات وأحداث، والأهم من ذلك تقلبات وتطورات.

وأوضحت هينلي: "سيتضمن عرض الفكرة المثالي بالنسبة لي عنوانًا مؤقتًا، وعرضًا موجزًا مكونًا من ثلاث إلى أربع جمل عن القصة، ولماذا هي مهمة في الوقت الحالي، إضافةً إلى تفصيل موجز لكل حلقة"، مضيفة "وتحصل على نقاط إضافية إذا تمكنت من وضع بعض التشويق في نهاية كل حلقة. بعد ذلك، سأقدم تفاصيل عن الوصول إلى المصادر، سواء الأشخاص الذين تحدثت إليهم أو تخطط للحديث إليهم". 

وفي النهاية، انتبه إلى المؤثرات الصوتية التي تُخطط لتضمينها في البودكاست. اختتمت هينلي: "فكر في الأسباب الكامنة وراء أنّ القصة مناسبة للتنسيق الصوتي وليس أي تنسيق أخر، إذ إنّ بعض القصص لا تمتلك ببساطة نسيجًا صوتيًا ثريًا، ولن تنجح".


الصورة حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة Firembee.com.