إرشادات أمنية مهمة للصحفيين المسافرين إلى الولايات المتحدة

بواسطة Sherry Ricchiardi
Jul 18, 2025 في السلامة الرقمية والجسدية
صورة

أصدرت لجنة حماية الصحفيين (CPJ)  أولى إرشاداتها الأمنية للصحفيين المسافرين إلى الولايات المتحدة، وذلك في ظل تزايد حالات التدقيق على الحدود الأميركية.

من جانبها، قالت كاتالينا كورتيس، المسؤولة المؤقتة عن الطوارئ في لجنة حماية الصحفيين: "إنّ اللجنة لاحظت تزايدًا في القلق لدى الصحفيين الذين يتطلب عملهم السفر إلى الولايات المتحدة"، وأضافت قائلةً: "إنّ الإرشادات الأمنية التي أصدرناها تهدف إلى مساعدة الصحفيين على التعامل مع هذه المخاطر بشكل استباقي".

وفي عصر تتغير فيه سياسات السفر بوتيرة متسارعة، تحذّر لجنة حماية الصحفيين من أن ما ينشره الصحفيون الأجانب قد يؤثر على وضع تأشيراتهم. وجاء في الإرشادات الأمنية أنّ "تغطية الموضوعات الحساسة سياسيًا، مثل سياسات الحكومة، أو قضايا الأمن القومي، قد تجذب انتباه السلطات. ومن الضروري تقييم المخاطر المُحتملة قبل النشر أو البث". كما جاء في الإرشادات أيضًا أن "انتقاد السياسات الحكومية أو المسؤولين قد يؤدي إلى جذب انتباه غير مرغوب فيه من السلطات، وبالتالي كن حذرًا بشأن كيفية تفسير السلطات لحضورك الإلكتروني أو مدى تأثيره على وضع تأشيرتك".

وفي شهر يونيو/حزيران، وُضعت هذه الفرضية على المحك، إذ تم احتجاز الكاتب الأسترالي أليستير كيتشن لمدة 12 ساعة ومُنع من دخول الولايات المتحدة، بعدما فتش مسؤولو الحدود في مطار لوس أنجلوس الدولي هاتفه واستجوبوه بشأن آرائه حول حرب غزة وتغطيته لاحتجاجات جامعة كولومبيا.

وقد وصفت لجنة حماية الصحفيين ما حدث مع كيتشن بأنه "حالة واضحة من الانتقام بسبب تقاريره الصحفية"، وهذا الإجراء يوجّه رسالة مخيفة للصحفيين مفادها أنه يجب عليهم دعم الرواية الرسمية أو مواجهة أشكال من الانتقام"، وأضافت اللجنة أنّ "وسائل الإعلام الأجنبية العاملة على الأراضي الأميركية مشمولة بحماية التعديل الأول من الدستور".

وبالنسبة للصحفيين المتوجهين إلى الولايات المتحدة، يُعد الاستعداد الجيد أمرًا بالغ الأهمية. وقدّم خبراء السلامة في لجنة حماية الصحفيين النصائح التالية قبل السفر:

  • أكمل تقييمًا للمخاطر قبل السفر.
  • حدّد جهات الاتصال في حالات الطوارئ.
  • ضع خطة للتواصل الدوري مع الزملاء، أو العائلة، أو الأصدقاء.
  • احتفظ بجهات الاتصال مكتوبة على ورقة تحسبًا لمصادرة أجهزتك.
  • كن مستعدًا لإجراءات تفتيش إضافية عند الوصول. 

وتنص الإرشادات على أن "وكالة الجمارك وحماية الحدود الأميركية (CBP) لديها صلاحية تفتيش الأجهزة الإلكترونية بدون إذن قضائي أو سبب محتمل". وقد يُطلب من الصحفيين تقديم كلمات المرور، أو الوصول إلى هواتفهم، أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد يؤدي رفضهم إلى الاحتجاز أو منعهم من الدخول.

وفيما يلي بعض الموارد والنصائح التي تُقدّمها لجنة حماية الصحفيين بشأن عبور الحدود:

دليل السلامة الرقمية: قائمة التحقق قبل السفر

أنشئ نسخة احتياطية من بياناتك، أو احذف أي معلومات لا تريد أن يراها أحد. وللوصول إلى بياناتك أثناء السفر، يُنصح بتخزينها في حساب سحابي غير مرتبط بالأجهزة التي تحملها. تجنّب إخفاء المعلومات على أجهزتك، فقد تعتبرها سلطات الحدود تصرفًا غير قانوني. واحفظ كلمات مرور الحسابات السحابية في ذاكرتك، ولا تكتبها.

احمِ قوائم جهات الاتصال من خلال حذف أي معلومات قد تعرّض مصادرك للخطر. وتنصح لجنة حماية الصحفيين "بتفعيل خاصية التشفير الكامل للأجهزة، وعلى مستخدمي أجهزة الآيفون التأكد من تفعيل ميزة "حماية البيانات المتقدمة" من آبل، التي توفّر تشفيرًا من طرف إلى طرف".

من المهم التنبه إلى أن التشفير لا يكون فعّالاً إذا أجبرك عناصر الحدود على فتح أجهزتك، لذلك يُنصح بجعل حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي خاصة قبل السفر.

خطة تقييم المخاطر

ينبغي على الصحفيين، ولاسيما أولئك الذين يغطّون الشؤون الحكومية أو المتعلقة بالأمن القومي، أن يكونوا مستعدين لاحتمال الخضوع لاستجواب مطوّل عند الحدود. ومن المرجح أن تزداد الصعوبات أمام المسافرين القادمين من الدول المشمولة بحظر السفر الأميركي، أو الذين يحملون جنسية مزدوجة. وفي هذه الحالة، يُنصح حاملو الجنسيات المزدوجة أن يختاروا بعناية في جواز السفر الذي سيستخدمونه عند الدخول إلى الولايات المتحدة.

قد تكون الاستجوابات مُفصّلة للغاية، وتشمل أسئلة عن وضع الإقامة، وبلد المنشأ أو الوجهة، وسجلات السفر السابقة. ومن المتوقع أيضًا أن تُسأل عن انتماءاتك السياسية، وتاريخك المهني، وتغطيتك لمواضيع حساسة.

وتنصح الإرشادات الصحفيين بالتعرّف على بروتوكولات الأمن الحدودي، ومعرفة حقوقهم عند التعامل مع سلطات إنفاذ القانون عند المعابر الحدودية. فكلما زادت معرفة الصحفيين، زادت قدرتهم على حماية أنفسهم في حال تعرضهم للاحتجاز.

راجع الموارد القانونية التي تُقدّمها لجنة حماية الصحفيين
في حالة التعرّض للاحتجاز

تنصح لجنة حماية الصحفيين بالحفاظ على هدوئك، والتعريف بنفسك كصحفي. تجنب الكذب على عناصر الحدود، فقد يُشكل ذلك جرما.

وبالرغم من أن المواطنين الأميركيين لا يمكن رفض دخولهم عادة، إلا أنهم يظلّون عُرضة للاستجواب المطوّل أو مصادرة أجهزتهم. تدّرب على ما يمكنك أن تقوله إذا طلب منك حارس الحدود فتح هاتفك أو حاسوبك المحمول. خطّط جيدًا، وضع استراتيجيات واضحة قبل السفر.

كما أن الصحفيين الزائرين عُرضة لتغييرات مفاجئة في سياسات التأشيرات. وتنصح لجنة حماية الصحفيين بمتابعة إعلانات وزارة الخارجية الأميركية وتحديثاتها بشأن قيود التأشيرات أو إلغائها. ولمحاولة تقليل حالات التأخير أو الرفض، يُنصح بالتحقق من نقاط الدخول الأميركية التي تسجّل أعلى أو أقل معدلات احتجاز ورفض.

وفي قسم من الإرشادات حول ما يجب فعله عند التوقيف على الحدود، توصي منظمة الاتحاد الأميركي للحريات المدنية ACLU "بالاحتفاظ برقم محامٍ أو مؤسسة قانونية، وأن تطلب الاتصال بهم إذا شعرت بانتهاك حقوقك أو إذا تم احتجازك لفترة طويلة غير معتادة". وإذا تم توقيفك رسميًا، "فاطلب التحدث إلى محامٍ قبل الإجابة عن أي أسئلة إضافية. وإذا كنت ترغب في استخدام حقك في التزام الصمت، فعليك الإفصاح عن ذلك بوضوح وبصوت مسموع".

الخلاصة هي أن اليقظة والاطلاع المسبق على المخاطر المُحتملة يُمكن أن تساعد الصحفيين على العمل بأمان، وتحقيق نتائج أكثر فعالية في الولايات المتحدة. وإذا واجهت مشكلات خطيرة، يُمكنك التواصل مع فريق الطوارئ في لجنة حماية الصحفيين عبر البريد الإلكتروني: emergencyncies@cpj.org.


الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على موقع Pexels بواسطة بريت سايلز.