في إطار الدعم المستمر الذي تقدمه شبكة الصحفيين الدوليين للشركات الإعلامية الرقمية والحرص على توفير الخطط والاستراتيجيات والأدوات الحديثة للعاملين والعاملات بالمجال بما ينعكس على تحسين مهاراتهم وجودة آدائهم، يأتي هذا الكتيب ليضيف مصدراً معرفياً جديداً باللغة العربية، ويعتمد في محتوياته وحالاته العملية على خبرات المشاركين والمشاركات في برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
تنطلق الدعوة السنوية من جانب شبكة الصحفيين الدوليين بنسختها العربية لتستهدف الصحفيين والصحفيات للمؤسسات الإعلامية وأصحاب الأفكار المميزة للاشتراك في برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلاميّة الناشئة الذي يحتوى على لقاءات تدريبية واجتماعات توجيهية ومعسكرات متخصصة على مدار 10 أشهر بغرض المساعدة في إدارة المشاريع وتسويق المحتوى بشكل استراتيجي بغرض تحقيق الاستدامة.
يضمّ البرنامج مرحلتين أساسيتين، حيث يقوم الخبراء/ات في الشبكة باختيار نحو 16 مشاركًا/ة في المرحلة الأولى نصف النهائية بغرض المنافسة بين أفضل 8 شركات ناشئة تحمل الإمكانات والقدرات الواعدة في مجال الإعلام، لإكمال المسيرة والتوجه للمرحلة الثانية والتي يتم فيها دعوة أفضل المشاركين/ت لحضور معسكر تدريبي يتسنى من خلاله لقاء الموجهين/ات وعدد من الضيوف والمتخصصين/ات في المجال يتبعه جلسات عمل خاصة تتخللها زيارات استطلاعية لتجارب إعلامية مشابهة، ويقدم المركز جوائز لأفضل المشروعات المبتكرة خلال البرنامج.
يحتوي هذا الكتيب على ثلاثة فصول محورية تغطي موضوعات مختلفة بدءاً من التخطيط الاستراتيجي لفكرة مشروع إعلامي مروراً بالجانب التسويقي للمحتوى وكذلك كيفية الحصول على موارد مالية للدعم والاستمرارية، ويتم طرح المحتوى ليشمل جانباً نظرياً وآخر عملياً لعدد من الأنشطة والتمارين، إلى جانب حالات دراسية واقعية مستمدة من تجارب رواد ورائدات الأعمال الذين شاركوا في الدورات السابقة من البرنامج.
للإطلاع على المزيد من التفاصيل حول برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة، يرجى زيارة الموقع الإلكترونى لشبكة الصحفيين الدوليين باللغة العربية، وكذلك تفاصيل الشروط والالتحاق لضمان المشاركة في الدورات القادمة.
إقرأوا أيضًا: كيف تضمن مكانك في مركز التوجيه الخاص بشبكة الصحفيين الدوليين؟
من أين نبدأ؟
يساعدك هذا الدليل على تحديد نقاط البداية، والتعرف على كيفية التخطيط لمشروع إعلامي ناشئ، خطوة بخطوة، مع تقديم عدد من النماذج التطبيقية والرسوم التوضيحية للقيام بذلك. يوفر الدليل أيضًا عددًا من قصص النجاح التي استطاع أصحابها أن يحققوا مشاريعهم وأن يبدأوا في حصد ثمرة الرحلة.
هل أنت مشروع رائد/ة أعمال ناجح/ة؟
قيّم ذاتك
قبل أن تبدأ رحلتك، عليك أن تطرح عددًا من التساؤلات:
- ما مجال خبرتك؟ وأين يكمن شغفك؟
- ما حجم الوقت الذي يمكن أن تخصصه لمشروعك؟
- هل تمتلك الدوافع والكفاءات اللازمة لبدء المشروع؟
لمساعدتك في تقييم الاتجاهات والدوافع، اضغط على الرابط التالي للاشتراك في التقييم الذاتي الذاتي سيعطيك نتائج فورية عن مدى استعدادك الشخصي وتحديد مكامن قوتك والنقاط التي تحتاج إلى تطوير.
أولًا، لماذا تريد أن تبدأ/ي هذا المشروع؟
وفقاً لنتيجة استطلاع الرأي الذي أجراه مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية في العام 2021 بمشاركة عينة من الصحفيين والصحفيات العرب بلغت 374، جاء "الاستقلال في العمل" في المرتبة الأولى عند سؤالهم عن أسباب التفكير في إطلاق مشروع إعلامي جديد، يليه "ضمان تنفيذ العمل الصحفي بمعايير مهنية" ثم "تقديم حلول لمشاكل مجتمعية قائمة" وفي المرتبة الرابعة جاءت "الرغبة في إثبات الذات " ثم في النهاية حلّ "تحقيق الربح المادي".
وأنت؟
ماذا تريد أن تقدم؟ ما ميزتك التنافسية؟
امتلاك فكرة عمل نصف الطريق، وفكرتك... أساس مشروعك. عليك أن تسأل نفسك: ما الاختلاف فيما سأقدمه؟ كيف سأتميز عن الآخرين؟ لماذا سيرغب الناس في الإقبال على ما أقدمه لهم؟ ما الفائدة التي تحققها هذه الخدمة؟ إنّ تحديد ميزتك التنافسية واستثمارها خطوة أساسية في نجاح المشروع.
بإلقاء نظرة على خطوة التقييم الذاتي، يجب أن تفكر في الفكرة التي لديك فيما يتعلق بالأسئلة التي طرحناها: هل تعرف ما يكفي عن هذا المجال؟ إذا لم يكن كذلك، فماذا تحتاج أن تتعلم؟ ما الذي يجعل فكرة عملك بارزة؟
إعداد خطة عمل لمشروع إعلامي ناشئ
الهدف الرئيسي لكتابة خطة العمل إجبارك على تنظيم الأفكار والتركيز وجعل الطريق أكثر وضوحاً، فهي بمثابة خارطة الطريق، وستجعل حياتك أكثر سهولة عند التنفيذ.
هنا يجب تضمين التفاصيل العامة لمشروعك، وتقديم ملخص لفكرة عملك:
- ما الرؤية المستقبلية؟ ما حلمك بعد خمس سنوات من الآن؟
- ما المهمة الأساسية للمشروع؟ الغرض الذي قام المشروع من أجل تحقيقه؟
- ما المنتج/ الخدمة التي ستقدمها؟ ماذا ستفعل؟ وكيف ستفعل؟
تحدي الفقرة الواحدة
عند صياغتك للمهمة الأساسية لمشروعك، تخيل أنك تستخدم "تويتر" لتلخّص المهمة في تغريدة واحدة بأقل عدد ممكن من الكلمات البسيطة الواضحة.
أمثلة عن الفقرة الواحدة:
قصص نساء سعوديات - السعودية
الرؤية: أن نصبح المنفذ الإعلامي الرائد ومنصة رواية القصص للنساء والشباب في المملكة العربية السعودية والمنطقة.
المهمة: إعلام وإلهام وتمكين النساء والشباب في المملكة العربية السعودية مع تعزيز المساواة بين الجنسين وحرية التعبير وتفعيل الوعي المجتمعي.
ثانيًا، دراسة السوق والوضع التنافسي
- من هو جمهورك؟ كم هو العدد المتوقع؟ أين يوجد؟
- ما أهم خصائصه الديموجرافية والنفسية؟
- ما عاداته في التعامل مع وسائل الإعلام؟
- أنماط استهلاكه وأسلوب حياته.
يمكنك الاعتماد على البحث الميداني/ الأبحاث والتقارير/ استخدام الإنترنت
نموذج تحليل المنافسين:
ثالثًا، الأهداف والاستراتيجية
- تشتمل الخطة الاستراتيجية على الهدف العام للمشروع وكذلك الأهداف المرحلية/الفرعية، التي يجب إنجازها في فترات محددة.
- ضع أهدافاً ذكية SMART تتسم بالتحديد والواقعية والارتباط بالجمهور وإمكانية خضوعها للقياس، لأنها ستمثل معيارًا لتقييم مشروعك ومستوى إنجازه.
- تقسيم الأهداف إلى مراحل إنجاز Milestones يسهل تتبعها على مدى زمني محدد.
وحدة سراج - سوريا
الهدف العام للمشروع
تعزيز ثقافة الاستقصاء واستخدام صحافة الاستقصاء كمنهج وأداة لتعزيز الشفافية ومراقبة الأداء وإرساء حرية الخطاب.
الأهداف الفرعية/المرحلية
تدريب الصحفيين على المنهج والأدوات، تقديم استشارات تحريرية وقانونية لإنتاج التحقيقات، المساعدة في نشر التحقيقات على منصات إعلامية.
رابعًا، تحليل الموقف
- يمكن استخدام نموذج SWOT لتحليل الوضع الحالي للمشروع وما يرتبط بذلك من تحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات التي تواجه المشروع.
- يوفر النموذج إطار عمل ومعلومات يمكن استخدامها لتقييم الوضع التنافسي بالسوق وفرص النمو ومراجعة الأهداف بتحويلها لمسارات تنفيذية.
- نظراً لتطور أحوال السوق وتغير البيئة المحيطة ينصح بتحديثه كل ستة أشهر.
مثال على نموذج SWOT:
|
نقاط القوة
خبرات مهنية متنوعة فريق عمل متجانس فكرة خدمية جديدة |
نقاط الضعف
نقص الموارد المالية نقص المعدات حداثة المشروع |
|
الفرص
توافر جهات مانحة التطور التقني والتكنولوجي توافر فرص للتشبيك مع المؤسسات |
التهديدات
قوانين إصدار التراخيص والمشروعات الرقابة على وسائل الإعلام التهديدات الأمنية |
خامسًا، المؤسسة وفريق العمل
- احرص على التنوع في فريق العمل، ليس فقط من حيث العرق والعمر والجنس والنوع، ولكن أيضاً من حيث المهارات والخبرات. اليوم يحتاج المشروع الإعلامي لأكثر من مجرد صحفيين أو صانعي محتوى.
- ضم لفريقك مبرمجين، مصممين، محللي بيانات، رسامين، وفريق تسويق وإدارة محتوى على منصات التواصل الاجتماعي.
- عليك الخروج من المنطقة الآمنة للبحث وتوظيف الأشخاص، يمكنك الآن تجاوز الحدود الجغرافية بتعيين أفراد عن بعد وإدارة فرق العمل بشكل افتراضي.
- التدريب والإطلاع على كل ما هو جديد الضمانة الحقيقية للاستمرار.
- ضع هيكلاً تنظيمياً واضحاً يحدد الأدوار والمسؤوليات وقنوات الاتصال.
- من التحديات الأساسية التي تواجه المشروعات الناشئة هو الضغط على فرد أو اثنين في العمل، مما يسبب انهياراً وعدم قدرة على المواصلة وقد يؤدي لترك العمل.
- خصص محررين لأقسام الموقع على الإنترنت، وقسّم ساعات العمل بشكل عادل.
- عيّن محرراً للديسك وخصص أكثر من شخص للنشر.
- احرص على بناء قدرات الصف الثاني بالتفويض ووفر مشرفاً عاماً على العمل
- تعيين أول موظف لديك هو أمر بالغ الأهمية، تحتاج في البداية إلى موظفين لديهم سرعة التفكير في حل المشكلات، لا تفكر فقط في تجاربهم، ولكن فكر في سمات شخصيتهم. هل هم جديرون بالثقة؟ هل يعملون بجد؟
- من التحديات التى يواجهها أصحاب المشاريع الإعلامية في بداية الطريق تكوين فريق عمل محترف بشكل تطوعي، نظراً لعدم التفرغ والارتباط بمسؤوليات مهنية أخرى، وكذلك اختلاف مستوى الخبرات وقلة المبالغ المخصصة للتدريب المهني
- كيفية اختيار فريق العمل الإداري مسألة أساسية لا تقل أهمية عن اختيار فريق الصحفيين/ات نظراً لعدم توافر الخبرة الكافية بالمجال الصحفي، فأي تأخير في المواعيد أو عرقلة لوجتسية صغيرة يمكنها أن تحبط الفريق كاملاً وتؤدي لفشل الأنشطة أثناء التنفيذ.
- "بدأنا الراديو أنا وصديق لي، ثم استعنا في مرحلة لاحقة بالأهل والأصدقاء لتدبير رأس المال اللازم لتأسيس شركة بشكل قانوني وجمعنا المبلغ ليصبح عددنا 7 أصدقاء مؤمنين بفكرة المشروع، وحتى خدمات البث والتدريب بدأت أولاً من دائرة الأصدقاء".
- من الصعب الاحتفاظ باستقرار فريق العمل لفترة طويلة، وخاصة وأن هدف الراديو ليس ربحيًا، والأساس هو التطوع، لذا لم يصمد الفريق التأسيسي سوى خمسة أشهر ثم فترة الحماس وبقيتا أنا وصديقى محمدي مع الاعتماد على متطوع كل شهر من البرنامج التدريبي.
- عليك هنا تحويل كل ما سبق للغة الأرقام، من حيث احتياجات المشروع ومصادر التمويل، وكمية الايرادات المتوقعة بناء على حجم الأنشطة.
- يعتمد مقدار رأس المال الذي سيحتاجه المشروع على نوع الخدمة التي تريد توفيرها، ويمكن أن يتغير ذلك مع سير وانطلاق العمل.
- إحدى الطرق البسيطة لوضع الخطة المالية هي تقسيم احتياجاتك إلى فئات حتى تتمكن من رؤية ما تحتاج إلى إنفاقه بشكل دقيق.
- من أنواع الميزانيات: الميزانية التشغيلية والتي تضم رواتب الموظفين وشراء المعدات وأجور النقل وإيجار المقر وإنشاء الموقع وتكلفة الإنترنت.. إلخ ويمكن حسابها شهرياً أو سنوياً.
مثال تقسيم الاحتياجات المالية:
نوّع مصادر دخلك، ويمكن تقسيمها لفئتين: فئة تساعدك على إطلاق المشروع (مثل المؤسسات والمستثمرون والمنح)، وفئة تساعدك على تطوير مصادر دخل مستدامة (مثل اشتراكات/تبرعات القراء، تنظيم الفعاليات، تقديم خدمات، بيع محتوى)
نموذج تخطيط بصري للمشروع CANVAS
- ينصح بطباعة النموذج التخطيطي السابق ومناقشته مع الشركاء الرئيسيين بشكل دوري للتطوير والاتفاق على مختلف العناصر بشكل مركز وبسيط عبر عدد من جلسات العصف الذهني.
- تمثل نقطة البدء في الإجابة على التساؤلات الأساسية الموضحة بالصورة، مع البحث فى العلاقات التي تربط العناصر ببعضها البعض (تحديد أولويات قطاع الجمهور المستهدف وخصائصه، مشكلات الجمهور وتحدياته وعلاقة الخدمة المقترحة بتقديم حلول مقترحة لتجاوز التحديات، قنوات وصول الخدمة المقترحة للجمهور المستهدف وبناء العلاقات الايجابية معه وفقاً لسلوكياته وطموحاته، ربط مصادر الإيرادات بقطاعات الجمهور المستهدف وقنوات التوصيل المقترحة، وضع قائمة بالأنشطة اللازمة لتقديم الخدمة المقترحة وربط ذلك بالتكاليف والمصروفات من ناحية ومصادر الإيرادات من ناحية أخرى، وضع قائمة بالشراكات ودورها في الأنشطة).
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على بيكسيلز.