Icfj 的一个项目

كيف تمكّن الصحفيون العراقيون من تغطية التظاهرات مع وجود حصار إلكتروني؟

Oct 30, 2018 发表在 الإعلام الإجتماعي

شهدت البصرة وبغداد ومحافظات وسط وجنوب العراق منذ أسابيع تظاهرات شعبية حاشدة مطالبة بإعادة بناء العملية السياسية وإعادة كتابة الدستور النافذ وتوفير الخدمات وفرص العمل وغير ذلك من الحقوق. ومع تصاعد وتيرة التظاهرات وارتفاع سقف المطالب في المحافظات الثائرة، كان الناشطون والمدونون والصحفيون يتناقلون الأخبار الآنية بالدقة والسرعة العالية من قلب الحدث بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك، تويتر، واتسآب). وفي خضم الأحداث وتسارعها قامت الحكومة العراقية بحجب الانترنت ثم قطعه بشكل تام في تلك المحافظات لمنع نشر وتداول الأخبار والمعلومات التي كان يتبادلها الناشطون مع المدونين والصحفيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد تحدّث الصحفي العراقي تحسين الزركاني، لشبكة الصحفيين الدوليين عن تجربته في مواجهة قطع الانترنت ونقل الأحداث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً: "لقد علمت من خلال مصادري الخاصة في وزارة الاتصالات بعزم الحكومة العراقية على قطع الانترنت وفعلا نشرت تغريده عبر حسابي في تويتر قبل ساعتين بعدما تأكدّت من تلك المعلومة وقمت من خلال غرفة خاصة بالمدونين والصحفيين العراقيين من الداخل والخارج بواسطة تطبيق واتساب، نشرت فيها تعليمات مهمة تتضمن استخدام أدوات رقمية عبر الهواتف الذكية لتأمين تدفق الأخبار من المحافظات المنتفضة والتحقق منها قبل إعادة بثها إلى الجمهور، و من بين تلك الأدوات التي تم استخدامها لتجاوز المنع او الحجب: psiphon على الهواتف الذكية بالإضافة الى عدة تطبيقات أخرى:

1- PrivateInternet Access: أسهمت في تأمينها العديد من المنظمات الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان.

2-  استخدام خاصية تفعيل أرقام الهواتف الذكية على حساب تويتر وربط الأخيرة بفايسبوك، مما يعني أن الأخبار بمجرد نشرها على تويتر فإنها تلقائيا تنشر عبر فايسبوك.

ويضيف الزركاني أنّ التنسيق مع الصحفيين والمدونين خارج العراق أتاح لنا تجاوز مشكلة قطع الانترنت في بداية الازمة ليبقى الجميع على اطلاع بما يجري من أحداث في المحافظات الأخرى.

كيف تعامل المدونون داخل العراق مع قطع الانترنت؟

كان هناك تعاون ملحوظ بين الصحفيين والمدونين داخل العراق للعمل بهمة عالية  من اجل الحصول على المعلومات الدقيقة المتعلقة بالأحداث والتظاهرات ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويروي المدون علي عادل من بغداد لشبكة الصحفيين الدوليين تجربته خلال تغطية الأحداث، حيثُ قال: "في بداية التظاهرات كانت مواقع التواصل الاجتماعي هي المصدر الوحيد للحصول على أخبار التظاهرات بشكل خاص، لكن بعد قطع الانترنت لم أستطع الوصول الى تلك الأخبار في الوقت الذي لم تكن فيه وسائل الإعلام بصورة عامة مهتمة بخصوص التظاهرات وخاصة المحلية منها"، لافتًا الى أنّ "تويتر هو المصدر الأهم للحصول على التفاصيل والمعلومات ثم يأتي بعده فايسبوك وتطبيق واتسآب ومسنجر، وكنت أتحقق جيدًا من مصادر المعلومات قبل نشرها، لقد كان إيقاف وضعف الانترنت وحجب بعض المواقع والخدمات عائقًا كبيرًا أمام التواصل مع مصادر المعلومات والتحقق منها ونشرها على الرغم من توقعاتنا لقطع الانترنت واتخاذنا كافة الاستعدادات".

وتابع قائلاً: "لقد عملت مع أكثر من فريق مختص في مجال التواصل الاجتماعي والصحفيين وكنت أتعامل مع مصدرين للمعلومات الأول هو مصادر خاصة موثوق بها وكنت اعتمدها، أما المصدر الثاني فهو مصادر غير موثوق بها  وكانت تتطلب مني جهدا في التحري والتحقق من مدى صحتها ثم نؤكدها وننشرها أو ننفيها".

وينهي عادل حديثه قائلاً: "كنا نعمل ضمن فرق مختصة وتوقعنا أن تقوم الحكومة بحجب الانترنت مع تصاعد التظاهرات ولذلك اتخذنا إجراءات بديلة لتامين الحصول على الانترنت فاستخدمنا تطبيقات البروكسي، وبعد قطع الانترنت فعلا اعتمدنا بصورة بسيطة على بعض الاتصالات الهاتفية  والرسائل النصية عبر  الهواتف الذكية  واستخدمنا هاشتاغات محددة هي #تظاهرات_العراق#iraqProtests  

ما هو دور المدونين خارج العراق؟

في الوقت الذي كان يعمل فيه الصحفيون والمدونون مع الناشطين داخل العراق على تغطية أخبار التظاهرات رغم حجب وقطع الانترنت كانت تلك الأخبار تصل إلى جميع أنحاء العالم من خلال المدونين العراقيين خارج العراق، وفي هذا الصدد يقول المدون العراقي المقيم خارج العراق علي رفيع لشبكة الصحفيين الدوليين: "في البداية كنت أراقب المظاهرات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفايسبوك لأنني أُقيم خارج العراق ولم أجد وسائل إعلام  تهتم بالشأن العراقي أو بنقل الخبر بالصورة السريعة والتفاصيل الدقيقة، وبعد انتشار التظاهرات  من البصرة إلى بقية المحافظات وسط وجنوب العراق، تم  قطع الانترنت عن بقية المحافظات بذريعة تخريب إرهابي على الناقل الضوئي للانترنت في العراق، لكن في الوقت ذاته بقي الانترنت فعالا في إقليم كردستان لكنه كان  ضعيف نسبياً".

ويتابع رفيع: "بعد انقطاع اتصال العراق عن العالم الخارجي كان هناك تحدِّ جديد يقع على عاتقنا كمدونين بنقل المعلومة والتفاصيل وخصوصا في تلك الفترة إذ كانت مواقع التواصل الاجتماعي فقيرة بمعلومات العراق بسبب قطع الانترنت بشكل كامل، فقام بعض المدونين من وسط وجنوب العراق خاصة في البصرة والديوانية بنقل الأخبار عن  طريق  خدمة الرسائل النصية القصيرة  عبر تطبيق تويتر بواسطة الهواتف الذكية مما أعطى فرصة كبيرة لربط العراق بالعالم".

وأضاف: "كانت هناك جهود كبيرة بذلت من قبل المدونين في الشبكة العراقية للإعلام المجتمعي (أنسم) الذين كانوا يعملون بشكل مباشر ويتعاطون مع المعلومة بعد التحقق بالسرعة والدقة الممكنة وكنت احد أعضاء ذلك الفريق الذي ضمّ عددًا من الصحفيين والمدونين من عموم محافظات العراق بما فيها إقليم كردستان، وكانت الهاشتاغات المستخدمة هي:   #العراق    #Iraq  #Insm_iq ".                         

وأوضح أنّه "مع  ذلك  واجهتني مشكلة مجددا وهي عدم  الحصول على كافة الأخبار من داخل  العراق نتيجة عدم معرفة  بعض الصحفيين والناشطين بآلية نشر التغريدات عبر تويتر بدون انترنت عن طريق الرسائل النصية باستخدام الهواتف الذكية وكحلّ بديل لجأت إلى وسيلة أخرى للتواصل أكثر عن طريق خلق شبكة اتصالات تضمنت ربط  إقليم كردستان مع وسط وجنوب العراق إذ تقوم مجموعة من الناشطين في الإقليم بالاتصال الهاتفي بزملائهم في محافظات وسط وجنوب العراق للحصول على الأخبار المفصلة ونقلها لي لأقوم بإعادة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأحيانا كنت استخدم خدمة الهواتف الدولية (ثريا) للحصول على المعلومات والتأكد منها بواسطة مصادري الموثوق بها في تلك المحافظات".

ويستطرد رفيع قائلاً: "كانت هناك الكثير من المخاوف على أصدقائي وزملائي في العراق من الاعتقال أو التصفية الجسدية وأنا بعيد كل البعد عن العراق ولا استطيع تقديم  المساعدة الميدانية إلا أنني عن طريق توثيق الأحداث ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كنت صوتهم حول العالم ومع كل المحاولات الحكومية العراقية لقطع تواصل العراق مع العالم الخارجي وإخفاء أحداث الساحة العراقية عن الرأي العام، كان هناك صوت صادق للمدونين والناشطين والصحفيين العراقيين بالتعاون مع المنظمات والصحفيين الدوليين لنقل الأحداث والحقائق كما هي الى العالم".

الصورة الرئيسيّة لإحدى التظاهرات في ساحة التحرير – بغداد، بعدسة المصور علي دبدب