Icfj 的一个项目

مقابلة مع مؤلّف كتاب مبني على تغريدات من موقع تويتر

作者 Alaa Chehayeb
Oct 30, 2018 发表在 الإعلام الإجتماعي

برزت مؤخرًا اتجاهات جديدة في عالم الإعلام مع تطوّر التقنيات والأدوات المستخدَمة في الإعلام الإلكتروني، فعمَد بعض الصحفيين إلى ابتكار طرق للاستفادة من هذه الإمكانيات. نستضيف اليوم أحد الصحفيين الذين اختاروا سلوك هذا الطريق، وهو "مروان المريسي" ليخبرنا عن التجربة التي خاضها والتي أثمرت عن إصدار كتاب مؤلّف من تغريدات من موقع تويتر.

شبكة الصحفيين الدوليين: عرّفنا بنفسك، وخلفيتك الدراسيّة، وعملك، واهتماماتك، وأي شيء آخر تحبّ ذكره عن نفسك...

المريسي: ولدت ونشأت في اليمن وأتممت فيها دراستي الأساسية، وانتقلت إلى المملكة العربية السعودية للعمل في مجال الإعلام منذ 2003، دراستي الجامعية كانت في مجال الأحياء المجهرية (المايكروبيولوجي)، لكنني توقفت عن إتمامها رغم إتمامي عامين كاملين، وقمت بـ "إعادة فورمات" (إعادة برمجة) لدماغي وبدأت بعدها من جديد دراسةً جامعيةً أخرى وهذه المرة في الصحافة.

عملت في إعداد وكتابة سيناريو عدد من البرامج التلفزيونية لقنوات فضائية منذ 2004، وحاليًا أعمل محرّرًا في نشرة "سياحة وآثار سعودية" الصادرة شهريًا عن الهيئة العامة للسياحة والاستثمار، ومراسلاً لصحيفة "سبق" الإلكترونية.

شبكة الصحفيين الدوليين: كيف ولِدَت فكرة الكتاب المبني على التغريدات؟

المريسي: منذ انضمامي لتويتر في 5 أكتوبر 2008 وأنا أحاول طرْق أبواب الاستثمار عبر تويتر، ليس بمعنى الاستثمار الذي يعود بالمال أولاً، وإنما كل استثمار يعود بالتأثير والإمتاع والترفيه وكذلك الإلهام! أنشأت على موقع بلوغر صحيفة تجريبية إلكترونية تحت مسمّى "التويترية"، والتي لم يُكتب لها التوفيق بعد، لعدم التفرغ لها وعدم استطاعتي توفير فريق ذي كفاءة عالية في الصحافة الإلكترونية.

ومنذ أوائل انضمامي إلى تويتر. بدأت أمارس هواية جمع التغريدات بمختلف مشاربها، فجمعت عددًا من التغريدات العلمية على حدة، وجمعت بالمقابل عددًا من تغريدات الحقائق الغريبة على حدة، ومع مرور الأيام لاحظت أن للتغريدات الظريفة حظوة عجيبة في تويتر، خصوصًا تلك التي تُصنع صناعةً محترفة من المغرّد ولا تكون منقولة من هنا أو هناك. بل بات معروفًا أن أكثر المغرّدين الذين يكثر متابعوهم هم مشاهير الدين والفن يليهم المغردون الساخرون، وأذكر مرةً أنني فكّرت في تجريب نشر مثل هذا النوع من التغريدات، فنشرت تغريدة كتبت فيها بالعامية: "ثلاثة يستحقون القصف بيورانيوم منضب: معمّر القذافي، وبشار الأسد، وشخص توريه صورة في آيفونك يقوم يستعرض باقي الصور."

أتذكّر تماماً أن هذه التغريدة قام بإعادة نشرها عدد خرافي مقارنةً بالمستوى الطبيعي لتغريداتي الأخرى، وأتذكّر أن تغريدات الضحك التي وصلت ردًا على تلك التغريدة استمرت لأيام، وقفز عدد المتابعين بالعشرات مقارنة بالآحاد الذين كانوا ينضمون إلى متابعتي يوميًا.

مرة قرأت تغريدة تتمنى لو كان تويتر كتاباً، وكان برفقة التغريدة صورة لشاب مستلق على أحد الشواطئ يطالع في كتاب يظهر للناظر أن صفحاته مجموعة من التغريدات.

لذا قرّرت أن أفرّغ جزءًا أسبوعيًا من وقتي للبحث عن التغريدات الطريفة وأخذت أرسل من وقت لآخر إلى بريدي الإلكتروني ما أقع عليه من التغريدات الساخرة.

ثم خطرت لي فكرة أن أقوم بنشر بعضها أسبوعياً، فنشرت بعضها في قوائم ضمن موقع ستوريفاي تحت مسمّى "تغريدات ليست كالتغريدات"، ولقيت السلسة قبولاً واسعًا، الأمر الذي حفّز لإعادة نشرها في كتاب.

شبكة الصحفيين الدوليين: كيف قمت باختيار المغرّدين الذين ستضمّهم في الكتاب؟

المريسي: لم يكن حرصي في الكتاب على الاستناد إلى عدد محدود من مشاهير المغرّدين الساخرين، بل على العكس انصبّ حرصي على إبراز مغرّدين ساخرين قليلي المتابعة، والتزمت بثلاثة من المعايير والتحدّيات لا أخالفها على امتداد الكتاب: الأول: أن لا أنشر لمغرّد إلا تغريدة واحدة فقط. الثاني: أن لا أنشر تغريدة ساخرة مرتبطة بمناسبة ما وإنما تغريدة يمكن تلقيها في أي وقت. الثالث: أن لا تكون التغريدة منقولة وإنما من تأليف المغرّد نفسه، وعليه.. فقد كانت التغريدات - لا أصحابها - هي "بطلة" الكتاب.

شبكة الصحفيين الدوليين: ما هو الفرق بين التحضير لكتاب عادي، وكتاب يعتمد على موقع التواصل الاجتماعي تويتر؟

المريسي: أظن أن لكلّ منهما مجاله ومميّزاته وصعوباته، في حال التحضير لكتاب يعتمد على أحد مواقع التواصل الاجتماعي فالأمر يحتاج إلى الكثير من التركيز والإقناع، فهنالك كتب كثيرة انتشرت في الآونة الأخيرة لم يقم فيها دور المؤلف على أكثر من التجميع غير المنطقي، دون أي قواعد يقرّها ويلزم بها نفسه، لذلك كان مستوى القبول الذي نالته متدنيًا.

شبكة الصحفيين الدوليين: "لبن العصفور".. مقولة تطلَق على الشيء المستحيل، ما العلاقة بين اختيار هذا الاسم وبين كتاب يحوي عددًا من التغريدات؟

المريسي: الحقيقة أن ثلثي صداع الكتاب كان في اختيار اسمه. فإذا لم يكن اسم الكتاب سهلاً ومقتصرًا على عدد محدود جدًا من الكلمات ويسهل تذكره فإن القارئ لن يتعلّق بالكتاب، والحمد لله أزعم أن العنوان الذي تمّ الاستقرار عليه كان موفقًا، فالعصفور رمز للتغريدات ولبنه المزعوم في المقولة كضرب من المستحيل يتوافق مع الندرة في التغريدات التي تم تضمينها فيه وفق المعايير المحدّدة.

شبكة الصحفيين الدوليين: هل واجهت صعوبات في إقناع دار النشر بهذه الفكرة؟

المريسي: أبدًا! ربما كان الأمر ليكون كذلك لو كنا في السنوات الأولى من عمر تويتر، أما اليوم فقد باتت دور النشر تبحث عن مثل هذه الكتب التي تقدّم نوعًا من الترفيه المعاصر، وقد حصلت على وعد من إحدى كبريات دور النشر العربية بتولي الطباعة والنشر، وآمل أن يسعفنا الوقت للمشاركة بالكتاب في معرض الشارقة الدولي المقبل للكتاب.

شبكة الصحفيين الدوليين: ما هي النصائح التي تقدّمها للصحفيين بناءً على هذه التجربة؟

المريسي: مع أنني لست في موضع توجيه النصيحة لغيري، فأنا ما زلت أتعلّم في هذا المجال، إلا أنني أنصح الزملاء في هذا الحقل بالحرص على الإبداع في قصصهم الصحفية، والاستناد إلى أدوات هذا الجيل من تويتر وغيره من الشبكات الاجتماعية وما يساندها من الخدمات مثل ستوريفاي وغيرها، وأما على مستوى المحتوى فليتنا نتوقف عن استخدام القوالب القديمة وإعادة إنتاج القصص القديمة . بتحايل لا يثري القارئ، فالإبداع كما يقال هو أن تأتي بشيء جديد أو تأتي بالشيء القديم ولكن في قالب جديد. أمنياتي للجميع بالتوفيق.