Icfj 的一个项目

تعرّفوا على "الكاسر" لرصد وتجاوز الحجب على الإنترنت

作者 Fathi Abdo
Oct 30, 2018 发表在 أساسيات الصحافة

عادةً ما تتطلب التقارير الاستقصائية الكثير من البحث والتقصي حول المعلومات، خاصةً إذا ما ركّز البحث عن المصادر المهمة على شبكة الانترنت.

أثناء قيام الصحفيين بعملية البحث على الشبكة العنكبوتية يلاحظون أن العديد من مواقع الإنترنت والمدونات الإلكترونية التي تتضمّن المعلومات المهمة هي محظورة أو محجوبة ولا يمكن الوصول إليها، ناهيك عن حظر المدونات والمواقع الصحفية التي تنشر تقارير استقصائية تفضح قضايا فساد أو تنتقد الأداء السياسي للحكومات.

بالتالي هناك حاجة ملحّة في عصرنا هذا لاستخدام وسائل حديثة لتجاوز ذلك الحظر، بهدف منح الصحفيين القدرة على نشر الحقائق وإيصال المعرفة ومحاربة الفساد.

في عام 2007 قام وليد السقاف بإطلاق موقع يمن بورتال وهو محرك بحث للأخبار اليمنية تم حجبه في اليمن عام 2008. وجد وليد أن طرق كسر الحجب في موقع يمن بورتال أصبحت صعبة.

على أثر ذلك قرّر السقاف أن يتحول مباشرة إلى برنامج يكسر الحجب إيماناً منه بحرية التعبير. وفي عام 2009، قام بإطلاق متصفح الكاسر في الجامعة الأميركية في القاهرة كأول متصفح عربي يسمح للمتصفحين في الوطن العربي والعالم بتجاوز الحجب المفروض في بلدانهم على المواقع الإخبارية والمنتديات وغيرها من المواقع التي حجبت لأسباب سياسية أو فكرية.

وتقديراً لجهوده في محاربة الحجب فقد تم تكريم السقاف ضمن منحة جائزة الديمقراطية لعام 2010 من قبل جامعة أوريبرو في السويد، وتم اختياره في ذات السنة في منحة زمالة منظمة تيد (TED) تقديراً لجهوده في تطوير برنامج الكاسر ليصبح أول مواطن يمني ورابع شخصية عربية حصلت على هذه المنحة، كما وتمت ترقيته إلى زمالة متقدمة في عام 2012.

التقت شبكة الصحفيين الدوليين وليد السقاف، وكان لنا هذا الحوار معه.

شبكة الصحفيين الدوليين: كيف يعمل برنامج الكاسر؟

وليد السقاف هي مسأله تقنية ولكن باختصار عندما تتصل بالكاسر، يقوم هذا الأخير بالاتصال بخادم (سيرفر) وسيط أو ما يسمى ببروكسي معين في بلد غير وارد فيه مسألة الحجب مثل الولايات المتحدة الأميركية، ويرفع كل هذه المواقع المحجوبة عبر هذا البروكسي الموجود في أميركا، فلا يتبين للجهة التي تستمد خدمة الإنترنت منها أنك تقوم بالتواصل مع هذه المواقع المحجوبة. فالبروكسي هو عبارة عن بديل، فعندما يكون لديك ثلاثة أشخاص، اثنان منهما لا يستطيعان الالتقاء بالتالي يتوجب على كلٍ من هذين الشخصين أن يرسلا الرسالة لشخص ثالث ويقوم هذا الأخير بإيصال الرسالة، وبهذه الطريقة يتمكّن الجميع من تبادل الرسائل.

شبكة الصحفيين الدوليين: كيف تمت الاستفادة من متصفح الكاسر؟

وليد السقاف تمت الاستفادة منه في معظم الأحيان عبر كسر حجب المواقع المتعلقة بالتواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك في سوريا وإيران، ويوتيوب في تونس قبل الثورة، وفي دول كثيرة أخرى كمصر وقت الثورة حيث كان فيس بوك وتويتر محجوبين. كذلك تم استخدامه بين الحين والآخر في دول كالسعودية واستخدموه لتعريف الأشخاص بالمواقع المحجوبة في بلدانهم.

شبكة الصحفيين الدوليين: هل متصفح الكاسر مجاني؟

وليد السقاف نعم هو مجاني ولكنه ليس مفتوح المصدر لأسباب كثيرة فعادة ما تأخذ الحكومات البرامج المجانية والمفتوحة المصدر وتقوم بتحليلها لتتعرف على آلية عملها وتقتل مفعولها، لذلك حتى الآن لا زال الكاسر غير مفتوح المصدر ولكن سنعمل على تطويره ليصبح مفتوح المصدر في المستقبل.

شبكة الصحفيين الدوليين: هل هناك أفق لتطويره؟

وليد السقاف بالطبع هناك آفاق لتطويره ومن بينها أن نقوم بتحويل لغة البرمجة إلى جافا ليكون تشغيل البرنامج على المتصفح العادي مثل فايرفوكس وكروم. بالإضافة إلى الانتقال إلى نسخة أخرى على الهواتف الذكية وكذلك تحويله إلى برامج وأنظمة تشغيل مختلفة مثل اليونكس والأوبنتو والماكنتوش وهناك أفكار أخرى للتعاون مع جهات مختلفة.

**شبكة الصحفيين الدوليين: من هم مستخدمو "الكاسر"؟

وليد السقاف كثيرٌ منهم أشخاص عاديين مثلي ومثلك، ممن يرغبون بفتح مواقع محجوبة كفيس بوك في سوريا على سبيل المثال، أو أصحاب مواقع يريدون تحميل مواقعهم المحجوبة أو تحديثها ويمكن أن نقول أنهم من كافة الأطياف ولكن أغلبهم من الرجال. فهناك هوة بين الذكور والإناث في مسألة استخدام البرمجيات من هذا النوع كما أن معظم المستخدمين من الشباب ما بين 18-40 سنة، ومعظمهم من الدول العربية وإيران.

شبكة الصحفيين الدوليين: كيف يمكن للصحفيين الاستفادة من البرنامج؟

وليد السقاف أنت إذًا كنت صحفي في سوريا ولا يمكنك فتح موقع أخباري أو تواصل اجتماعي محجوب ببلدك يمكنك تشغيل الكاسر وفتح الموقع مباشرة وهذا يعطيك إمكانية للوصول إلى المصادر التي لا يمكن الوصول إليها بشكل مباشر.

شبكة الصحفيين الدوليين: هل هناك إقبال على استخدام برنامج الكاسر؟

وليد السقاف كان الإقبال أكبر في الماضي بسبب حجم الحجب الكبير الذي كانت تمارسه بعض الدول، وتونس من أبسط الأمثلة على ذلك. فكانت تونس من أكثر الدول العربية حجباً للمواقع وكان لدينا عدد كبير من المستخدمين هناك، ولكن انخفضت النسبة الآن بسبب التخلص من الحجب.

كان لدينا عدد كبير جداً من المستخدمين في السعودية، ولكن بعد استخدام إحدى الطرق التقنية التي حجبت بروكسيات الكاسر كلها، أصبح من الصعب على المستخدمين الوصول إلينا، إلاّ أننا ما زلنا على تواصل مع سعوديين بشكل منفرد ونعطيهم تعليمات لاستخدام الكاسر عبر مدّهم بشيفرة تخوّلهم لاستخدامه في السعودية. كذلك يمكنك اعتبار إيران وبعض الدول الأخرى من المستخدمين المنتظمين للكاسر، في حين تتمركز الأغلبية الساحقة من المستخدمين العرب في السعودية حيث يتم الحجب بشكل واسع وكبير.

شبكة الصحفيين الدوليين: كيف ترى مستقبل البروكسي؟

وليد السقاف أرى أن الدول العربية لن تترك الأمور على ما هي، لا بل ستستمر الأنظمة القمعية بالحجب، بالتالي ستظل البروكسيات مهمة لكثير من الاشخاص ومنها (بى تي ان) وبرامج أخرى تساعدنا على كسر الحجب ومن المؤكد أن لها مستقبل في المنطقة.

شبكة الصحفيين الدوليين: كيف ترى مستقبل الحجب في المنطقة العربية واليمن خصوصًا؟

وليد السقاف هي طبعا سيئة وأمر لا يمكن أن نقبله كصحفيين ومهنيين لأنها تحجب الصوت الذي يتعارض مع النظم وهذا مخالف لحرية الرأي والتعبير ومخالف لفكرة الانفتاح على الآخر وتبادل الأفكار والآراء، فمهما يكون الرأي المنتقد عليك أن لا تحجبه. وفضلاً عن التضييق على حرية التعبير أنت تساهم بإيصال فكرة مغايرة عن الواقع أو فكرة محرّفة في كثير من الأحيان لمجرد أنّك تحجبها عن الناس. فبحجب هذه المعلومة أنت تؤثر على حرية الناس وعلى تغيير حكامهم وتغيير نظمهم.

شبكة الصحفيين الدوليين: ما هي كلمتك الأخيرة للصحفيين والناشطين؟

وليد السقاف لا تيأسوا عندما يتم حجب الكلمة، تواصلوا، تعرّفوا على بعضكم البعض وحاولوا أن تجدوا طرقًا مختلفة للوصول إلى المعلومة. لا تجعلوا اليأس يصيبكم من أول عقبة، لأن الناس والقراء يتطلعون إليكم لأنكم أنتم من ستوصلون الأصوات وإن لم تستطيعون إيصال الأصوات المحجوبة فأنتم مقصّرون في حق القراء وإن لم تستطيعوا من أول وهلةٍ الوصول إلى الموقع المحجوب فبإمكانكم استخدام البرامج والأدوات الخاصة بكسر الحجب وليس بالضرورة استخدام الكاسر.

الصورة من تصميم فتحي عبدو، على موقع فليكر.