Icfj 的一个项目

أزمة الإعلام المصري تبدأ من مقاعد الدراسة في "محاضرتين وكوباية شاي"

Oct 30, 2018 发表在 أساسيات الصحافة

سارة فوزي، المؤلفة الشابة والمعيدة في كلية الإعلام جامعة القاهرة، قررت ان تبدأ بنفسها في محاولة لتطوير المنظومة الإعلامية لتكون أكثر مهنية، وأخذت على عاتقها إطلاق رصاصة التغيير الاولى؛ بعد أن اصدرت كتابا هو الثاني لها بعنوان "محاضرتين وكوباية شاي" عن دار اوراق للنشر.

يتناول الكتاب حال طلاب كلية الإعلام في مصر، ويكشف جوانب القصور في العملية التعليمية التي تُقدّم لهم. كل ذلك من خلال نقد ساخر صيغ على شكل قصص يومية واقعية مرّت في تجربة الطالبة والمؤلفة الجامعية قبل أن تنتقل للتدريس بذات الكلية، وتبدأ في تطبيق رؤيتها للتطوير، وهو ما جعلها تحظى بشعبية واسعة بين الطلاب.

حدثتنا سارة فوزي مؤلفة الكتاب عن تجربتها، كما تطرقنا إلى حال كليات الإعلام والنصائح التي يمكن للطلاب تطبيقها:

شبكة الصحفيين الدوليين: ما سرّ اختيارك لعنوان الكتاب "محاضرتين وكوباية شاي"، وما هو الجديد الذي يقدّمه هذا الكتاب؟

سارة فوزي: كتابي "محاضرتين وكوباية شاي"، يعرض يومياتي أثناء دراستي في كلية الإعلام جامعة القاهرة. وهو مؤلّف من 150 صفحة مقسمة ل 24 قصة، مكوّن من قصص شخصية متنوعة تنقل للقارئ تجربتي الخاصة في دراسة الاعلام في مصر على الرغم من أنه يصعب تصنيفه ضمن لون أدبي محدد، إلاّ أنه يحمل نقداً لاذعاً لبعض السلبيات التي تعاني منها كلية الإعلام، وأقسام الصحافة والإعلام في الجامعات المصرية. كما أن اسمه في حد ذاته يحمل رسالة وددت أن أقدمها للمسؤولين بهذا الخصوص، وهي "أن يتناولوا كوباً من الشاي ليفيقوا من سباتهم"، ويقضوا على السلبيات التي تخرّج صحفيين وإعلاميين غير مؤهلين، يزيدوا من انحراف الاعلام عن رسالته الأساسية.

شبكة الصحفيين الدوليين: ماهي أهم جوانب القصور في دراسة الإعلام في مصر؟

سارة فوزي: بدايةً هناك أزمة في المناهج الدراسية، والتي يحتل فيها الجزء التاريخي مساحة كبيرة على حساب دراسة التطور، والتقنيات الحديثة في مجالات الصحافة، والاذاعة والتلفزيون. بالإضافة إلى اللغة/ الأسلوب التي كتبت بها معظم تلك المناهج، والتي عفا عليها الزمن، ويجد كثير من الطلاب صعوبة بالغة في استيعابها. أيضاً لدينا مشكلة أخرى متعلّقة بالجانب النظري الذي يغلب على الجانب العملي في الدراسة، ناهيك عن أن الجانب العملي غير مواكب للسوق الاعلامي المتطور حالياً.

نملك منظومة عمل في الكلية منذ قديم الازل تحبط كل محاولات التطور، على سبيل المثال أقسام الكلية ليس لها علاقة ببعضها البعض! فطالب الصحافة لا يدرس شيئاً عن التلفزيون  والإذاعة، والعكس صحيح، كما أن دراسة مادتي الاخراج والتصوير اختيارية. بالتالي، هل يمكن أن تخرّج الكلية صحفي أو إعلامي لم يتعرف على مبادئ الإخراج أو التصوير؟

في ظل اتجاه الصحافة نحو الصحفي الشامل، لدينا أيضاً نقص في الامكانيات، والأدوات التي يتم تدريب الطلاب من خلالها، وعلى سبيل المثال يوجد نقص في الكاميرات الحديثة بالكلية، ويبقى الجانب الأهم من جوانب القصور هو طريقة التدريس نفسها الأمر الذي تناولته في كتابي بقصص واقعية حرصت فيها على تغيير الأسماء حتى لا يغضب البعض من أساتذتي الذين أكن لهم كل الاحترام.

شبكة الصحفيين الدوليين: بعد التحول من مقاعد الدراسة الى مقعد التدريس كيف تطبقين وجهة نظرك في التطوير؟   

سارة فوزي: من وجهة نظري إن التغيير يبدأ بالفرد وليس بالجماعة، وقد طبقت ذلك على نفسي، بدايةً بالإقتراب من الطلاب، والمشاركة معهم في أنشطتهم بعيداً عن التعامل "الفوقي" الذي يصنع فجوه في التواصل، فلدي أسرة طلابية تحت رئاستي نحاول من خلال أنشطتها تعويض القصور في العملية التعليمية، بالإضافة الى المشاركة المجتمعية، ومروراً بحرصي على تطوير نفسي بشكل مستمر يتواكب مع كوني أستاذة جامعية يجب أن تقدّم القدوة لطلابها. نهايةً، أحرص على الخروج من الأطر التقليدية في التدريس، وتكثيف الجرعات العملية لهم قدر الامكان، هذا على المستوى الشخصي، أمّا على المستوى العام فلدينا محاولات من بعض الاساتذة لتحريك الماء الراكد على رأسها الدكتورة أماني فهمي  المشرف العام على التدريب بالكلية، والتي أعادت القناة التلفزيونية الخاصة بالكلية التي يتم تدريب الطلاب من خلالها، بالإضافة الى البدء في مشروع إنشاء راديو للجامعة، كما اننا استضفنا مؤخراً عدداً من المؤسسات الإعلامية المعروفة مثل "دويتشه فيله" لعقد دورات تدريبية للطلاب .

شبكة الصحفيين الدوليين: ماهي نصائحك الأخيرة التي تقدمينها لطلاب كليات وأقسام الإعلام؟

سارة فوزي: أنصحهم بأن لا يتوقفوا عن السعي وراء المعرفة، وأن يحرصوا على المزيد من التعلّم والتطوير في جميع المجالات الاعلامية، حتى وإن كانوا لا يعملون أو يتخصصون فيها. يمكن تطوير مهاراتهم من خلال الدورات وورش العمل، أو من خلال المواقع التي تقدم خدمات تعليمية وتثقيفية للصحفيين والاعلاميين على غرار شبكة الصحفيين الدوليين الذي استفدت منه شخصياً.

الصور مقدّمة من سارة فوزي.