أطلقت منظمة تمكين المرأة في الإعلام (EWM) شبكة صحفيات من أجل المناخ وهي أول شبكة متخصصة بقضايا المناخ تتولى العمل فيها صحفيات في عموم مناطق العراق، وتركز الشبكة في عملها على تغطية أوضاع الإنسان والطبيعة التي تأثرت بشكل مباشر بالتغيير المناخي، وتضمّ عددًا من الصحفيات المهتمات بقضايا المناخ والتغيرات المناخية.
وتهدف الشبكة إلى إنتاج محتوى صحفي وإعلامي في مجال التغيرات المناخية وتسلط الضوء على أسبابها والعديد من الملفات المرتبطة بتأثيرها على الحياة بشكل عام وتركز على الفئات التي تأثرت بشكل مباشر وسيتم إيلاء أوضاع النساء والأطفال أهمية كبيرة.
وقامت المنظمة بإنشاء مجموعة تواصل عبر واتسآب لغرض مساعدة صحفيات المناخ في الوصول إلى المعلومات من خلال تزويدهن بمواقع مهمة تتضمن تقارير ومعلومات حول مواضيع المناخ في العراق وكذلك مساعدتهن في الوصول الى المصادر بواسطة شبكة علاقات صحفية تتيح لهن التواصل والحصول على المعلومات.
في حديثها لشبكة الصحفيين الدوليين، قالت رئيسة منظمة تمكين المرأة في الإعلام الصحفية خلود العامري: "إنّ تأسيس هذه الشبكة المهمة والأولى من نوعها في العراق جاء عقب ورشة أقامتها منظمتنا حول الكتابة عن قضايا المناخ وأسفرت عن تأسيس الشبكة". وأشارت إلى أنّ الشبكة ستتبنى من خلال عضواتها إطلاق حملات توعية إعلامية واسعة وتسلط الضوء على المبادرات الإيجابية في هذا المجال فضلًا عن إنجاز تحقيقات صحفية معمقة بالتعاون والتنسيق مع المنظمات غير الحكومية المعنية بهذا الأمر.
وبينت العامري أنّ المنظمة تسعى الى زيادة عدد عضوات الشبكة وتمكينهن بشكل احترافي خلال العام 2023 لضمان إنتاج محتوى صحفي وإعلامي متنوع ومتخصص بالشأن المناخي لتغطية مختلف جوانب آثار التغيرات المناخية في العراق.
وشملت الورشة التدريبية التي قدمتها "تمكين" لعضوات شبكة صحفيات من أجل المناخ والتي عقدت في مقر المنظمة ببغداد عددًا من المحاور الرئيسية، أبرزها:المحور الأول: تحديد أبرز مواضيع التغير المناخي، بما فيها ملف المياه، التصحر، النفط، الزراعة، الطاقة، المناخ والصراعات والنزاعات، الاحتباس الحراري، المخلفات وأثرها على الطبيعة والإنسان وتأثير التغير المناخي على الحياة وزيادة التلوث، الجفاف والفيضانات، ارتفاع درجات الحرارة، الهجرة والتغيير الديمغرافي، الانقراض الجماعي للكائنات الحية، انبعاث الغازات وغير ذلك.
المحور الثاني: دور الصحافة والإعلام في مواجهة آثار التغيرات المناخية من خلال القيام بوظائف مهمة أبرزها التوعية وتسليط الضوء على المخاطر والمساهمة بنشر مقترحات الحلول بواسطة الخبراء والمختصين.
المحور الثالث: تضمن توجيهات للصحفيات حول الكتابة بطريقة الفيتشر والتركيز على إظهار الطابع الإنساني، والبدء بقصص أشخاص تأثرت حياتهم وكيفية تبسيط المصطلحات العلمية للقارئ وضرورة اعتماد آراء مختصين ومنظمات عاملة في المجال وجهات رسمية والإشارة إلى إحصائياتها ودراستها وكذلك الإشارة إلى الحلول في المادة.
المحور الرابع: تمّ تقديم تدريب هام حول كيفية إعداد الأسئلة وتقصي المعلومات وكيفية طرحها والمصادر وأهميتها والتركيز على صحافة الحلول، فمن المهم جدًا أن تفكر الصحفيات في تقديم حلول أثناء تغطية أي قضية خاصة بالمناخ لأنّ استعراض الموضوع واقتباسات المصادر من دون تقديم حلول لا يتناسب مع أهمية الموضوع، كما أنّ اقتراح الحلول قد يؤول الى تطبيقها لاحقًا، فالكثير من الأفراد والشركات لا يعرفون أنّ سلوكياتهم تضر بالبيئة وفي أحيان كثيرة لم يفكروا في حلّ معين لأسباب اقتصادية أو اجتماعية أو غير ذلك، لذا فإن وضع الحلول قد يساعد في حل بعض المشكلات.
المحور الخامس: أهمية الصحافة الإيجابية في توضيح الحقائق وتسليط الضوء الإعلامي على المشكلة بطريقة إيجابية توفر للقارئ متعة القراءة وتتابع المعلومات وفي ذات الوقت تتنبه إلى وجود مشكلة معينة يمكن حلها بطريقة إيجابية.
المحور السادس: تضمن كيفية دراسة المخاطر وتجنبها خلال التغطية الصحفية والإعلامية للموضوعات المتعلقة بالمناخ.
وأشارت العامري إلى أنّ بعض الزميلات أنتجن مواد صحفية بعد الحصول على استشارات وإرشادات من الشبكة غطت بعض الجوانب المتعلقة بالتغير المناخي، مثل تحقيق الزميلة نغم مكي الذي نشر بعنوان "في البصرة العيش تحت سحابة سوداء" والذي يتطرّق إلى تلوث هواء محافظة البصرة نتيجة الانبعاثات الناتجة عن إنتاج النفط، خصوصًا في المناطق القريبة من المنشآت النفطية شمالي المحافظة وأثره على حياة الناس.
كما أعدّت الصحفية هبة الماجد تحقيقًا بعنوان "بحيرة الرزازة.. آخر ضحايا شح المياه في بلاد ما بين النهرين"، ويتناول بحيرة الرزازة في كربلاء وتأثير الجفاف والملوثات على الوضع المعيشي للسكان. وبما أنّ سكان شمال العراق يعانون من المشكلة نفسها، غطّت الصحفية ليلى أحمد آثارها على مختلف جوانب الحياة في المنطقة من خلال تحقيق أنجزته بعنوان "بعد ثلاث سنوات من أزمة المناخ: أهالي سبعين قرية في منطقة كرميان هجروا أراضيهم".
وحول خطوات الشبكة المقبلة، أكدت العامري أنّ "تمكين" ستعمل على تدريب الصحفيات العراقيات المهتمات بقضايا التغير المناخي حول المهارات الصحفية الأساسية لإنتاج محتوى حول قضايا المناخ في العراق ومخاطر التغيرات على الطبيعة والإنسان، وتسعى الشبكة الى إنتاج مواد صحفية باستخدام مختلف الفنون الصحفية والإعلامية التقليدية والحديثة باستخدام أساليب متنوعة ومؤثرة لضمان نشر المعلومات على أوسع نطاق.
كما توفر منظمة تمكين المرأة في الإعلام خدمات الإرشاد والتوجيه والاستشارة من خلال عضواتها الصحفيات المتطوعات "المرشدات" للقيام بتلك المهام من أجل تقديم الدعم المهني اللازم للصحفيات خلال قيامهن بإنجاز عملهن وذلك عن طريق التواصل مع بريد المنظمة.
ولضمان توفير مساحات صحفية وإعلامية لنشر المحتوى المُنتج، أكدت العامري أنّ المنظمة ستوفر هذا النوع من الدعم من خلال تعاونها مع الشبكة العراقية للصحافة الاستقصائية لنشر التحقيقات الاستقصائية والمعمقة ومنصة العراق الإعلامية ووكالة المنار نيوز ومنصة أنا حرة بودكاست لنشر المواضيع المتعلقة بالمناخ والمرأة، وكذلك شبكة صحفيي الجنوب وعدد من وسائل الإعلام الأخرى.
كما تتعاون منظمة تمكين المرأة في الإعلام مع عدد من مدققي المعلومات مثل فريق منظمة التقنية من أجل السلام لتقديم المساعدة اللازمة عند الحاجة، وكل تلك الخدمات ستسهم بتشجيع الصحفيات على إنجاز مواد صحفية من دون أي معرقلات في الإعداد أو الإنتاج أو النشر.
ويعاني العراق من تأثير التغير المناخي، حيث أشار مقال نائب الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في العراق والذي يحمل عنوان "تغير المناخ أكبر تهديد يواجهه العراق على الإطلاق، وهناك أمل في تغيير مجرى الأمور" إلى أنّ آثار التغير المناخي في العراق "هائلة" حيث أنّ العراق خامس أكثر البلدان ضعفاً في العالم في مواجهة أزمة المناخ العالمية.
وفقا لمنظمة undp فقد أصبح العراق معرضًا للكوارث الطبيعية بشكل أكبر نتيجة التدهور البيئي الحاد وإهمال الحفاظ على البيئة، إضافة الى ضعف الأطر القانونية والتنظيمية للإدارة البيئية، كما تتسم الترتيبات والقدرات المؤسسية بالضعف أيضًا مما يجعل البلد في مواجهة تحديات كبيرة ومتعددة تؤثر بشكل مباشر على حقوق الإنسان.
كما استعرض بيان صحفي للبنك الدولي مخاطر عدم التصدي لتغيّر المناخ في العراق وأثره على الاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية. كما أصدر البنك تقريرًا مفصلًا باللغتين العربية والانجليزية قدّم مجموعة توصيات ذات أولوية من شأنها الإسهام بتسريع التنمية الخضراء والمرنة والشاملة في العراق.
ويمكن الاعتماد على المصادر أعلاه كوسائل مساعدة لإعداد محتوى إعلامي دقيق المعلومات، بالإضافة إلى مصادر أخرى لفهم أثر التغير المناخي في تحقيق جودة التعليم التقني من خلال البحوث والدراسات، إضافة الى مراجعة مواقع إعلامية موثوقة تقوم بنشر دراسات دقيقة مثل موقع التقنية من أجل السلام التي نشرت تقريرًا حول تأثير التغير المناخي على انحسار المياه في العراق ومقالًا حول أثر التغير المناخي على النساء وهو يحتوي على مصادر مهمة ومقالات أخرى حول الاحتباس الحراري وأسبابه، وأثره على تغير المناخ ومقالات تقدّم حلولًا تسهم في الحد من التغير المناخي كالطاقة المتجددة وغير ذلك من المعلومات المهمة.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة سيغموند.