مجتمع "البودكاست العربي".. طريقك لنشر تدويناتك الصوتية

أثرت التدوينات الصوتية المحتوى العربي بالبرامج الإذاعية التي تلقى إقبالاً ورواجاً من المستخدمين من عشاق سماع البرامج والأفلام الوثائقية، والأغاني التي أصبحت متنفساً لهم لتنزيلها والاستماع إليها في أي وقت على هواتفهم المحمولة، وليس هذا فحسب بل وظفتها العديد من المواقع الإخبارية في المحتوى الذي تقدمه لتلبية احتياجات الجمهور الذي تتزايد درجة تشابكه وتعقيده يوماً بعد يوم. ومن أهم المجتمعات العربية التي فتحت شهية المستخدمين لنشر تدويناتهم الصوتية هي "بودكاست عربي" فإلى نص المقال:

استمعت "شبكة الصحفيين الدوليين" لمجموعة من البودكاست العربية التي أنتجها مستخدمون من الدول العربية في إحدى المنصات التي ضمّت برامج بودكاست متنوعة.

وقد أطلق محمد كشميري موقع "البودكاست العربي" منذ العام 2013 لرغبته في استكشاف وأرشفة برامج البودكاست العربية المختلفة، وفي عام 2017 أسس عبد الرحمن العمران مبادرة "بودكاست بالعربي" لتكوين مجتمع للشغوفين بالبودكاست ويتواجد بالمجتمع أكثر من ٢٨٠٠ عضو من صناع ومستمعي ومنتجي البودكاست، وفي نهاية عام 2020 تم الاندماج بين موقع "البودكاست العربي"، ومجتمع "بودكاست بالعربي" لصناعة وجهة واحدة لكل ما يحتاجه عالم البودكاست العربي.

ويقدم الموقع الكثير من التدوينات الصوتية في مختلف المجالات مثل: "التقنية"، و"العلوم"، و"ألعاب الكمبيوتر"، و"التعليم والثقافة"، و"سينما وترفيه"، وفيما يتعلق بالبرامج الإذاعية التي يقدمها الموقع في المجالات التقنية فيمكنك الاستماع إلى برامج متنوعة مثل: "بودكاست كشكول"، و"برق"، و"بان تِك"، و"روبوت"، و"بحر".

إقرأوا أيضًا: في 3 خطوات.. كيف تنشر البودكاست وتروّج له؟

ويمكن لأي مستخدم إضافة "البودكاست" الخاص به، وذلك من خلال النقر على هذه الصفحة، والتي ستكتب فيها اسمك، وكلمة المرور وذلك في حالة وجود حساب لديك في الموقع، وبإمكانك أيضاً التسجيل بحساباتك الشخصية على "فيسبوك"، أو "تويتر"، أو "بريدك الإلكتروني على Gmail".

كما يقدم الموقع أدلة إرشادية تساعد المستخدمين المبتدئين لعمل أول "بودكاست" لهم حتى قيامهم بخطوة النشر، وذلك على النحو التالي:

-يمكنك دخول عالم "البودكاست" مع منصة "Anchor" المجانية، وذلك من دون الحاجة إلى معدات أو برامج تقنية.

- في البداية قم بتجهيز محتواك الذي تريد تقديمه.

- قم بتنزيل برنامج "Anchor" على هاتفك الشخصي، وذلك من خلال الضغط على أيقونة "Google Play"، أو "App Store" وفقاً لنظام التشغيل الخاص بهاتفك.

- قم بتسجيل المحتوى.

- يفضل اختيار مكان هادئ، والابتعاد عن أي أصوات من شأنها أن تقلل من جودة تدويناتك الصوتية.

-تأكد من تثبيت هاتفك الشخصي، وقم بتوجيه المايك ناحيتك.

- قم بعمل تسجيل تجريبي للتأكد من جودة الصوت قبل تسجيل حلقتك الأولى.

-ضع أوراقك بشكل متقارب بحيث لا تقلب أي صفحة خلال التسجيل، لأن المايك سوف يلتقط الصوت.

وحول تجربة موقع "المصري اليوم" في توظيف تقنية البودكاست في تطوير محتواها، تحدثنا مع محمد الهواري، مدير تحرير صحيفة "المصري اليوم"، والمشرف على "البودكاست" واستشاري التدريب والتطوير الإعلامي، والذي أشار إلى أنّ التدوينات الصوتية أصبحت من ضمن أدوات السرد القصصي؛ فقد ذكرت أحدث الإحصائيات أن هناك تزايدًا في استخدامات "البودكاست"؛ فقد أنتج العالم حوالي 300 ألف بودكاست بـ28 لغة خلال عام 2019 وفقاً لما ذكره "راديو مونت كارلو"، كما أنتج العالم 900 ألف بودكاست في عام 2020، بحسب ما ذكر الهواري.

وأضاف الهواري أنّ استخدام "البودكاست" ارتفع بين جموع الشباب الذين يعتمدون على إرسال الرسائل الصوتية في تطبيقات مختلفة مثل "مجموعات واتس آب"، و"تيليجرام"، و"سيجنال"، وذلك بدلاً من كتابة النصوص، وبالتالي أصبح مألوفاً لديهم توصيل رسائلهم من خلال تقنية الصوت، علاوة على المزايا العديدة لتقنية "البودكاست"، والتي تتمثل في قلة استهلاك الإنترنت، وقلة تكاليف الإنتاج، وإمكانية إنتاج مدونات صوتية من خلال استخدام الموبيل وتوافر المنصات التي تساعدنا في رفع تدويناتنا الصوتية عليها، كما أن البودكاست صديق المستخدم، ويسهل تعلُمه وإتقانه بمرور الوقت، وهناك منصات متعددة تساعد المستخدمين في نشر تدويناتهم الصوتية مثل: "Anchor"، و"Spotify"، و"Cast box".

إقرأوا أيضًا: نصائح قيّمة وأدوات أساسيّة لإنشاء بودكاست ناجح

واستطرد الهواري قائلاً: "قمنا بإنتاج 150 حلقة من برامج البودكاست الآتية "درب النور"، و"حكايات منسية"، و"آكلات وتوابل"، و"أصوات السماء" خلال شهر رمضان، وتراوحت عدد مرات الاستماع إليها بين 1500 إلى 1700 مرة أسبوعياً، وذلك بالإضافة إلى التدوينات الصوتية الأخرى التي تخاطب مختلف فئات الجمهور وتُلبي احتياجاته المعرفية، والترفيهية، والثقافية مثل: برنامج "من حقك تسمع" وهو برنامج "توك شو إخباري" وقمنا بعمل حلقة مع د."عبد المنعم سعيد" مدتها 24 دقيقة، وهناك برنامج "كلام تك" مع "أيمن صلاح" والذي يقوم بتبسيط المعلومات التقنية للمستخدمين.

وأشار الهواري إلى أنّ مدة "البودكاست" تختلف وفقاً لطبيعة المحتوى؛ ومن الأفضل أن تتراوح مدة "البودكاست" بين 7 إلى 15 دقيقة، وهناك أيضاً "البودكاست الوثائقي" الذي تصل مدته إلى ساعة ونصف.

واختتم الهواري حديثه معنا بأهمية إجادة مهارات الإلقاء، وعمل المونتاج، وإضافة المؤثرات الصوتية المناسبة لطبيعة المحتوى الذي نقدمه وذلك من أجل جذب انتباه المستمع، وفي بعض الأحيان قد نحتاج إلى تنوع الأصوات في تدويناتنا الصوتية لجذب انتباه المستخدمين.

د.أسماء حمدي قنديل هي مدرسة في كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية، وباحثة تهتمّ بطرق توظيف الأدوات الرقمية في العمل الصحفي.

الصورة الأولى حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على موقع "Freepik" ويمكن تنزيلها من خلال الضغط هنا.

والصورة الثانية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على موقع "Freepik" ويمكن تنزيلها من خلال الضغط هنا.

الصور الأخرى المنشورة في المقال مجتزأة من موقع "البودكاست العربي".