Icfj 的一个项目

المخاطر الرقمية والجسدية وطرق الحماية من الجيوش الالكترونية

作者زيد الفتلاويMay 26, 2021 发表在 موضوعات متخصصة
صورة

يعتبر العراق من أكثر الدول التي تسجل انتهاكات مستمرة ضد فئات متعددة من المواطنين (ناشطين، صحفيين، كتاب)، جراء ازدياد المعارضة ضد السلطة التي تعكس ردود أفعالها بشتى الممارسات لإيقاف أو تعطيل حركة تلك الفئات من خلال فئتين بخفاء العنوان، ويعني ذلك أنّ الجهات الرسمية تعمل بهاتين الفئتين باطناً ولا تتبناهما رسميا ً من خلال تطبيق اهداف تتوافق مع ما تتنباه تلك الجهات.

جيوش افتراضية وميدانية

ونستطيع أن نلخص عمل تلك الجيوش بفئتين:

الفئة الأولى، الجيوش الإلكترونية: تعتبر هذه الجيوش واحدة من اكثر الممارسات شيوعاً  في العراق لكثرة تعدد الجهات داخل المجتمع العراقي، من خلال شن حرب الكترونية تجاه الضحية باختراق اجهزته او صفحاته على شبكات التواصل الاجتماعي او محاربته كتشويه السمعة او التهديد بممارسات مختلفة (فبركة صور او مقاطع مصوّرة، عمل صفحات باسمه ونشر ما يخالف آراءه، التبليغ على صفحاته الشخصية أو اطلاق هاشتاج موحد، الخ)، وغيرها من الاساليب التي تختص بالعمل الالكتروني للنيل من المناوئين. 

وتكون هذه الجيوش منظمة نوعاً ما ولديها قيادة مركزية تتصل بقيادات فرعية لادارة الحملات المتنوعة وباسماء وهمية وينضم اليهم البعض باسمه الحقيقي اثناء العمل الالكتروني لاعطاء القوة للحملة من جهة وايمانه بالجهة التي ينتمي لها هذا الجيش الالكتروني من جهة اخرى، ويستخدمون عادة تطبيق الواتساب للتبليغات السرية وتيليجرام للتبليغات العامة ويعتبر تيليجرام المنظمة الاعلامية لاغلب الجيوش الالكترونية التي تعطي التبليغات بصورة علنية، منها تهديد الضحية ومنها نشر اخبار تستهدف الدفاع عن جهة او تشويه سمعة جهة معينة. ومن أشهر هذه المنصات للجيوش الالكترونية في العراق منصة صابرين نيوز على التطبيق والتي تتبنى خطاب الجهات المسلحة بصورة علنية.

الفئة الثانية، المجاميع المسلحة: هذه الفئة معروفة الانتماءات متعددة التفرعات وهي قوة ميليشياوية تابعة لجهات سياسية وغير سياسية داخل العراق وتوجد داخل هذه الفئة فرق مسلحة تنتمي بخفاء العنوان لتلك الميليشيات عملها تصفية كل من يقف ضدها وتتم العملية بقرار توجيهي لعدم توقف المناوئين من عملهم  كالنشاط السياسي او الصحفي او الكتابة والنشر. وتأتي بعض الأحيان عن طريق التبليغات العامة بتصفية أشخاص معينين تم ذكر أسمائهم بإحدى منصات الجيوش الالكترونية السرية او العلنية، وغالباً ما تكون تلك الفرق تنتمي الى جهة واحدة في رأس الهرم كانتمائها الى دولة خارجية. 

روايات الاستهداف الرقمي والجسدي

محمد البولاني احد العاملين في الصحافة كمصور تلفزيوني ازداد استهدافه في الآونة الاخيرة بسبب تغطيته التظاهرات والاحداث التي شهدها العراق حيث يقول لـ"شبكة الصحفيين الدوليين" إن "الاستهداف الذي لحق بي من قبل مجاميع مسلحة انقسم الى قسمين: استهداف رقمي وجسدي، وتمثل الرقمي بمحاولات متعددة لتهكير صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي، اضافة الى هجوم منسق من قبل ما يسمى بالجيوش الالكترونية واتهامهم لي بشتى الاتهامات، اما الاستهداف الجسدي فتركز على اكثر من محاولة للاعتداء عليّ باستخدام آلات جارحة لاشخاص مجهولين وبحجة انهم مخمورين من خلال وجودي بساحات التظاهرات للتغطية الصحفية ورغم إبلاغ القوات الامنية لاكثر من مرة لم احصل على شيء تجاه الأمر".

من جهته، تحدّث المراسل التلفزيوني كرار العساف الذي يعمل في قناة دجلة الفضائية عن الاستهدافات التي حصلت له من خلال ملاحقته من قبل مجاميع ميليشياوية والوصول الى مكتبه الخاص بالعمل الاعلامي ومحاولة حرقه، اضافة الى رفع دعاوى كيدية بحقه لقضايا لم يكن له ادنى فكره عنها بحسب ما قاله، مضيفًا "تعرضت الى حملة الكترونية كبيرة وصلت الى طلب القاء القبض عليّ ومحاكمتي عند قاض ديني لأنني وبحسب قولهم خرجت عن الملة". ووصل الامر الى منعه من دخول مدينة النجف ذات الطابع الديني التي يسكنها وهو ما يخالف الدستور ومواد حقوق الانسان. وأكد العساف أنّ ما واجهه كان بسبب عمله الصحفي في تغطية الأحداث العراقية والتي تركزت على كشف ملفات فساد السلطات وتغطية التظاهرات العراقية.

وشهدت الساحة العراقية مؤخراً الكثير من الاستهدافات الرقمية والجسدية بحق صحفيين وناشطين وصلت الى الاختطاف والقتل مع استمرار الافلات من العقاب، ومعظم تلك الحالات موثقة لدى المنظمات المحلية والدولية. 

طرق الحماية

ونلخص لكم مجموعة من النقاط التي تدخل ضمن طرق الحماية الرقمية والجسدية للاشخاص الذي يتعرضون لكل انواع الاستهدافات بسبب نشاطهم داخل بلدانهم التي تشهد عدم الاستقرار.

طرق الوقاية الرقمية من الاستهداف

1-      تجديد حماية الصفحات الشخصية التي تستخدمها عبر مواقع التواصل بصورة دورية من خلال تغيير كلمات المرور وتفعيل انظمة الحماية المتوفرة مثل اعتماد المصادقة الثنائية، ورقم الهاتف ولا تستخدم باسوورد واحدًا لكل حساباتك. 

2-      استخدام تطبيقات الحماية الرقمية في نشاطك الالكتروني كتطبيقات الـvpn  لمنع معرفة مكان تواجدك والذي يمكن تحديده من خلال الـ GPS والذي يساعدك على حجب المعلومات عند تصفحك لاي موقع.

3-      استخدام تطبيقات وبرامج منع الفيروسات من الدخول الى اجهزتك لابطال اي محاولة لصناعة ثغرة تجعلك ضحية للهاكر الذي يستهدفك.

4-      اعتماد المواقع الموثوقة والرسمية لتنزيل التطبيقات والبرامج التي تستخدمها في اجهزتك الالكترونية مع الحرص على التحديث المستمر لأن التحديثات تعمل على اغلاق الثغرات التي تكشفها شركات البرامج الالكترونية.

5-      عدم استخدام شبكات الانترنت wifi  غير المؤمنة كما في المقاهي والفنادق والمطارات التي تكون مفتوحة المصدر وغير محمية، فيمكن من خلالها اختراق اجهزتك او مراقبتك بكل سهولة من قبل اصحاب تلك الاماكن او اي هاكر يحاول الوصول اليك بصورة سهلة.

                                             إقرأوا أيضًا: ادوات ونصائح للصحفيين للحماية من الهجمات الالكترونية 

طرق الوقاية الجسدية من الاستهداف

العمل في الصحافة او النشاط السياسي يعتبر من اخطر الاعمال في مناطق النزاع والمناطق التي تشهد عدم الاستقرار الامني والسياسي كما هو الحال في الكثير من الدول العربية لذلك تختلف طرق الوقاية الجسدية والسلامة بحسب التغطية والنشاط والأمر الاساسي فيها هو أن تعتمد على نفسك في حماية نفسك وعدم التعرض للمخاطر المباشرة واتباع طرق السلامة النفسية في اي عمل تقوم به وتذكر ان حماية نفسك اهم من كل الاعمال وعليك البقاء في دائرة الامان التي تقيك الكثير المخاطر.

                     إقرأوا أيضًا: إرشادات للمصورين الصحفيين لتجنّب المخاطر خلال تغطية الإحتجاجات وكوفيد19

وفي الختام يبقى العمل في النشاط الصحفي او النشاط السياسي من الاعمال الخطرة، فعلى الصحفي أن يعزّز طرق الحماية بكل المجالات والسعي إلى التعلم المستمر لابعاد المشكلات عنه قدر المستطاع، وعليه أن يتذكر أنّ حماية نفسه تأتي في مقدّمة الأولويات في العمل لاستمرار الحياة. 

الصورة الرئيسية بعدسة زيد الفتلاوي