نصائح للسلامة النفسية للصحفيين العاملين في الخطوط الأمامية

Автор IJNet
Jul 24, 2020 в السلامة الرقمية والجسدية
الصحة النفسية

يعاني الجميع من كوفيد19 بكافة الأشكال، ولكن هناك معاناة من نوع آخر متمثلة في الضغط العصبي والتوتر والقلق. لذلك استضاف برنامج ”حلول منصات التواصل الاجتماعي“ الذي ينظمه المركز الدولي للصحفيين بالتعاون مع مشروع فيسبوك للصحافة الصحفية اللبنانية فانيسا باسيل المتخصصة في صحافة السلام ومؤسسة منظمة” إعلام للسلام“ خلال جلسة نقاشية بثت عبر الإنترنت. تم النقاش فيها حول كيفية مواجهة تلك الأزمة تحديدًا في القطاع الصحفي الذي يضطر لتغطية أخبار كوفيد19 بشكل يومي.

أوضحت فانيسا بعض الحقائق عن الصحة النفسية، وهي أنها ليست مجرد انعدام للإضطرابات النفسية، فضلاً عن أنها جزء لا يتجزأ من الصحة، وتتأثر بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيولوجية والبيئية. كما قدمت فانيسا بعض النصائح للخاضعين للحجر الصحي حتى يستطيعوا الحفاظ على صحتهم النفسية، وهي أن يكون المريض على اتصال دائم بالآخرين عن طريق وسائل التواصل عبر الانترنت، وأن يحافظ على التواصل الاجتماعي، والحفاظ قدر المستطاع على مواظبة الأعمال الروتينية اليومية، والانتباه في أوقات الشدة إلى احتياجاتك ومشاعرك، والمواظبة على ممارسة الرياضة، وتجنب الاستماع إلى الشائعات التي تجعلك تشعر بالانزعاج أو الخوف. 

أوصت مؤسِسة "منظمة إعلام السلام" أنه لابد أن يحصل الفرد في الوقت العادي على دعم محلي أو خارجي بهدف تعزيز أو حماية الرفاه النفسي والاجتماعي وعلاج المسائل المتعلقة بالصحة النفسية، مؤكدةً أن خلال هذه الفترة لابد أن يتزايد حصولنا على الدعم النفسي بسبب تفشي كوفيد19.  

المخاوف النفسية الشائعة خلال أزمة كوفيد19

قالت فانيسا أن هناك الكثير ممن لديهم شعور بالخوف من الإصابة بالمرض والموت، بالإضافة إلى عدد كبير من الناس الذين يتجنبون تلقي العناية الطبية في المرافق الصحية خوفاً من الإصابة بالفيروس. كما أن كُثر هم من يشعرون بالخوف من فقدان سبل العيش وعدم القدرة على العمل أثناء فترة العزل، فضلاً عن الخوف من الطرد من العمل والتخوف من النبذ الاجتماعي والعنصرية والوصمة. هذا بالإضافة إلى شعور الأفراد أنهم عاجزون عن حماية المقربين لهم والرهبة من فقدانهم بسبب الإصابة بالفيروس.

أوضحت فانيسا أن عدد من الناس يخافون من الانفصال عن المقربين ومقدمي الرعاية بسبب أنظمة الحجر الصحي، بالإضافة إلى أن الجائحة أدت إلى إغلاق المدارس مما أثّر سلباً على بعض الأُسر، خصوصاً لدى الأمهات مما أدى إلى عواقب كثيرة منها الحد من فرص عملهن.

أشارت فانيسا إلى إن الأمم المتحدة حذرت من أزمة صحية عالمية بفعل جائحة كوفيد19، كما أشارت إلى تصريح مديرة إدارة الصحة العقلية بمنظمة الصحة العالمية والذي ينص على أن ”الانعزال والخوف والضبابية وعدم الاستقرار الاقتصادي تتسبب جميعها أو إحداها بأزمة نفسية“، كما نصحت الحكومات أن تكون الصحة النفسية أولوية لها لتجنب العنف والجرائم.

 الصحفيون والعاملون في الخطوط الأمامية

أوضحت باسيل أن العاملين في الخطوط الأمامية ومن ضمنهم الصحفيين يتعرضون لضغوط نفسية إضافية خلال تفشي جائحة كوفيد19 وذلك لعدة أسباب على رأسها الوصم المجتمعي بسبب المرض والصرامة في الإجراءات الوقائية الجسدية بسبب العمل الميداني وتعقيم المعدات. كذلك تتزايد المخاوف لدى العاملين في الخطوط الأمامية من أن ينقلوا العدوى للآخرين، بالإضافة إلى خطر تدهور الوضع الجسدي والنفسي للفئات الأكثر عرضة للإصابة ” أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن“.

عرضت فانيسا بعض النصائح للصحفيين لمساعدة العاملين في غرف الأخبار على الحفاظ على صحة أفضل وصحافة أفضل، أهمها التحدث عن المخاطر المحتملة مع محررك أو مديرك والتعامل معهم بجدية. كما الإبقاء على اتصال منتظم مع مديرك بالعمل، خاصة إذا ظهرت صعوبات في تأدية العمل المكلّف به، والحفاظ على الدعم الاجتماعي القوي والتواصل مع شبكات من الزملاء في المهنة. 

وأضافت فانيسا إلى ضرورة النظر إلى الأزمات على أنها تحديات للتعلّم منها، والمحافظة على نظرة متفائلة ورؤية إيجابية. تذكّر أن صحافة الصدمة لها أهمية وما تفعله مهم وجدير بالثناء! أشارت فانيسا إلى فهم أن الضيق في وجه المأساة هو استجابة إنسانية طبيعية وليس ضعف ويتعافى معظم الناس في وقت قريب بما فيه الكافية. يضاف إلى ذلك تناول الطعام الصحي والإكثار من الماء والمواظبة على النوم بشكل سليم والتخفيف من تناول الأدوية إلاّ عند الحاجة.

نصحت فانيسا الصحفيين الذين يغطون أخبار كوفيد19 أن يواظبون على التمارين حتى لو المشي يوميًا، والحصول على فترات راحة تتناسب مع الجهد المبزول يوميًا، ومواظبة التحدث مع المقربين والتخلص من المشاعر السلبية.

نبهت فانيسا الصحفيين إلى بعض الأعراض حتى يكون من السهل التعامل معها قبل أن تتطور، وهي الارتباك أو الشعور بصعوبة القيام بمهام بسيطة، والاندفاع والغضب الشديد والجدل والعنف وتشتت الانتباه المستمر. والتي تعد جرس إنذار مبكر للصحفي بتعرضه لخطر على الصعيد النفسي، وأكدت إذا شعر الإنسان بأي عارض من العوارض السابقة لابد أن يلجأ إلى متخصص نفسي ليقدم له يد المساعدة. 

لمشاهدة الجلسة كاملة يمكنكم زيارة الصفحة الرسمية لشبكة الصحفيين الدوليين، أو عبر ملتقى الصحفيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة كريس لوتن.