كيف قام المواطنون الصحفيون بتغطية أخبار الفيضانات عبر تويتر في سلطنة عُمان؟

Автор Turki Albalushi
Oct 30, 2018 в مواضيع متنوّعة

لَعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً بارزاً في نقل الأحداث بصورة لحظية ودقيقة في سلطنة عُمان، التي شهدت في أواخر نيسان/ أبريل وبداية أيّار/ مايو سقوط غير مسبوق للأمطار، مما أدّى إلى فيضانات بنتائج كارثيّة نتج عنها وفاة 13 مواطنًا وإنقاذ أكثر من 651 آخرين. فما كان على المواطنين إلاّ أن يأخذوا دور الصحفيين وغرف الأخبار، فتسارعوا لنقل أحداث الفياضانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ففي الوقت الذي كان فيه الإعلام الرسمي والخاص منهمكاً في إعداد فترات بث الأخبار المحدّدة في أوقاتها سلفاً، كان المواطنون من المحافظات المختلفة ينشرون صور لحظةً بلحظة ويغرّدون حول آخر أخبار الحالة الجوية المتردّية في مناطقهم عبر #أمطار_عُمان على تويتر.

وكانت ولاية عبري في محافظة الظاهرة التي تبعد عن العاصمة مسقط أكثر من 280 كيلومتر هي أكثر الولايات تأثّراً بالفيضانات. لم تكن وسائل الإعلام قادرة على الوصول إلى هذه المناطق البعيدة عن العاصمة التي تتمركز فيها بعض وسائل الإعلام المحلية، لكن كان المواطنون الصحفيون يرصدون بشكل لحظي صور البيوت والشوارع التي غمرتها المياه في الأودية.

لقد استطاعت الصور التي بثّها مواطنون صحفيون عبر تويتر من تغيير قرارات الكثير من المواطنين الذي كان مُتوجهين إلى قراهم في فترات هبوط الأودية وحدوث الفيضانات، كما انتبهت المؤسسات الحكومية إلى ضرورة نشر رسائل توعية للمواطنين بضرورة إخلاء المنازل في وقت مبكر في بعض القرى القريبة من مسارات الأودية.

قام المتحدّث الرسمي عن الأرصاد الجوية، حامد البراشدي والذي يتابعه أكثر من 37,000 شخص على تويتر، بإعادة نشر تغريدات تحمل صورًا ومقاطع فيديو بثها مواطنون أثناء الفيضانات.

استفادت وسائل الإعلام المحلية من الصور التي بثها المواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كان من بينهم التلفزيون الرسمي ووسائل الإعلام الخاصة، منها وسائل إعلام دولية مثال سكاي نيوز عربية التي بثّت مشاهد من القرى العُمانية البعيدة.

في هذا الإطار، حاورت شبكة الصحفيين الدوليين المصوّر الفوتوغرافي محمّد القرني الذي تمكّن من تصوير أحداث الفيضانات من مواقع مختلفة وكانت ولاية عبري إحدى المحطات. هذه بعض من تجربته فضلاً عن تقديمه بعض النصائح للمواطنين الصحفيين والمصوّرين أثناء تغطيتهم للكوارث الطبيعية كالفيضانات.

قال القرني "اعتمدت في تحرّكاتي لاختيار موقع التصوير على المصادر الرّسمية التي كانت تتقصّى أماكن تساقط الأمطار، كذلك كنت أتابع التوقعات والأرصاد الجوية كي أتحرّك بالكامير لرصد المواقع الحسّاسة." كان اختيار وقت التصوير مهمًا في هذه الأحداث، حيث كُنّا نختار الأوقات الصباحية الباكرة عند الفجر قبل شروق الشمس. "كنّا نتوقف عن التصوير ما بعد غروب الشمس مباشرةً مع بداية الفترة المسائية، وهنا تبدأ عملية نشر الصور عبر الإنترنت وتحديداً عبر مواقع التواصل الاجتماعي كفيسبوك وتويتر."

يؤكّد القرني أن تداول الصور الحقيقية عبر الإنترنت سهّل من مهمّته كمصوّر في إيصال الصورة الحقيقية للفيضانات إلى الناس، وهو الأمر الذي لم تستطع وسائل الإعلام المحلية فعله بسبب صعوبة وصول العاملين فيها إلى بعض المناطق، بحسب قوله. وشرح القرني حول كيفيّة مشاركة المواطنين لصوره التي نشرها على فيسبوك بحيث أنّها انتشرت بشكل كبير على فيسبوك نفسه وعلى باقي مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر وتطبيقات الهواتف الذكية بالإضافة إلى غيرها أيضاً.

يثني القرني على تجربة المواطن الصحفي في هذه الأحداث، حيث ساهم بنقل الصورة بشكل أسرع من وسائل الإعلام، خاصةً أنّ الكثير من المواطنين كانوا يصوّرون الفيضانات من القرى نفسها وبجانب الأودية المنزلقة مباشرةً. هذه بعض المعايير التي يجب التنبّه لها قبل نشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي:

  • توثيق مكان وزمان وتوقيت نشر الصورة، ويفضّل نشرها مع الصورة مباشرةً، أو بداخلها.

  • نشر اسم المصوّر وموقع التقاط الصورة.

  • اختيار الأوقات المناسبة للتصوير والتوثيق كما التنبّه للمعلومات التي تنشرها المؤسسات الرسمية باعتبارها مساعدة للتنبؤ بالأماكن التي يمكن التصوير فيها خلال هذه الأحداث، لا سيّما الأخبار المتعلّقة بالأرصاد الجوية.

  • يُفضّل أن تكون الصورة واضحة وغير مبهمة.

  • إن أردتم التعديل في الصورة، يجب الحرص على عدم تغيير الشكل الحقيقي للموقع أو المكان، أو التغيير من قيمتها الحقيقية.

  • يجب التقصّي من صحّة الصورة عبر التواصل مع مصدرها الحقيقي وذلك لعدم خلق التباس أو المساهمة في إعادة نشر صور تخلو من المصداقيّة على وسائل التواصل الاجتماعية.

الصورة لمحمّد القرني