أساسيات العمل بالوسائط المتعددة لسرد القصة: تعدد المهام والعمل الجماعي

Автор أوميد معماريان
Oct 30, 2018 в الصحافة الرقمية

*هذه المقالة هي الثانية في سلسلة من المقالات عن جمع الأخبار بالوسائط المتعددة  بقلم الصحفي والمدون الإيراني أوميد معماريان. لقراءة المقالة السابقة، أنقر هنا.*

الصحفيون الذين يعتمدون على الوسائط المتعددة عادة يستخدمون الصوت والفديو والنص وبطرق مختلفة. ولكن في معظم الأحيان، يبقى النص هو العنصر الأساسي. ومع أن النص يختلف بإختلاف الوسيطة المصاحبة من صوت أو فديو، فإن العناصر الرئيسية في إخبار القصة تبقى كما هي.

وتقول الصحفية جسي غراهام، والتي تستخدم الوسائط المتعددة في عملها وأيضا تدرِّس في كلية الصحافة في جامعة كولومبيا في نيويورك، تقول أنه مع كثرة وسائل الإعلام، فإن طريقة سرد القصة لاتختلف الآن عما كانت عليه عندما كان النص هو الوسيط الوحيد للسرد.

وتقول غراهام "عندما أعمل على موضوع معين فأنا أفكر بالشخصيات والنص والصور وكيف يمكنني أن أستغل كل واحدة من هذه العناصر على أكمل وجه. وحالياً أعمل على قصة تستلزم إستخدام الفديو والصوت والنص. يمكنني القول إن العمل على ذلك المشروع يتطلب مني القيام بجهد أكبر. ولدي الآن عناصر أكثر -- طرق مختلفة لسرد القصة".

وتنصح الصحفية غراهام بأن افضل طريقة للبدء بالعمل على أي قصة هي معرفة أي من الوسائط يمكن أن يوصل المعلومة بشكل أفضل. فعلى سبيل المثال: هل تصل المعلومة أفضل لو كانت مقدمة بشكل مقطع صوتي؟ هل تمتلك القصة بعدا مرئيا؟

وتضيف غراهام "لو سنحت لك الفرصة لتأجيل إختيار الوسيط حتى نهاية العمل، فيمكنك عندئذ تجربة جمع الوسائط خلال عملية جمع المعلومات. وبذلك يمكنك أن تجد أفضل وسيطة تسرد بها الموضوع".

ولأن العمل على أي من العناصر، إن كان الصوت أو الصورة أو النص، يحتاج الى حرفة خاصة، فإن العمل عليهم جميعا في آن واحد يكون عادة صعباً للغاية.
وتجد الصحفية غراهام أنه من الصعب العمل على عدة وسائط في آن واحد. "عندما أكون في ميدان العمل، ولأنني لست مصورة محترفة، فأني أتجنب إلتقاط الصور. يعجبني التعاون مع الناس. وهناك القليل من الناس الذين يعملون بسلاسة مع الصوت والفديو والنص".

وتضيف، لهذا السبب فإن أكثر الأعمال التي تعتمد على الوسائط المتعددة ينتجها فريق من العاملين.

وكما أشرنا في الإسبوع الماضي، فإن هذا التقرير عن الصين الذي أنتجه فريق عمل كامل والذي نشر على موقع صحيفة "واشنطن بوست" هو خير مثال على العمل الجماعي. وقد عمل على التقرير على الأقل ثلاثة عشر صحفياً، بالإضافة الى آخرين ساهموا في عملية التحرير والإنتاج. وهذا التقرير عن المهاجرين الصوماليين في كينيا هو مثال جيد أيضاً على نتائج العمل الجماعي.

somalia refugees

مع تطور طرق سرد القصة بالوسائط المتعددة، فقد أصبح البرنامج التفاعلي "فلاش" جزءا من الحرفة. الغرافيك التفاعلي "الإختلاف بين الجماعات في كيفية قضاء اليوم" الذي نشر على الموقع الاليكتروني لصحيفة "نيويورك تايمز" هو تقرير مقدم بالوسائط المتعددة ويستخدم البرنامج التفاعلي "فلاش" لتقديم إحصائيات بطريقة ممتعة.

nytimes

جنفر أتز، المنتجة التي تتعامل مع الوسائط المتعددة، إستخدمت برنامج "فلاش" لتقديم معلومات "موضوعية وإحصائية" عن اللاجئين العراقيين في مشروعها "قصص من اللاجئين العراقيين".

وتقول أتز "عندما كنت أعمل على مشروع (قصص من اللاجئين العراقيين)، كنت أحاول إيجاد طريقة مميزة لتقديم المعلومات عن الأزمة للمتلقي. وقد أنتجت في السابق تقارير إخبارية تسجيلية عن الوضع وقد قمت بدمج اللقاءات والمعلومات الإحصائية فيها. ولكن في التعامل مع الموقع الاليكتروني، كان لدي عدة طرق لطرح المعلومات: فديو وصور متحركة ونص وصور ثابتة".

Iraqi refugee stories

في المقالة القادمة في هذه السلسلة، سوف نناقش عملية التخطيط لإنتاج مشروع يعتمد على الوسائط المتعددة وكيفية إستخدام عدة وسائط إعلامية.

--

معماريان هو كاتب ومدون إيراني حائز على جوائز وله مقالات نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز" و "سان فرانسيسكو كرونكل" و "لوس أنجلوس تايمز". وهو صحفي يستخدم الوسائط المتعددة، وتخرج من جامعة كاليفورنيا في بيركلي.