خمس نصائح لسرد البيانات بصريًا 

Nov 21, 2024 в صحافة البيانات
صورة تعبيرية

تحقق الرسوم البيانية والمخططات وظيفة أساسية في القصص التي تعتمد على البيانات أو تلك التي توظف البيانات فيها لدعم أحد عناصرها. فعادة وكما تشير إلى ذلك دراسة وضع صحافة البيانات لسنة 2023 يستخدم الصحفيون/ات البيانات إما لإثراء قصص أو لإنتاج قطع تفسيرية أو في التحقيقات الاستقصائية. ومهما كان دور البيانات في القصة، فعادة ما يتم اللجوء إلى تمثيل البيانات بصريًا من أجل ضمان وصولها بشكل أفضل للجمهور. 

وإن كانت أدوات تصميم البيانات بصريًا تتيح إنتاج الرسوم البيانية بسهولة في مدة لا تتجاوز بضع ثوان بدون الحاجة إلى إتقان أي لغة برمجية، فإن مجرّد حضور هذه الرسوم في القصة غير كاف. هنالك فرق بين مجرد عرض البيانات بصريًا، وبين تلك الرسوم والمخططات التي تنجح في أن تروي جزءًا من القصة. 

في هذا المقال، نحاول أن نقدّم لك جملة من النصائح والخطوات التي تساعدك في أن تنقل رسومك من مجرد عرض بصري للبيانات إلى سرد بصري للمعنى.

1. نبدأ من النهاية.. أو ماذا تريد أن تقول؟

لكل قصة بداية ومنتصف ونهاية، وفي قصتنا عن الرسوم التي تروي القصة، سنبدأ من النهاية. 

عندما تتأمل رسمًا بيانيًا، حدد إذا كنت قادرًا على الإجابة عن هذه الأسئلة بسهولة:

  • بماذا يخبرني هذا الرسم؟ 
  • ماذا يعني هذا الرسم؟
  • ما هي الأمور المثيرة للاهتمام فيه؟

سيكون من الرائع ألا تضطر إلى طرح الأسئلة، وتجد أنّ الإجابة تقفز أمامك مباشرة.

من الصعب أن تروي الرسوم البيانية القصة إذا كنا نتساءل إن كانت مفهومة أم لا. وإن كنا نتساءل ماذا يريد هذا الرسم أن يخبرنا؟

وحتى تكون قادرًا على تحقيق ذلك، عليك أن تحدد ماذا تريد أن تقول. بمجرد أن تحدد ذلك ستكون بقية الخطوات سهلة.

2- مثلث البداية.. اهتم بأبطالك الثلاثة

والآن سنعود إلى نقطة البداية. ماذا تفعل قبل أن تبدأ؟ يُمكننا السرد البصري للبيانات من إيصال المعلومات التي استخلصتها خلال مرحلة تحليل البيانات بكفاءة، والتي يتم توجيهها إلى جمهور محدد. وعند سرد البيانات بصريًا علينا التفكير في رؤوس المثلث التالي:

-البيانات: ما هي طبيعة البيانات؟ وما هو حجمها؟ وما هي أبعادها؟ 

لابد أنك تعرف أنّ لكل حزمة بيانات حدود ولكل رسم بياني حدود أيضا. إنّ مهمتك الأساسية خلال المرحلة التي سبقت التصميم هي أن تجعل البيانات تبوح بأسرارها، فهنا نفترض أنك تفهم هذه البيانات جيدًا فتضع الهدف الذي تريد أن تحققه البيانات لك والذي يجب أن يتماشى مع وظيفة الرسم وهدفه. سوء فهم البيانات أو اختيار القالب الخاطئ من الأمور التي ينبغي عليك أن تتجنبها. 

-الجمهور: إذا شاهدت فيلمًا في قاعة السينما قد تجد أن جميع المشاهدين يضحكون معًا على موقف ساخر أو يحبسون أنفاسهم عندما يكون القاتل قد دخل فعلًا منزل الضحية. ولكن طرق فهم المشاهدين/ات للفيلم مختلفة. عندما توظف الرسوم البيانية والخرائط في الصحافة، يجب أن تكون قادرة على توصيل نفس الرسالة للجميع ولا يمكن أن تؤول القصة بطرق مختلفة. 

 ماذا لو حددت ما تريد أن تقوله، وجعلت الرسالة واضحة، ولكنك كنت تتحدث لغة بصرية لا يفهمها الجمهور. هل تعتقد أنك ستنجح في إيصال قصتك؟ 

  • من المهم أن تكون على دراية بمدى قدرة جمهورك على فهم المعلومات البصرية أو ما يعرف بـVisual Literacy
  • استخدم مرجعيات الجمهور لصالحك 
  • من المهم أن نبسط الرسوم وأن نفسرها ونفسر كيفية استخدامها
  • من المهم أن نحدد من البداية دور المستخدم فيها
  • من المهم أن تكون تجربة الاستخدام ممتعة أو ملهمة 

-المنصة: إن السرد البصري للبيانات لا يقف عند مرحلة الانتهاء من الرسوم، بل يبدأ عندما يتصفحها المستخدم. فعبر أي منصة ستنشرها؟

 إن الخيارات التفاعلية أو الثابتة التي تتيحها المنصة هي أيضًا ضلع في قصتك. إن كنت تسمح لي بأن أدخل كلمات مفتاحية تغير ما يظهر أمامي من الرسم، أتحكم في عناصره، أو لا تتيح أي خيار أمامي غير أن أجول بنظري في صورة ثابتة، فإنك تحدد لي هل يمكن أن أبني قصتي بنفسي أو ستقودني أنت نحو قصة واحدة فقط تريدها.

3-ست كلمات 

عندما تتصفح الرسم البياني يجب أن ترى ما يلي بسهولة:

ما هي الرسالة/القصة التي يريد هذا التصميم أن تصل؟

هل وصلت الرسالة بذات الكيفية لشخصين مختلفين؟

والآن هل يمكن أن تلخص هذا الرسم في ست كلمات. هذه الكلمات يجب أن تعبر عن القصة التي يعرضها الرسم بصريًا. "ارتفعت حوادث القطارات خلال السنتين الماضيتين" هذا ما يجب أن نراه. لا "ارتفعت حوادث القطارات وانخفضت أعداد الفيضانات وبات الناس يأكلون الآيس كريم".

4. احذف الزوائد.. أو اركض وراء أرنب واحد فقط

تأمل هذين الرسمين الذين تم توليدهما باستخدام الذكاء الاصطناعي:

صورة
 

صورة

 

من خلال المقارنة بين الرسمين يمكن أن نتوصل إلى أنّ الأول يشوش أفكارنا لا نعرف عما نبحث تحديدًا والثاني يوجهنا مباشرة إلى التطور الذي يعرفه متغير ما. ولكننا يمكن أن نتفق على أن الرسم البياني الثاني حتى وإن كان قادرًا على إيصال رسالة واضحة فهو ممل وقد لا يجذب اهتمام الجمهور، للمزيد حول جمالية الرسم انتظر النقطة الخامسة.

لتصل الرسالة بشكل أفضل، يجب أن نتخلص من الزوائد والعناصر البصرية المشوشة في أحيان كثيرة أقل يعني أكثر Less is More والمثال السابق دليل على ذلك. إن محاولة قول الكثير من الأمور دفعة واحدة قد يؤدي بنا إلى الفشل في قول ولو أمر واحد. لذلك من المهم قبل أن تضغط زر النشر أن تفكر في  العناصر البصرية التي لا تخدم حقيقة المعنى الذي تريده أن يصل إضافة إلى التركيز على قصة واحدة. عندما نركض وراء أرنبين، لن نمسك أيًا منهما. 

في الوقت نفسه، حاول رفع الغموض قدر الإمكان. هنالك تكرار مفيد يجعل من السهل تذكر الرسم في المستقبل، ويسهل عملية الفهم، ولكن الأمر شبيه بإضافة التوابل إلى الطعام، بالمقدار المناسب تجعل المكونات متناغمة، المبالغة في إضافتها تشوه الطعم تمامًا. 

5. رسوم جميلة.. لمَ لا؟

يمزج التمثيل البصري للبيانات بين قواعد دقيقة تستند إلى ضوابط علمية في ترجمة البيانات إلى رسوم، وأيضًا جوانب فنية وإبداعية تسمح بجانب من المخاطرة والخروج عن المألوف نحو قوالب ونماذج جديدة. تأتي هذه الجمالية في مرتبة متأخرة مقارنة بالتعبير البصري عمّا تقوله البيانات. ولكن لها دور أيضًا في كيفية وصول الرسالة، فكر في جمالية الرسوم على أنه وكما يُقال "قطعة الكرز فوق الكعكة"، الكعكة موجودة فعلًا وقادرة على أن تعبر عن الرسالة التي تريد أن توصلها عن البيانات، ولكننا نضيف تلك التفاصيل البسيطة التي تحدث فارقًا، فمن المهم تناسق الألوان وجاذبية الأشكال. 

إنّ هذه النصائح يمكن أن تساعدك في سرد البيانات بصريًا، بشرط أن تكون متمكنًا من قواعد التمثيل البصري للبيانات وأساسياته، فإن كنا جميعًا قادرين على أن ندخل البيانات في أداة تصميم بصري لنخرج بخريطة أو رسم بياني، فليست كل الرسوم البيانية ناجحة في سرد قصة البيانات وراءها، لتعرف كيف يمكن تحقيق ذلك كل ما عليك فعله هو أن تبدأ من النهاية.

الصورة الرئيسية مولدة بواسطة ChatGPT.