يواجه الصحفيون أثناء تغطيتهم للحروب تحديات غير مسبوقة في نقل الحقيقة وتحليل الوقائع على الأرض، إذ يتعرض المراسلون الميدانيون لمخاطر كبيرة من أجل نقل الأخبار والصور من قلب الحدث.
ومع التطور التقني السريع والمستمر، بدأت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تلعب دورًا محوريًا في تقديم حلول جديدة تساعد الصحفيين على التعامل مع المخاطر، وزيادة دقة التقارير أثناء تغطيتهم في مناطق النزاع، من بينها التحقق من المعلومات ومنع التضليل، وتحليل صور الأقمار الصناعية، ومراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، مما ساهم في تسهيل مهام تغطية الحروب وتحسين دقة وسرعة التغطية الإخبارية.
ومع الضخ الكبير للمعلومات والبيانات بشكل يومي، أصبح ضروريًا على الصحفي أن يجمع ويدقق في مجموعة هائلة من البيانات، عن طريق استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل التصريحات والبيانات والضخ الإعلامي، حتى يستطيع تحليل اتجاه المعركة في مكان الحدث.
التنبؤ بالأحداث
خلال افتتاح قمة البيانات، ألقت الصحفية الأوكرانية والباحثة في مجال التضليل أولغا توكاريوك خطابًا حول كيفية تغيير الذكاء الاصطناعي لساحة المعركة، وأهميته للتنبؤ بالمواقف وتوقع الهجمات. وتناولت توكاريوك، بعض الدروس المستفادة من غزو روسيا لأوكرانيا، وبالأخص كيف يعمل الذكاء الاصطناعي والبيانات على تغيير مشهد الحرب الحديث في الوقت الفعلي.
ويستخدم أحد المشاريع، الذي تديره شركة Mythos Labs والذي شاركت فيه توكاريوك، الذكاء الاصطناعي لمراقبة كميات كبيرة من البيانات من منصة X للتحقيق في حملات التضليل الروسية في أوكرانيا وتحديدها. وأشارت إلى أنّ "النتيجة الرئيسية لهذا التقرير هي أنه من خلال النظر في نشاط الجهات الفاعلة في مجال التضليل على وسائل التواصل الاجتماعي مثل منصة X، يمكن التنبؤ بزيادة النشاط العسكري".
كما لاحظت هي وفريقها في Mythos ارتفاعًا حادًا في نشاط الجهات الفاعلة باللغة الروسية على وسائل التواصل الاجتماعي، عندما بدأت روسيا لأول مرة في حشد قواتها على الحدود الأوكرانية في ربيع عام 2021، وكان هناك ارتفاع مماثل آخر قبل الغزو العسكري الكامل في شباط/فبراير 2022. ووفقًا لتوكاريوك، يستخدم بعض الباحثين والصحفيين بيانات مثل هذه، للكشف عن الهجمات الروسية قبل وقوعها.
أدوات ذكاء اصطناعي مهمة لتغطية الحروب
جمعت لكم مجموعة من أبرز الأدوات والتطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي تتيح للصحفيين تقديم تغطية أكثر سرعة واحترافية ودقة في تغطية الحروب، مع الحفاظ على سلامتهم وتعزيز قدرتهم على كشف الحقيقة وسط الزخم الرقمي المتزايد.
بعض هذه الأدوات مجانية بالكامل، بينما تُوفر أدوات أخرى نسخًا مدفوعة أو محدودة الإمكانيات بنسخة مجانية. كما أنّ العديد من هذه الأدوات توفر خصومات خاصة أو منحًا للصحفيين في حالات الاستخدام غير الربحي أو في مشاريع تتعلق بحقوق الإنسان والتحقيقات الاستقصائية.
EyeWitness مجانية وتدعم اللغة العربية
أداة تدعم التوثيق القانوني للجرائم الدولية والانتهاكات الحقوقية، تستخدم الأداة الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور والفيديوهات الملتقطة في أماكن النزاع والتحقق من صحتها. وترفق الأداة بيانات وصفية للصور والفيديوهات لجعل المحتوى أكثر مصداقية كدليل.
تساعد هذه الأداة الصحفيين على تحويل المقابلات الصوتية والمرئية الميدانية التي تم إجراؤها في مناطق الحروب إلى نصوص، مما يسهل تحرير ونشر التقارير بسرعة.
Hoaxy تدعم اللغة العربية
أداة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل انتشار المعلومات المضللة والكاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال وضع اسم البلد الذي تودون معرفة الأخبار المضللة المنتشرة عنه، تحصلون على النتائج بشكل مباشر.
Bellingcat مجانية
منصة معروفة تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا مفتوحة المصدر للتحقيقات الصحفية. يعتمد الصحفيون على هذه الأداة للتحقيق في النزاعات وتحليل الفيديوهات والصور، وتحديد المواقع الجغرافية بناءً على صور الأقمار الصناعية.
DataMiner مجانية
أداة تضاف إلى متصفح كروم، وتعتمد على الذكاء الاصطناعي لجمع وأتمتة البيانات من مصادر مختلفة مثل وسائل التواصل الاجتماعي، الوثائق الحكومية، والبيانات المفتوحة. يستخدم الصحفيون هذه الأداة لتحليل البيانات الكبيرة في أوقات النزاع والحروب لاكتشاف الأنماط وإعداد التقارير.
تستخدم هذه الأداة الذكاء الاصطناعي لتحليل الاتجاهات في وسائل الإعلام الرقمية ومراقبة الأحداث العالمية. يمكن للصحفيين استخدامها لتحديد الأخبار الأكثر تداولاً في مناطق النزاع، واستخدام هذه المعلومات لتوجيه تغطيتهم.
منصة متخصصة في إدارة المحتوى والأخبار، تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل الأخبار والتحقق من صحة المحتوى الذي يتم تداوله على الإنترنت، خصوصًا في مناطق النزاع.
تساعد هذه الأداة الصحفيين الذين يواجهون صعوبة في إدارة مجموعات ضخمة من الصور، ويعمل الذكاء الاصطناعي على معالجة الصور وفرزها إلى فئات، كما يعمل على العثور على الصور المكررة وتجميعها، وتعتمد الأداة على ذلك من خلال استخدام الشبكات العصبية.
Google Earth Engine - مجاني
أداة مهمة للصحفيين الذين يغطون الحروب لتحليل البيانات الجغرافية، وتصور التغيرات على مر الزمن، وتحديد الأنماط في صور الأقمار الصناعية. كما تساعد هذه الأداة في تقييم الأضرار البيئية والبنية التحتية الناتجة عن الحرب.
منصة توفر خدمة الكشف عن ملفات الفيديو الإخبارية المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتحقق من صحتها وموثوقيتها باستخدام الذكاء الاصطناعي.
أداة مهمة لتحويل الصوت والفيديو إلى نصوص، تساعد هذه الأداة الصحفيين على تفريغ المقابلات بسرعة وتحرير النص بسهولة.
Planet Labs مدفوعة
أداة توفر صورًا من الأقمار الصناعية محدثة بشكل يومي يمكن استخدامها لمراقبة التغيرات على كوكب الأرض. يمكن للصحفيين استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه الصور واكتشاف الأضرار أو التحركات العسكرية أو التغيرات في المناظر الطبيعية.
أداة تستخدم الذكاء الاصطناعي للكشف عن التغيرات البيئية وتحليل بيانات الأقمار الصناعية، وهي مفيدة في تغطية التأثير البيئي في المناطق المتضررة من الحرب.
أداة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتنبيه الصحفيين بالأخبار العاجلة والقصص الناشئة في الوقت الفعلي، من خلال تحليل ملايين نقاط البيانات العامة.
تساعد الأداة الصحفيين في أكثر من 1500 غرفة أخبار على نشر الأخبار حول القصص الأكثر أهمية لجمهورهم.
WITNESS مجانية وتدعم العربية
موقع يُستخدم لتوثيق وتقديم الأدلة حول انتهاكات حقوق الإنسان، ويعتمد الموقع على الذكاء الاصطناعي للتأكد من صحة الفيديوهات التي تم تصويرها في مناطق الحروب.
منصة متخصصة في التحقق من الصور والفيديوهات التي تتم مشاركتها عبر الإنترنت، كما يمكنها التأكد من عدم التلاعب بالمواد البصرية وتحديد مصدرها الجغرافي والزمني.
Hunchly نسخة مجانية محدودة
أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمراقبة وتوثيق مصادر الإنترنت بشكل أوتوماتيكي. يستخدمها الصحفيون الاستقصائيون لتتبع الأدلة عبر الإنترنت والتحقق من المعلومات في مناطق الصراعات.
الصورة الرئيسية مولدة بالذكاء الاصطناعي بواسطة Chatgpt4.