الإعلام والميتافيرس.. كيف يستفيد الصحفيون من استوديوهات العالم الافتراضي؟

Mar 14, 2023 в موضوعات متخصصة
صورة لأشخاص يضعون النظارات الافتراضية

أصبح التدريب على "الصحافة الافتراضية" أو"إعلام الميتافيرس"، أمرًا ضروريًا في ظلّ التطور السريع الذي يشهده العالم، وبالتوازي مع توقعات مؤسسات عالمية بأن يصل عدد مستخدمي ميتافيرس لـ5 مليار مستخدم حول العالم وحجم استثمارات سيصل لـ30 تريليون دولار بحلول 2030، لذا يجب على العاملين في مجال الإعلام الاستعداد للانتقال إلى هذا العالم الجديد كما حدث مع مواقع التواصل الاجتماعي فور ظهورها.

وقد بدأ هذا الانتقال منذ سنوات في عدد من الدول العربية، فعلى سبيل المثال، افتتحت "ميتا" أول أكاديمية الميتافيرس الأولى في الشرق الأوسط، بالمملكة العربية السعودية.

في هذا المقال، تقدّم شبكة الصحفيين الدوليين شرحًا لكيفية إنشاء استوديو في العالم الافتراضي بتقنية التصوير بكاميرات 360 درجة أو عن طريق منصات عالمية، بعضها يتيح استخدام استوديوهات مجانية، وأخرى باشتراك شهري.

تعريف الاستوديو الافتراضي

يحاكي الاستوديو الافتراضي، الاستوديو الحقيقي لكن في عالم موازٍ تتوفر فيه إمكانيات أكثر تميزًا من الاستوديو الواقعي، وعلى سبيل المثال نستطيع استضافة آلاف الأشخاص من كل دول العالم داخل هذا الاستوديو من دون التقيد بمساحة أو عدد أو أي أمور فنية وتقنية، ولا يضطر العاملون للذهاب إلى مقر العمل فهم يستطيعون العمل من أي مكان بمجرد ارتداء نظارة ميتافيرس مما يوفر تكلفة إنشاء استوديوهات واقعية باهظة التكلفة ويخفض عدد العاملين ويرفع من على عاتق المؤسسات الإعلامية تكلفة فواتير الكهرباء والمياه والغاز والتنقل.

وداخل هذا الاستوديو نستطيع أن نعرض مواد مصورة، فضلًا عن استضافة أي شخص من أي مكان في العالم وعمل بث مباشر للحلقات أو تسجيلها عن طريق نظارة VR وعرضها على شكل فيديو مصور على منصات سواء داخل أو خارج الميتافيرس.

صورة تعبيريةالصورة مقدمة من خالد عمار وهي من حلقة قام بتسجيلها لبرنامج "زووم أفريقيا" على قناة CBC

إنشاء استوديو في ميتافيرس

توجد 3 طرق أمام وسائل الإعلام لإنشاء استوديوهات في عالم ميتافيرس؛ الطريقة الأولى عن طريق التعاقد مع شركات تكنولوجيا تقوم بشراء مساحة داخل العالم الافتراضي باستخدام عملات افتراضية، وبعدها يتم تصميم استوديو ثلاثي الأبعاد وإعداد Avatar (شخصية افتراضية) خاص بكل صحفي أو مذيع في المؤسسة الإعلامية.

استوديو بكاميرا 360

الطريقة الثانية عن طريق تصوير استوديو واقعي باستخدام تقنية 360 وإدخاله داخل عالم ميتافيرس وارتداء نظارة الـ VR وإجراء اللقاءات والجولات داخل هذا الاستوديو باستخدام النظارات، لكن هنا يصبح الاستوديو مقيدًا بالمساحة الموجودة في العالم الواقعي، مقارنة بالاستوديو الافتراضي السابق ذكره.

استوديو افتراضي مجاني

الطريقة الثالثة والأسهل وهي التي استخدمتها عدة مرات، هي إنشاء استوديو مجاني في عالم الميتافيرس باستخدام منصة VTime XR وهي تابعة لشركة تقع في مدينة ليفربول ويستخدمها الآلاف من كل دول العالم، وتسمح المنصة بإجراء جولات افتراضية في أماكن سياحية، إضافة إلى استوديو تلفزيوني، استوديو للراديو، وموقع تصوير خارجي في أحد الأحياء المالية العالمية ويُسمح فيه بإجراء الاجتماعات والمقابلات الصحفية بالمجان، وتستخدم هذه المنصة عن طريق نظارة الـVR أو جهاز الكمبيوتر، أو الهاتف المحمول.

إنشاء استوديو افتراضي

- للاستخدام على نظارة Meta Quest 2:  تحميل تطبيق VTIME XR من داخل النظارة.

- للاستخدام على الهاتف المحمول: تحميل تطبيق VTIME XR على الهاتف من منصة App Store أو Google Play.

- إنشاء حساب باستخدام البريد الإلكتروني وربطه بالنظارة أو الهاتف.

- تصميم Avatar لشخصية المستخدم الافتراضية داخل المنصة.

- إضافة الضيوف باستخدام أسمائهم أو عناوين بريدهم الالكتروني.

- بعد الدخول إلى التطبيق، ستظهر نافذة بالضغط عليها تفتح نوافذ أخرى، يتم الضغط على زر Destination والذي يظهر للمستخدم عددًا من الأماكن التي تسمح بالتجول افتراضيًا بها أبرزها عدد من الأماكن السياحية، وكالة الفضاء الدولية، أعماق المحيطات، استوديو تلفزيوني، استوديو راديو.

- بالضغط على الاستوديو والدخول إليه يتم بدء ترتيب المواد المصورة التي ستعرض على الشاشات.

- ثم يبدأ استقبال المشاهدين عن طريق دعوتهم للحضور أو تقديمهم دعوة للحضور يتم الموافقة عليها من خلال مدير الاستوديو، والأمر ذلك مع الضيف ليبدأ اللقاء.

- يتم تسجيل اللقاء عن طريق نظارات يرتديها المصورون الذين يسجلون اللقاء كاملًا أو يخرجون فيه عن طريق البث المباشر على أي من المنصات الخارجية. 

صورة تعبيريةالصورة مقدمة من خالد عمار وهي من حلقة قام بتسجيلها لبرنامج "زووم أفريقيا" على قناة CBC

منصات أخرى

هناك منصات عدة تستطيع من خلالها شراء مساحات الأراضي وتصميم استوديوهات خاصة بك، أبرزها Spatial وDoobmeta.

أدوات ضرورية

بعد الحديث عن كيفية إنشاء استوديو داخل العالم الافتراضي، يجب على كل صحفي أو مؤسسة إعلامية أن تمتلك عددًا من نظارات الـ VR الحديثة، وكاميرات 360 درجة بمختلف أنواعها، وتدريب الصحفيين والعاملين في الحقل الإعلامي على كيفية استخدامها.

مستقبل الوظائف

مع زيادة أعداد مستخدمي ميتافيرس، وبدء العاملين في الحقل الإعلامي الانتقال إلى هناك، ستتغير مسميات عدد من الوظائف، على سبيل المثال لا الحصر، المصور التلفزيوني الذي سيؤدي عمله عن طريق كاميرات 360 وهي أسهل وأسرع وأوفر في التكلفة، أو عن طريق نظارات الـ VR، حيث ستضطر المؤسسات الاعلامية لتدريب الصحفيين على استخدام هذه التقنية كلًا في تخصصه ووظيفته كما حدث مع المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي.

رأي أكاديمي 

في حديثها مع شبكة الصحفيين الدوليين، أوضحت الدكتورة نهاد محمد حسن، وهي مدرسة الاتصال المرئي بكلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية، أنّ "الإعلام الافتراضي سيشكل طفرة غير مسبوقة في تشكيل الهوية المستقبلية للإعلام بوجه عام، ويقدم تصورًا أكثر تفاعلية واندماجية للمستخدمين"، مشيرةً إلى أنه "أصبح يشكل الساحة الأقرب واقعية لمعايشة الأحداث الجارية، فضلًا عن أنه أضاف مرتكزًا جديدًا لعناصر العملية الاتصالية ألا وهو الانغماس".

وأضافت أنّ "إعلام الواقع الافتراضي سيلعب دورًا مهمًا في توظيف آليات الاتصال الحديثة بشكل مباشر في تحقيق أعلى قدر من الجاذبية والإدراك الشامل للرسالة الاعلامية، غير أنه سيستحدث طرقًا وأشكالًا جديدة لعرض الرسالة الإعلامية التي ستمكن كلًا من المرسل والمرسل إليه بالقيام بالأدوار التبادلية داخل العملية الاتصالية ذاتها، ما يسهم في إفراز بيئة اتصالية أكثر تفاعلية وشمولية على أكثر من مستوى".

وأكدت أنّ "هذا العالم سيخدم تصور المستخدم لحالة اتصال وتواصل تعدت حدود الزمان والمكان بمراحل لم نكن نتخيلها من قبل، وعلى الرغم من بعض المخاوف التي قد تعتري العملية الاتصالية في ظل هذا التصور الجديد للإعلام الافتراضي، إلا أن النقطة الأبرز في هذا الأمر أن الإعلام أصبح في قبضة يد المستخدم في ظل حالة المعايشة التي طالما حلمَ بها في سياق كسر الحدود الفاصلة بينه وبين الأحداث التي تنقل إليه من دون معايشة حقيقية منه، وعلى الجانب الآخر تظل التساؤلات التي تدور حول الإعلام الافتراضي قائمة لحين تحقيق التجارب المباشرة التي ربما تأخذ المتابعين لعالم آخر يحتاج إلى مزيد من البحث والتنقيب عن ملامحه الحالية والمستقبلية".

ورغم الحديث الهائل عن الميتافيرس حول العالم إلا أنّ هناك ندرة في المصادر الموثوقة التي يمكن الرجوع إليها أو معرفة كل جديد بخصوص هذا العام ولعلّ أبرزها، صفحة مارك زوكربيرغ على فيسبوك، وصفحة Meta.com الشركة المالكة لمشروع.

أخيرًا، هناك أخبار كثيرة إيجابية وسلبية تنشر عن الميتافيرس لكن هناك شبه إجماع أن الـ WEB 3 أو الجيل الثالث من الانترنت سيلتحق به مليارات الأشخاص حول العالم، لذا على الصحفيين امتلاك الأدوات التي تمكنهم من تطوير مهنة الصحافة بما يواكب التطور التكنولوجي الهائل.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة لوكريزيا كارنيلوس.