"رادار نيوزليتر".. أول نشرة بريدية للتحقق من صحة المحتوى الإعلامي 

Nov 3, 2022 в مكافحة التضليل والمعلومات الخاطئة
صورة تعبيرية

أثرت مبادرات تدقيق المعلومات المحتوى العربي على شبكة الإنترنت، والتي اجتهد صانعوها في كشف الأكاذيب والشائعات من خلال منهج علمي وأدوات تقنية يستخدمونها لبيان الغثّ من الثمين. وقد سارَ على هذا الدرب الكاتب الصحفي أحمد عاطف رمضان من خلال تصميم نشرة بريدية يُمكن للصحفيين ومستخدمي الشبكات الاجتماعية الاشتراك في خدماتها لكي يكونوا على علم بأهم الأخبار التي تمّ التحقق من صحتها.

وقد صمّم رمضان، الذي يشارك في برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين، الإصدار الخامس من "رادار نيوزليتر" لتوعية المستخدمين بأهمية مواجهة الخلل المعلوماتي في الصحافة العلمية، والبيئية، وكيفية التمييز بين المصطلحات العلمية وذلك تزامنًا مع استضافة مصر لمؤتمر المناخ (Cop27). 

وفي هذا الصدد، أطلق فريق نشرة "رادار نيوزليتر" مبادرة "نحو معلومات مناخية وبيئية خالية من الشوائب"، وذلك عبر تخصيص إصدارين قبل وخلال المؤتمر، من أجل تغطية صحفية بطرق مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والأدوات التقنية اللازمة لكشف الأكاذيب المتعلقة بمحتوى العلوم والمناخ. 

وهناك الكثير من المعلومات القيّمة التي تضمّنها الإصدار الخامس من النشرة مثل: قاموس علمي مصغر لتوضيح الفروق بين المصطلحات الآتية: (طقس ومناخ. تخفيف وتكيُف. إزالة ثاني أكسيد الكربون وحياد الكربون. نظام بيئي وبُعد بيئي وأثر بيئي. مياه زرقاء وأخرى خضراء، زرقاء، سوداء، رمادية. اقتصاد أخضر واقتصاد منخفض الانبعاث). 

الطقس: يعرّف الطقس بأنه حالة الجو اليومية التي ترصد من خلال هيئات الأرصاد المحلية. 

المناخ: هو متوسط معدلات الطقس في مدة طويلة نوعًا ما، لا تقل عن 11 عامًا. 

إزالة ثاني أكسيد الكربون:  يعني إخراج ثاني أكسيد الكربون من الهواء الذي يتزايد منذ سنوات، ويتم إخراجه عبر عمليات تزيله من الغلاف الجوي عبر زراعة النباتات أو عمليات تنظيف كيميائية تلتقط ثاني أكسيد الكربون مباشرة من الهواء. 

حياد الكربون: هو أن يكون حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الذي ينتجه البشر متساويًا مع حجم إزالة ثاني أكسيد الكربون، الذي يقوم به البشر خلال فترة زمنية محددة. 

 

وقد التقت "شبكة الصحفيين الدوليين" الصحفي أحمد عاطف رمضان وهو مدير تحرير بجريدة "الدستور" المصرية ومؤسس قسم التحقيقات بها، ولديه أكثر من 10 سنوات خبرة في مجال التحقيقات الاستقصائية. 

ويقول رمضان: "قمنا بتدشين رادار نيوزليتر، وهي نشرة بريدية مجانية لتدقيق المعلومات، ومساعدة الصحفيين والمدونين في الوصول إلى وسائل وأدوات التحقق من البيانات، وتزويدهم بأهم المقالات، والأبحاث، والشخصيات البارزة في هذا المجال بشكل شهري، وقد انطلقت أول إصداراتنا بدعم من المركز الدولي للصحفيين".

صورة

وحول سبب تفكيره في تصميم نشرة بريدية للتحقق من صحة الأخبار، أشار رمضان إلى أنه "مع تكرار الكذب يفقد الناس القدرة على التمييز ما بين الحقيقي والمُلفِّق، وقد لمسنا ذلك في موضوعات كثيرة منها الحرب الروسية على أوكرانيا والتي ازدادت فيها وتيرة المحتوى الإعلامي المفبرك، وأيضًا في ظلّ عدم دراية بعض الصحفيين بأدوات ومنهجيات التحقق من صحة المحتوى الإعلامي لأنهم لم يحصلوا على دورات تدريبية في هذا المجال، وعلى صعيد آخر نريد توعية المدونين وصناع المحتوى بأهمية قيامهم بخطوة التدقيق من المحتوى قبل التسرع في نشر المعلومات والتي قد تكون زائفة أو مضللة". 

وأضاف رمضان أنّ اختياره وقعَ على قالب "النشرة البريدية" للبقاء على تواصل دائم مع الجمهور المستهدف من خلال تزويدهم بنشرة بريدية تصلهم في وقت محدد وتحتوي على أهم التحديثات التي يعدها في مجال التحقق من صحة المعلومات. 

وحول سبب تسمية النشرة البريدية بـ"رادار"، لفت رمضان إلى أنّ توظيف كلمة "رادار" هو كناية عن البحث والرصد لجميع الأخبار والموضوعات والمنشورات المتعلقة بموضوع معين للتحقق من صحتها. 

وهناك الكثير من الخدمات المتنوعة التي تقدمها "رادار نيوزليتر" مثل: أدوات التحقق من الصور والفيديوهات المجانية، واستعراض نماذج وتجارب التحقق من صحة الأخبار في مصر والمنطقة العربية، ونشر مقولات شهيرة، ونشر مقالات متخصصة حول طرق وآليات التحقق من صحة المحتوى الإعلامي، وذلك بحسب ما ذكره رمضان، الذي أضاف: "نقوم بالتحقق من صحة المحتوى الإعلامي من خلال اتباع منهجية علمية قوامها التأكد من تطبيق المعايير المهنية والأخلاقية في صياغة الأخبار، وذلك جنبًا إلى جنب مع أدوات التحقق من صحة الصور والفيديوهات، ولم نكتف بهذا فحسب بل نسعى لتوعية الجمهور بالطريقة المتبعة في كشف الأكاذيب والأخبار المضللة". 

وحول المعايير التي ينبغي أن يأخذها الصحفي في اعتباره لكي يصمّم نشرة بريدية، أشار رمضان إلى أنه يجب تحديد نوعية الموضوع الذي سيتناوله في النشرة، ثم يحدد الجمهور المستهدف، وأن يقوم بوضع استراتيجية تحريرية وتمويلية للنشرة البريدية، وتحديد دورية صدورها، والقالب الفني لكتابة النشرة البريدية، وكيفية تسويقها لتصل إلى أكبر عدد من الجمهور، كما ينبغي على الصحفي أن يكون على اطلاع دائم بالتجارب العربية والأجنبية في تصميم النشرات البريدية من أجل استلهام أفكار تساعده في التطوير المستمر. 

ويختتم رمضان حديثه معنا بأنه يطمح بتطوير "رادار نيوزليتر" من خلال تدشين صفحات رسمية لها على الشبكات الاجتماعية لتصل لأكبر عدد من المستخدمين، كما يخطط لعقد شراكات مع منصات ومواقع عربية مهتمة بالتحقق من صحة المحتوى الإعلامي، ولإصدار النشرة بأكثر من لغة. 

وللاشتراك في "رادار نيوزليتر" يمكنك كتابة بريدك الإلكتروني من خلال الضغط على هذا الرابط

وتقدم "رادار نيوزليتر" للمحررين الصحفيين مجموعة من الخطوات لكي تساعدهم في التحقق من المحتوى الإعلامي وذلك على النحو التالي:  

- مراقبة الشبكات الاجتماعية بشكل مستمر. 

- تحديد وفهم "التريندات" وذلك باستخدام عدد من الأدوات التقنية مثل "Hootsuite"، وTweetdeckو"Trendsmap" وغيرها لإنشاء مجموعات من القوائم، ولتحديد كيفية التعامل مع الموضوعات التي يهتم بها الجمهور. 

- بناء شبكة من المصادر لكي يتواصل معهم الصحفي عندما يريد التأكد من صحة أي خبر. 

- استخدام أدوات التحقق من صحة الصور مثل: "TinEye" و"Google Images".  

- التحقق من الصفحات الرسمية للمسؤولين على الشبكات الاجتماعية. 

-التحقق من صحة الأخبار التي تم الإدلاء بها من المصادر الرسمية، وعدم الالتفات لما يتم تداوله على الشبكات الاجتماعية. 

- من المهم أن تذكر منهجية التحقق التي اتبعتها لكي يصدقك الجمهور.  

-  إذا تأكدت من وجود أخطاء بعد النشر أو ظهرت معلومات جديدة، فلا تتردد في عملية التصويب. 

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على موقع "Freepik" ويمكن تحميلها من خلال الضغط هنا

الصورة  الثانية مأخوذة من الموقع الإلكتروني  لـ"رادار نيوزليتر" " ويمكن الاطلاع عليها من خلال النقر هنا