كيف تعزّز الحضور الرقمي لمؤسستك الإعلامية على السوشيال ميديا؟

Автор حنان بطاش
Apr 22, 2022 в استدامة وسائل الإعلام
صورة

تسعى المؤسسات الإعلامية إلى إقامة علاقة وثيقة مع الجمهور بمختلف شرائحه، فتتحرّى الدقة في نقل المعلومة والخبر، وتعمل على تكوين فريق من الصحفيين للعمل على القصص الإخبارية بمختلف قوالبها، ولا شك أنّ أي مؤسسة إعلامية هدفها تكوين جمهور خاص بها من المتابعين الذين تخدمهم إعلاميًا. واليوم صار جمهور العالم الافتراضي أكثر حضورًا وأسرع أثرًا وتجاوبًا مع ما يقع من أحداث عبر العالم، وإذا كنت تدير مؤسسة إعلامية من الضروري أن تضع في أولوياتك حضور مؤسستك في العالم الرقمي ومكانتها، وكيف تصل لجمهورك الرقمي وتكسب ثقته ووفاءه.  

ماذا يعني أن تكون حاضرًا في العالم الرقمي؟ 

لم تعد صفحات التواصل الاجتماعي اليوم مجرد مكان للتواصل فحسب، بل صارت وسيلة حتمية لنشر ما تقدمه القنوات الإعلامية بمختلف أشكالها، لجمهور يقضي جل وقته يتصفح ويجول بين هذه المنصات للتسلية وللإطلاع على مستجدات ما يحدث في العالم، ويسمى هذا الجمهور  بـ"الجمهور الرقمي''، وإن كان هدف مؤسستك الإعلامية نشر هذا النوع من المحتوى، فيعني أنّ وجودك في العالم الرقمي ضروري، فلا تقتصر روابط صفحات التواصل الاجتماعي الموجودة على موقعك الإلكتروني على استقبال انشغالات وملاحظات قرائك أو متابعيك، بل صارت الواجهة الأولى لمؤسستك الإعلامية وما تقدّمه للمتلقي. فلا بدّ أن يترافق كلّ ما ينشر على موقعك الإلكتروني وقناتك الإعلامية مع منشورات مشابهة على صفحات التواصل الاجتماعي، بل أحيانًا  قد يتمّ النشر على صفحات التواصل الاجتماعي أكثر ممّا يُنشر في القناة أو الموقع،  باعتبار أنّ السوشيال ميديا لديها العديد من الخصائص التي تستهدف مختلف الشرائح من الجمهور، مثلًا خاصية القصص، وخاصية الآراء والبث المباشر وغيرها من الخصائص.  

كيف تتعامل مع منصات التواصل الاجتماعي؟

يؤكد الموجّه في برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة أحمد عصمت على ضرورة معرفتك بجمهورك، فكلما تعرفت إلى الجمهور وخصائصه وسلوكه، كلّما تمكنت من قراءة أفعاله وحتى التنبؤ بها، ومعرفة أي المنصات الاجتماعية يستخدم، وتعد هذه أولى المفاتيح وهي معرفة أين يتواجد جمهورك أكثر، فهذا طريقك الأول لتخاطبه وتوجه له محتواك، فللفيسبوك جمهوره مثلما يوجد متابعون لإنستجرام، كما يختلف جمهور "تويتر" عن أولئك الذين يتابعون "تيك توك"، وهذا لا يمنع تواجد نفس الجمهور على كل المنصات، إنما ما يهمنا هو أن نوطّد علاقة المؤسسة الإعلامية بجمهورها أينما يتواجد، ولكن الأمر لا يتوقف هنا، قد يكون محتواك جيدًا ولكنه لا يقدم بطريقة مناسبة، كيف ذلك؟ 

تتباين أذواق الجمهور في تلقي المعلومة، وتنقسم بين من يقرأ المعلومة على شكل نصوص مكتوبة وبين من يشاهد المعلومة في شكل صور أو فيديوهات، بدون أن ننسى الفئة التي تحبذ الاستماع للمعلومة في شكل صوت فقط. هذه التباينات في أذواق الجمهور قد تفقدك بعض متابعيك إذا لم تهتم بها، لذلك يفضل أن تكون منشوراتك تراعي توجهات الجمهور في التلقي، مثلًا: إذا كان جمهورك يتابعك بشكل كبير على منصة فيسبوك، ويتوقف ويتفاعل بشكل أكثر على المنشورات التي تحتوي صورًا، عليك أن تهتم أكثر بمحتوى هذه المنشورات، أو مثلًا  الفيديوهات القصيرة reels على انستجرام، تجذب الجمهور أكثر من الصورة فينبغي عليك أيضًا الاهتمام بهذا الجانب.  

قد يبدو الأمر صعبًا ومعقدًا للمرة الأولى ولكنّ الأمر يحتاج فقط إلى مراقبة وملاحظة لسلوك الجمهور، ويتمّ ذلك بالاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي نفسها، فكل منصة تحتوي على ركن تعرض فيه تقريرًا لتفاعلات الجمهور خلال الأسبوع أو الشهر، مثلًا فيسبوك يقدّم facebook insight  وstudio creator، لرصد تفاعل الجمهور مع ما ينشر في صفحتك من حيث الإعجابات والتعليقات والمشاركات، ويمكنك عندها أخذ فكرة جيدة عن متابعيك وميولهم. وإليك بعض النصائح التي تساعدك في الوصول وكسب جمهور رقمي:   

  • حاول نشر محتوى يشاركه الجمهور: جميل أن تكون الإعجابات بالمنشورات كثيرة ولكن مشاركات المنشور تجلب رواجًا أكثر للصفحة وبالتالي يزيد التفاعل.  
  • قم بطرح أسئلة على جمهورك: أسئلة تفاعلية، تفتح المجال لمتابعيك أن يشاركوك آراءهم واقتراحاتهم.  
  • لا تستخف بخاصية القصص "ستوري": يطّلع بعض المتابعين على ما ينشر بالستوري أكثر مما ينشر على الصفحة، لذلك من الجيد أن تكون  الستوري ناشطة بالمستجدات.  
  • قم ببث مباشر من حين لآخر: يعتبر البث المباشر نافذة مفتوحة على الجمهور للتفاعل المباشر والاستماع لآرائه وتعليقاته.   
  • حاول أن يكون تواجدك في كل المنصات التي لها صيت بين الجمهور، وافهم واقرأ أكثر على خوارزميات كل منصة: هناك منصات تشجع الصور أكثر، وأخرى تشجع الفيديوهات القصيرة فقط مثل تيك توك، ومنصات خاصة بالصوت.  

أهمية الشعار اللوغو: إلى جانب اهتمامك بمحتوى ما تنشر وكيف تنشر مؤسستك الإعلامية على السوشيال ميديا، عليك أيضًا الإهتمام بشكل ظهور اسم مؤسستك، فشعار المؤسسة يعدّ من الصور التي ترسخ في الذهن، وينصح الخبير أحمد عصمت بضرورة الاهتمام بالشعاراللوغو، من حيث الاهتمام بطريقة تصميم الشعار، والألوان المختارة ودلالتها بالنسبة لمؤسستك وحتى اللغة التي يكتب بها، ونوع الخط. ويفضل الاستعانة بالمتخصصين في إنجازه، لأنه يعتبر جزءًا هامًا من هوية المؤسسة الإعلامية وله دور في نشر الصورة الذهنية لها.  

تخطيط نشر المحتوى: يكون نشر المحتوى على صفحات التواصل الاجتماعي بناءً على تواجد جمهورك فيها، حتى تصل لأكبر نسبة، لهذا وبالعودة إلى قراءة تقارير الصفحات التي ترصد تواجد المتابعين على الصفحة وتفاعلهم معها، يمكننا معرفة مواقيت ذروة الزيارات، أو المدى الذي يتواجد فيه المتابعون على السوشيال ميديا.   

ومن الضروري أن يكون هناك تنسيق في النشر على مختلف المنصات، حتى لا تركز على منصة وتنسى الأخرى، والأمر يتطلب وضع جدول أسبوعي أو شهري للنشر، والسير عليه، بالتوازي مع مراقبة التفاعل، مثلًا: إذا برمجت بثًا مباشرًا كل يوم جمعة ولاحظت عدم وجود متابعين، عليك مراجعة توقيت وتاريخ البث، وموضوعه أيضًا، لتعرف كيف تصحح الخلل، بالإضافة إلى اختيار منصة البث من بين المنصات الأخرى، أو إذا نشرت سؤالًا تفاعليًا كل صباح ولم تجد تفاعلًا، حاول تغيير توقيته بناءً على تقارير الصفحات.    

أمور تجنّبها

  • لا تتسرع في نشر أي محتوى، خاصة الصور إلا إذا كنت متأكدًا من مصداقيتها، لأنه لو حدث خطأ فسيفقدك متابعيك.  
  • لا تفتح بثًا مباشرًا من دون أن تكون جاهزًا، من حيث ماذا ستقدم، وكذلك تكون على علم بإدارة الجلسة تقنيًا كالرد على التعليقات والأسئلة، وإضافة المشاركين في الجلسة، وإلا سيتحوّل البث لجلسة عشوائية قد تقلل من أهميتك كمؤسسة إعلامية.  
  • لا تشارك منشورًا من صفحة أخرى وتنسبه لمؤسستك.  
  • لا تقع في فخ ما هو رائج "الترند" وتنشر أي شيء تافه ليست له علاقة بالخط الافتتاحي لمؤسستك.  
  • لا تقلق من ظهور منصات جديدة للتواصل، طالما الجمهور يستخدمها فهذا يعني أنه بإمكان مؤسستك التواجد عليها، لذلك من الجيد خوض تجربة جديدة أفضل من أن تهمّش شريحة من متابعيك.  
  • لا تتوقف عن النشر، فهذا يجعلك ضمن الصفحات غير النشيطة، ويصبح ظهور منشوراتك صعبًا، خاصة في ظل الزخم الذي نعرفه اليوم من المتواجدين في العالم الرقمي.  
  • لا تقع في فخ شراء المتابعين من أجل توثيق حسابك أو من أجل التباهي بعدد المتابعين، هذا يفقدك ثقة جمهورك ويقلل من أهميتك. 

قد يكون جمهور مؤسستك الإعلامية هو أيضًا جمهور مؤسسة إعلامية أخرى، وهذا يفتح مجال المنافسة للاستحواذ على جمهور أكبر في العالم الرقمي، لكن لا يفقدك تركيزك على رسالتك الإعلامية وهدف وجود مؤسستك في الساحة الإعلامية. وكذلك الاهتمام بصفحات التواصل الاجتماعي، ونسيان الاهتمام بأداء موقعك الإلكتروني، فلا تعلم متى قد تتعرض هذه المنصات لخلل يؤدي لتوقفها، لهذا ابق على استعداد وثق في أنّ قيمة ما تقدمه في محتواك الإعلامي هي من تصنع جمهورك.  

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة أوستن ديستيل