انطلقَ مشروع المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة في بداية العام 2020 كأول مؤسسة إعلامية تهتم بمناصرة وتمكين ذوي الإعاقة إعلامياً في اليمن، ولم تكن البداية سهلة بل أنّ مشروعنا انطلق من وسط ركام الحرب في اليمن التي تشكّل إحدى العقبات، إلى جانب جائحة "كوفيد 19".
وكأي مشروع ناشئ، بدأنا نبحث عن الفرص التي يمكن أن تساعدنا في الاستدامة وتساهم في نمو عملنا وتطوره، لكن ولأكون أكثر واقعية وصراحة مع أصحاب المبادرات الإعلامية الناشئة، فإنني أقول أننا كنا نعمل ونعمل فقط ولا يعني هذا أننا لا نمتلك أهدافًا لمشروعنا، ولكن لم نكن على قدر كافٍ من التنظيم لأهدافنا وأولوياتنا وهذه هي الفائدة الأولى التي لمسناها بعد انضمامنا إلى برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ أننا أصبحنا نعرف كيف ومتى ننظم أعمالنا وأنشطتنا، الأمر الذي جعلَ عملنا مؤثرًا وزاد عدد المتابعين بشكل ملحوظ.
تعزّزت ثقتنا أكثر بعد المشاركة في البرنامج، إذ أنّ قبول أي مبادرة في برنامج كهذا يعطيها ثقةً كبيرةً برسالتها وبما تعمل، خاصةً وأنّ المبادرات الناشئة في هذه المرحلة بأمسّ الحاجة للدعم المعنوي والتوجيهي قبل المادي وهذا ما يمكن أن تشعر به وأنت تستمع إلى نصائح الموجهين.
أمر آخر في غاية الأهمية وتسعى إليه كل مبادرة إعلامية ناشئة وهو البحث عن الممول الذي يمكن أن يساهم في استدامة مشروعك، لكنك عزيزي ستتساءل مثلنا من الممول الذي يتوافق مع أهداف مشروعنا وكيف نصل إليه وهل سنكون قادرين على إقناعه وما الطريقة الأنسب للتواصل والجذب وكثير من الأسئلة التي تمثل مصدراً للقلق والتراجع عن التواصل مع المانحين وقد تتسبب في ضياع بعض الفرص عند الكثير من المشاريع الإعلامية. هذه الأسئلة وغيرها ستجد إجابتها في هذا البرنامج لكن لا تتوقع أن يأتيك الممول على طبق من ذهب، فهذا الأمر يحتاج إلى جهودك إلى جانب التوجيهات التي تتلقاها في مختلف مراحل البرنامج والتي يمكن أن ترشدك إلى الطريق الصحيح.
كتابة مقترحات المشاريع بشكل صحيح وتطوير العلامة التجارية وإدارة الفريق والبحث عن مصادر مختلفة للاستدامة، مفاهيم مهمة ستتلقاها في البرنامج وستغير نظرتك إلى مشروعك وطريقة تفكيرك. وهذا سيساعدك في التنظيم المؤسسي لمشروعك وبنائه على أسس سليمة وتعديل أي انحراف يمكن أن يكون سبباً في ضعف تأثير رسالتك وبالتالي عدم القدرة على تحقيق الأهداف التي تسعى من خلالها لإحداث تغيير في مجتمعك.
الوصول إلى جمهورك بشكل دقيق: لكلّ مشروع جمهور ومجتمع يمثل الفئة المستهدفة والمستفيدة من أنشطته وهذا بديهي لكن التعرف على هذا الجمهور والقرب أكثر من اهتماماته وخصائصه، ماذا يريد وما الذي يحتاج معرفته وكيف أصل إليه، ما هي رغباته التي يجب على مشروعي إشباعها، هل تختلف مستوياته، متعلم وغير متعلم، ريفي أم حضري. بالتالي هل عليّ أن أتخيل حتى شكل هذا الجمهور لأعرف احتياجاته، وهذه من الدروس التي تعرفنا عليها بشكل دقيق في البرنامج من خلال ما يعرف بـ"البرسونا"، وهي تخيل جمهور المشروع ورسمه بشكل دقيق بهدف توجيه المحتوى باحترافية أكثر وإحداث التغيير المنشود.
كما أنّ إقامة الشراكات من أجل تبادل المصالح أمر مهم جداً قد لا تدرك أهميته وأنت في طريق بناء وتطوير علامتك التجارية كون الشراكات وسيلة ناجحة تساعد في تقوية ما تقوم به، بل أنها قد تمثل مصدراً للدخل وطريقةً جيدة لتبادل الخدمات والتسويق للمشروع.
إضافةً إلى ما سبق، فإنّ البرنامج بمختلف مراحله ومضامينه المقدمة والأدوات الكثيرة التي تساعد في استدامة وتطوير المؤسسات الإعلامية الناشئة يجعلك أكثر درايةً بمن حولك من المؤسسات المنافسة وهذا يساعدك في تحديد موقعك الحقيقي في السوق الإعلامية الكبيرة، كما أنه مفيد في تحديد نوع الخدمة المقدمة أو ما تسمى في نماذج الأعمال القيمة المضافة التي ساعدتنا كثيراً في تحديد قنوات التوزيع وعلاقتنا بالعملاء وشرائحهم المختلفة.
رحلتنا في مركز التوجيه كانت رحلة تطور ونمو لمشروعنا ومثلت نقطة انطلاق حقيقية نحو جمهور أوسع وشراكات أكبر ولا زال هناك الكثير من أجل الوصول إلى تحقيق الأهداف.
الصورة الرئيسية لشعار المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي شارك في برنامج مركز التوجيه