المعايير المهنية لكتابة التقارير العلمية في ظل جائحة "كوفيد-19"

por IJNet
Jul 30, 2020 em موضوعات متخصصة
الصحافة العلمية

قدم الصحفي المصري أشرف أمين الخبير في مجال الصحافة العلمية العديد من النصائح المتعلقة بالتعامل مع التقارير العلمية خلال تغطية جائحة كوفيدـ19، وذلك خلال الويبنار الذي يقدمه المركز الدولي للصحفيين ضمن برنامج حلول منصات التواصل الاجتماعي.

 أشرف هو محرر أول ورئيس قسم العلوم والتكنولوجيا بجريدة الأهرام المصرية ومدون إعلامي وصحفي، لديه خبرة أكثر من ٢٠ عاماً في المجال وحاصل على الماجستير في سياسات العلوم من أجل الاستدامة. 

بالنسبة لأشرف فقد أصبح من الصعب على الصحفيين تجنب التعامل مع المواد العلمية خاصة خلال تغطيتهم لجائحة "كوفيدـ19" لما لهذه المعلومات من طابع علمي وطبي دقيق. خلال السنوات الأخيرة انضم عدد من الأطباء والعاملين في المجالات العلمية للمساهمة في إنتاج محتوى صحفي علمي  ومع ظهور جائحة كورونا، ظهرت المشاكل والعيوب المصاحبة للتغطية الصحفية لهذا الحدث وايضاً الخلل في عمل الباحثين والمجتمع العلمي بشكل عام.

دور الصحفي العلمي مقابل دور الباحث العلمي 

لطالما كان هناك نقاش محتدمٌ حول الدور الأساسي للصحفيين العلميين مقابل دور الباحث العلمي، بحسب "أشرف" فالفرق الأساسي يتمثل في كون الصحفيين العلميين يبدؤون في الغالب بالنتيجة وبعدها يفصلون الخلفية المتعلقة بالخبر، بينما يبدأ العلماء بشرح الخلفية والعوامل المسببة للحدث قبل التطرق الى النتيجة. مع الوقت فقد أصبحت هناك أرضية مشتركة بين العلماء والصحفيين العلميين بينما الجديد حالياً هو الحجم الهائل من المعلومات المتوفرة حول كوفيد-19، وربما ذلك يعود لتوفر الادوات التكنولوجية التي سهلت تداول المعلومات بشكل سريع وكبير بما في ذلك الأخبار المزيّفة. 

يضيف "أشرف" أن الصحفي العلمي يحاول الوصول إلى المعلومة وتبسيطها بربطها بحياة الناس حتى يسهل للجمهور فهمها بينما يقوم الباحث العلمي بتتبع آلية علمية معقدة ودقيقة ما يجعلها مختلفة عما يقدمه الصحفي.  كما يؤكد على وجود إشكالية اللغة حيث أن معظم المحتوى العلمي متوفر باللغة الانجليزية لذلك فهو ينصح الصحفيين العلميين بتعلّمها.

أنواع المعلومات الزائفة في مجال الصحافة العلمية 

ويشرح أشرف أن هناك أنماط مختلفة للأخطاء التي تحدث في المجال الصحفي العلمي، ومنها المعلومات الخاطئة والتي تنشر من غير وجود نية مسبقة بإلحاق الأذى لدى منتج هذا المحتوى. بينما هناك نوع آخر من المعلومات الخاطئة والذي يسمى المعلومة المضللة والتي تنشر من قبل أشخاص لديهم نية إلحاق الضرر. أما النوع الأخير والذي يسمى المعلومة الضّارة فيحدث عندما تقوم جهة ما بنشر معلومات تبدو حقيقية ولكن بنية إلحاق الاذى.

 المشاكل الخاصة بتغطية "كوفيدـ19" في الإعلام

أما بالنسبة للمشاكل المتعلقة بتغطية كوفيدـ19 في الإعلام، فيعتقد أشرف بأن إظهار أمل خاطئ عند نشر التطورات الدوائية على أنها علاجات ناجعة للمرض هو أمر يجب تفاديه، ويتابع قوله بأن الاعتماد على الأرقام ومع تزايدها سببت حالة من الهلع لدى الجمهور. أمّا المشكلة الأخرى هو أن الصحفيين يركزون في نشرهم عما يعرفونه ولا يشاركون الجمهور عن مدى المجهول من المعلومات.

كما يشدد أشرف على أنه لا يجوز التعامل مع الجمهور كمتلقي للمعلومات فقط بل كمشارك لما نعرفه، بالإضافة الى المجهول الذي ما زال العلماء يحاولون الوصول إليه. المشكلة الأخيرة تتجلى مرة اخرى في كمية المعلومات الهائلة  المنشورة حول كوفيدـ19 والتي بدورها أنهكت الجمهور.

اتباع الهرم العلمي في التعامل مع المعلومات حول كوفيدـ19

يشرح ضيفنا أن الهرم العلمي يبدأ من الأسفل بالمعلومات التي يمكن تصنيفها كآراء وأفكار وكلما صعدنا للأعلى تزداد الثقة بهذه المعلومات وتصبح أقرب للحقيقة العلمية.

 ترتفع الثقة بالمنشورات العلمية بعد مراجعتها من قبل محكمين متخصصين قبل النشر. إذ باعتقاد أشرف أنه وبالرغم من وجود هذه الإجراءات والفلترة أو التضفية في انتقاء المحتوى فقد حدثت عدة أخطاء في نشر محتويات خلال الازمة الحالية من قبل مجلات علمية معروفة قد تبين لاحقاً وجود خلل بها. كما لا ننسَ مشكلة الكم الهائل من الدراسات التي تم نشرها في الاشهر السابقة مما أدى إلى العزوف عن قراءة هذه الأخيرة. وهو يدعو الى ضرورة استخدام الذكاء الاصطناعي لقراءة وفلترة هذه الدراسات.

 الارتباط لا يقتضي السببية

يركز أشرف على اهمية التعامل مع المحتوى الذي يصل الى الصحفيين العلميين بشك وتساؤل شديدين. ويقول "في العلم لا يوجد عناوين رنانة مبنية على مفاجأة علمية فالعلم لا يعرف المفاجآت ولكن يعرف العمل الشاق للوصول للحقيقة بشكل تدريجي".

 كما على الصحفي العلمي أن يكون واعياً بأن المعلومات العلمية محددة لتجارب علمية محددة بعدد ما وظروف معينة. يجب أن يتم الانتباه للفرق بين الأرقام والنسب لأن الأرقام قد تكون مضللة إذا لم يتم فهمها من خلال علاقتها بحجم المجتمع أو الحالة المأخوذة منها. البحث العلمي يقوم على إيجاد علاقات بين أشياء مختلفة وقد تكون هذه العلاقات سببية، أي أن شيء يسبب شيء آخر بشكل مباشر او تكون علاقة غير سببية ولا يجوز للصحفي او الباحث أن يعرض علاقة غير سببية على أنها سببية من أجل خلق عنوان براق للقارئ.

منظمات الرصد والرقابة لتعزيز ورفع معايير الصحافة العلمية ( Watchdog journalism)

 نسج شبكة من الصحفيين العلميين والخبراء الموثوق بهم

ختاماً يحث أشرف الصحفيين العلميين على بناء مجتمع من الصحفيين والباحثين الموثوق بهم لتسهيل عملية البحث عن المحتوى العلمي عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي ونسج شبكة من الصحفيين والخبراء الموثوق بهم للمساعدة في الوصول للمعلومة وفهم تعقيداتها. 

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على إنسبلاش بواسطة آرون بي دبليو.