إرشادات وموارد للصحفيين لإعداد تقارير حول العنصرية والكراهية

Jun 26, 2020 em موضوعات متخصصة
العنصرية هي جائحة

أثار مقتل المواطن الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد في مدينة مينيابوليس الأميركية موجة من الغضب، أدّت إلى خروج احتجاجات في دول كثيرة، مناهضة للعنصرية ومطالبة بإزالة رموز العبودية والعنصرية، ما دفع الصحفيين إلى إعداد تقارير مكتوبة ومرئية ومسموعة حول حادثة فلويد التي هزّت العالم.  

وتُرتّب الأحداث التي تثير اهتمام العالم كحادثة فلويد، مسؤولية إضافيّة على الصحفيين، لينقلوا الأخبار بمهنيّة، إذ عليهم الإنتباه للغة التي يستخدمونها وكيفية تسليط الضوء على الأحداث العنصرية ومرتكبيها وضحاياها، وطرق الإبتعاد عن خطاب الكراهيّة الذي يؤثّر سلبًا على المجتمعات والذي يثير ردود أفعال قد لا تُحمد عقباها، كما حصل مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية التي نشرت مقالاً للسيناتور الجمهوري توم كوتون علّق فيه على الأحداث التي أعقبت وفاة فلويد، فأثار المقال الجدل في الأوساط الأميركية، ما دفع محرر صفحة الرأي في "نيويورك تايمز"، جايمس بينيت إلى الإستقالة من عمله.

خطاب الكراهيّة والعنصرية

لا يُجمع العالم والقوانين الدولية على تعريف موحّد للكراهية والعنصرية نظرًا لتعدّد أشكالهما باختلاف المجتمعات، لكنّ "استراتيجية وخطة عمل الأمم المتحدة بشأن بخطاب الكراهيّة"  تعرّف خطاب الكراهية بأنّه "أي نوع من التواصل، بالقول، بالكتابة أو بالفعل، يستخدم لغة تمييزية تحقيريّة تهجّمية عند الإشارة إلى شخص أو مجموعة على أساس هويّته، أي بعبارة أخرى على أساس دينه أو عرقه أو جنسيته أو لونه أو نوعه الاجتماعيّ أو أي عامل آخر يحدّد هويّته".

من جهتها، تنوي محررة قاموس ميريام-وبستر Merriam-Webster Dictionary الأميركي تعديل وتحديث تعريف كلمة "عنصرية" بعد تلقي رسالة من طالبة بشرتها سمراء، طلبت أن يتضمن التعريف الإشارة إلى "الظلم المنتظم".

وبحسب "دليل تجنّب التمييز والكراهية في وسائل الإعلام" الصادر عن معهد الجزيرة  للإعلام، فقد ظهر مصطلح "خطــاب الكراهيــة" للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأميركية عـام 1989، ليشمل المشـكلات المرتبطة بالخطــاب العنصــري المـؤذي الــذي كان محصنًا بالقانون الأميركي تحــت بنــد حمايــة حريــة التعبيــر.

من جهته، قال الدكتور إحســان عــادل، الباحــث في التنميــة الدولية والقانــون الدولي "إنّ الصحفي يمارس خطــاب الكراهيــة، بحال قام في قصتــه الصحفيــة بتأطيــر الأشــخاص أو المجموعــات، بنــاء على هويتهــم، وتشــويههم بصورة سلبية، وذلك بقصــد نشــر الكراهيــة تجاههــم أو التحريض ضدهــم، أو تبريــر ذلك".

ولا يقتصر خطــاب التمييــز أو الخطــاب الــذي يحثّ على الكراهيــة على إيذاء مشــاعر الأفـراد أو الجماعــات التــي اســتهدفتها تلــك الخطابــات، بــل إنــه قــد يسـاهم في ارتـكاب جرائـم بحقهــا، وإذكاء نــار الصراعــات والنزاعــات المســلحة، والحــض على الجرائــم، وتبريــر ارتكابهــا بحــق جماعــات اثنيــة أو قوميــة، إضافــة إلــى تشــجيع بعــض تلــك الخطابــات على ممارســة العنــف ضــد فئــات مجتمعيــة كالنساء أو الأطفال أو اللاجئيــن والمهاجرين والأقليــات أو المعارضيــن السياســيين، بحسب دليل "الجزيرة".

من جانبها، وجدت دراسة أجريت في السـويد نمطـًا متشــابهًا بيــن التغريــدات والمنشــورات المتعلقــة باللاجئيــن على "تويتـر" و"فايســبوك" خلال فتــرة معينــة، وبيــن الإعتداءات على اللاجئين في تلك الفتــرة، فكلما ارتفع عـدد التغريدات والمنشــورات التي وردت فيهــا كلمــة "اللاجئين"، زادت الهجمــات ضد اللاجئين.

  واجبات الصحفيين

نصّ دليل تجنب خطاب الكراهية وهو مشروع مشترك بين شبكة الصحافة الأخلاقية ورئيسة قسم الصحافة والإعلام في الجامعة الأميركية في القاهرة الدكتورة نائلة حمدي والبرنامج المصري لتطوير الإعلام، أنّ على الصحفيين الإلتزام بالواجبات المهنية التالية:

  • الإلتـزام بما ينشـرونه بمقتضيـات الشـرف والأمانـة والصـدق بمـا يحفـظ للمجتمـع مثلـه وقيمـه، وبما لا ينتهـك حقـًا مـن حقـوق المواطنين، أو يمسّ إحـدى حرياتهـم.
  • الإلتـزام بعـدم الإنحيـاز في الكتابات إلـى الدعـوات العنصريـة أو المتعصبـة أو المنطوية علـى امتهـان الأديـان أو الدعـوة إلـى كراهيتهـا، أو الطعـن في إيمان الآخريـن، أو تلـك الداعيـة إلـى التمييـز أو الإحتقـار لأي مـن طوائـف المجتمـع.
  • الإلتـزام بعـدم نشـر الوقائـع مشـوهة أو وعـدم تصويرهـا أو اختلاقهـا علـى نحـو غير آمن.
  • الإلتزام بتحـري الدقـة في توثيـق المعلومـات، ونسـب الأقوال والأفعـال إلـى مصـادر معلومـة.

 وإضافةً إلى ما تقدّم، يوضح الدليل الذي أعده مركز race forwardالمتخصص بإعداد التقارير عن المسائل العرقية بعض الإجراءات التطبيقية خلال إعداد تقارير صحفية، وفيما يلي أبرزها:

-استخدام لغة واضحة لا تحمل التباسًا.

-توسيع المواضيع لتشمل مجتمعات متنوعة الأعراق والألوان.

- التركيز على الإجراءات والآثار، بدلاً من المواقف والنوايا.

- الإهتمام بالناحية الإنسانية وبالأشخاص القادة ذوي البشرة الملونة.

-إعداد تقارير تقدّم حلولاً للتوصل إلى العدالة العرقية.

- اختيار العناوين والصور والرسومات بدقّة.

-إبراز وإشراك الأشخاص ذوي البشرة الملونة في الدراسات والإستبيانات المتعلقة بالفنون والثقافة، وإدخالهم في قائمة حول العشرة الأوائل على سبيل المثال.

والجدير ذكره أنّ مؤتمرًا برعاية الأمم المتحدة وتجمّع الامم المتحدة للحضارات جمع صحفيين ومسؤولين من حول العالم في بروكسيل بحث الطرق التي يمكن لوسائل الاعلام اعتمادها من أجل مواجهة خطاب الكراهيّة ضد المهاجرين واللاجئين، وتضمّنت التوصيات ضرورة إدخال محو الأميّة الإعلاميّة في الأنظمة التعليميّة، إفساح المجال للمهاجرين واللاجئين كي تسمع أصواتهم، التوجّه الى المعلنين في وسائل الاعلام التي تنشر أخبارًا وهميّة وكراهية، لأنّ خطاب الكراهيّة قد يكون مصدر أرباح لبعض وسائل الإعلام، فإذا أدرك بعض ناشري الإعلانات أنّ المستهلكين سوف يعاقبونهم لنشرهم إعلانات في وسائل إعلام تقدّم تقاريرها عن قضايا الهجرة بشكل غير عادل، سوف يصبح خطاب الكراهية أقلّ ربحية.

وقد أوصى المجتمعون أيضًا بضرورة التواصل مع شركات التواصل الاجتماعي للعب دورها بمواجهة انتشار خطاب الكراهية، واعتماد مبادئ أخلاقيّة وإنسانية وحيادية وشفافة في تغطية قضايا الهجرة، إضافةً إلى وضع إجراءات لرصد وسائل الاعلام والردّ بسرعة على الأخبار الخاطئة والمضلّلة وتعزيز الشراكة بين وسائل الإعلام والمجتمع المدني والتشجيع الى حوارات بين الصحفيين والناشطين.

وفيما يلي تقدّم الأمم المتحدة أبرز الصكوك والمعاهدات الدولية الأساسية لحقوق الإنسان، والتي يمكن للصحفيين الإطلاع عليها خلال إعداد تقاريرهم حول الكراهية والعنصرية:

حقوق الشعوب الأصلية والأقليات

منع التمييز

حقوق المهاجرين

الجنسية وانعدام الجنسية واللجوء واللاجئون

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش