في عصر كورونا.. مبادرات رقمية لمواجهة الوباء الإلكتروني

Apr 29, 2020 em تغطية كوفيد 19
تنظيف لابتوب

في عصر انتشار منصات التواصل الإجتماعي، تعتبر جائحة فيروس كورونا المستجد ِCOVID- 19 من أبرز الأزمات الصحية العالمية التي يتعامل معها رواد هذه المنصات.

وبالإضافة إلى الجانب الإيجابي المعروف الذي تلعبه هذه المنصات في ظلّ الإنتشار السريع لأخبار الوباء والمعلومات المهمة لكيفية الوقاية منه، هناك جانب آخر سلبي يتمثّل بسرعة انتشار الخوف بين الأفراد والمعلومات المغلوطة حول أرقام الضحايا وسبل الوقاية، وذلك نتيجة لما يسمى بالوباء المعلوماتي  infodemic. فقد أغرق انتشار المعلومات المغلوطة الأفراد بسيل من النصائح المضللة والمعلومات غير الدقيقة بما في ذلك الدراسات العلمية المفترضة، ووسائل وقاية تقليدية لا علاقة لها بالجانب العلمي والصحي، وذلك ما خلق مصاعب كبيرة أمام جهود منظمة الصحة العالمية  لمكافحة هذه الجائحة.

وفي الوقت الذي حذر فيه، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدحانوم غيبريسوس، خلال فعاليات مؤتمر الأمن في ميونيخ شهر فبراير/شباط الماضي من انتشار الوباء المعلوماتي، أكد أن جهود المنظمة  لم تعد محصورة في الجانب الصحي فقط بمكافحة انتشار وباء كورونا المستجد  COVID19 بل تعدتها لتصل أيضا لمكافحة الوباء المعلوماتي الذي يضاهي في انتشاره سرعة انتشار الجائحة على الصعيد العالمي، مما يشكل خطورة على الصحة العامة.

ولمواجهة هذه التحديات تم إطلاق مجموعة من المبادرات الرقمية سواء من قبل جهات رسمية وغير رسمية، تجتمع كلها على هدف واحد وهو الحد من انتشار الوباء المعلوماتي المرافق للوباء.

منظمات دولية تعتمد على شعبية تطبيق "تيك توك" لمكافحة الوباء 

استغلت مجموعة من المنظمات الدولية الشعبية الكبيرة التي يحظى بها تطبيق تيك توك Tik Tok للمقاطع المصورة، خصوصًا في صفوف المراهقين للترويج للإجراءات المتبعة لمقاومة هذا الفيروس ومنها تجربة منظمة الصحة العالمية، التي انطلقت في نشر مقاطع مصورة في حسابها لتحقيق هدفين أساسيين، الأول متعلق بتوضيح الحقائق حول وباء فيروس كورونا لفئة المراهقين، وشرح كل الأعراض وطرق الوقاية السليمة، وكيفية حماية الإنسان لنفسه والآخرين من الفيروس، بالإضافة إلى الإجراءات الطبية التي يجب أن تتبع في حال الإصابة بالعدوى.

أما الهدف الثاني يتلخص في محاربة كل الشائعات والمعلومات المغلوطة التي تنتشر بين صفوف المراهقين حول الفيروس في شتى أرجاء العالم.

 وفي خطوة أخرى على المستوى الإقليمي عمدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى استهداف الأطفال والمراهقين على التطبيق  بتقنية البث المباشر لتوعيتهم بمخاطر هذا الوباء ومشاركتهم أفكار لاستثمار الوقت خلال فترة الحجر الصحي.

الوكالات الأممية في مصر تواجه الشائعات حول كورونا عبر  وسائل التواصل الاجتماعي

في حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أطلقتها وكالات الأمم المتحدة في مصر انخرطت بدورها هذه الأخيرة في جهود الحكومة المصرية لمحاربة الشائعات المتعلقة بوباء كورونا والحد من انتشارها، بغية السيطرة السريعة على انتشار مرض فيروس كورونا بالمحافظات المصرية.

هذه الحملة عرفت تكاتف جهود مجموعة من الوكالات منها  مكتب مصر  لمنظمة الصحة العالمية، ومركز الامم المتحدة للاعلام – القاهرة، ومكتب منظمة الأمم المتحدة للعلم والثقافة (يونيسكو) في مصر، حيث تقوم هذه الوكالات بنشر مجموعة من المعلومات الدقيقة والنصائح الضرورية على حساباتها في مواقع فايسبوك وتويتر، التي من شأنها أن تكون وسيلة لإرشاد الجمهور إلى مصادر المعلومات الموثوقة والتصدي للشائعات التي تهدد الاستجابة الفعالة في هذه الفترة الحساسة.

المركز الإعلامي لمجلس الوزراء بمصر يتصدى لشائعات فيروس "كورونا" بأرقام واتساب  

في مبادرته للحد من انتشار الشائعات والإبلاغ عن ناشريها، أعلن المركز الإعلامي لمجلس الوزراء بمصر عن تخصيص أرقام واتساب، وهما  01155508688/ 01155508851، وتشتغل هذه الأرقام على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع. بهدف إتاحة الفرصة للإبلاغ عن الشائعات المنشورة المتعلقة بفيروس "كورونا" المستجد وكل ما يحيط به من معلومات ونصائح وإحصائيات.

وكان المركز حاسمًا في اتخاد كافة الإجراءات القانونية، بالتنسيق مع الجهات الرسمية، تجاه كل من يذيع أخباراً كاذبة أو شائعات تتعلق بانتشار الفيروس في المحافظات المصرية وكل ما من شأنه أن يعيق الجهود في مكافحة انتشاره أو يثير الهلع في نفوس المواطنين.

الحكومة المغربية تطلق منصة رقمية لنشر المعلومات الرسمية حول فيروس كورونا بالمغرب

بعد تسجيل المغرب لأول حالة إصابة بجائحة فيروس كورونا المستجد Covid- 19 يوم 2 مارس/آذار 2020 وما تبعتها من انتشار للمعلومات المغلوطة سواء على مستوى عدد الحالات أو أماكن تسجيلها وكذلك مع انتشار تسجيلات صوتية يتم تداولها على واتساب، وفيديوهات مفبركة عن كيفية الحماية من العدوى، بل وصل الوضع بالبعض لحد تزوير البلاغات الرسمية لوزرة الصحة لنشر أخبار كاذبة، ولهذا السبب ارتأت وزارة الصحة المغربية أنه من الضروري الإنخراط في مكافحة الوباء الإلكتروني بإطلاق بوابة رقمية تفاعلية خاصة بمستجدات فيروس كورونا المستجد بالمغرب وذلك يوم 18 مارس 2020 أي بعد أكثر من أسبوعين على تسجيل أول حالة وبرغم التأخير، إلا أن المبادرة الرقمية جاءت بمجموعة من الخصائص المهمة أولها تحديد عدد الإصابات والوفيات والمتعافين مع تبيين أماكن تسجيلها، كما تعرض البوابة نصائح وقائية صحية ورسمية للوقاية بعيدا عن التضليل، كما تعرض المنصة وسائل التواصل مع مختلف المصالح الطبية الرسمية للإبلاغ عن الحالات أو الإستفسار عن معلومات متعلقة بالوباء. كل ذلك مع عرض البلاغات الرسمية لوزارة الصحة المغربية عن الحالة الوبائية بالبلاد والتي تعتبر مرجعا لوسائل الإحلام لتحري الدقة في الوصول للمعولمات من مصدرها الرسمي بدون التخبط في البلاغات المفبركة التي كانت تنشر على وسائل التواصل الإجتماعي قبل إطلاق المنصة.

مبادرة رقمية تطوعية بالمغرب لنشر معلومات موثوقة عن الحالة الوبائية

قبل أن تعمل وزارة الصحة المغربية على إطلاق بوابتها الرسمية، تطوعت مجموعة من النشطاء الرقميين المغاربة لمواجهة الوباء الرقمي بإطلاقهم منصة تفاعلية حول الحالة الوبائية بالمغرب، حيث أن المنصة يوم 27 فبراير 2020 انطلقت قبل تسجيل أي إصابة بالمغرب، وكانت مصدرا أساسيا للوصول للمعلومات الموثوقة. وفي تصريح لشبكة الصحفيين الدوليين تحدث أيوب مفتاح الخير أحد أعضاء فريق عمل المنصة عن اعتقاد العديد من زوار المنصة عن كونه منصة رسمية لوزارة الصحة وهو ما دفعهم إلى الإعلان كونها ليست رسمية بل هي مبادرة تطوعية من شباب مغاربة همهم محاربة الشائعات وقطع الطريق على مروجيها طيلة الفترة الواقعة بين تأسيس هذه المنصة وإطلاق المنصة الرسمية لوزاة الصحة.

وأضاف أيوب في تصريحه أنه بعد إطلاق وزارة الصحة المغربية منصتها الرسمية توجه مطورو Marocovid إلى تحديث واجهتها، وتزويدها بالوصلات التوعوية التي تم استقاؤها من المصادر الرسمية إضافة للوصلات التي ينشرها منتجو المحتوى لكي تصل التوعية والرسائل الإيجابية لأكبر عدد ممكن من الجمهور وعرف الموقع تطويرات على مستوى المحتوى وطريقة العرض، بإضافة بيانات متنوعة للحالات اليومية، وتجاوز الموقع منذ إطلاقه أكثر من 6 ملايين صفحة مشاهدة، كما يعرض الموقع إمكانية توجيه المتابعين للمواقع الرسمية الخاصة بوزارة الصحة والمواقع المتعلقة بالخدمات المهمة التي واكبت ظهور الوباء بالمغرب مثل موقع الإستفادة من الدعم المالي المؤقت للأسر وموقع استخراج شهادة التنقل الاستثنائية، خلال فترة الطوارئ الصحية التي تفرضها السلطات المغربية.

الصورة حاصلة على رخصة  الإستخدام المجاني على موقع Unsplash