ما الذي يتوجب عليك معرفته إذا أردت أن تكون صحفيًا مستقلًا؟

Apr 14, 2020 em الصحافة المستقلة
عدد من الصحفيين يقومون بتغطيّة في الأردن

يحتار عددٌ من الصحفيين حديثي التخرج، قليلي الدخل والخبرة، بالإضافة للعاملين في مؤسساتٍ صحفيّةٍ وإعلاميّة، باتخاذ قرارهم بالتوجه للعمل الحر من دون الالتزام مع أي مؤسسةٍ أو جهةٍ بعقدِ عملٍ ثابت. وبشكلٍ خاص أولئك الذين يعيشون في ظروفٍ مشابهةٍ للظروف المهنية والتشريعية في الأردن، حيث فرص العملٍ شبه محدودة في الصحافة والإعلام، بالإضافة لقلة عدد المؤسسات الصحفية المستقلة، ودخلٍ  يتراوح في أفضل الأحوال بين 200-350 دينار (283 – 494 دولار) شهريًا في المواقع الإلكترونية الإخبارية، ونقابة مغلقة أمام كثيرٍ من الصحفيين، وتشريعات إعلامية تُضيّق عليهم إنشاء مؤسسات صحافية مستقلة، وتكبل حُريّة الرأي والتعبير.

قابلت شبكة الصحفيين الدوليين مدير المحتوى في منظمة صحفيون من أجل حقوق الإنسان JHRالكنديّة في الأردن، محمد شما، الذي يتعاون مع الصحفيين بنظام "القطعة"، بالإضافة للصحفي أنس ضمرة الذي أنتج أول تحقيقِ عربيٍّ بصيغة البودكاست، وتنقلَ بينَ عددٍ من وسائل الإعلام كان آخرها ضمن شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج) قبل أن يستقل.

من هو الصحفي المُستقل؟

يُعرِّفه محمد شما بأنّه الصحفي العامل خارج إطار المؤسسات، الممارس للكتابة وإنتاج المحتوى المرتبط بالإعلام وإخبار الناس حول حقائق وموضوعات وقضايا عامة تُنشر في وسائل الإعلام ولكنه غير منتظم ولا موظف ولا يتبع مؤسساتٍ بحد ذاتها، وإنما يتعامل معها وفقًا لنظام القطعة، ولا مظلةٌ له.

ويُقسّمُ العاملين بهذا الشكلِ لخريجين جددًا يستغلون فترة بحثهم عن عملٍ بالتوجه للصحافة المُستقلة، أو محترفين للصحافة والإعلام ولا يخضعون لمؤسسات وإنما يتعاونون معها من دون عقدٍ لهم لإيفادهم بمواد بين الفينة والأخرى.

ما الذي يدفع الصحفيين للاستقلال؟

يعتقد شما أن ذلك مرتبطٌ بالخروج من أعباء مؤسسات مقيّدةٍ للحريّة ومتحكمةٍ بما يُنشر، أو لدافعٍ مالي، أو فرصةٍ للتشبيك مع جهاتٍ دولية، وربما للاستفادة أكثر من خبرات الغير، أو الهروب من العمل المنتظم في إحدى المؤسسات. ويتابع بأنه قد يكون نتيجةً لانخفاض سقف الحريات، وغياب العدالة، والأزمات الماليّة للمؤسسات وتفضيلها الإعلانات ومواكبة العصر على الحقيقة أو التوثيق.

ويتفق معه أنس ضمرة الذي تنقل بين المؤسسات الصحفيّة لـ10 سنواتٍ قبل اتخاذ قراره بالاستقلال بقوله إن "هذه المهنة ليست مكتبيّة، ولا تُحب الموظف ذو الأداء الواحد الثابت والمعروف، ولا تتحمله"؛ لذا فمن يسعى للعمل على تقديم نفسه للآخرين بموادٍ راضٍ عنها، وباسمٍ صحفيٍّ قويٍّ سيتوجه للاستقلال.

ويشير إلى أن المؤسسات تنأى بنفسها عن تحمّل ضغوط تفريغِ عددٍ من الصحفيينَ لإنجاز تحقيق خلال 3 أشهر – مثلًا-، فهي "تتعرض لضغوطاتٍ تتعلق بالتمويل والإعلانات والحكومة" مما يدفع أنس للاعتقاد بأن العمل كصحفيٍّ يوميِّ لانجاز المواد اليوميّة ممكن، غيرَ أن القضايا المعمقة والشائكة تحتاج للتضحيّة بالاستقرار الوظيفي والمادي، لإنتاج ما هو مميّز. ويلفت ضمرة إلى أن أهميّة بعض المؤسسات والرغبة بتحسين الوضع الماديّ، يدفعان العاملين بدوامٍ ثابتٍ للتعاون معها بنظام "القطعة". 

كيف يحمي المستقلون أنفسهم؟

يؤمن شما بأن الصحفيين الذين لا يتبعون لمؤسسةٍ تحميهم، قادرون على فعل ذَلك عن طريق الحِرفيّة والإلتزام بمعايير المهنة التي تتجنب إلحاق الضرر، ويشير بصفته مراسل منظمة مراسلون بلا حدود الفرنسيّة بالأردن، أنها إحدى الجهات المعنيّة بالدفاع عن الصحفيين ورصد الانتهاكات التي يتعرضون لها.

ومن جانبه، يراهن ضمرة على واجب الصحفيّ بالدفاع عن نفسه، من خلال نشر ما يتعرض له من انتهاكاتٍ وفضحها، خاصةً في ظلٍ وجودِ عددٍ قليلٍ من المؤسسات المدافعة عن صحفييها في الأردن، بالإضافةِ إلى أن الضغوطات الممارسة من قِبل الدولةُ على الفرد لن تكون كبيرةً كتلك التي تمارس على المؤسسات.

وتوفرُ عددٌ من الجهات في العالم الحماية للصحفيين أو تقديم المساعدات الماديّة والقانونيّة، مثل؛ الاتحاد الدولي للصحفيين "IFJ"، والمعهد الدولي لسلامة الأخبار"INSI"، ولجنة حماية الصحفيين الدولية "CPJ"، وشبكة ماري كولفن لدعم الصحفيات العربيات.

هل هناك حلولٌ لتغلب المستقلين على عدم الاستقرار الماديّ؟

ينقل ضمرة واقع تجربته، إذ عملَ في مؤسساتٍ إعلاميَّةٍ تنوعت بين مواقع وصحف وتلفزيونات امتازت بالاستقرار المادي وحضورها القويّ على أرض الواقع، وهو "ما جعلني متأكدًا من قراري بالاستقلال، فكرت حينها، أن هذه المؤسسات مهمة، ومرتبي أفضل من 70% من رواتب الصحفيين في البلد، إلا أنني ضحيت بالاستقرار لعدم وجود خيارٍ آخر".

وينظر للصحافة على أنها "مهنة المقاتلين" التي لا يمكنها جعل أصحابها أثرياء، فمن يعتقد بأنه سيصبح ثريًا بسببها، واهم، إذ أنها ليست مهنة لجمع النقود، أفضل رواتب الصحفيين في بلداننا قد تصل لـ1000 دينار (1410 دولار) شهريًا، بعد خبرة 10 سنوات، وهي لا تتناسب مع الجهد المبذول؛ لذا فعليهم التوجه لإقامة مشاريعهم الخاصةِ الداعمةِ لهم إضافةً للصحافة.

ويمكن للصحفيين العمل بشكلٍ مستقل مع مؤسساتٍ مثل منظمة صحفيون من أجل حقوق الإنسان "JHR" ، والجزيرة، وAJ+، ودويتشه فيله الألمانيّة، وشبكة أريج للصحافة الاستقصائيّة.

ما العلاقة بين الصحفي والمستقل وغياب المؤسسات المستقلة؟

يرجح شما وجود هذا النوع من الصحفيين لغياب المؤسسات أو تردي بعضها مما يدفعهم للهروب بحثًا عن الإبداع، بينما يخمنُ ضمرة أن وجود مؤسسات مستقلة ستقلل من توجه الصحفيين للاستقلال، طالما الخيارات متاحةٌ أمامهم مهنيًّا وماليًّا، بالإضافةِ للإدارة الجيِّدة، ويستدرك"أحيانًا مع وجود مؤسسات مستقلة، يكون هناك مشكلة مع الممولين وتعاطي المؤسسات معهم، إذ أنهم يحدون من استقلاليتهم، قد تؤطر المؤسسة صحفييها بدون قصد، وتعجز عن إدارة مشاريعها".

كيف يمكنك تحفيز نفسك للعمل المستقل؟

ينصح ضمرة الصحفيين المستقلين بالعمل خارج المنزل، عن طريق استئجار مكتب صغير أو التوجه للمقاهي؛ لأن فكرة النهوض والذهاب لغرفةٍ أخرى بالمنزل للعمل تقلل الإنجاز.

وفيما يلي توصيات كلٍ من شما، وضمرة لمساعدة الصحفيين الراغبين بالاستقلال:

مقارنة بين إيجابيات العمل في مؤسسة بشكلٍ ثابت والعمل كمستقل مقارنة بين إيجابيات العمل في مؤسسة بشكلٍ ثابت والعمل كمستقل

 

 

مقارنة بين سلبيات العمل بمؤسسة بشكلٍ ثابت والعمل كمستقلمقارنة بين سلبيات العمل بمؤسسة بشكلٍ ثابت والعمل كمستقل

8 مهارات تساعدك للعمل كصحفي مستقل

8 مهارات تساعدك للعمل كصحفي مستقل

الصورة الرئيسية لعدد من الصحفيين يقومون بتغطيّة في الأردن، بعدسة أمير خليفة