لا يختلف اثنان على تربّع موقع "فايسبوك" على عرش مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، فقد بلغ عدد المستخدمين ذروته مع منتصف العام 2019، فوصل عددهم الى مليارين ونصف مليار مستخدم، أي ما يساوي تقريبًا ربع عدد سكان العالم، وبهذا أصبح الموقع الاكثر رواجاً من دون منازع.
في المقابل، لهذا العدد الهائل من المستخدمين تداعيات وارتدادات قد تبدأ بالمشاكل الامنية مثل قرصنة المعلومات، مروراً بالخصوصية، تسريب المعلومات وآخرها فضيحة كامبريدج أنالاتيكا، ولا تنتهي مع الاخبار الكاذبة والشائعات وقدرة وصول المضمون الى المستخدمين.
عندما يقوم المرء بنشر المحتوى على فايسبوك، يصبح لديه نوعان من الجمهور، فهناك الجمهور الذي يقرأ المضمون بشكل تلقائي وهناك الجمهور الذي يصله منشورك من خلال التسويق. فنشأ مصطلحا Organic وPaid اي المضمون المجاني والمضمون المدفوع.
وفي معرض الحديث عن التسويق عبر صفحات فايسبوك يجدر الكلام عن طريقة عمل هذا الموقع، فبرمجة فايسبوك بعد العام 2012 بدأت تأخذ منحاً مختلفاً عن السابق. ففي هذا العام تغيّرت "خوارزميات" فايسبوك أو ما يعرف بالانجليزية بـ Algorithm وهي بشكل مبسّط تعني اللغة البرمجية التي كتب فيها هذا الموقع، فهذه المعادلة تقرّر ما الذي يجب ان يراه جمهورك المتابع وما الذي يعتبر اقلّ أهمية مقارنة مع مضمون منشور آخر.
لماذا كل هذا التعقيد؟
بسبب عدد المستخدمين الهائل، يمكن ان يرى كل فرد على فايسبوك ما معدلّه 1500 "بوست" أو منشور في الـ 24 ساعة (وقد يصل الرقم الى 15000 لمن لديهم عدداً كبيراً من الاصدقاء) على الحائط الاساسي او ما يعرف بالـ newsfeed. وهي تأتي نتيجة عدد الصداقات والصفحات التي ينتمي اليها والمجموعات والاعلانات.
ولكنه في الواقع لا يمكنه ان يرى سوى 100 منها. وهنا دور الخوارزميات بتحديد هذا المضمون وفق معايير عديدة من بينها:
1- مدى قرب الشخص المتلقي من صاحب المنشور .
2- مدى اهتمام القارىء بالمادة المنشورة.
3- علاقة صاحب المحتوى بالمتلقي (صديق، قريب، حبيب، معجب).
4- القرب الجغرافي من صاحب المحتوى.
5- حصرية المضمون (نتاج فكري خاص أو مضمون معاد نشره).
6- فرادة الخبر (والمقصود مدى حصرية الخبر او المضمون المنشور) .
وهذه المعادلة يتحكّم بها فيسبوك من دون أن يكون للفرد أي دور في ضبطها او التأثير عليها.
من جانبه، يقول أحد مهندسي برنامج فايسبوك فارون كوتشوليا إن الخوارزميات تتغيّر بشكل دائم ولكن هناك بعض الامور ثابتة ولهذا ينصح من يبحث عن تفاعل اكبر من ناشري المضمون ان يركز على النقاط التالية:
قبل أن تنشر المضمون عليك بسؤال نفسك التالي:
أولاً: هل المضمون مناسب وجديد؟ timely and relevant
ثانياً: هل مصدر المعلومات موثوق؟
ثالثاً: هل يمكن لاصدقائك مشاركته ونشره؟ وهل هو مضمون يمكن ان ينال اعجابهم؟
رابعاً: هل المضمون المنشور يحتوي على مادة جديدة ام منسوخ؟ (الأفضلية للمضمون الجديد)
خامساً : هل الصورة عالية الجودة high quality
سادساً: هل يمكن ان يثير المضمون استياء لدى البعض؟ (على اعتبار ان ردة الفعل السيئة على المضمون تؤثر سلبياً على انتشاره).
هذه الخطوات اساسية للتأكد من ضمان منشور او مضمون بامكانه الوصول الى اكبر عدد من الاشخاص على فايسبوك.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على بيكسهير.