"ده بجدّ" مبادرة جديدة للتحقّق من المعلومات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعية

por Basma El3ofy
Oct 30, 2018 em مواضيع متنوّعة

بعد انطلاقها بأسبوعين في الأوّل من نيسان/ إبريل الماضي، أصبحت صفحة "ده بجد" بوصلة من يريد التحقق من خبر أو صورة تمّ نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً (فيسبوك)، لما للصفحة من دور في تسليط الضوء على المعلومة الخطأ وتصحيحها.

انطلقت صفحة "ده بجد" كرد فعل على ما يتداوله مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي من معلومات مغلوطة، تؤثّر سلباً على وعي الجمهور واتجاهاته، وتهدف لتصحيح المعلومات المنتشرة على الإنترنت بشكل عام، والتي قد تكون سياسية أو دينيّة أوطبيّة أو في أي مجال آخر.

وقال هاني بهجت منشئ الصفحة، أنه يعمل مع فريق عمل من الهواة على صفحة "ده بجد" لتوعية الناس قبل مشاركة أي شيء مع أصدقائهم على حساباتهم وخصوصاً أي محتوى ديني متعلّق بنشر آية قرآنية أو حديث نبوي.

وأشار إلى وجود أخبار تملك تأثيراً سلبياً لا بل قد تؤدي لكوارث، مثل خبر نشره موقع "فيتو" بعنوان "اكتشاف بئر بترول بطاقة 20 مليار برميل يجعل مصر أغنى من سويسرا"، وقال أن الخبر غير صحيح تماماً فلقد تتبّع المعلومات المنشورة فيه واطّلع على موقع "ترانس جلوبال" الشركة الكندية المنسوب لها الخبر، ولم يجد أي شيء مما ذكره الموقع، وكان لا بد من تحذير القراء لأن المعلومة مهمة جداً وتداولها عشرات الآلاف. وأوضح أيضاً أن هناك أخبار ذات عناوين مضلّلة، وأخرى صحيحة ولكن ترافقها صورة خاطئة، مثل أخبار ما يحدث للمسلمين في بورما، وأكّد أن هناك بالفعل مشاكل في بورما ولكن ليس كما يصوّرها البعض. وذكر أن من ينشر الإشاعة يستخدم صورًا لأشخاص بملامح آسيوية قد تكون من أفلام سينمائية، من مشاهد تعذيب أو ما شابه، لإثارة ذعر الناس أو جمع تبرعات باسم المسلمين في بورما!

وعن الأدوات التي يستخدمها القائمون على "ده بجد"، أكّد أنها أدوات بسيطة يمكن لأي شخص أن يستخدمها، وأغلبها متعلّق بمحرك البحث الشهير "جوجل"، فبإمكانهم البحث عن الخبر وأول من نشره، باختيار التاريخ المحدّد ومعرفة القسم الذي تم نشره فيه "أخبار، مدونات.. إلخ". كذلك الاعتماد على محرك بحث "جوجل صور" لمعرفة مصدر الصورة، وأول من نشرها، وأين نُشرَت.

ويستخدم بهجت وفريقه مصادر موثوق بها للتحقق من مصداقية المواد المنشورة، فيتأكّد إذا ما كان الخبر أو التصريح السياسي يعود لوكالات "كرويترز" أو BBC أو أي محطّة، أو وسيلة أو مكان إعلامي موثوق به. أمّا إذا كانت معلومة طبية فيبحث عنها حتى الوصول لأصلها أو أوّل من نشرها.

وكشف بهجت أن جزءًا كبيرًا من الأكاذيب والمعلومات الخاطئة متعلّق بتصريحات لها علاقة بالسياسة أو بالدين، كاستخدام صورة الكاهن تواضروس يمضي على ورقة، للدلالة على توقيع البابا على استمارة حملة "تمرّد" المناهضة للرئيس المصري محمد مرسي، في حين أن الصورة الأصلية كانت للبابا في انتخابات الكنيسة. وتوقفت صفحة "ده بجد" عن نشر مصدر الإشاعة، لأن التحقق من ذلك أصبح صعباً جداً في ظل نقل المواقع الإلكترونية والصفحات المختلفة للمحتوى عن بعضها البعض. كما وقدّ تخوّف بهجت من إبلاغ أصحاب هذه المواقع والصفحات (التي تصدر الشائعات) إدارة "فيسبوك" بتفعيل خاصيّة "Report" أو تقديم الشكوى بحقّ صفحة "ده بجد".

ويعود السبب الرئيس، بحسب بهجت، في نشر معلومات مغلوطة هو تسابق المستخدمين والمواقع الإلكترونية بهدف التميّز وتسجيل أنهم أوّل من نشر الخبر أو المعلومة. كما تعجّب من المحتوى الذي يضع جملًا مثال "إذا لم تنشرها فاعلم أن الشيطان منعك، أو ضع رقم 7 في التعليقات وانتظر ماذا سيحدث!" وغيرها من العبارات التي تصل نسبة مشاركتها لملايين.

لاقت الصفحة بحسب بهجت استحساناً كبيراً من الجمهور، فقد وصلت نسبة المعجبين بالصفحة إلى 90 % وتمّ تسجيل 10 % فقط غير متقبلين لما يتم نشره. وأضاف أن الصفحة اكتسبت ثقة كبيرة لدى متتبعيها في وقت قصير نسبياً، "يصلنا يومياً أكثر من 50 رسالة تطلب التحقق من معلومات متنوعة." لذا فإن القائمين على "ده بجد" في طريقهم لتطوير الصفحة وصناعة أقسام مختصّة بالأخبار والدين والسياسة، بالإضافة إلى بناء تطبيق متاح لمستخدمي الهواتف الذكيّة، مما يسهّل عليهم متابعة الصفحة في أي مكان.