دور الصفحات الثّورية في تغطية الحرب في سوريا

por سامر حاج إسلام
Oct 30, 2018 em مواضيع متنوّعة

في ظل تسارع الأحداث في سوريا وعجز وكالات الإعلام عن التواجد في أماكن النزاع وخصوصاً الأماكن الأشدّ خطورة، نشأت صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي -من شباب مدنيين- تقوم بتغطية الأحداث ونقل المعلومات الإخبارية بوسائل مختلفة، فقد تلجأ وسائل الإعلام في بعض الأحيان إلى اعتماد ما تقدّمه هذه الصفحات من تغطية سواء بالصورة أو بمقاطع فيديو، بهدف إيصال الخبر إلى متابعي هذه الوسائل من المهتمين بالشأن السوري.

وروى في هذا الصدد مشرف صفحة "أخبار الثورة في حمص لحظة بلحظة" أنّ "الصفحة نشأت في بدايات عام 2011، وتتكون من مجموعة من الشباب غير المتخصصين بهدف توثيق ما يحدث وإيصال المعلومات الإخبارية إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وتحولت بمرور الوقت إلى صفحة إخبارية متكاملة تغطي مدينة حمص وما حولها".

وأكّد "تواجهنا صعوبات كثيرة أثناء تغطيتنا أهمها انقطاع وسائل الاتصال وصعوبة التنقل من منطقة إلى أخرى، لكننا ننجح في أداء مهمتنا رغم المخاطر التي نتعرّض لها ".

وقال مشرف صفحة "سانا الثورة" "نغطي الأحداث عن طريق شبكة من المراسلين المتواجدين على الأرض، كما أن للشبكة ناطقين باسمها، ويتكّون فريق العمل من بعض الصحفيين إلا أن الغالبية العظمى من شهادات ومهن أخرى". وأضاف "نفتقر إلى المعدات التي تمكننا من نقل الأخبار بشكل أفضل، فلدينا نقص في الأجهزة التقنية من كافة النواحي تقريباً ونعاني من انقطاع شبه دائم للإنترنت".

وأوضح أحمد منسّق صفحة "عدسة شاب حمصي" ومصوّر فيها عن دور صفحته في تغطية ما يحدث "نحن مجموعة من الشباب العاشق للتصوير الصحفي ولم نكن يوماً مدرّبين، لكننا اضطررنا إلى حمل آلة التصوير كسلاح كي نوثق الدّمار الذي حلّ بمدينة حمص من خلال الصورة الفوتوغرافية وبشكل مختلف عن ما يقوم به تصوير الفيديو، فبدأنا الصفحة منذ عام تقريباً وتطوّرت لاحقاً إلى مجموعة صفحات تحمل نفس الاسم "واللوغو"، "عدسة شاب".

وتابع "يعمل في الصفحة فريق متكامل من المصوّرين داخل الأحياء المختلفة للمدينة وفي ريفها أيضاً، نغطّي القصير والرستن وتلبيسة وغيرها من البلدات والقرى لكن سوء الأوضاع في الفترة الأخيرة قطع الاتصال بين أعضاء الفريق".

وقال "نستخدم ما يتوافر من أدوات ولا يوجد إلا عدد محدود جداً من آلات التصوير الاحترافية، ولا يوجد وسائل حماية، نحاول جهدنا الحفاظ على سلامتنا الشخصية ونتوخى الحذر في تنقلاتنا في ظل الحصار الخانق والقصف اليومي والعشوائي.

وبسؤال صفحة "كاريكاتير الثورة السورية" عن الهدف من إنشاء الصفحة أجاب المشرف "هدفنا من إنشاء الصفحة جمع الأعمال الكاريكاتيرية التي تتناول الثورة السورية في مكان واحد، بحيث يتاح للجميع متابعتها ومشاركتها في صفحاتهم وحساباتهم الشخصية، ويتم إيصال رسالة الشعب السوري إلى أكبر فئة ممكنة من الناس لأن الكاريكاتير لغة موحّدة عالمياً وأقصر طريقة لإيصال رسالتنا إلى المتابعين".

وأضاف "بدأت الصفحة معتمدة على المحترفين ولكن سرعان ما تدفقت مشاركات الأعضاء, فتم تخصيص ألبوم لكل فنان أو هاوي نظراً لكثرة الأعمال ولحفظ حقوق الملكية لأصحابها، ونقوم بنشر معظم الأعمال التي تصلنا كما نحاول جمع ما نراه مناسباً من صفحات الفنانين بالإضافة إلى الصحف المختلفة بما لا يتعارض مع هدف الصفحة وأخلاقياتها فلا ننشر عملا يحرّض على الطائفية أو العنف".

وأشار "لاحظنا انتشار أعمال فنية أخرى، كالجرافيك، والتصميم الرقمي، والرسم، والنحت، والتصوير، فقمنا بتأسيس صفحة "فنون الثورة السورية" في محاولة لجمع وتوثيق هذه الأعمال".

وأكّد أن أكثر الرموز تكراراً هو الشعب السوري ذاته، فمنه المتظاهر والمعتقل والثائر والشهيد، وتابع "هؤلاء هم رموزنا وهم الذين يلاقون التفاعل الأكبر من المعجبين بالصفحة.

تحتوي الصفحة على أعمال لفنانين من مختلف أنحاء العالم، وأكثر الفنانين مشاركة هو الفنان إيلي صليبا، وأكثر الأعضاء مشاركةً هو سوري واسمه المستعار"ابن البلد"، الذي قام بالتفاعل مع الصفحة منذ نشأتها ولا أحد يعرف من هو إلى يومنا هذا، لأنه متواجد في سوريا حيث لا يمكنه الإفصاح عن هويته حفاظاً على سلامته وأهله، وتبقى مساهمة الفنان السوري صاحبة التقدير الأكبر من معجبي الصفحة نظراً للصعوبات التي يواجهها.

الصورة لعدسة شاب حمصي.