قناة "نسا" التلفزيونية لتعزيز مكانة النساء في المنطقة الأورومتوسطية رغم التحديات

por Maysa Shawwa
Oct 30, 2018 em موضوعات متخصصة

سيتم إطلاق أول قناة أورومتوسطية تهدف إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين النساء في المجتمع في 8 آذار/ مارس 2014 حسب ما كشفته رئيستها لشبكة الصحفيين الدوليين.

تقول ليلا ليفيفر، مديرة قناة "نسا" ورئيسة الأوروميد السمعي البصري وهي في الهيئة المشرفة على "نسا":"سنبثَ لمدة 8 ساعات يومياً بدءاً من 8 آذار/ مارس والذي يصادف اليوم العالمي للمرأة. سيكون مقرَ المكتب الإداري لـ"نسا" في بروكسل والمكتب الرئيسي في تونس، كما سيكون لدينا مكاتب في مدن رئيسية أخرى كبيروت والقاهرة."

خلق منصة إعلامية بديلة للحدَ من التمييز الجنسي ومن تحويل المرأة إلى سلعة

تشمل برامج قناة "نسا" المواد المتعلقة بتلفزيون الواقع والتي ستعمل بدورها على رفع مستوى الوعي حول حقوق المشاركات بالبرامج وتزويدهن بالخبرات اللازمة لممارسة حقوقهن السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية. تقول ليفيفر في هذا الإطار، "سوف نركز على مثل هذه البرامج التي عادة ما تكون الأفضل في إحداث التغيير نحو تحقيق المساواة بين الجنسين والقضاء على الأيديولوجيات والسياسات المتحيزة ضد المرأة في المجتمع."

لقد ساهمت وسائل الإعلام في تصوير المرأة كسلعة وجُعل ذلك أمراً مألوفاً وهذا ما أدَى إلى تجريد المرأة من أية حقوق. بالإضافة إلى ذلك، فقد قامت وسائل الإعلام وما تزال بتقديم المرأة على أنها شيئ يمكن شراؤه أو بيعه. لذا بات من الضروري تكريس مبادرات إعلامية جديدة للتحرر من الأفكار النمطية حول أدوار المرأة والرجل، وللدعوة إلى المساواة بين الجنسين، ولتعزيز دور المرأة في المجتمع على الرغم من أنّ مهمات هذه المبادرات محفوفة بالصعاب.

يكمن تحدي "نسا" في البث لدول سجلت أدنى المراتب على المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين لعام 2013. ست دول من أصل 16 من أسوأ الدول في ما يتعلق بالمساواة بين الجنسين هم من بلدان حوض البحر المتوسط حسب التقرير العالمي للفجوة بين الجنسين لعام 2013.

أهمية إشراك الرجال في تحقيق المساواة بين الجنسين والقضاء على العنف ضد المرأة في مجتمعات قائمة على التحيز الجنسي

توضَح ليلا ليفيفر أن قناة "نسا" تختلف عن مبادرات مماثلة سابقة كقنوات تلفزيونية متخصصة للنساء. قناة "المرأة العربية" مثلاً والتي أطلقت منذ عدة سنوات بهدف تمكين مكانة النساء، تبث لدول الشرق الأوسط فقط. بالمقابل، ستبث قناة "نسا" لدول الاتحاد من أجل المتوسط والتي تتكون من 43 دولة منها 28 دولة في الاتحاد الأوروبي و 15 دولة من جنوب وشرق المتوسط.

تضيف ليفيفر قائلة: "تختلف قناة "نسا" عن كل المحاولات السابقة والخجولة. الأقسام التي تتناول قضايا النساء في المجلات، والصحف، والبرامج التلفزيونية عادة ما تعالج مواضيع متعلقة بالطبخ، أو تربية الأطفال أو بالديكورات المنزلية. وتضيف أن غالباً ما تتناول هذه البرامج قضايا المرأة بطريقة كاريكاتورية وبالتالي تعزَز الأدوار التقليدية لها كأم أو ربة منزل أو كسلعة. وفقاً لليفيفر، ستعالج برامج "نسا" قضايا المرأة المثيرة للجدل وستتناول أيضاً الحركة النسوية، وتاريخها، ونشأتها.

تقول في هذا الصدد "سيكون لنشرات الأخبار نكهة نسوية أي أن المرأة ستكون العنصر الأبرز في نشرات الأخبار. سنعمد إلى تقديم قصص نساء رائدات في عدة مجالات. سنحاول إظهار أن النساء في دول حوض البحر المتوسط وتلك في أوروبا تتشاركن نفس الهموم والمشاكل."

التحدي الآخر لـ"نسا" يكمن في جذب جمهور من مجتمعات متعددة الثقافات بما فيها مجتمعات متمسكة بالأفكار التقليدية والمتحيزة ضد المرأة. توضَح ليفيفر أن قناة "نسا" ستحقق توازن ما بين تعزيز المساواة بين الجنسين وجذب ذاك الجمهور من خلال إشراك الرجال في البرامج التفاعلية والمقابلات.

الصورة لقناة "نسا" التلفزيونية، وتمّ استخدامها بعد أخذ الإذن.