تكتيكات وأدوات لإنتاج فيديوهات قصيرة ناجحة

por سفيان سعودي
Oct 30, 2018 em مواضيع متنوّعة

يمر القطاع الإعلامي في السنوات الأخيرة بتغيرات هائلة تعيد صياغة المفاهيم الإعلامية في كل مرة، إذ لا نلبث مدة إلا ونسمع عن ابتكارات جديدة في طرق تقديم الأخبار ووسائط عرضها. وذلك كمحاولة من صناع المحتوى الإخباري في مسايرة التطور التكنولوجي والتغيرات الذهنية للمتلقي المصاحبة لهذا التطور.

ومن أكثر وسائل العرض التي عرفت تطورات كبيرة نجد صحافة الفيديو التي انتقلت إلى عهد جديد لمواكبة التطور الذي عرفه عالم الأجهزة الذكية، حيث واظبت المؤسسات الإعلامية على البحث والتطوير في طرق عرض الفيديو، وكانت شركة الأخبار الاجتماعية والتسلية BuzzFeed  إحدى أهم المؤسسات التي غيرت المفاهيم في عالم عرض وإنتاج الفيديو بابتكاراتها المتميزة والسابقة لافتتاح عصر Distributed Content وذلك عبر إنتاج فيديوهات معدة للعرض والمشاركة على مواقع التواصل الإجتماعي وبالضبط على الأجهزة الذكية تسمى فيديوهات Mobile First  وعرف هذا النوع من الفيديوهات انتشارا واسعا ولاقى استحسانا من طرف المتابعين، لتأتي بعد ذلك مؤسسات إعلامية أخرى  وتستنسخ الفكرة وتستخدمها في عرض قصصها الإخبارية وكانت  أشهرها في العالم العربي مؤسسة الجزيرة الإعلامية ومشروعها AJ+  بنسخه الإنجليزية والإسبانية والعربية التي عرفت انتشارا واسعا وتحقق فيديوهاتها مشاهدات كبيرة.

تكتيكات يستخدمها فريق التحرير من أجل إنجاز قصة متماسكة وتشد المشاهد

في عالم تحكمه المنافسة الشديدة، يحتم الصراع على المؤسسات الإعلامية أن تكون دائمة الإبتكار وأن تفكر بعقل المتلقي لكسب نسب متابعات عالية، وكذلك لجذب المتابع لمشاهدة فيديوهاتها ليس لمرة واحدة فقط بل ليصير ذا ولاء لكل إنتاجات المؤسسة تنهج فرق تحرير هذه الأخيرة تكتيكات متعددة تجعل من المتلقي متابعا وفيا لها نذكر من هذه التكتيكات ما يلي:

تركيز المحتوى: تعمل فرق التحرير لإنتاج النوع الحديث من الفيديو أسلوب التركيز لتجعل منها متميزة بقصرها واختصارها للأحداث وتركيزها على الجزء المهم من الحدث فقط بدون الدخول في كثير من التفاصيل، ويقوم فريق الإعداد بضغط ما يود عرضه في دقيقة أو دقيقتين بطرق إبداعية تحاول قدر المستطاع الاختصار والتخلص من كل مشهد غير لازم أو لا فائدة منه، ليصبح الفيديو أكثر تشويقا وإمتاعا.

كما أن الإحصائيات تقول إن الفيديوهات القصيرة التي يتم عرض المادة فيها بطريقة مشوقة في دقيقة أو أقل تجذب المستخدمين إليها، وتشجعهم على مشاركتها والتفاعل معها، وبالتالي تصل إلى جمهور أوسع، كما أن الصفحة أو الحساب الناشر يحقق انتشاراً أكبر في مدة زمنية أقصر.

توحيد الهوية البصرية: يعمد صناع المحتوى المرئي المصاحب بكتابات إلى اختيار ألوان متناسقة وخط واضح وموحد في كل الفيديوهات التي يقومون بإنتاجها كما يقومون بتوحيد الهوية البصرية لكل الإنتاجات التي تخص المؤسسة الإعلامية لجعلها سهلة التمييز من طرف المتلقي فمثلا حينما نشاهد فيديو مصحوبا بكتابات باللون الأصفر يتبادر إلى أذهاننا مباشرة أن هذا الفيديو من إنتاج شبكة AJ+  والأمر نفسه حينما نصادف فيديو بكتابات تضم اللون الأزرق سموي فقد نتعرف مباشرة أنه من إنتاج شبكة Insider بدون حتى النظر للوغو او صاحب الفيديو، ونفس الشيء بالنسبة للفيديوهاتNow This  .

التفكير خارج الصندوق: في كل مجال تقريبا، يكون من الصعب أن تأتي دائما بالجديد، ففي الوقت الذي يكون فيه إيجاد المحتوى المناسب لصنع الفيديوهات أمرا سهلا، يكون من الصعب أن تجد القالب الذي ستقدم فيه الفيديو بشكل مبتكر وتجعله أمرا جديرا بالمتابعة لدى المتلقي فالأمر يتطلب أن تتميز عن المنافسين في نفس المجال، ولكي تبدع في طريقة تقديم القصص أو طريقة عرضها يجب أن تفكر خارج الصندوق وأن تكون دقيقا في اختيار الموسيقى والمؤثرات المرئية والصوتية وكذلك في اختيار مقاطع الفيديوهات والصور اللازمة لعرض القصة، الأمر قد يكون صعباً في البداية ويتطلب جهدا ووقتا أكثر لكنه ليس مستحيلا طبعا ومع وجود فريق متماسك وذو رغبة في الإبداع سيكون الأمر أسهل.

التخصص في المحتوى: من وصفات النجاح التي ينصح بها دائما في كل المجالات هي التخصص، والأمر ينطبق كذلك على هذا النوع من المحتوى إذ يلاحظ أن أغلب التجارب الناجحة في هذه المجالات كانت تلك التي تخصصت في تقديم نوع واحد من المحتوى واستطاعت أن تجذب الملايين من المتابعين المهتمين ونخص بالذكر التجارب الناجحة التالية:

Buzzfeed  المؤسسة التي يمكن أن يقال عنها الأكثر إبداعا في إطلاق المحتوى الترفيهي المتخصص مثل تجربة Tasty المتخصصة في فيديوهات الطبخ والتي يصل عدد متابعيها فقط على فايسبوك إلى قرابة 100 مليون، ولدى المؤسسة تجارب أخرى في التخصص مثل Nifty  المتخصصة في الأمور المنزلية وغيرها من التجارب القوية والفريدة...

Insider  لها كذلك من التجارب المتخصصة ما يمكن ان يعتبر من النماذج الناجحة عالميا مثل تجربة  Business Insider المتخصصة في مجال الإقتصاد والأعمال وتجربة Tech Insider  المتخصصة في مجال أخبار التكنولوجيا.

أدوات لصناعة هذا النوع من الفيديوهات: إذا ما أردت أن تصنع فيديو خاصًا بك يضم صورا ومقاطع قيديو مصحوبة بكتابة هناك العديد من البرامج والتطبيقات منها السهلة الإستخدام ومنها التي تحتاج درجة من الإحترافية والتعلم، وإليكم هذه القائمة المصغرة التي تضم أهم هذه البرامج:

  Adobe Premiere + Adobe After Effects هما برنامجان من الأشهر والأكثر احترافية في هذا المجال، ولكن يحتاجان لفريق متخصص وذي درجة عالية من الإحترافية في التعامل، ولكن هناك دروسًا متوفرة على الأنترنيت منها المجانية ومنها المدفوعة تحتاج لبعض الصبر والمثابرة ليصبح الشخص ذي درجة جيدة من الإحترافية في التعامل معها يمكن الوصول إلى هذه الدروس مثلا على موقع Udemy.

Adobe Spark  تطبيق على أجهزة Ipad  كما تتوفر من كذلك نسخة للاستخدام عبر الويب لأجهزة الكمبيوتر وهي خدمة مخصصة لإنتاج هذا النوع من الفيديوهات، والجميل فيها أن توفر قوالب جاهزة وسهلة الإستعمال ليس كالبرامج السابقة التي تحتاج لصنع الفيديو من البداية.

Quik تطبيق من إنتاج الشركة التي تنتج كاميرات GoPro  متوفر بنسخ تعمل على أجهزة آبل و الأندرويد يعطيك كذلك إمكانية صنع هذا النوع من الفيديوهات وسهل الإستخدام كما أنه يوفر قوالب جاهزة ومتنوعة بمكن الإختيار من بينها مما يتناسب ونوع الفيديو المراد إنتاجه، كما يوفر إمكانية إختيار من صور ومقاطع الفيديو بالجهاز والمقاطع الموسيقية كذلك لإنتاج محتوى أكثر جاذبية للمتلقي.

الصورة تحمل رخصة الإستخدام المجاني على موقع Pexels