موقع "النهار" يقتدي بالتجارب العالمية لمواجهة الأخبار الكاذبة والمفبركة

Oct 30, 2018 em مواضيع متنوّعة
صورة

تحت شعار مواجهة "الأخبار الكاذبة والمفبركة" دشنت غرف الأخبار الحديثة في كبريات المؤسسات الإعلامية صفحات على مواقعها الإلكترونية، مع أقسام متخصصة للتحقق من مصداقية الأخبار قبل نشرها، وذلك من أجل محاربة الأخبار الكاذبة التي تمثل تحديات وضغوطاً كبيرة على الصحفيين في ظل الفيض المعلوماتي الذي تبثه يومياً المواقع الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي، فسارت الدول العربية على نفس الخطى ودشنت مبادرات للتحقق من الأخبار لتوعية المستخدمين بالتأثيرات السلبية للأخبار الزائفة بحال انتشارها على نطاق واسع، ولتعزيز ثقة القراء في المؤسسات الإعلامية التي تطبق الضوابط المهنية والأخلافية في نشر المحتوى الإعلامي.

وسنُلقي الضوء على مبادرة "لبنان" في مواجهة الأخبار الكاذبة والمفبركة، والتي ركزت عليها إحدى ورش العمل في الدورة السادسة لـ"منتدى الإسكندرية للإعلام" الذي انعقد في الفترة من 15 إلى 17 إبريل/نيسان في "الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا".

تقول ديانا سكيني، مديرة المحتوى الرقمي بموقع "النهار" لـ"شبكة الصحفيين الدوليين":  "أطلق موقع (النهار) حملة لتقصّي الأخبار الكاذبة الرائجة على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل معرفة أصل التضليل وكشف الحقيقة، فتعاونا مع كبريات الصحف العالمية للاستفادة من تجاربها، وقدّمنا دورات للصحفيين لتدريبهم على آليات الكشف عن الأخبار الكاذبة وتقديم الحقيقة للجمهور، كما نتلقى أسئلة الجمهور حول الأخبار المنشورة بالموقع، ثم يقوم مراسلنا بتقصي الحقيقة ويجيب عن أسئلة القراء، إلى جانب توعية القارىء بوسائل كشف الأخبار الزائفة وأهدافها".

وفي هذا الصدد، أنشات (النهار) في شهر يناير/كانون الثاني الماضي صفحة على شبكة الإنترنت بعنوان Lebanonnownews.com ، ونشرت عليها ثلاثة روابط تتضمن أخباراً زائفة، وهي: "الكهرباء 24/24 ساعة في المناطق اللبنانية كافة..إليكم التفاصيل"، و"وباء خطير ينتشر في لبنان... 300 ضحية في شهر واحد"، و"سعر صفيحة البنزين يرتفع إلى 40 ألف ليرة ...إليكم التفاصيل". وقد شمل المضمون عنوان الخبر الزائف، وتحته مباشرة جاء إعلان (النهار) الذي يحذر الشخص من أنه قام بالضغط على رابط مُضلل لخبر زائف، ويدعوه إلى عدم مشاركة أخبار مماثلة.

وتستطرد سكيني قائلةً: "قمنا أيضاً بإنشاء صفحة خاصة بالموقع المذكور على فايسبوك، ونشرنا عليها الأخبار المذكورة أعلاه، وبعد ثلاثة أيام تفاعل العديد من المستخدمين مع الرسالة التوعوية التي أرادت النهار إيصالهم لهم، وقد إنعكس ذلك في مشاركتهم وتعليقاتهم التي وصلت إلى أكثر من 2200 مشاركة، ومئات التعليقات، في حين اهتم بعض المتفاعلين بعنوان الخبر فقط ولم يتبينوا حقيقة الخبر".

وتقدم سكيني نموذجاً توضيحياً لكيفية تقصي حقيقة خبر نشرته العديد من المواقع البارزة، كما يلي:

عندنا ندقق في حقيقة الخبر، يتضح لنا أن "سلمى حايك" تحدثت عن مساندتها المعنوية لسيّدة تتهم ترامب بالاعتداء عليها، وهناك رواية منقولة عن "سلمى حايك" بأن ترامب طلب منها رقم هاتفها خلال عشاء، وقد تم تم تحوير الخبر من قبل مواقع مغمورة ثم نقلته مواقع معروفة في لبنان تلهث وراء "الترافيك"، والمشكلة هنا لا تتعلق بمضمون الخبر، بل بالبُعد الذي اتخذه في الصحافة العالمية التي باتت تقع ضحية الأخبار الكاذبة أو ما يعرف بـFake news. وللاطلاع على المزيد مما تناولته المواقع الإلكترونية بشأن الموضوع يمكنك النقر هنا.

"وهناك تجارب بارزة يجب الاقتداء بها في محاربة الأخبار الكاذبة والمفبركة، ومن أهمها: صفحة Check News التي أطلقها موقع ليبراسيون، وهو أول موقع إلكتروني للتحقق من الأخبار، وفي عام 2017 أطلق خدمة "ديزينتوكس"، للإجابة عن أسئلة القراء والكشف عن حقيقة الأخبار، وقام الفريق الذي يعمل بهذه الخدمة بالإجابة عن 1253 سؤال حتى الآن. كما أُنشأت صفحة "لي ديكودور" بأسلوب مهني محترف على موقع "لوموند"، وقد استخدمت "لوموند" أساليب تقنية، وفريق من المهندسين لتقصّي أصل الخبر وانتشاره، ولكن وُجهت لها انتقادات وتعالت صيحات لـ"وضع الجريدة نفسها في موقع القاضي والطرف"، أو لـ"تنصيب نفسها حكماً غير متحيز وشفاف". وأعلنت BBC في يناير/كانون الثاني 2017، تشكيل فريق للتدقيق في الوقائع وفضح زيف الأخبار المضللة التي يتم تناقلها على أنها صحيحة وذلك من خلال قسم Reality Check. وأطلقت أيضاً منظمة "مراسلون بلا حدود" ومؤسسات إعلامية كبرى مبادرة لمكافحة الأخبار المضللة والتي تضمنت مجموعة جديدة من معايير الثقة والشفافية للصحفيين. وذلك وفق لما ذكرته سكيني.

 

 

وإختتمت حديثها قائلةً:  "يجب سن قوانين واضحة لا تتعارض مع حرية التعبير حتى نواجه الأخبار الكاذبة والمفبركة، وأن تقوم النقابات والتجمعات المهنية بأدوارها في وضع أكواد مهنية لتنظيم عمل المؤسسات الإعلامية، والاهتمام بتنظيم دورات تدريبية على أيدي مختصين في الخارج للاستفادة من تجاربهم، وتأسيس أقسام متخصصة في المؤسسات الإعلامية لمكافحة الأخبار الكاذبة والمُضللة".

وللمزيد من المعلومات حول التجارب العالمية والعربية في مواجهة الأخبار الكاذبة والمفبركة، يمكنك النقر هنا:

- مبادرة موقع "النهار" اللبنانية في مجال التحقق من الأخبار الكاذبة:

- معلومات مهمة عن تجربة موقع "ليبراسيون" للكشف عن الأخبار الكاذبة.

 على موقع "ليبراسيون.Check News- صفحة

-كيف تكافح فرنسا الأخبار الزائفة في عصر "ما بعد الحقيقة"؟

-منظمة "مراسلون بلا حدود" تواجه الأخبار الكاذبة ب"مبادرة الثقة بالصحافة".

الصور مأخوذة من "ديانا سكيني" مديرة المحتوى الرقمي بموقع "النهار" اللبنانية بعد أخذ الإذن