التحديات والإنجازات: مسيرة وحدة "سراج" للصحافة الاستقصائية السورية

por فالنتين نسرOct 31, 2024 em الصحافة الاستقصائية
التحديات والإنجازات: مسيرة وحدة "سراج" للصحافة الاستقصائية السورية

في ظلّ قلة العمل الصحفي الاستقصائي في سوريا والمنطقة العربية قبل الثورة السورية، انطلقت الوحدة السورية للصحافة الإستقصائية "سراج"، لإعادة تعريف هذا النوع من الصحافة، وتحقيق نقلة نوعية في محاسبة السلطة وكشف الفساد والانتهاكات. فقد تأسست في العام 2016 بعد جهود فردية استمرت لسنوات من قبل عدد من الصحفيين السوريين. وكان الهدف الرئيسي لهذه الوحدة هو جمع الصحفيين السوريين العاملين في مجال الصحافة الاستقصائية تحت مظلة واحدة. 

التأسيس والانطلاقة 

قبل الثورة السورية، كانت الصحافة الاستقصائية شبه غائبة عن المشهد الإعلامي السوري. لكن مع اندلاع الثورة، بدأت محاولات فردية من بعض الصحفيين لإنتاج تحقيقات استقصائية، بدعم من شبكات إعلامية مثل "أريج". أحد الأسماء البارزة في هذا المجال كانت رنا الصباغ التي لعبت دوراً أساسياً في تدريب الصحفيين السوريين وإعدادهم لإنتاج تحقيقات استقصائية جريئة. 

في عام 2016، اجتمع الصحفيون علي إبراهيم أحد المؤسسين ومدير التحرير، بالإضافة إلى محمد بسيكي، وأحمد حاج حمدو في إسطنبول بعد هذه المحاولات الفردية، وبتشجيع من رنا الصباغ، قرروا إنشاء وحدة "سراج" للصحافة الاستقصائية. الهدف من هذا المشروع كان جمع الصحفيين السوريين المتخصصين في هذا النوع من الصحافة، وبدأوا بإنتاج تحقيقات استقصائية والعمل على نشرها محلياً ودولياً. 

دور "سراج" وتوجهاتها 

اليوم، وبعد ثماني سنوات من التأسيس، أصبحت "سراج" عضواً في الشركة العالمية للصحافة الاستقصائية وفي منظمة مكافحة الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP). وتعمل "سراج" مع عدد من المؤسسات الدولية المرموقة مثل "الجارديان"، والمركز الدولي للصحفيين و"OCCRP" على إنتاج تحقيقات عابرة للحدود تركز على قضايا الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان، وتعقب الأموال، والتحقيق في قضايا تتعلق بشركات "الأوفشور"، والانتهاكات المرتكبة ضد النساء والأطفال. 

أحد الأهداف الرئيسية لـ"سراج" كان ليس فقط إنتاج التحقيقات، ولكن أيضاً تدريب جيل جديد من الصحفيين على أساسيات الصحافة الاستقصائية. ومن خلال هذا النهج، أصبحت "سراج" ليس مجرد وحدة إنتاج، بل مركزاً لتدريب الصحفيين على تقنيات البحث والتحقيق، مع تركيز خاص على العمل الجماعي والإنتاج العابر للحدود. 

أمثلة على التحقيقات وتأثيرها 

من أبرز التحقيقات التي قامت "سراج" بإنتاجها هو تحقيق حول تجنيد سوريين للقتال إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا. أظهر هذا التحقيق وجود شركات متورطة في تجنيد السوريين، وبعد نشر التحقيق، تم إدراج هذه الشركات على قائمة العقوبات الدولية. 

كما أطلقت "سراج" تحقيقاً آخر حول انقطاع المياه في مدينة في شمال سوريا. بعد يوم واحد من نشر التحقيق، تم استئناف ضخ المياه لـ 300 شخص في المنطقة، مما يؤكد تأثير هذه التحقيقات على الأرض. 

تحديات الصحافة الاستقصائية 

تتطلب التحقيقات الاستقصائية بطبيعتها وقتاً وجهداً كبيرين، فضلاً عن التكاليف المالية. أشار علي إبراهيم، مؤسس "سراج"، إلى أن التحقيقات التي تقوم بها الوحدة قد تستمر من شهر إلى عدة سنوات، وهو ما يتطلب فريقاً محترفاً وملتزماً. على سبيل المثال، استغرق أحد التحقيقات الأخيرة ثلاث سنوات لإتمامه. 

وبالرغم من هذه التحديات، تنتج "سراج" أو تشارك في إنتاج حوالي 20 تحقيقاً سنوياً. هذه التحقيقات تنشر في وسائل إعلام دولية وإقليمية مثل "الجارديان"، "OCCRP"، و"Light House Report"، بالإضافة إلى الشراكة مع موقع "درج ميديا" باللغة العربية. 

ونظرًا لطبيعة التحقيقات الحساسة التي تتناولها "سراج"، يواجه الفريق العديد من المخاطر. أوضح علي إبراهيم أن التدريبات التي تقدمها "سراج" تشمل كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة في تتبع القضايا، مما يعزز مهارات الصحفيين في البحث والتحقيق مع ضمان سلامتهم الرقمية. يتعرض الفريق لضغوط متزايدة بسبب التحقيقات التي تطال "رؤوساً كبيرة"، إلا أن الفريق ملتزم بالحفاظ على سلامة الصحفيين واستمرارهم في كشف الحقائق. 

تواصل وحدة "سراج" السورية للصحافة الاستقصائية عملها على كشف الحقائق والفساد وانتهاكات حقوق الإنسان عبر تحقيقات معمقة. بالرغم من أن فريق "سراج" يعمل عن بُعد، فإن هذا النمط من العمل يعزز المرونة والإنتاجية. يتيح العمل عن بُعد التواصل مع مصادر متنوعة حول العالم، مما يساعد في الوصول إلى المعلومات والمصادر، سواء في الشرق الأوسط أو أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. كما يساهم في تقليل التكاليف التشغيلية مثل الإيجارات والمكاتب. 

تحديات الصحافة الاستقصائية في العالم العربي 

رغم كل الإنجازات، لا تزال الصحافة الاستقصائية تواجه العديد من التحديات في العالم العربي، وأهمها القيود الأمنية والسياسية. يقول علي إبراهيم: "في معظم الدول العربية، هناك قيود واضحة على الصحافة الحرة، خاصة الصحافة الاستقصائية. الأنظمة السياسية تحاول السيطرة على وسائل الإعلام، وتجعل من الصعب على الصحفيين المستقلين العمل بحرية". 

لكنّ سراج استطاعت التغلب على هذه التحديات من خلال العمل من المنفى وبفِرق صحفية متقدمة. يعتبر إبراهيم أن النجاح في إنتاج تحقيقات استقصائية في ظل هذه الظروف يعزز من أهمية العمل الجماعي. "علمتني سراج أن العمل الجماعي والتفكير خارج الصندوق هو ما يمكن أن يحدث الفارق. بعيدًا عن القيود التي تفرضها الأنظمة، يمكننا كشف الحقائق وتحقيق المحاسبة إذا كنا ملتزمين بالمنهجية الصحفية الصحيحة". 

العمل عن بُعد يعزز الإنتاجية والتواصل 

أكد علي إبراهيم أنّ العمل عن بُعد له جوانب إيجابية عديدة أثرت بشكل كبير على الفريق، موضحًا أنّ هذا النوع من العمل أتاح مرونة أكبر في إدارة الوقت، ما أدى إلى زيادة الإنتاجية ورفع مستوى الأداء. بالإضافة إلى ذلك، ساهم هذا النهج في الوصول إلى مصادر متعددة عبر مناطق جغرافية مختلفة، مثل الولايات المتحدة، كندا، أوروبا، والشرق الأوسط. رغم التحديات التي يفرضها العمل عن بُعد، مثل صعوبة التواصل الفعّال بين أعضاء الفريق، أوجدت "سراج" حلولاً لهذه المشكلة عبر الاجتماعات الدورية والقنوات الإلكترونية مثل "سلاك" و"سيغنال" التي تُستخدم للتواصل اليومي والمتابعة المستمرة للتحقيقات. 

التدريبات ودورها في دعم الصحفيين 

تركز "سراج" على تدريب الصحفيين السوريين داخل سوريا وخارجها، بالإضافة إلى الصحفيين المهتمين بالشأن السوري. وتقدم هذه التدريبات عبر الإنترنت أو بشكل مباشر في أماكن مثل إسطنبول وباريس، مستفيدة من التكنولوجيا الحديثة للوصول إلى أوسع نطاق من الصحفيين. 

تشمل التدريبات مواضيع متنوعة مثل منهجيات التحقيق الاستقصائي، طرق البحث المتقدمة، استخدام المصادر المفتوحة، وسرد القصص الصحفية الاستقصائية. وبفضل الأدوات الرقمية، تمكنت "سراج" من الوصول إلى الصحفيين في مختلف المناطق السورية رغم الحواجز الأمنية والجغرافية. 

تولي "سراج" اهتماماً كبيراً لأمن وسلامة فريقها من خلال برامج تدريبية مستمرة تركز على الأمن الرقمي. تلقى الفريق تدريبات متقدمة في حماية بياناتهم من الاختراق واستخدام تقنيات الاتصال الآمنة. يتم تحديث هذه التدريبات بانتظام لضمان مواكبة التحديات الجديدة. كما توجد خطة ميدانية محكمة لضمان تحرك الفريق الصحفي بأمان في المناطق التي يعملون بها. 

تتعاون "سراج" أيضاً مع منظمات حقوقية للحصول على استشارات قانونية في حالة التعرض لأي مضايقات أو تهديدات، ويركز الفريق بشكل خاص على الحفاظ على سرية المصادر والقصص التي يعمل عليها لضمان سلامة الجميع. 

فريق العمل في "سراج" 

يتكون الفريق الإداري لـ"سراج" من حوالي 12 شخصاً يتوزعون جغرافياً في عدة دول مثل الكويت، فرنسا، هولندا، تركيا، لبنان وسوريا. بالإضافة إلى ذلك، تعمل "سراج" مع حوالي 25 صحفياً حراً داخل سوريا وخارجها، مما يسمح بتغطية أوسع للقصص التي تتعلق بالشأن السوري. 

وأوضح إبراهيم أنّ "سراج" تهتم بإنتاج التحقيقات التي تسلط الضوء على الانتهاكات المتعلقة بالسوريين، سواء كانت هذه التحقيقات محلية أو في أي دولة أخرى، ما دام الموضوع مرتبطاً بالقضية السورية. على سبيل المثال، أعدت "سراج" تحقيقات حول السوريين المحتجزين في ليبيا، وأخرى في مصر، لبنان، العراق، تركيا، والدول الأوروبية التي تضم جاليات سورية. 

بالإضافة إلى التعاون مع صحفيين سوريين، تعمل "سراج" مع صحفيين عرب من دول أخرى لإنتاج تحقيقات تركز على الشأن السوري، ما يعزز من توسيع نطاق عملها وتحقيقاتها. 

أهمية التخطيط الأمني 

قبل بدء أي تحقيق استقصائي، يحرص فريق "سراج" على تقييم المخاطر الأمنية المحتملة من خلال استمارة تقييم مصممة خصيصاً لتحديد مستوى الخطورة. تختلف المخاطر من قصة إلى أخرى، وقد يضطر الفريق أحياناً إلى التخلي عن بعض التحقيقات حفاظاً على سلامة الصحفيين. ومع ذلك، في حالات أخرى يتم التعامل مع المخاطر بنجاح، حتى لو كانت النتائج تثير جدلاً واسعاً وتهديدات ضد الفريق. 

أحد التحقيقات البارزة التي عملت عليها "سراج" بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين، كشف عن رجال أعمال سوريين تمكنوا من تجاوز العقوبات الدولية وشراء عقارات في دبي باستخدام أسماء شركات وهمية وأفراد من أسرهم. بعد نشر التحقيق، تلقى الفريق تهديدات من بعض الأشخاص المتورطين في القصة. 

الشراكات الدولية 

منذ انطلاقها، عقدت "سراج" شراكات مع حوالي 15 مؤسسة محلية ودولية تعمل على تعزيز الشفافية والمساءلة في الصحافة السورية. تتنوع هذه الشراكات بين مؤسسات تهدف إلى دعم الصحافة الاستقصائية وإنتاج تحقيقات معمقة حول قضايا الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان. 

مراحل إنتاج التحقيق الاستقصائي 

تتبع "سراج" منهجية دقيقة لإنتاج التحقيقات. تبدأ العملية من فكرة جديدة وفريدة، ثم يتم إجراء بحث أولي يتضمن جمع الأدلة الضرورية. بعد التأكد من وجود أدلة كافية تدعم فرضية القصة، ينتقل الفريق إلى مقابلة الشهود والضحايا ومواجهة المتورطين. 

قبل النشر، يتم تدقيق الحقائق بعناية لضمان دقة المعلومات، وهي عملية طورتها "سراج" بالتعاون مع مؤسسات دولية. يشمل التدقيق مراجعة الوثائق والشهادات للتأكد من صحتها. 

بعد نشر التحقيق، تقوم "سراج" بمتابعة تأثيره على الأرض، حيث تسعى الوحدة دائمًا إلى إحداث تغيير ملموس في القضايا التي تسلط الضوء عليها. 

من البدايات إلى الريادة 

يقول علي إبراهيم: "ساهمت شبكة الصحفيين الدوليين بشكل كبير في بناء هوية سراج. لقد تمكنا من وضع أهداف وخطط استراتيجية واضحة، وكانت الزمالة التي حصلنا عليها نقطة تحول مكنت سراج من التوسع والتفكير بمفهوم العمل المؤسساتي بدلًا من العمل الجماعي الفردي". 

يعتبر علي إبراهيم أن الزمالة التي حصل عليها من شبكة الصحفيين الدوليين في عام 2018 كانت فرصة لتحديد هوية سراج بوضوح وتطوير أساليب العمل التي ساعدت في بناء أسس صحفية قوية. هذا التطور مهد الطريق لسراج لإنتاج أول تحقيقاتها الاستقصائية على الأرض، والتي بدأت فعليًا في عام 2016. 

الصحافة الاستقصائية: ضرورة لا غنى عنها 

في ظلّ التحديات التي تواجهها المنطقة العربية من فسادٍ وقمعٍ وغياب للمحاسبة، تبرز الصحافة الاستقصائية كواحدة من أهم الأدوات لإحداث تغييرٍ حقيقي. يوضح إبراهيم قائلاً: "الصحافة الاستقصائية هي أكثر أنواع الصحافة القادرة على كشف الحقائق التي تسعى الجهات الفاسدة لإخفائها. في منطقة مليئة بالفساد مثل الشرق الأوسط، دور الصحافة الاستقصائية حيوي في كشف هذه القضايا وتقديم الأدلة اللازمة لإحداث المحاسبة". 

يرى علي إبراهيم أنّ الصحافة الاستقصائية ليست مجرد مهنة، بل واجب تجاه المجتمع، وهي التي تتيح للمواطنين معرفة الحقيقة وتعزز الشفافية. ويضيف: "الصحافة الاستقصائية تسهم في توثيق الانتهاكات، وتعمل كصوت لمن لا صوت لهم، كما أنها تسلط الضوء على سوء استخدام السلطة والأموال العامة. في تحقيقاتنا في سراج، استطعنا إثبات تورط جهات فاسدة في قضايا عدة، ومنها قضية حاكم المصرف المركزي اللبناني، التي ساهمت الصحافة الاستقصائية في فتح تحقيقات حوله بعد سنوات من الإفلات من العقاب". 

تحقيقات عابرة للحدود: قضية اللاجئين وغرق المركب 

أحد أبرز تحقيقات سراج تمحور حول قضية غرق مركب للاجئين كان متجهًا من ليبيا إلى اليونان في عام 2023، والذي أدى إلى وفاة أكثر من 600 شخص. في البداية، زعمت السلطات اليونانية أنّ الحادث وقع بسبب الحمولة الزائدة، لكن من خلال تحقيقٍ استقصائي مشترك بين فريق سراج ومؤسسات دولية أخرى، تم الكشف عن أن سبب الحادث كان سوء تصرف قوات الإنقاذ اليونانية، التي قامت بمناورات خطيرة أدت إلى انقلاب المركب. 

هذا التحقيق لم يقتصر على تقديم المعلومات فقط، بل أسهم في إعادة فتح التحقيقات من قبل السلطات اليونانية. يقول إبراهيم: "بعد نشر تحقيقنا، تم فتح تحقيق جديد حول غرق القارب، وتبين أن القوات اليونانية لعبت دورًا رئيسيًا في غرق المركب، كما تم الكشف عن تغيير شهادات الناجين في المحكمة". 

من خلال تعاون "سراج" مع مؤسسات صحفية من عدة دول، تمكن الفريق من الوصول إلى شهود وأدلة جديدة غيرت مجرى التحقيق بالكامل. ويعتبر إبراهيم أن هذا التعاون الدولي يعكس قوة الصحافة الاستقصائية العابرة للحدود، التي تتيح الوصول إلى الحقائق حتى في أصعب الظروف. 

الصحافة الاستقصائية والاستدامة المالية 

من أهم التحديات التي تواجه الصحافة الاستقصائية في المنطقة هي مسألة الاستدامة المالية. ولكن "سراج" تسعى دائمًا إلى تحقيق الاستدامة المالية من خلال تطوير مؤسستها وتوسيع نطاق عملها. "نسعى دائمًا لتطوير فريقنا وإنتاج المزيد من التحقيقات، ونحن ملتزمون بتحقيق تأثير إيجابي من خلال تعزيز الصحافة الاستقصائية وتدريب فريقنا على كل ما هو جديد"، يضيف إبراهيم. 

سراج: مجتمع الشجعان 

يؤمن علي إبراهيم أن سراج ليست مجرد مؤسسة صحفية، بل هي مجتمع للشجعان الذين يؤمنون بأهمية الصحافة الاستقصائية في تحقيق العدالة والمحاسبة. ويؤكد: "سراج ليست فقط منصة لإنتاج التحقيقات، بل هي مكان يجتمع فيه الصحفيون الذين يؤمنون بدورهم في كشف الحقيقة والمساهمة في تغيير الواقع". 

تجربة إبراهيم مع "سراج" غيرت نظرته للعمل الصحفي بشكل كبير، ليس فقط كصحفي، بل كشخص. "علمتني سراج أن الصحافة الاستقصائية المستقلة قادرة على مواجهة الفساد والانتهاكات، وأنها وسيلة فعالة لإحداث التغيير. أصبحت أكثر إيمانًا بقدرة الصحافة على إحداث فرق، وأصبح لدي دافع لنقل هذه الخبرة والمعرفة إلى الجيل الجديد من الصحفيين". 

الرؤية المستقبلية لسراج 

بالنسبة لرؤية "سراج" المستقبلية، فإن التركيز سيكون على توسيع نطاق التحقيقات الاستقصائية، وزيادة عدد التحقيقات التي تتناول قضايا حقوق الإنسان، الفساد، والعدالة الاجتماعية. يقول إبراهيم: "هدفنا المستقبلي هو تعزيز وحدة سراج كإحدى أبرز المؤسسات المتخصصة في الصحافة الاستقصائية في سوريا والمنطقة. نسعى إلى تعزيز المزيد من الشراكات المحلية والدولية، والتركيز على قضايا مثل تتبع الأموال وقضايا البيئة والعدالة الاجتماعية". 

كما تسعى "سراج" إلى تطوير برنامج "زمالة سراج"، الذي يستهدف تدريب الصحفيات السوريات. يهدف البرنامج إلى تأهيل جيل جديد من الصحفيين الاستقصائيين القادرين على استخدام الأدوات الحديثة في إثبات الفرضيات والتحقيق في القضايا المعقدة. 

يشير إبراهيم إلى أن الصحافة العابرة للحدود ستكون جزءًا محوريًا من استراتيجية "سراج" المستقبلية، حيث يمكن أن تساهم هذه النوعية من الصحافة في التأثير على السياسات العامة وصنع القرار في أكثر من دولة. "نحن نسعى للوصول إلى صناع القرار من خلال تحقيقاتنا العابرة للحدود. عندما تكون القصة مرتبطة بأكثر من دولة، فإن تأثيرها يكون أوسع وأعمق، ويمكن أن يؤدي إلى تغييرات حقيقية".