قدّم برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلاميّة الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي يستمرّ 10 أشهر، تدريبًا مكثفًا لثمانية صحفيين من أصحاب المشاريع الإعلامية الرقمية الرائدة، في العاصمة الأردنية عمان من أجل مساعدتهم في تطوير مهاراتهم الرقمية والمهنية لتعزيز مبادراتهم.
وتلقى الصحفيون مجموعة من الجلسات التدريبية حول استراتيجيات التطوّر والاستدامة الإعلاميّة، إرشادات حول إيجاد مصادر جديدة للإيرادات، كيفية إدارة الفرق، تطوير المنتج الإعلامي، كيفية وضع استراتيجيات وخطط تسويقية متقدمة، طرق لفهم احتياجات الجماهير، إضافةً إلى جلسات حول توظيف البيانات في عملهم والاستفادة من الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي وصحافة الحلول.
واستُهلّت الجلسات التي أُقيمت قبل انطلاق فعاليات ملتقى أريج السادس عشر الذي حملَ شعار "التعاون العابر للحدود في عالم منقسم"، في عمّان، الأردن بجلسة قدّمتها مديرة البرنامج سارة عبدالله، عرّفت خلالها بعمل المركز الدولي للصحفيين وشبكة الصحفيين الدوليين، وقدّمت لمحة عن برنامج مركز التوجيه المستمرّ منذ 10 سنوات بدعم من الصندوق الوطني للديمقراطية (NED)، وتحدّثت عن أبرز البرامج والزمالات التي يقدّمها المركز الدولي للصحفيين، إضافةً إلى الموارد والفرص التي توفّرها شبكة الصحفيين الدوليين. وتطرّقت إلى سرعة الاستجابة للأحداث في المنطقة العربية، حيث أنتجت الشبكة مجموعة موارد خاصة بالتغطية الصحفية للحروب ومجموعة أخرى خاصة بالتغطية في البيئات الاستبدادية، وتفاعلت بسرعة مع الكوارث الطبيعية التي وقعت في دول عربية. كما تحدثت عن المقالات المترجمة وعمل فريق الشبكة في البحث عن الفرص بلغات متعددة لتوفيرها للصحفيين/ات باللغة العربية.
أبرز ما جاء في الجلسات التدريبية
الإدارة العابرة للحدود
شاركَ ديفين ويندلسبخت وهو مدير التحرير في شبكة الصحفيين الدوليين أبرز الطرق التي يتبعها مع المسؤولين في الشبكة لإدارة محررين وصحفيين ومترجمين يعملون على إنتاج الموارد والفرص بشكل يومي بثماني لغات.
وتحدث ويندلسبخت المتخصص بالدراسات المتعلقة بالشرق الأوسط والشؤون الدولية عن التطبيقات المُستخدمة للمحادثة بين أعضاء الفريق، كيفية وضع خطة عمل، تصميم جدول المهام الأسبوعي وكيفية تغطية الأحداث الطارئة.
جذب ممولي وسائل الإعلام الدولية وصياغة المقترحات
تميزت هذه الجلسة بتركيز الموجّه رمزي تسدل، المدير التنفيذي لمنصة "صوت"، على تقديم أفضل الطرق للمتدربين من أجل جذب الممولين والمانحين، حيث عرض أبرز الوسائل لتمويل المشاريع الإعلامية الناشئة كالإعلانات، المنح، الخدمات المدفوعة، الاشتراكات والمشاريع.
ونصح تسدل المتدربين بضرورة تشكيل خارطة بالمؤسسات التي تتشابه مع مؤسساتهم وأخرى بالمنظمات المانحة والداعمة للمؤسسات الإعلامية، وشدد على أنه من الضروري أن يقوم صاحب الشركة الناشئة بالبحث الدائم وأن يكون فعالًا ويطوّر مهارات التواصل والكلام ويعمل على بناء العلاقات والتشبيك.
إدارة الفرق في مجال الصحافة الاستقصائية
جلسة تفاعلية بامتياز قدّمتها روان الضامن المديرة العامة لشبكة "إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية" (أريج)، حيث عرضت 10 دروس مستفادة من أجل إدارة جيدة لفريق عابر للحدود:
- الاستشارة والتعامل مع الأزمات بالتوثيق والتخطيط مع تفادي الضغط وعدم خوض جميع المعارك المهنية، بالإضافة إلى إدارة المدير لنفسه وتنظيم وقته قبل إدارة الفريق.
- التعاون المتنوع واحترام التنوع: تتكون الفرق من جنسيات مختلفة من عدة بلدان فيكون هناك اختلاف في الثقافات واللغات وحتى الأفكار، فيجب على مدير الفريق احترام التنوع بدون أحكام مسبقة أو تصنيف الناس، بل الحكم عليهم وفق المهارات والكفاءات.
- المهارات ومعرفة نقاط القوة والضعف: على مدير الفريق الجيد أن يختار الشخص الماهر الذي يكون إضافة للفريق والخروج من عقلية التوظيف بالواسطة لا الكفاءة.
- السرعة: ترى الضامن أنّ السرعة عامل نسبي، فلا يجب أن نكون أسرع من قدراتنا، فـ"هناك مؤسسات حاولت القفز عاليًا وسقطت".
- التخصص: علينا أن نبحث عن الندرة في الأشخاص أو الأفكار لنكون الاستثناء، فإذا كانت لديك نقطة متخصصة فستنجح مهما كانت صغيرة.
- الاحتفال بالنجاح: على مدير الفريق أن يكافئ العمال بعد أي إنجاز "في خضم إطفاء الحرائق وخوض المعارك لا تنسى أن تكافئ نفسك وفريقك عند النجاح".
- إزالة البذرة السيئة في الفريق: شبّهت الضامن البذرة السيئة في الفريق بالتفاحة التي تفسد الصندوق، لذلك يجب إخراجها منه رغم أنّ القرار صعب لكنه سيجنب الفريق العديد من المشاكل.
- النار: في أي فريق هناك أشخاص يشعلون النار ويخافون من وقوع المشاكل ولا يعرفون التعامل معها، لذلك وجب تهدئتهم واستيعابهم وحل المشاكل بدون قلق.
- العدل: لتفادي الغيرة وإحقاق العدل بين الموظفين والعمال في أي فريق يجب المساواة في الرواتب، "قررتُ من خلال عملي مع أريج وغيرها خوض معركة توحيد السعر أي أن نضع مرتبات وأجور ثابتة للجميع حتى للمدربين".
- الإيجابية: لا يجب أن نضع ضغوطات إضافية على أعضاء الفريق.
تقنيات الواقع الافتراضي في السرد القصصي
أدارت هذه الجلسة هديل عرجة التي أسّست Tiny Hand، وشاركت في تأسيس Frontline in Focus، وتقوم المؤسستان باستخدام السرد المرئي للقصص لإعداد التقارير وتغطية القصص الإنسانية في مناطق النزاع. وتحمل مؤسسة فرونتلاين شعار "لا ننقل الحدث بل ننقل المشاهد للحدث".
خلال الجلسة، عرّفت عرجة الواقع الافتراضي الذي يسمح للجمهور بالتفاعل مع القصص في بيئة ثلاثية الأبعاد فیھا محاكاة للواقع الحقیقي وتمكنھم من مشاھدة الفیدیو من جمیع الزوایا. وترى عرجة أنّ الواقع الافتراضي مھم لكل صحفي والأرقام أكبر دليل على ذلك، حيث من المتوقع أن ینمو سوقه من 16.67 ملیار دولار في عام 2022 إلى 227.34 مليار دولار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي قدره 45.2٪، حيث يستخدم 171 مليون شخص الواقع الافتراضي في جمیع أنحاء العالم.
وتكمن أهمية الواقع الافتراضي في السرد القصصي حيث أنه يمكن الجمهور من متابعة القصة الصحفیة من جمیع الزوایا، إعادة الاھتمام لقصص مھمة اعتبرھا الجمھور مكررة بسبب التغطية الإعلامية الباھتة، خلق تأثیر بعد مشاھدة القصة والتأثیر الذي يؤدي إلى فعل وردة فعل.
صحافة الحلول كوسيلة للتعاون بين الشركات الإعلامية في الشرق الأوسط
قدّمت هذه الجلسة المدربة دينا أبو غزالة صاحبة موقع إيجاب، حيث ركزت على التعريف بصحافة الحلول، هذا النوع من الصحافة الذي يعتمد على التغطية القائمة على الاستجابات للمشاكل المجتمعية ويعطي حلولًا تمّ تطبيقها بالفعل. ورسمت أبو غزالة مخططًا لتوضيح مفهوم الاستجابة المرتبط بوجود الدليل والرؤية الثاقبة المرتبطة بوجود القيود.
وترى أبو غزالة أنّ غياب الاستجابة يحيلنا إلى صحافة تقليدية، وغياب الدليل في صحافة الحلول يعني غياب الثقة وغياب الرؤية الثاقبة يعني تغطية سطحية وغياب القيود يعني أنها دعاية.
وقالت المدربة إنّ صحافة الحلول ليست ذكر مميزات شخص أو حلًا سحريًا أو معجزة، كما أنّها ليست مجاملة أو فكرة إضافية في مقال أو قصة فردية مميزة، وليست حلولًا نظرية أو مناصرة.
استدامة المشاريع الإعلامية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: الركائز والتحديات والحلول الممكنة
قدّم يزن أبو الروس، وهو مدرب بمجال استدامة الإعلام والأعمال ومؤسس نادي عمان للكوميديا جلسة حول استدامة المشاريع الإعلامية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعدّد أنواع الاستدامة ذاكرًا الاستدامة البيئية، المجتمعية والثقافية.
ونصح أبو الروس أصحاب الشركات الناشئة المشاركين في التدريب بضرورة الاهتمام بتوجهات المانحين وتسليط الضوء على مشاكل المجتمع واحترام ثقافته وبناء ثقافة وسمعة مع الجمهور والمانحين.
نصائح إبداعية لرواية القصص بالفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي
تطرّقت الجلسة التي قدّمها محمد القاق، الفنان التشكيلي والمدرب في مجال رواية القصص متعددة الوسائط، إلى كيفية إنتاج قصص عبر الفيديو موجهة لجمهور مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عرض مجموعة من الفيديوهات التي أنتجها وعرفت تفاعلًا جماهيريًا كبيرًا.
وركز القاق على أهمية التوثيق البصري الذي من شأنه أن يقلب الصورة حسب تعبيره، كما عدّد عناصر نجاح الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي منها: السرد، التوقيت، التجربة الشخصية، وجود العامل الإنساني في الفيديو، زاوية المعالجة، المفاجأة، البساطة وجذب الجمهور في الثواني الأولى من الفيديو.
كيف يمكن للبيانات أن تدفع الابتكار وتساعد الشركات الناشئة على تحقيق استدامتها؟
قدّمت هذه الجلسة المدربة في مجال صحافة البيانات والصحافة الاستقصائية مهى صلاح الدين التي أنتجت العديد من القصص والتحقيقات المدفوعة بالبيانات. وشاركت المتدربين بمجموعة من الطرق والأدوات التي تساعدهم في تحقيق استدامة مشاريعهم الناشئة.
وشرحت صلاح الدين معنى صحافة البيانات التي تنقسم إلى قصص مدفوعة بالبيانات وهي فكرة تنطلق من البيانات، وقصص مدعومة بالبيانات وهي قصص عادية مدعومة بالبيانات لتبرز حجم المشكلة.
وتكمن أهمية صحافة البيانات حسب صلاح الدين في المصداقية وطرح زوايا جيدة للقصة وتقديم موارد أصلية.
الصحافة الاستقصائية والذكاء الاصطناعي
قدّم الصحفي الاستقصائي علي الابراهيم مؤسس وحدة الوحدة السورية للصحافة الاستقصائية (سراج) جلسة حول الصحافة الاستقصائية والذكاء الاصطناعي، وقدم رؤيته حول التحديات التي يواجهها الصحفيون الاستقصائيون خلال العمل على تحقيقات عابرة للحدود بالتعاون مع الشركاء الدوليين.
وأكد الإبراهيم على الدور الذي تلعبه التحقيقات التي تنتجها وحدة "سراج" في تعزيز المساءلة وخلق التأثير بشكل فعّال، كما قدم مجموعة من النصائح والإرشادات لرواد المبادرات الإعلامية.
الصورة الرئيسية من البوتكامب.