السرد القصصي باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي

May 22, 2024 em الصحافة متعددة الوسائط
صورة تعبيرية عن الواقع الافتراضي

خلال المخيم التدريبي الذي عقدته شبكة الصحفيين الدوليين في عمان للمشاركين في الدورة العاشرة من برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، استعرضت المدربة هديل عرجة وهي مؤسسة منصة Tiny Hand لسرد قصص الأطفال في مناطق الحروب والشريكة المؤسسة لمنصة Frontline in Focus الأساليب الحديثة في السرد القصصي التي تستخدم فيها تقنيات الواقع الممتد أو ما يعرف بـXR، وأوضحت كيفية إنتاج المواد التي تستخدم فيها تقنيات الواقع الافتراضي VR والواقع المعزز AR والفرق بينهما.

ما هو الواقع الافتراضي؟

تجيب هديل عن سؤال "ما هو الواقع الافتراضي" بالقول إنه "استخدام التكنولوجيا لإنشاء بيئة ثلاثیة الأبعاد فیھا محاكاة للواقع الحقیقي بشكل يسمح للمشاهد بالتفاعل مع ھذا العالم بطرق تشعره كما لو أنه ھناك، وبالتالي لم یعد یختبر ھذا المشاهد القصة من الخارج فقط بل یصبح جزءاً منها".

وتضيف هديل أنّ هذا الأمر "یتم بطرق عدیدة أھمھا نظارات الواقع الافتراضي التي یضعھا المتابعون وتجعلهم داخل الحدث وتمكنھم من مشاھدة الفیدیو من جمیع الزوايا، فيصبح المشاهد في وسط الحدث بدلًا من نقل الحدث له".

الفرق بين AR وVR

وتشرح عرجة الفرق بين تقنيتي "الواقع الافتراضي VR" و"الواقع المعزز AR" بالقول:

"الواقع الافتراضي - Virtual Reality هو عبارة عن تقنية تستخدم الصور ومقاطع الفيديو الرقمية ثلاثية الأبعاد؛ لإنشاء تجارب بصرية افتراضية للمستخدمين، أما الواقع المعزز - Augmented Reality فهو عبارة عن تقنية تعمل على إثراء رؤية المستخدم للعالم الحقيقي من خلال إضافة الصور والصوت والفيديو ومجموعة من التفاصيل الافتراضية الأخرى".

ويتمثل الغرض الأساسي من هذه التقنية في تكرار أو تعزيز العالم الحقيقي باستخدام معطيات افتراضية ولهذا نطلق على هذه التقنية اسم "الواقع المعزز".

كما يمكن التفاعل مع تقنيات الواقع المعزز وعرضها بدون استخدام نظارات الواقع الافتراضي.

أهمية الواقع الافتراضي في الصحافة

وفقًا لعرجة "من المتوقع أن ینمو سوق الواقع الافتراضي من 34.227 مليار دولار خلال عام 2022 إلى 67.16 مليار بحلول عام 2029 بمعدل نمو سنوي قدره 45%".

وتشير عرجة إلى أنّ هناك حوالي 171 مليون شخص حول العالم يستخدمون الواقع الافتراضي بشكل ما في وقتنا الحالي.

ومع تنامي هذا السوق ووجود جيل جديد مستهدف "أصبح من المهم متابعة القصة الصحفية فعليًا من جميع الزوايا وتقنيات الواقع الافتراضي توفر هذه الفرصة"، بحسب عرجة التي شددت على الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه تقنيات الواقع الافتراضي في إعادة "الاهتمام بقصص مهمة اعتبرها  الجمهور مكررة بسبب التغطية الإعلامية الباهتة بغرض خلق تأثير يؤدي لفعل ورد فعل بعد مشاهدة القصة".

إنتاج القصص بالواقع الافتراضي

وفي معرض شرحها "الكيفية التي يبدأ بها الصحفيون بإنتاج قصة صحفية معززة بتقنيات الواقع الافتراضي"، أكدت عرجة على ضرورة التركيز على:

-تحديد الجمهور المستهدف: 

حدد  الجمھور الذي تستھدفه وحجمه والأجھزة التي یستخدمھا، والمواضیع التي تھمه وما الذي يدفعه لرؤية الحدث وكأنه یقع أمامه.

-تحديد المنصات التي سوف تعرض هذه القصة:

كیف سنبني ھذه التجربة من الناحیة التقنیة، ھل ستكون تصویرًا ومونتاجًا أم مؤثرات صوتیة وتفاعلیة؟

وأخیراً كیف سنقوم بالترویج لھذه القصة وعبر أي منصة؟

كل ذلك یرتبط بالمیزانیة المحددة لھذا المشروع.

أمثلة على أنماط قصص الواقع الافتراضي

استعرضت عرجة خلال الورشة التدريبية مثالين يعبران عن أنماط القصص التي تستخدم فيها تقنيات الواقع الافتراضي.

النمط الأول هو 360:

وهي قصص یتم تصویرھا باستخدام كامیرات 360 درجة مثل انستا أو غو برو، وتُعرض باستخدام منصة یوتیوب ويمكن مشاھدتھا إما باستخدام نظارات الواقع الافتراضي أو مباشرة من خلال الجھاز بتقنیة 360 درجة.

وفي هذا السياق، استشهدت عرجة بمثال لمادة عمل عليها فريق frontline in focus xr تناولت الأوضاع الصعبة التي يعايشها المتضررون جراء زلزال سوريا الذي حدث مطلع عام ٢٠٢٣.  

النمط الثاني"قصص تفاعلية":

وهي قصص يتم إنتاجها على عدة مراحل منها تصوير القصة 360 ومن ثم تقديمها بشكل تفاعلي. وقدمت عرجة هنا مثالًا يوضح ذلك تناول صورًا معززة تظهر مدرسة محطمة في سوريا تحولت لملجأ.

عناصر جذب القصة

تؤكد عرجة على أهمية أن يكون للقصة التي تستخدم فيها تقنيات الواقع الافتراضي "بطل" يمثل أساس القصة ونقطة انطلاقة لها، وذلك بظهوره متحدثًا وجاذبًا الجمهور لمعرفة تفاصيل قصته. وفي هذا النمط "تشعر وكأن البطل يصطحبك معه في تفاصيل حياته وتحدياته اليومية".

وتشير عرجة أيضًا لعنصر جذب آخر هو "مكان تصوير القصة"، مضيفة أنّ الأماكن التي لا يمكن للناس الذهاب لها تمثل فرصة للصحفي لاصطحاب المشاهد لها من خلال تقنيات الواقع المعزز أو الواقع الافتراضي".

ما يجب مراعاته قبل تصوير قصة بتقنيات الواقع الافتراضي

تحدد عرجة 5 نقاط ينبغي مراعتها حين نعمل على تصوير قصة معززة بتقنيات الواقع الافتراضي:

١- ماذا سیرى المشاھد؟ ما ھي القصة التي یتابعھا ھنا؟

٢ - ھل ھناك ما یمكنني القیام به كي أسھل على المشاھد متابعة القصة؟

٣ - ھل ھناك أصوات أرغب بالتركیز علیھا خلال عملیة التصویر؟

٤ - یجب أن تقرر ھل ستظھر في اللقطات أم لا. عكس التصویر التقلیدي أنت تقف خلف الكامیرا، احصل على مجموعة كبیرة من اللقطات لكن قلل اللقطات المتحركة لأنها تصيب بالدوار.

٥ - خلال التصویر التقلیدي من السھل الوقوف خلف الكامیرا ومعاینة اللقطات والتوجیه حسب الحاجة، لكن ھذا لیس ھو الحال مع التصوير بتقنية 360 درجة.

أدوات ينبغي توفرها ونقاط ينبغي مراعاتها

تنصح عرجة بأهمية الاستثمار في جودة الأدوات المستخدمة في عرض وصناعة القصص التي تستخدم فيها تقنيات الواقع الافتراضي مثل:

-كامیرات 360 درجة وكامیرات تقلیدیة.

-المیكروفون.

-نظارات الواقع الافتراضي.

وتشير أيضًا إلى ضرورة التركيز على عوامل عدة منها:

-الكتابة الصحفية:

يجب أن تكون واضحة وبسيطة ومباشرة وتربط بين المشاهد وتشرح ما لا يمكن للصورة شرحه.

-المونتاج والتصوير:

استخدام برامج المونتاج الأنسب لكل نوع كاميرا يتم التصوير بها.

-العرض على السوشيال ميديا:

وذلك من خلال معرفة المنصات الأفضل لعرض القصة الصحفية وشكل النشر والوقت الأنسب لنشر القصة.

الصورة الرئيسة حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة ماكسيم هوبمان.