لماذا تتأثر النساء بتغير المناخ بطريقة مختلفة عن الرجال؟ طرحتُ هذا السؤال في بداية ورشة صحفية عُقدت بدعم من مبادرة جوجل للأخبار في المعسكر اليوناني بالقاهرة، تحدثتُ فيها حول موضوع "الجندر وتغير المناخ" الذي يجب تسليط الضوء عليه بشكلٍ أكبر.
و"الجندر" بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية هو مصطلح يشير إلى الأعراف والسلوكيات والأدوار والسمات التي يضعها المجتمع للرجال والنساء.
ويقدم هذا الدليل مجموعة من الحقائق والمصادر والأدوات التي تستهدف فتح آفاق جديدة أمام الصحفيين لكتابة المزيد من القصص حول العلاقة بين النساء وتغير المناخ.
-أسباب تجعل النساء أكثر هشاشة في مواجهة تغير المناخ
-تتحمل النساء المزيد من الأعباء المنزلية عند نقص الموارد كتولي مهام جمع الماء النظيف والحطب.
-تتولى النساء - عند حدوث الكوارث المناخية وانتشار الأمراض والأوبئة - مسؤولية رعاية كبار السن والأطفال والمرضى.
-تتحمل النساء مسؤولية تأمين الطعام اليومي للأسرة عند رحيل الرجال بحثًا عن الرزق في أماكن بديلة لم تنفد مواردها.
- تتعرض الفتيات بشكل أكبر من الذكور للتسرب من التعليم نتيجة لتردي الأوضاع الاقتصادية للأسرة وفي حالات النزوح الداخلي الناتج عن تغير المناخ.
-تتعرض الفتيات في بعض المجتمعات الأكثر تضررًا من تغير المناخ إلى الزواج المبكر والزواج بالإكراه.
-يزداد خطر تعرض الفتيات للحمل المبكر والوفاة المرتبطة به كنتيجة للزواج المبكر.
- رصدت تقارير عدة الارتباط بين تغير المناخ وزيادة العنف الذي تتعرض له النساء.
-تتأثر النساء بشكل أكبر بتغير المناخ لأنّ لديهن خيارات محدودة للتكيف نتيجة قلة المعلومات لديهن حول تغير المناخ وحول أساليب التكيف.
-النساء أكثر عرضة لفقدان حياتهن خلال الكوارث المناخية بسبب الافتقاد إلى المهارات الضرورية للنجاة خلال الطوارىء.
-افتقاد أغلب خطط واستراتيجيات التكيف مع تغير المناخ عالميًا لمنظور النوع الاجتماعي ويرجع ذلك بالأساس لقلة مشاركة النساء في صنع القرارات والسياسات.
-دراسات وتقارير تتضمن حقائق وأرقامًا داعمة لما سبق
-تقرير حديث حول العنف وتغير المناخ قدمته ريم السالم، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات وأسبابه وعواقبه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، في تشرين الأول/أكتوبر 2022 ويتضمّن التقرير سردًا لأشكال العنف التي تتعرض لها النساء المرتبطة بتغير المناخ مثل: الاتجار والاستغلال الجنسي والممارسات الضارة مثل الزواج المبكر وزواج الأطفال والتسرب من المدارس.
وبحسب معدة التقرير:
"تُظهر الأدلة الناشئة أن الآثار السلبية لتغير المناخ على الصعيد العالمي تؤدي إلى تفاقم جميع أنواع العنف الجنساني ضد النساء والفتيات، بدءًا من العنف الجسدي والنفسي إلى العنف الاقتصادي، وكل ذلك مع الحد من توافر وفعالية آليات الحماية وزيادة إضعاف الإمكانات لمنع العنف".
-دليل بعنوان "لماذا على القادة الاستثمار في المناخ وتعليم الفتيات" نشره صندوق مالالا للحق في التعليم في آذار/مارس 2021 يتضمن أرقامًا حول تسرب الفتيات من التعليم نتيجة تغير المناخ مع شرح وتفسير الأسباب. ويمكنك أن تعرف من خلال هذا التقرير أنّ "تغيّر المناخ منع 4 ملايين فتاة عالميًا في البلدان منخفضة إلى متوسطة الدخل من إكمال تعليمهن في عام 2021 وأنّ هناك توقعات بزيادة العدد إلى 12.5 مليون فتاة عام 2025".
-حقائق وأرقام منشورة على موقع منظمة الأمم المتحدة للمرأة مستمدة من تقرير "المرأة الريفية والأهداف الإنمائية للألفية"، الذي أعدته فرقة العمل المشتركة بين الوكالات المعنية بالمرأة الريفية التابعة للأمم المتحدة، يتضمن أرقامًا حول عدد الساعات التي تقضيها النساء في جلب المياه يوميًا وتعليم وتوظيف النساء ونسب مشاركة المرأة في صنع القرار ونسب مشاركتها في أعمال الزراعة مقابل نسب تملكها للأراضي، ومن الأرقام التي نعرفها من خلال التقرير:
- "تقضي النساء في إفريقيا جنوب الصحراء بشكل جماعي حوالي 40 مليار ساعة في السنة في جمع المياه".
- "أقل من 20 في المئة من ملاك الأراضي في العالم هم من النساء. وتمثل النساء أقل من 5 في المئة من جميع ملاك الأراضي الزراعية في شمال أفريقيا وغرب آسيا، بينما يشكلن في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ما متوسطه 15 في المئة".
-تقرير شارح نشره موقع الأمم المتحدة للمرأة في شباط/فبراير 2022 بعنوان "كيف يرتبط عدم المساواة بين الجنسين وتغير المناخ ببعضهما البعض؟" ويتضمن معلومات حول كيفية تأثر النساء والفتيات بتغير المناخ في مجالات عدة.
-كلمة المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت أمام مناقشة سنوية حول حقوق المرأة الإنسانية خلال الدورة الخمسين لمجلس حقوق الإنسان، قالت فيها إنّ النساء والفتيات يواجهن "أقسى وأعنف تداعيات تغير المناخ". وأشارت إلى أنّ "النساء النازحات يمثلن 80 في المئة من النازحين بسبب تغير المناخ، وهن أكثر عرضة لخطر العنف، بما في ذلك العنف الجنسي".
-مجموعة من الوحدات التدريبية والإصدارات الموجزة أعدها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول الأبعاد الجنسانية لتغير المناخ تغطي مجموعة من الموضوعات والقطاعات مثل الزراعة والطاقة والأمن الغذائي وتمويل المناخ والتكيف والحد من الكوارث، تهدف لتقديم فهم أوضح للروابط بين النوع الاجتماعي وتغير المناخ. تتضمن كذلك الكثير من المعلومات والأرقام التي تؤكد أنّ الفجوة بين الجنسين تزيد من هشاشة النساء فى مواجهة مخاطر وكوارث المناخ، ويشير أحد الأرقام الواردة فى الإصدار إلى أنّ النساء والأطفال أكثر عرضة 14 مرة من الرجال للوفاة أثناء الكوارث.
-الأدوار التي يمكن أن تلعبها الصحافة
-رفع الوعي المجتمعي بهشاشة النساء تجاه تغير المناخ.
-تنبيه صناع القرار إلى المخاطر الراهنة والمستقبلية.
-تعزيز أصوات النساء والتنبيه إلى تواجدهن في الصفوف الأولى للمواجهة.
-المساءلة وإحداث التغيير.
-رصد ومناقشة الحلول لمساعدة المجتمعات المحلية على التكيف والحديث عن أدوار النساء في مساعدة مجتمعاتهن وأهمية دعمها.
-لفت الأنظار إلى هشاشة بعض الفئات بشكل خاص مثل المزارعات واللاجئات والأطفال.
-أبرز القضايا التي يمكن تناولها في القصص الصحفية
- تسرب الفتيات من التعليم نتيجة تغير المناخ.
- المخاطر التي تقابل النساء في رحلاتهن اليومية الطويلة لجلب الماء والحطب.
- الأضرار الصحية الناتجة عن اعتماد النساء على وقود طهي غير نظيف (الحطب) في عدد من البلدان.
- المخاطر الصحية التي تتعرض لها النساء الحوامل نتيجة ارتفاع درجات الحرارة أو بسبب نقص خدمات الصحة الإنجابية مثل الولادات المبكرة والوفاة في بعض الأحيان.
- معاناة النازحات من العنف ومعاناة النساء عمومًا من العنف الأسري المرتبط بتغير المناخ.
- تأثر المزارعات وطرقهن المحلية للتكيف.
- مشاريع ومبادرات التكيف المخصصة للنساء في مختلف المجالات وضرورة دعمها.
- الحملات والجهود التي تبذلها المنظمات والشبكات المهتمة بالعدالة المناخية.
- الخطط والمشاريع الوطنية ومدى مراعاتها للنوع الاجتماعي.
-شبكات ومنظمات مهتمة بالجندر وتغير المناخ يمكن التواصل معها
تنفذ هذه المنظمات العديد من البرامج والمشاريع والحملات الهادفة لتحقيق العدالة المناخية ودعم النساء والفتيات المتأثرات بتغير المناخ مثل توفير منح التعليم ودعم مشاريع الزراعة الذكية مناخيًا المخصصة للمزاراعات ومشاريع وقود الطهي النظيف وزراعة الأشجار وغيرها من المشاريع الهادفة لتعزيز المقاومة وبناء المرونة المناخية.
-شبكة كامفيد لتعليم الفتيات.
-مؤسسة Care.
-مركز بان كي مون للمواطنة العالمية.
-منظمة النساء والجندر العالمية. (تضم في عضويتها 33 منظمة نسوية وبيئية وحقوقية من دول مختلفة، يمكنك أن تجد وسائل للتواصل معهم من خلال هذا الرابط).
-مبادرة Empoderaclima.
-منظمة الكونغو الخضراء.
-جمعية تنمية المرأة والفتاة في موزمبيق.
-مؤسسة نساء أوغندا تبتسم.
-مواقع وروابط مفيدة للصحفيين
تعرض وتوفر هذه المواقع والشبكات والمنظمات مواد تعليمية أو زمالات متخصصة حول موضوع الجندر وتغير المناخ أو منح إنتاج أو مسابقات صحفية أو تنشر قصصًا صحفية ملهمة عن النساء وتغير المناخ:
-رابط لدورة تدريبية مجانية حول النوع الاجتماعي والبيئة تستهدف تقديم فهم أوضح للروابط بين الجندر والبيئة أطلقها مرفق البيئة العالمية (GEF) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وبرنامج المنح الصغيرة التابع لمرفق البيئة العالمية (GEF).
نصائح لسرد القصص عن النساء وتغير المناخ
-احرص على إسماع أصوات النساء المتأثرات، والحصول على اقتباسات قوية ومؤثرة منهن.
-اجعل قصتك إنسانية واختر لها زاوية محددة فلا يحبذ أن تناقش كل شيء في موضوع واحد.
-اعرف جمهورك وخاطبه بلغة يفهمها، ضع تعريفًا مبسطًا للمصطلحات المتخصصة.
-لا تغفل عن العنصر البصري في قصتك. احرص على التقاط الصور والفيديوهات كلما أمكنك مع الحرص على احترام خصوصية النساء والحصول على موافقتهن المسبقة، وامتنع عن نشر الصور والأسماء الخاصة بالمصادر أو أي تفاصيل أخرى قد تكشف هويتهن إذا شعرت أن ذلك سيشكل خطرًا عليهن لاسيما في حالات العنف الذي تتعرض له النساء.
وإليك عدد من المواقع التي يمكن الاستفادة من بعض الخصائص التي تتيحها بشكل مجاني في الحصول على صور ولقطات فيديو أرشيفية أو إنتاج انفوجراف بطريقة سهلة: Pexels, Climate visuals, Canva, Flaticon.
-دعم قصتك بالحقائق والأرقام التي تشمل دوائر أوسع من النساء في مدينتك أو بلدك أو حتى على مستوى القارة يتعرضن للشيء نفسه، ولا تغفل الإشارة إلى مصدر المعلومة.
-تفاعل مع الأحداث المحلية والعالمية وابحث عن الزاوية الخاصة بالنساء فيها.
مثال: يمكنك أن تجد قصصًا عن النساء في مؤتمر الأطراف السنوي مثل تغطية الجلسات والتظاهرات التي تنظمها المنظمات المهتمة بالعدالة المناخية على هامش المؤتمر، التحاور مع التحالفات النسوية حول مطالبهن ورسالتهن خلال المؤتمر، إبراز أصوات الفئات المهمشة والأكثر تأثرًا المشاركة في المؤتمر مثل هذه القصة "مزارعات أفريقيات يطالبن بأن يتم الاستماع إليهن في كوب 27".
-لا تصوّر النساء كضحايا طوال الوقت واحرص على الإشارة إلى الأدوار التي يلعبنها لدعم أسرهن ومجتمعاتهن والمردود الإيجابي لإشراك النساء في خطط التكيف والاسثتمار في تعليمهن وتمكينهن.
-استعن بخبيرات ونساء في مواقع صنع القرار كمصادر في قصتك حتى لا تساهم في ترسيخ الصور النمطية عن النساء.
-لا تركز فقط على الكوارث وانشر الأمل من خلال سرد القصة من منظور صحافة الحلول واترك مساحة للمجتمعات المحلية لطرح حلولها الخاصة وإبراز أدوار النساء فيها.
-احرص على متابعة التقارير الصادرة عن المنظمات الأممية مثل هيئات الأمم المتحدة المختلفة والوكالات التابعة لها مثل (هيئة الأمم المتحدة للمرأة، برنامج الأمم المتحدة للبيئة، منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، منظمة الصحة العالمية، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بوابة تغير المناخ التابعة للبنك الدولي..) للاستفادة من المعلومات والإحصاءات الواردة فيها حول النساء.
-تابع مواقع الدوريات والمجلات العلمية بشكل مستمر حتى تصلك الدراسات الجديدة التي ترصد تأثير تغير المناخ على النساء.
-شارك في الويبنارات والمؤتمرات والورش التدريبية التي تتحدث عن الجندر وتغير المناخ لتوسيع معرفتك بالقضية وأبعادها المختلفة وبناء علاقات مع المصادر.
-تابع المواقع الصحفية المتخصصة في أخبار البيئة وتغير المناخ لقراءة القصص التي قد تلهمك بفكرة جديدة أو زاوية مختلفة تخص النساء.
- احرص على التواصل مع المنظمات والهيئات الدولية المعنية بالقضية ولا تقتصر على المصادر المحلية واستعن بالمواقع الإلكترونية لهذه المنظمات كوسيلة للتواصل معهم أو ابحث مباشرة عن مصدرك عبر "لينكد إن".
-ترجم قصصك المميزة إلى اللغة الإنجليزية وشاركها عبر حساباتك على السوشيال ميديا حتى تساعد على نشرها خارج نطاق بلدك، وستتفاجأ من الحفاوة في استقبالها، فلا تزال قصص الجندر وتغير المناخ شحيحة حتى على المستوى العالمي.
نماذج لقصص صحفية سابقة
-وقود نظيف للطهي.. "الحق الغائب" يقتل ملايين النساء سنويًا.
-في مصر المزاراعات يُصبحن ذكيات مناخيًا.
-"يصيب الحامل والجنين بأمراض مزمنة".. حالات ولادة مبكرة بسبب تغير المناخ.
الصورة الرئيسية لنساء يحملن لافتة تطالب بإدراج الجندر على جدول أعمال المفاوضات في كوب 27 بمدينة شرم الشيخ - بعدسة رحمة ضياء.