لماذا صحافة البيانات الآن؟

Oct 30, 2018 em صحافة الموبايل

تعد البيانات جزءاً رئيساً من مكونات العمل الصحفي منذ نشأة الصحافة، لكننا الآن في مرحلة متطورة جعلت من البيانات مصدراً غنياً لابتكار القصص الصحفية، ففي الوقت الذي يحتاج فيه الصحفيون للبيانات تحتاج البيانات أيضاً للصحفيين للكشف عن ما فيها من تفاصيل مثيرة وسردها للقارئ.

1. التعامل مع تدفق البيانات

عندما كانت المعلومات شحيحة كان علينا تكريس معظم جهودنا في البحث عنها والعثور عليها، لكن الآن بعد أن أصبحت البيانات وفيرة بات من المهم أن نقوم بمعالجتها وتحليلها، ولم يعد الوصول لقواعد البيانات أمراً صعباً بفضل تطور شبكات التواصل الاجتماعي التي ساهمت في تدفق البيانات بشكل سريع، بالإضافة إلى العديد من التسربات التي سمحت بالعديد من البيانات للخروج للعلن مثل شبكة ويكيليكس.

2. القارئ يتغير

من المؤكد أن القارئ الذي كان يستقطع من يومه بضع ساعات لتصفح الجريدة في شرفة منزله لم يعد موجوداً في الوقت الراهن، فسمات القارئ تغيرت بشكل سريع تماشياً مع تطور التكتنولوجيا، لقد أصبح العالم في هاتف صغير متصل بالانترنت، وباتت عناوين الأخبار تتدفق دون توقف عبر تطبيقات الأخبار المختلفة، لذا وجب ضرورة تغير السرد الصحفي لتأخذ القصة شكلاً أكثر جاذبية من حيث الصور البصرية.

3. رؤية جديدة لسرد القصة الصحفية

سرد القصص بدأ منذ اختراع اللغة، يمكنك أن تتخيل الصيادين القدماء وهم جالسين حول النار يتبادلون الحديث عن مطاردتهم للقطيع، فنحن بحاجة للحديث من أجل البقاء على قيد الحياة، وقد تطور فن سرد القصص على مدى آلاف السنين الماضية.

فنحن في عصر تحولت فيه المصادر الصحفية لمصادر رقمية، لذا ينبغي على الصحفيين أن يكونوا أقرب لتلك المصادر، وتتطلب صحافة البيانات مجموعة جديدة من المهارات للبحث في المصادر الرقمية عن مهارات إضافة تتراكم مع المهارات الأساسية والتقليدية للصحافة التي باتت هذه الأخيرة لا تكفي لسرد قصة صحفية مميزة.

4. وسيلة لتوفير الوقت

الصورة النمطية عن الصحفي لم تعد قائمة، فالصحفيين ليس لديهم الوقت لتدوين الأشياء باليد من ثم كتابة وتحرير الأخبار، فالأخبار تتدفق بسرعة شديدة ومتلاحقة، لذا بات من الضروري التعامل مع التطبيقات البرمجية التى تعطي الأخبار صيغاً بصرية مختصرة دون الحاجة لتحرير نص هائل يرافقها، فهذا يوفّر الوقت والجهد ويجعل الأخبار تصل أسرع للقارئ في صورة بصرية جاذبة.

5. طريقة لرؤية الأشياء الخفية

قوتها الحقيقية تكمن في مساعدة القارئ في الحصول على المزيد من المعلومات التي من الممكن أن يكون الوصول إليها صعب للغاية بدونها، وخير مثال على ذلك قصة الصحفي ستيفن دويغ الرائد في مجال استخدام وتحليل البيانات بمساعدة الحاسوب والذي عمل على تحليل بيانات إعصار أندرو الذي ضرب جنوب ولاية فلوريدا عام 1992، وقام برسم خريطة لحجم الضرر الذي وقع بمحيط الإعصار وخريطة أخرى تبين سرعة الرياح، مما كشف عن أن المنازل الجديدة كانت أكثر عرضة للضرر من جراء العاصفة، ما يعني أن قوانين البناء في الولاية وغياب الرقابة والتفتيش على الوحدات السكنية الجديدة تسببت في تزايد حجم الضرر.