لا شك أنّ تزييف الحقائق له تأثيرات وأضرار على الأفراد والمجتمعات عمومًا وأنّ استخدامه لتشويه سمعة الأشخاص وشنّ حملات مضادة بحقهم من خلال صناعة الأخبار الزائفة والمعلومات المُضلِلة يصب في مصلحة مستخدمي التزييف ومحرفي الحقائق وما يصبون إليه من خلق صراعات وأزمات اجتماعية أو سياسية.
في حين أنّ الجانب الفكري والإبداعي ليس بمنأى عن هذا الأمر، فهناك سرقات لحقوق الملكية ونشر للبحوث الجامعية والمدرسية والمقالات التعليمية والأدبية وما ينتج عنها من خيانة الأمانة العلمية وعدم أصالة تلك النصوص لأنها مولّدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
ولكي لا يتم استغلال هذه الموارد المتقدمة التي أنتجت لخدمة البشر وتسهيل حياة الناس، كان من الضروري التصدي من خلال أدوات وتطبيقات يمكنها أن توضح الحقيقة وتدافع عن المصداقية.
وفيما يلي تستعرض شبكة الصحفيين الدوليين بعضًا منها ووفقًا لما تصفه الشركات المنتجة لهذه التطبيقات والتي منها ما هو متاح بشكل مجاني والبعض الآخر يكون عبر الدفع المسبق:
- يعدّ كاشف المحتوى AI Smodin أداة متقدمة يمكنها التمييز بين المحتوى المكتوب بواسطة الإنسان والنص الذي تم إنشاؤه بواسطة Chat GPT أو Bard أو أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى، ويعتمد بعض الكتاب والطلاب على Smodin لفحص أعمالهم للتأكد من صحتها وعدم وجود أي تلاعب رقمي.
- Content at Scale هي أداة لإنتاج مقالات طويلة وتعمل أيضًا على تحسين ترتيب المواقع الالكترونية ويمكنها كشف الانتحال في المحتوى المنشور.
- Crossplag هي أداة تستخدم لاكتشاف الانتحال بواسطة خوارزميات التعلم الآلي وتساعد في تحديد المصادر المشتركة للموضوع المكتوب أو مقدار الاقتباس وما تم إعادة صياغته من النص.
- copyleaks تستخدم هذه الأداة للكشف عن الانتحال بمساعدة الذكاء الاصطناعي وتعد من الأدوات الموثوق بها من قبل المنظمات الرائدة مثل الأمم المتحدة واليونسيف وموقع medium وموقع ولاية أوهايو الرسمي وجامعة ادنبرة.
- sapling هذه الأداة مهمتها تحسين القواعد النحوية وتدقيق الأسلوب عبر تقنية التصحيح التلقائي لإزالة الأخطاء والإضافات في النص وإضافة الترقيم والرسائل غير المعروفة بشكل مجاني.
- originality هي أداة متطورة لكشف محتوى الذكاء الاصطناعي وتحتوي على ميزات متقدمة لاكتشاف الانتحال وضمان جودة المحتوى، والحفاظ على الأمان عبر الإنترنت. ويمكن للشركات والمؤسسات والأفراد الذين يبحثون عن أداة شاملة وموثوقة للكشف عن المحتوى استخدامها، كما أنّ لديها القدرة على التعامل مع تنسيقات محتوى متعددة، بما في ذلك النص والصور ومقاطع الفيديو.
- Writer يقدم مجموعة واسعة من الميزات بما في ذلك اقتراحات القواعد والأسلوب وإدارة وتحديد المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي ويتيح الحفاظ على جودة المحتوى وسلامته عبر العديد من الأنظمة الأساسية والتنسيقات.
- winston.ai يتيح لك برنامج الكشف بالذكاء الاصطناعي الخاص تنظيم وتصنيف المستندات والملفات بسهولة، يكتشف هذا البرنامج الانتحال ويقدم قائمة شاملة بأي محتوى مكرر تم العثور عليه.
- Sapling.ai هي أداة مجانية للكشف عن محتوى الذكاء الاصطناعي تمتاز بسهولة الاستخدام وتركز على تحسين القواعد النحوية ويمكن لهذه الأداة تقديم اقتراحات وتصحيحات في الوقت الفعلي لمساعدة المستخدمين على تحسين جودة المحتوى الخاص بهم.
سمات النصوص المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي
يتسم النص المولد تلقائيًا بأنه غير مترابط وبصيغة غير منسجمة وبإمكان من يدقق بعض الشيء الانتباه إلى ذلك عندما تكون الصياغة اللغوية ضعيفة وغير دقيقة. هذه الأنظمة تولد نصوصًا مكررة لأنها مدربة على البيانات مسبقًا وعادة ما تشير إلى أن المصادر مأخوذة من مواقع الانترنت.
عادة ما تكون العبارات متناثرة هنا وهناك وهو ما يشير الى أن النص ولّدته التطبيقات الآلية. وتحتوي النصوص على قدر من الأخطاء الإملائية واللغوية وعلامات الفهرسة ستظهر بشكل تلقائي مع تلك النصوص.
وتخرج أداة كتابة النصوص بواسطة الذكاء الاصطناعي نصًا يغلب عليه طابع متشابه وغير متجدد. وليس بمقدور الذكاء الاصطناعي فهم السياق العام للمحتوى لذلك لن يكون دقيقًا بمقدار الاستيعاب البشري والمنطق الذي يتعامل به الإنسان.
لن تكون التجارب السابقة والمختلفة للإنسان حاضرة وسيكون المحتوى خاليًا من أي مشاعر أو سرد إنساني.
ماذا تفعل لتلافي الوقوع في فخ التزييف؟
- لا تصدق بشكل مطلق بل دقق ولا تجعل نفسك مجرد متلق لا يميّز بين الحقيقة والخيال. تحقق من مصدر المحتوى وطبيعة الموقع الناشر له وبالطبع هناك مواقع غير موثوقة.
- قارن المحتوى مع مصادر أخرى متاحة ومؤكدة.
- عليك التأني والوثوق بحدسك وبصيرتك ولا تأخذ الأمور بما هي عليه وتكون فريسة الاحتيال والتزييف.
- قارن بين حركة الشفاه وشاهد مقاطع الفيديو بمعدل مشهد لاكتشاف التناقضات التي وقعت عبر تقنية التزييف العميق.
- دقق وتمعن جيدًا في عناصر الصورة أو الفيديو مثل الصوت وطبيعة المكان ونوعية الملابس والوقت والبيئة المناخية الظاهرة في الصورة أو الفيديو وما إلى ذلك.
- تفحص اسم الناشر والصفحة التي تبنت الموضوع وما مدى مصداقيتها وهل للناشر نشاط على صفحات التواصل وهل هو مختص بمثل هذه الأخبار وما هي طبيعة نشاطه وعمل.
ماذا بشأن الصور والفيديو؟
تتوفر العديد من الأدوات والطرق التي تساعد على كشف التلاعب بالصور من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي ومنها:
- موقع Image Edited: يقوم بتحليل بيانات EXIF الخاصة بالصورة من أجل الكشف عن أي خلل بها. بيانات EXIF هي عبارة عن مجموعة من المعلومات التي تحتوي على تاريخ ووقت التقاط الصورة ونوع الكاميرا والإعدادات المستخدمة وغيرها.
- موقع Euronews: يشرح كيفية كشف الصور المزيّفة باستخدام الذكاء الاصطناعي بالرجوع إلى المصدر الأصلي للصورة أو المقارنة بصور موثوقة المصدر أو تحليل الصورة للبحث عن علامات التلاعب.
- موقع AtoZofAI: يعرّف مفهوم كشف أو التعرف على الصورة وكيفية تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي على تحديد السمات المميّزة للصور ومقارنتها بآلاف الصور الأخرى.
- موقع Gate Ahram: يذكر أربع طرق للكشف عن الصور المفبركة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
يمكن استخدام بعض الأدوات والتقنيات المبنية على الذكاء الاصطناعي لكشف مقاطع الفيديو الزائفة، ومنها:
- نظام يسمى Reality Defender وهو امتداد لمتصفح كروم يستخدم شبكات عصبية اصطناعية لتحليل مقاطع الفيديو والصور والتحقق من صحتها.
- نظام FakeNetAI وهو خدمة على الإنترنت تستخدم تحليلات الذكاء الاصطناعي للكشف عن التلاعب في المحتوى المرئي والصوتي.
- أطلقت مايكروسوفت تقنية Microsoft Video Authenticator للكشف عن التزييف العميق والحد من انتشاره على الإنترنت، كما شاركت مايكروسوفت في مبادرة مشتركة مع شركات أخرى مثل فيسبوك وأمازون وجوجل لإطلاق مسابقة لتحدي واختبار أنظمة الكشف عن التزييف العميق. بالإضافة إلى ذلك، تقدم مايكروسوفت برامج تعليمية ودورات تدريبية لزيادة الوعي والمهارات حول التزييف العميق وكيفية التعامل معه.
- اشتركت شركات مثل فيسبوك ومايكروسوفت وأمازون بمشروع DFDC الذي يهدف إلى تطوير خوارزميات قادرة على كشف مقاطع الفيديو المزورة بدقة عالية.
- اقترب المشرعون الأوروبيون من تنظيم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، حيث وافقوا على مسودة تشريع أكثر صرامة وجاء القرار بعد تبني لجان الحريات المدنية والسوق الداخلية بالبرلمان الأوروبي بشكل مشترك قانون AI وهو تشريع رئيسي مصمم لمعالجة الأضرار المحتملة التي يسببها الذكاء الاصطناعي
- تعمل مؤسسات إخبارية مثل "نيويورك تايمز" على معايير المصدر وهذا يعني تتبع المسار الذي يسلكه جزء من محتوى الوسائط من الإلتقاط إلى النشر والتوزيع حيث يمكن المستهلك النهائي أن يرى كيف وصلت إليه صورة معينة.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة كريس يانغ.