إضاءة التصوير.. أهميتها وآخر تحديثاتها

Oct 21, 2022 em الصحافة متعددة الوسائط
صورة

لطالما أُطلق على التصوير الفوتوغرافي مصطلح "التصوير الضوئي" والذي يشير في أساسه إلى عملية إنتاج صور بواسطة تأثيرات ضوئية، أو هو فنّ الحصول على صور للأشياء بفعل الضوء عند انعكاس شعاعه على مادة حساسة للضوء. 

وفي مجمل الأمر، فإنّ التأصيل التاريخي لمفهوم التصوير بتفاصيله، يشير إلى أنّ "الإضاءة" تلعب دورًا أساسيًا في مدى نجاح الصورة أو المشهد المرئي ورفع مقدار الجودة، إلى جانب عناصر أخرى كفكرة اللقطة وزاوية الالتقاط وكذلك توزان الصورة وكفاءة الأدوات المستخدمة. 

ويعلّق المصور نبيل الهدهود على ذلك، قائلًا: "تعدّ الإضاءة من أبرز أساسيات الصورة المحترفة قديمًا وحديثًا، لاستطاعتها خلق الشعور بالمشهد وتوضيح أفعال معينة، لذا لكل صورة إضاءة معينة، ومن جهة أخرى لكل إضاءة مؤثراتها التي يجب التعرف إليها وتطويرها وفق الرؤية الإخراجية". 

ويتابع الهدهود في حديثه لشبكة الصحفيين الدوليين: "تلك القيمة التي تضيفها الإضاءة الناجحة على الصورة الثابتة والمتحركة، تستلزم أن يكون المصور ملمًا بأساسيات الإضاءة كقاعدة أساسية، بما يضمن اختيار النوع المناسب من الإضاءات، وتوزيعها بشكل صحيح". 

والجدير ذكره أنّ هناك مصدرين أساسين للإضاءة، الأول طبيعي كضوء القمر والشمس، وأفضل أوقات التصوير خلال الساعة الذهبية التي تنحصر إما بعد شروق الشمس مُباشرة أو قبل الغروب ببرهة من الزمن، ويمكن للمصور الاستفادة منها حال سقوط الأشعة مباشرة على الأشياء أو استخدام العواكس. 

أمّا المصدر الثاني فهو الضوء الاصطناعي كفلاش الكاميرا ومصابيح الفلورسنت المتوهجة والأضواء التقليدية، التي يكثر استخدامها في التصوير الداخلي. ويتيح الضوء الاصطناعي للمصور مرونة أعلى في التحكم به وتوزيعه مع مؤثرات بصرية أوسع، عكس النوع الأول (الطبيعي) والذي يُستفاد منه غالبًا في التصوير الخارجي خلال أوقات النهار. 

وعادةً ما يتأثر التصوير في الإضاءة الطبيعية بالظروف المحيطة كوهج الشمس أو الضباب أو الأمطار، فضلًا عن تغيّر الضوء ذاته تبعًا لوقت التصوير، الأمر الذي يدفع المصور إلى اللجوء لاستخدام مصادر ضوء اصطناعية. 

ويمكن بواسطة مصادر الضوء الاصطناعية توليد عدة اتجاهات للإضاءة وفق مصلحة العمل، والتي يمكن ذكر أبرزها: 

إضاءة خلفية: يلجأ إليها المصور عند الرغبة بالتقاط صور ظلية (السلويت) وتكون فيها الخلفية واضحة المعالم، بينما الهدف مظلم بدون تفاصيل، بما يعطي معاني مرتبطة بالغموض أو الدراما، وتتكون هذه الحالة عندما يكون موضع التصوير مواجهًا لمصدر الضوء مباشرة. 

إضاءة جانبية: يركز فيها المصور على طرف أو جانب واحد من هدف التصوير، مقابل إخفاء جوانب أخرى من موضوع التصوير بتحويلها إلى ظلال أو لجانب معتم لا تفاصيل بينة له. 

ويعدّ استخدام هذا الفن من الإضاءة من الخصائص الإبداعية في التصوير، كونه يعطي تأثيرات أخرى للقطة في ذهن المشاهد، الأمر الذي يتطلب من المصور أن يكون صاحب خبرة في كيفية توجيه الإضاءة بالشكل الملائم.  

إضاءة منتشرة: في هذه الحالة يعمّ الضوء موضوع التصوير بالكامل وما حوله أيضًا، وتتميز بأنها إضاءة متجانسة تُبرزُ مختلفَ التفاصيل وتجعل هدف التصوير مرئياً بالكامل. 

ويكثر استخدام هذه الإضاءة في الأعمال المرئية المصورة لصالح التلفزيون أو ما يشابه، وتنتج عن طريق استخدام معدات خاصة ناشرة للضوء على مساحات واسعة بشكل ناعم بدون ظلال أو انعكاسات حادة. 

وعكس المنتشرة، يأتي نمط الإضاءة المعروف بـ"بقع الضوء" الذي يكثر استخدامه على المسارح، من خلال توجيه إضاءة مركزة صوب ممثل أو موضع محدد على خشبة المسرح. 

ومن اتجاهات وتوزيعات الإضاءة أيضًا - التي يصعب حصرها - إضاءة التعبئة، والتكميلية، والإضاءة الثلاثية التي تعتمد على استخدام ثلاثة مصادر للضوء، وإضاءة حافة الضوء تكون فيها وجوه هدف التصوير بدرجة 90 من عدسة الكاميرا، وكذلك الإضاءة رأسية أو أفقية. 

وفي مجمل الأمر، فإنّ استخدام الإضاءة بشكل صحيح يضمن: 

  1. رفع جودة وفعالية العمل المصور ساكناً أو متحركاً. 
  1. تحقيق الرسالة الفلسفية من المشهد المراد تصويره، فتأثير مشهد أُنتج تحت الأضواء الساطعة يختلف كليًا عن المشهد المصور في الظلام. 
  1. تسليط الاهتمام على زاوية ما في إطار المشهد، بما في ذلك حركات الجسد وتعابير الوجه. 
  1. تعزيز المحتوى الوجداني/العاطفي خاصة في الأعمال الصامتة. 
  1. توليد التوقعات المسبقة عند المشاهد بما ينسجم مع الفكرة الإخراجية، كالانطباع الذي يخلقه مشهد ظل رجل يتحرك خفية في فناء منزل. 
  1. مساعدة المونتاج على إخراج العمل بأفضل شكل. 

ولم تكن الإضاءة بمنأى عن التطور الحاصل في عالم التصوير وتقنياته الرقمية على وجه الخصوص، فإدخال أدوات جديدة في التصوير بمختلف مجالاته، قابلة تطور في مؤثرات الإضاءة وأساليب ضبطها، كالتطبيقات الذكية التي توفر للمصور محاكاةً مسبقة للإضاءة في مكان التصوير كتجربة أوله، يبنى عليها قبل التصوير الفعلي. 

وتستعرض شركة سوني بعض أدوات الإضاءة والتقنيات التي يمكنك استخدامها لالتقاط صور عالية الجودة، كالأرقام الدليلية (GN) للفلاش والتي تحدد قدرة وحدة فلاش على إضاءة الأهداف من مسافة بعيدة، والفلاش الارتدادي الذي يوفر تغطية أوسع، بالإضافة إلى خاصية مزامنة فلاش عالية السرعة وبطيئة، بجانب وحدات فلاش متعددة غير موصلة بالكاميرا التي تتيح توسيع خيارات الإضاءة. 

الصورة الرئيسية من انسبلاش بواسطة ألكسندر دامر