النشرات البريدية من أبرز اتجاهات الصحافة الرقمية في 2022 

Jul 25, 2022 em موضوعات متخصصة
صورة

أصدر معهد رويترز لدراسة الصحافة التابع لجامعة أوكسفورد تقريره السنوي الذي رصدَ فيه أبرز الاتجاهات في الأخبار الرقمية، وذلك من خلال دراسة شارك فيها أكثر من 93 ألف مستخدم للأخبار الرقمية عبر 46 دولة.  

وكانت النشرات الإخبارية عبر البريد الالكتروني من أبرز الاتجاهات التي أشار إليها التقرير، فعلى الرغم من تراجع استخدامها في العديد من البلدان،  سجلت هذه النشرات نموًا في قيمتها لدى بعض المستخدمين والمؤسسات الإخبارية. وعلى الرغم من افتقارها النسبي إلى التطور، إلا أنها تظلّ أداة رئيسية للناشرين الذين يركزون على بناء علاقات أعمق مع المستخدمين المخلصين، بالإضافة إلى جذب مشتركين جدد. 

وتظهر تعليقات المستجوبين أنّ خصائص الرسائل الإخبارية الأكثر نجاحًا عبر البريد الإلكتروني تتمثل في النشرات التي تحمل وجهات النظر الفريدة، واللمسة الشخصية التي أصبحت ذات قيمة متزايدة لمجموعة فرعية معينة من المستخدمين في عالم يتسم بوفرة المعلومات وسرعة انتشارها، كما يجد البعض الآخر أن البريد الإلكتروني وسيلة أكثر فاعلية للبقاء على اتصال دائم مع مجال موضوع متخصص. 

أخبار البريد الإلكتروني تساهم في تعزيز المشاركة وتحقيق الدخل 

أتاح ظهور منصات الرسائل الإخبارية المدفوعة، مثل Substack وRevue وBulletin، فرصًا جديدة للصحفيين وأصحاب المؤسسات الإعلامية لتوزيع المحتوى وتحقيق مداخيل مالية منه، فهناك عدد من كتاب الأعمدة البارزين تركوا المؤسسات الإخبارية الكبرى وتفرغوا لإدارة أعمال قائمة على الرسائل الإخبارية. 

في الوقت نفسه، وجدت بعض المؤسسات الإعلامية أنّ رسائل البريد الإلكتروني الذكية التي يديرها الصحفيون كانت محركًا رئيسيًا لنمو الأعمال التجارية التي تغطي مجموعة من المجالات من السياسة إلى الصحة والتكنولوجيا والرياضة والأخبار المحلية، فعملت على جذب مشتركين جدد، وتوطيد علاقة الثقة مع المستخدمين الحاليين، وإدخال المزيد من التخصصات في منتجاتهم الرقمية، وحقّق ذلك نتائج جيدة في الميدان. على سبيل المثال تنتج "نيويورك تايمز" الآن 50 رسالة بريد إلكتروني مختلفة يقرأها 15 مليون شخص في الأسبوع، كما نجد أنّ نشاط نشرات البريد الالكتروني المجانية والمدفوعة يرتكز بشكل كبير في الولايات المتحدة الأميركية، وسنتعرف لاحقًا ما إذا كان هذا النشاط قد امتدّ إلى بلدان أخرى، ونفهم المزيد عن جاذبية النشرات الإخبارية بشكل عام، وما هي الطرق التي يمكن أن تساعد بها هذه الوسيلة في بناء أو دعم الصحافة المستدامة؟ 

 

استهلاك البريد الإلكتروني الأسبوعي 

تُظهر بيانات تقرير الأخبار الرقمية لمعهد رويترز للإعلام، أنّ النشرات الإخبارية عبر البريد الإلكتروني تظلّ قناة مهمة إذ يستخدمها 17٪ من القراء عبر العالم أسبوعياً. في الولايات المتحدة الأميركية يستخدم 22٪ من القراء النشرات الإخبارية أو تنبيهات البريد الإلكتروني، ويقول نصفهم تقريبًا إنها طريقتهم الرئيسية للوصول إلى الأخبار الرقمية، في النمسا (24٪)، في بلجيكا (23٪) والبرتغال (22٪). في المقابل، تمّ تسجيل بعض المستويات المتدنية، مثل النرويج (11٪) والمملكة المتحدة (9٪).  

ورغم ارتفاع عدد نشرات البريد الإلكتروني الإخبارية حول العالم، فقد تمّ تسجيل انخفاض في نسبة الوصول إليها بالفعل في العديد من البلدان، ويرجع ذلك جزئيًا إلى زيادة المنافسة من القنوات الجديدة مثل وسائل التواصل الاجتماعي، مجمعات الإنترنت، والتنبيهات الإخبارية عبر الهواتف المحمولة. 

في الولايات المتحدة، انخفض الاستخدام الأسبوعي بشكل طفيف من 27٪ سنة 2014 إلى 22٪ هذا العام، مقابل تسجيل تضاعف استخدام تنبيهات الهاتف المحمول ثلاث مرات من 6٪ إلى 20٪، كما تمّ تسجيل نمو في الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي. 

جمهور نشرات البريد الإلكتروني ومصادرها 

تشير بيانات التقرير إلى أنّ الأخبار الواردة في نشرات البريد الإلكتروني يتم تقييمها بشكل أساسي من قبل مستهلكي الأخبار الأكبر سنًا والأكثر ثراء وتعليمًا، والذين يستثمر معظمهم بالفعل بعمق في الأخبار. يقول واحد من كل سبعة أشخاص ممن تزيد أعمارهم عن 55 عامًا في الولايات المتحدة إن البريد الإلكتروني يعدّ الوسيلة الرئيسية للوصول إلى الأخبار - تقريبًا النسبة نفسها في وسائل التواصل الاجتماعي، لكن 3٪ فقط من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا يعتمدون على الوصول إلى البريد الإلكتروني كمصدر رئيسي مقارنة بـ41٪ لنفس المجموعة التي تقول وسائل التواصل الاجتماعي، كما أن أكثر من 80٪ من جميع مستخدمي البريد الإلكتروني في الولايات المتحدة للأخبار يبلغون من العمر أكثر 35 عاماً. 

أما بالنسبة إلى المصدر الأصلي لنشرات البريد الإلكتروني، فإنّ أكثر من نصف الأشخاص يتلقون نشرات البريد الإلكتروني من المؤسسات الإعلامية الرئيسية، مقابل 16 بالمئة من هذه النشرات التي يكون مصدرها صحفيون يعملون بمفردهم. 

دوافع استخدام نشرات البريد الإلكتروني 

يرى أغلبية مستخدمي نشرات البريد الإلكتروني (65٪) أنّ استخدامهم لها سببه الراحة والتنسيق الجيد للأخبار الواردة كالعناوين والكلمات المفتاحية وكالتي تمكنهم من قراءة المقال أو تخطيه بسهولة، ومن الدوافع المهمة أيضًا أسلوب وشخصية المؤلف (28٪) إلى جانب المحتوى الفريد (24٪) . 

ما يعنيه الناس بالراحة يصبح واضحًا في ردود الاستطلاع المفتوحة: "أنا أستمتع بتلقي العناوين الرئيسية في رسائل البريد الإلكتروني. يمكنني قراءة المقالة أو تخطيها، واستخدام الكلمات الرئيسية لمزيد من البحث حول هذا الموضوع" ، كما يقول أحد المستجوبين الذي يقدر التحكم والاختيار الذي يوفره هذا التنسيق. 

هناك أيضًا دافع مهم مرتبط بتوفير الجهد والوقت في البحث والوصول إلى الأخبار، مثلًا هناك نشرة بريدية منسقة عنوانها "5 أشياء تحتاج إلى معرفتها اليوم" منتشرة على نطاق واسع خلال جائحة كوفيد 19، وتمّ دمجها الآن ضمن العمليات الرقمية في CNN وBBC، تعتمد أسلوب كتابة البريد الإلكتروني الدقيق والموجز والذي أطلق عليه "الإيجاز الذكي" لوصف قيمة هذه المنتجات المنسقة بشدة. 

هل يدفع الناس مقابل رسائل البريد الإلكتروني الإخبارية؟ 

معظم نشرات البريد الإلكتروني الإخبارية العامة مجانية الوصول ومن المرجح أن تظل كذلك. يرى الناشرون أنها وسيلة فعالة لإشراك المستخدمين وإعادتهم بشكل منتظم إلى مواقع الويب أو التطبيقات حيث يمكنهم تحقيق الدخل. ولكن في حالات أخرى، خصوصًا عندما يكون للكاتب صوت فريد أو آراء قوية، يتم اللجوء لفرض رسوم على المحتوى. وتشير بيانات تقرير "رويترز" إلى أنّ 7٪ من مشتركي الأخبار يدفعون حاليًا مقابل حصولهم على أخبار نشرات البريد الإلكتروني في الولايات المتحدة الأميركية، ونسبة لا تتعدى 1٪ فقط في ألمانيا وأستراليا. 

 الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على انسبلاش بواسطة نيك موريسون.