إرشادات للمصورين الصحفيين لتجنّب المخاطر خلال تغطية الإحتجاجات وكوفيد19

porSherry RicchiardiMay 26, 2021 em موضوعات متخصصة
صورة

على عكس الصحفيين والكتاب الذين تمكّنوا من البقاء في منازلهم والتواصل مع مصادرهم من أجل الإحتماء من العدوى في ظلّ تفشي جائحة "كوفيد 19"، واجه المصورون الصحفيون مخاطر كثيرة بسبب تواجدهم في بيئات خطرة من أجل تغطية مستجدات الفيروس ونقل الوقائع بالصورة إلى المتابعين.  

ومن التجارب اللافتة في مجال التصوير الصحفي، كانت تجربة مصور صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" ماركوس يام الفائز بجائزة بوليتزر، الذي بذل جهودًا في تصوير الطواقم الطبية في المستشفيات خلال رعاية المرضى المصابين بفيروس "كورونا"، وتقديم العلاج لهم، وعندما نظر إلى نفسه في المرآة، ظنّ أن شخصًا آخر يحدّق به، لأنّه كان يستعين بمعدات الحماية الشخصية ويضع جهاز تنفس على وجهه يعمل بنظام تنقية الهواء. ولفت إلى أنّه واجه تحديات كبيرة خلال عمله في تغطية فيروس غامض.

  من جهته، شدّد المصور آلين شابين على المسؤولية التي يفرضها العمل في مجال التصوير الصحفي، موضحًا أنّ خطأ واحدًا قد يتسبب بالخطر للمصورين وعائلاتهم والمقربين منهم.

وإضافةً إلى "كوفيد19"، يتعرض المصورون الصحفيون للخطر بطرق كثيرة وخلال تغطية قضايا أخرى،  مثل التظاهرات المناهضة لما قامت به الشرطة الأميركية في قضية وفاة جورج فلويد، حيث ترتفع هجمات الشرطة ضد المصورين بالرصاص المطاطي ورذاذ الفلفل خلال الإحتجاجات. وهذا ما جرى مع الصحفية الأميركية ليندا تيرادو التي أصيبت برصاصة مطاطية في عينها اليسرى، ففقدت بصرها على الإثر.

                                        إقرأوا أيضًا: إرشادات وموارد للصحفيين لإعداد تقارير حول العنصرية والكراهية

وفي يونيو/حزيران، شارك مديرو أربع وكالات هي رويترز وأسوشييتد برس ووكالة جيتي ووكالة الصحافة الفرنسية مع لجنة حماية الصحفيين في إعداد رسالة وجهوها إلى جمعية الحكام الوطنيين، ودعوهم إلى إجراء تحقيقات في العنف الذي يتعرّض له المصورون الصحفيون من قبل الشرطة. وورد في الرسالة أنّهم تلقوا حوالى 60 حالة إبلاغ من مصورين صحفيين تعرضوا لأذى، ومعظم الحالات كان سببها الشرطة.

وبهدف التعرّف على إجراءات السلامة التي يتخذها المصورون الصحفيون، حاورت شبكة الصحفيين الدوليين ثلاثة ممّن غطّوا العنف خلال التظاهرات وممّن واجهوا مخاطر خلال نقلهم لصور عن "كوفيد19".
 

فمن جانبها، قالت المصوّرة يونغي كيم التي غطت نزاعات نشبت حول العالم، بما في ذلك الصومال ورواندا وأفغانستان إنّها قضت ثلاثة أيام في آذار الماضي في توثيق كيفية تغيير الفيروس للعمل في مترو مدينة نيويورك،  الذي يعدّ شريانًا رئيسيًا لملايين سكان نيويورك. ولفتت إلى أنّها تواصلت مع أعداد كبيرة من الناس، قبل أن تدرك فيما بعد أنّ البعض قد يحمل الفيروس من دون أن تظهر لديه عوارض.

 ومن أبرز المؤسسات الإعلامية التي نشرت أعمال كيم، كانت مجلة رولينج ستون الأميركية التي نشرت صورًا من المترو، وصحيفة نيويورك تايمز التي نشرت الصور التي التقطتها كيم حول توزيع الطعام في الأحياء التي اجتاحها "كورونا".

وعن الإجراءات الحمائية التي تعتمدها، قالت كيم إنّها تخلع ملابسها وحذاءها وتضعهم في كيس وتنقلهم مباشرةً إلى غرفة الغسيل، ثمّ تستحمّ، وبعد ذلك تمسح معدات الكاميرا، البطاريات، والهاتف بالمعقم. أمّا خلال العمل الميداني، فتضع كمامات N100 أو N95 التي يرتديها الطاق الطبي المولج برعاية مرضى "كورونا".

وغطّت كيم أيضًا الإحتجاجات الأخيرة التي عمّت الولايات المتحدة، رفضًا للعنصرية بعد مقتل جورج فلويد، ونشرت بعض صورها صحيفتا "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست". وأوضحت أنّ تجربتها لم تكن سهلة أبدًا، فقد رمى شرطي رذاذ الفلفل على عينيها خلال تغطيتها إحدى التظاهرات، على الرغم من أنّ بطاقتها الصحفية كانت واضحة، ولفتت إلى أنّها لم تعد تستطيع النظر فاصطحبها أحد الأشخاص إلى مسعفين كانوا يعالجون المتظاهرين الجرحى. وشدّدت على أهمية التعاون مع الناس في هكذا تغطيات.

من جانبه، تحدّث المصور رالف أوبرتي عن تجربته ونجاته عندما كان يصوّر مواجهة بين المتظاهرين والشرطة في واشنطن العاصمة. وقال أوبرتي الذي صوّر ونفذ مشاريع لناشيونال جيوغرافيك وSmithsonian إنّه انسحب باللحظة المناسبة عند وصول الشرطة، مضيفًا أنّ هناك خطرًا عندما يبدأ المحتجون بالهروب من الشرطة، لا سيما عندما يحمل المصوّر معدات ثقيلة، ولهذا نصح المصورين بعدم التواجد في وسط ساحة تظاهرات حتى لا يُحاصروا، وأن ينتقلوا إلى الخطوط الجانبية ويبحثوا عن مخرج، كذلك على المصوّر ألا يغطي ميدانيًا من دون وجود زملاء آخرين.

وفي هذا السياق، فقد أصبحت تغطية الأزمات والاضطرابات أمرًا روتينيًا بالنسبة للمصوّرين، وعند اندلاع الإحتجاجات المناهضة للعنصرية تعيّن على وسائل الإعلام أن تتحرّك بسرعة، فقد عملت كارا أوسلي، وهي مديرة التصوير في The Cincinnati Enquirer على إيجاد نظارات السلامة لموظفيها، وحثتهم على استخدام المعدات الواقية لديهم، حتى أنّ بعض المصورين استعانوا بخوذات الدراجات. وهكذا انقسم المصورون إلى مجموعات وبقيت على تواصل معهم كلّ نصف ساعة، كما نصحتهم بارتداء أحذية مريحة وشرب المياه لتجنب الجفاف وحمل الوجبات الخفيفة معهم.

في 30 أيار/مايو الماضي، كانت أوسلي وبعض الموظفين معها بين الحشود عندما أطلقت الشرطة كرات الفلفل، وهي مادة تؤثر على العين والأنف، ولفتت إلى أنّها شعرت بالخطر هذه المرة وأنّها قد تعود مصابة إلى المنزل، بسبب العنف الذي تمارسه الشرطة وجائحة "كوفيد 19".

 وأخيرًا، لا بدّ من الإشارة إلى بعض الموارد المفيدة التي يمكن للمصورين الصحفيين والمسؤولين عنهم الإستعانة بها لوضع خطط عمل آمنة:

-تواجه لجنة حماية الصحفيين التهديدات عبر وسم #SafetyInFocus، وهي سلسلة فيديوهات مستندة إلى تجارب المصورين الصحفيين، وتتضمّن إرشادات السلامة حول تغطية كوفيد19، والاحتجاجات الأميركية.

-نشرت الرابطة الوطنية للمصورين الصحفيين صفحة حول تغطية "كوفيد19" والاحتجاجات والتي تشمل روابط لعشرات التقارير والمقالات المتعلقة بالسلامة والصحة النفسية وحقوق المصورين.

- يقدّم معهد بوينتر 23 نصحية للصحفيين الذين يقومون بتغطية الاحتجاجات.

 شيري ريشاردي هي مؤلفة مشاركة في دليل تغطية الكوارث والأزمات التابع للمركز الدولي للصحفيين ودرّبت الكثير من الصحفيين حول العالم على طرق إعداد تقارير عن النزاعات والصدمات وقضايا السلامة.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة ناثان دوملاو.