دعونا نتفق أن إدارة العمل الريادي هي عملية مؤلمة وممتعة في نفس الوقت؛ نعم مؤلمة من حيث القرارات التي نتخذها وممتعة حيث تحمل في طياتها روح المغامرة والإنجاز في حال نجاحها.
ريادة الاعمال في مجال الاعلام على وجه الخصوص قراراتها سريعة ومتلاحقة كونها تتأثر بشكل مباشر بالتحولات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية فضلاً عن التطور الإعلامي في المجال الرقمي؛ تلك التحولات التي من شأنها تغيير آليات العمل بشكل متسارع.
بعيداً عن القرارات المتسارعة، هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر في نجاح أو فشل العملية برمتها:
1- الخوف من الفشل:
تناولنا هذه النقطة في مقال سابق هنا وخلصنا الى أن الفشل لا يقع إلا حين يمر دون أن نتعلم منه شيئاً للمستقبل.
2- تجاهل عملية الترويج:
في ظل الضغوط المالية التي تقع على عاتق المشروعات الريادية فى مجال الإعلام؛ يتم التقليل من المصاريف، المجهود المبذول لخلق صورة ذهنية حول المنتج الاعلامي أو المشروع ذاته. نشير هنا إلى أن قيمة المشروع جزء منها العلامة التجارية وكيف يراها الجمهور وهي أيضاً تساهم في وضع المشروع في مكانه الصحيح.
3- أنت لا تعلم:
أحياناً يظن بعض رائدي الأعمال في مجال الاعلام أنهم يعرفون كل شيء وهم خبراء في المجال ما يضع حاجزا نفسياً لاستشارة الآخرين في تفاصيل صغيرة قد تساهم في بناء المشروع بشكل أقوى.
4- الاستماع دون تعقل:
وهو خطأ مزدوج فلا تستمع الى كل ما يقال دون أن تعمل عقلك وتقيس مدى فائدته لمشروعك الاعلامي. يجب أن تعلم أن ما يسرى على مشروع قد لا يناسب مشروع آخر بشكل تطابقي نمطي.
5- التحرك بشكل سريع أو بشكل بطيء:
الخطوات التي يتخذها رواد الاعمال يجب أن تكون محسوبة بدقة طبقاً للخطة الاستراتيجية؛ فالتحرك السريع يضر بعملية تثبيت أركان المشروع الاعلامي والتحرك البطيء قد يؤدي الى إنفاق الوقت المتاح فيما هو غير مفيد وإضاعة بعض الفرص السانحة.
6- لا تشعر بالاحباط سريعاً:
وهو من الاخطاء القاتلة؛ الإحباط قاتل ولو استسلمت له فسيقضى عليك نفسيا وذهنياً وربما بدنياً بما ينعكس سلباً على مشروعك. الإحباط الناتج عن الإخفاق هو الضريبة التي يدفعها رائد الاعمال في سبيل تحقيق ما يصبو إليه.
7- لا تقع في غرام مشروعك:
نعم؛ لقد قرأتها بالشكل السليم عزيزي القارىء، لا تحب مشروعك فالاستهلاك العاطفي قد يؤدي بك إلى اتخاذ قرارات تخلو من كلّ صواب فتحمّل المشروع فوق قدرته وترهق فريق العمل الخاص بك.
8- السقوط في فخ الشهرة:
العمل في الحقل الإعلامي يضعك تحت الأضواء كما أنك تحظى بشبكة علاقات ممتدة وعميقة مع أطراف متعددة تعطيك إحساس بالقوة وقد تكون هذه الأخيرة زائفة وأحياناً قد تؤدي هذه النقطة بالتحديد الى عواقب وخيمة منها تجاهل المنافسين وعدم متابعة السوق وعدم تطوير المنتج الاعلامي بشكل كافٍ.
9- عدم الحصول على راتب جيد:
وهي نقطة يواجهها الكثيرون؛ البعض يظن أن الراتب الضئيل هو علامة صحيّة بهدف تدوير رأس المال فى المشروع ذاته والبعض الآخر يظنّ أن الراتب الكبير إكتفاء ذاتي. الحقيقة تتجلّى بأن الطريقتين بالتفكير تشوبهما خطأ كبير؛ فيجب تحديد الراتب بالمعمول به في السوق وطبقاً للخطة المالية الموضوعة.
10- عدم وضع خطط بديلة:
الخطة البديلة هي دائماً طوق النجاح للحيلولة دون السقوط العنيف وهي تنطوى على مرونة مؤسس المشروع في التعامل مع المواقف الصعبة.
أحمد عصمت، هو الموجه المعتمد في برنامج مركز التوجيه في دورته الأولى والثانية.
الصورة من موقع freepik.com.