الطريق المختصر للظهور الإعلامي.. من الويب إلى التلفزيون

par زيد الفتلاوي
30 oct 2018 dans الإعلام الإجتماعي

ما يزال التقديم الاعلامي- سواءً كان مرئياً أو مسموعاً- يبثّ عبر القنوات الإعلامية التقليدية أو الرقمية الحديثة من أهم وسائل التواصل مع الجمهور، كونه يعتمد على الطريقة المباشرة لإيصال ما يدور من حولنا بالصوت والصورة. في السنوات القليلة الماضية توجهت أنظار المؤسسات الإعلامية الكبرى إلى مواقع التواصل الإجتماعي لتصيّد المواهب البارزة ونجحت باستدراجهم إلى منصاتها التقليدية، فما هو سر نجاح هؤلاء؟

الإعلام الإجتماعي وفرصة التقديم الاعلامي   

يسعى البعض للحصول على فرصة الخوض في الاعلام الإذاعي أو التلفزيوني والظهور أمام الجمهور لتقديم نشرة أخبار أو برنامج متخصص أو تقارير إخبارية لا تتجاوز بالعادة الثلاث دقائق. إلاّ أن عقبات شروط القبول وأساسيات العمل تكون حاجزاً كبيرا أمامهم. فضلاً عن التنافس الشديد لو صحت هكذا فرصة امام الإعلاميين، ولكن السوشيل ميديا فرضت نفسها على الجميع وأتاحت الفرصة الكبيرة للخوض في هذا المجال وبكافة أنواعه (برنامج منوّع، برنامج سياسي ساخر، أو برنامج كوميدي، أو حتى نشرات أخبار ومراسلة تلفزيونية من الميدان) وغيرها. اعتمدت هذه البرامج على موقع يوتيوب وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي التي تتيح نشر مقاطع فيديو على صفحاتها إضافةً الى مواقع soundcloud أو mixlr التي تتيح إنشاء إذاعة إلكترونية والبثّ من خلالها. لتؤسس هذه البرامج لقاعدة جماهيرية يتابعها الآلاف لا بل الملايين بحسب اهتمامات المستخدمين والمهارات التقديمية للمذيع وقدرته على إيصال محتوى متميّز.

اساسيات الظهور الاعلامي على مواقع التواصل الإجتماعي

التخطيط لتقديم البرامج من أهم المراحل للمباشرة بالعمل ومن ثمّ التقصّي حول طبيعة ونوع المواد التي ستقدّم وجودة المحتوى والمهارات المطلوبة في الإعداد للبرنامج الذي سيتمّ تقديمه. بعد تحديد نوع البرنامج سواءً تعليمي أو سياسي ساخر أو نشرات أخبار أو منوع مع مقابلات تتخلله، يجب تحديد كيفية سير العمل عبر أهم أربع عناصر، وهي:

الأدوات: الكاميرا الإحترافية وملحقاتها من صوت وإضاءة إن كانت ميزانية الإنتاج تسمح بذلك. يجب توفير أيضاً مكان التسجيل والذي يعتمد على نوع البرنامج المقدّم، كذلك يمكنكم الإستفادة من التطبيقات الموجودة في الجوالات الذكية أو تنزيلها من الأسواق الالكترونية مثل (ستوري ميكر، محرر الفيديو، وكيوت ست) وغيرها من التطبيقات التي تعتمدها أيضاً بعض القنوات في بثها المباشر كتطبيق DMNG APP الخاص باجهزة الايفون حصراً في الوقت الحاضر.

الإعداد: يتطلب الإعداد وضع خطة وإن كانت بسيطة لآلية البرنامج، ويمكن الإستعانة بأهل الاختصاص للمساعدة خاصةً أن البرامج التي تُقدّم على القنوات الفضائية تختلف عمّا يقدّم عبر السوشيل ميديا من خلال الزمن وخاصةً أن الكثير من المتصفحين لمقاطع الفيديو لا يتجاوزون الـ 30 ثانية الاولى من الفيديو حتى يغادروك لتصفّح محتوى آخر إذا لم تقنعهم باستمرار المشاهدة. يُضاف إلى ذلك اختيار ما يحتاجه الجمهور في مواقع التواصل وما ستكون التوجهات المقبلة وما هي أهم المواضيع التي يجب أن تطرح في الوقت المناسب لتلاقي إقبالاً واسعاً.

الافكار والجمهور المستهدف: إن الحرص على طرح مواضيع بعيدة عن الملل والتكرار أمر جد أساسي، ويجب التركيز على وضع أفكار باستطاعتنا تقديمها بسهولة وتكون مناسبة للجمهور المستهدف، وكلما كانت الفكرة جديدة كلّما لاقت قبول وانتشار أوسع. من ناحية أخرى إن معرفة من هو جمهورنا وما هي اهتماماتهم وأعمارهم وما يبحثون عنه عبر شبكة الإنترنت وغيرها من التفاصيل هي أمور أساسية في بناء خطة التسويق والنشر الخاصة بنا سواءً كان العمل على المستوى المحلي أو الإقليمي. من أهم المواقع التي يمكنكم استخراج التحليلات عبرها هو جوجل تراندز.

التسويق: الكثير من الاعمال التلفزيونية كالتقارير أو التحقيقات أو القصص تلاقي رواجاً أوسع وانتشاراً وتاثيراً أكبر من خلال نشرها على مواقع التواصل الإجتماعي، رغم ظهورها بالقنوات التلفزونية المحلية أو الدولية. يمكن للبرامج أو سلسلة الحلقات الإعتماد في بداية نشر المادة الإعلامية على الإعلانات الممولة الواسعة الانتشار والتي نستطيع من خلالها تحديد جمهورنا المستهدف بكل تفاصيله وهذا يساعد على جذب جمهور واسع لصفحاتنا على مواقع التواصل.

مواقع التواصل الإجتماعي.. بداية مسيرة إعلامية

اسماء إعلامية كثيرة وصلت الى النجومية كانت بداياتها من مواقع التواصل وخاصةً موقع يوتيوب كما فعل باسم يوسف  الذي أصبح أشهر إعلامي للبرامج السياسية الساخرة من خلال تقديم برنامجه "البرنامج"، ليصل ملايين من المشاهدين بوقت قصير ويشاع اسمه ومقاطعه بعد كل حلقة يبثها، مما أهله بعدها الى الظهور بأكبر القنوات الإعلامية. كذلك الأمر في العراق بالنسبة للإعلامي أحمد البشير والذي قدم عدة برامج على القنوات العراقية وبسبب نقده السياسي الحاد عاد الى اليوتيوب ليكون له منصة تقديم برنامجه الشهير (البشير شو) ويحصل على ملايين المشاهدات. في هذه المرحلة، أصبح يقدّم برنامجه في قناتين دوليتين ويبث بنفس الوقت ويعتبر حالياً من أشهر الإعلاميين الكوميديين في العراق. كذلك الأمر بالنسبة لـ رجائي قواس من الأردن الذي استطاع أن يؤسس له جمهور خاص من خلال وسائل التواصل. ليصبح أيضاً أحد أبرز فناني الـ "ستاند آب كوميدي" في الوطن العربي وحصل على عدة جوائز. هناك أيضاً من حصد الجوائز العالمية من خلال برنامجه على يوتيوب وهو المدون المغربي امين رغيب صاحب اشهر مدونة بالتقنيات وتم تكريمه من قبل يوتيوب لأكثر البودكاستر المغاربة تأثيراُ.

تحمل الصورة رخصة المشاع الإبداعي على موقع فليكر، بواسطة Tim Caynes.