حتى لا تقع فريسة للمعلومات المضللة.. إليك دليل "اليونيسكو" لحماية الصحفيين

par عمرو الأنصاري
17 déc 2019 dans مكافحة التضليل والمعلومات الخاطئة
دليل اليونيسكو

في عصر شبكات التواصل الاجتماعي زاد انتشار المعلومات المضللة التي انتقلت من كونها خطأ غير مقصود لعمل ممنهج في كثير من الأحيان، مما أوجب ضرورة تنظيم عمل تلك المنصات بشكل ذاتي بعيدًا عن التنظيم الرقابي الذي يمس حرية التعبير، بعدما حلت محل صناع المحتوى وباتت تشكل خطرًا على مهنة الصحافة.

الصحفيون في السنوات الأخيرة لم يصبحوا مصدرًا للتضليل فحسب، بل ضحية أيضًا له. هناك استهداف للصحفيين عبر محاولات متعمدة لمشاركة معلومات خاطئة مصممة خصيصًا لتشتيت انتباههم وتحويلهم للجهة الخاطئة، و ضرب مصداقيتهم وثقة الناس في وسائلهم الإعلامية، وبمجرد وقوع الضحية في الفخ يتم الكشف عن زيف تلك المعلومات او الوسائط التي نشرت من خلاله.

وقد أنتجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو" دليلاً للصحفيين بعنوان “الأخبار الكاذبة والمضللة”، يقدم توصيفًا للخطر الذي يحوم حول مهنة الصحافة وإرشادات للصحفيين ليتجنبوا الوقوع في فخ نشر المعلومات المضللة.

ما الذي تحتاجه الصحافة؟

  1.  التعامل بشكل وثيق مع المحترفين.
  2. تطبيق المعايير والأخلاق، لتجنب نشر المعلومات الغير محققة، واتخاذ مسافة واحدة من المعلومات التي قد تهم بعض الجمهور، لكنها ليست في المصلحة العامة.
  3. على الصحفيين مهما كانت ميولهم السياسية، أن يتجنبوا نشر التضليل والتضليل. 
  4.  تعيين فرق تحريرية مهمتها التحقق من الأخبار.
  5. تصحيحات ما بعد النشر الخارجية ليست بديلاً عن العمليات الداخلية لمراقبة الجودة، يتعين على الصحفيين أن يصححوا قبل النشر  حتى لا تهتز مصداقيتهم لدى المجتمع.

أسئلة هامة مضافة للطرق الفنية للتحقق من المعلومات:

  1. هل يمكن أن تكون هناك نية ضارة وراء هذه المشاركة؟
  2. ما الذي سيحققه الشخص الذي ينشر المحتوى من خلال المشاركة؟
  3. ما هي العواقب بالنسبة لي أو لمؤسستي الإعلامية؟
  4. هل عملت بجدية كافية للتأكد من هوية هذا الفرد، الانتماءات، الموثوقية، الدوافع؟

عواقب" المعلومات المضللة" على الصحافة وصناعة الأخبار:

  1. المزيد من تآكل الثقة في المؤسسات الإعلامية المعروفة والصحفيين وصولاً للكفر بالصحافة كمهنة.
  2.  إضعاف دور الصحفيين كوكلاء للمساءلة - عبر الصحافة الاستقصائية كمثال- .
  3. فتح الباب لاتخاذ إجراءات صارمة – ظاهرها مكافحة الأخبار الزائفة وباطنها تقويض الحرية وحقوق التعبير- مثل حجب المواقع وفرض الرقابة، بالإضافة لإصدار قوانين تقيد منصات وأنشطة الاتصالات بشكل عشوائي يتعارض مع المبادئ الدولية.
  4. استهداف الصحفيين في العموم -والصحفيات بشكل خاص- وتعرضهم لتهديدات رقمية من بينها التحرش، والإساءة عبر الانترنت وشيطنتهم واغتيالهم معنويًا من خلال تشويه السمعة بهدف إثارة الرأي العام عليهم استغلالاً لوقوعهم في فخ نشر معلومات مضللة بهدف تقويض ثقتهم وتحويل انتباههم.
  5. انصراف الجمهور لوسائل إعلام أخرى بحثًا عن الرأي والمعلومة الصحيحة في وقت الأزمات والكوارث.

  الصحفية الفلبينية الأمريكية Maria A. Ressa، الرئيسة التنفيذية لـموقع  Rappler الاخباري، والتي تعرضت لحملة من المضايقات والتهديد والتحرش عبر الانترنت عام 2016 بسب عملها الصحفي كمراسلة حربية سابقة  لشبكة "سي إن إن" وضعت استراتيجية باسمها لمكافحة الاغتيال المعنوي الذي تتعرض له الصحفيات تتضمن:

  1. إدراك خطورة المشكلة.
  2. التعرف على الآثار النفسية وتوفير الدعم النفسي للصحفيات المتضررات.
  3. استخدام الصحافة الاستقصائية كسلاح في القتال.
  4. طلب الجماهير الموالية للمساعدة في صد الهجمات الالكترونية واحتوائها.
  5. تشديد الأمن على الصحفيات خاصة في حالات التحرش.
  6. توعية الجمهور العام على المنصات الاجتماعية مثل "فايسبوك" و"تويتر" وحثهم على بذل المزيد من الجهد للتحقق من الادعاءات الكاذبة التي يروجها الذباب الالكتروني.

استراتيجية البروفيسور "تشارلي بيكيت" مدير مؤسسة «بوليس» البحثية لتعزيز الصحافة الأخلاقية والممارسة في عصر الأخبار المزيفة:

الوحدة 3: تحول صناعة الأخبار

  • Connect، كن متاحًا يمكن الوصول إليك على جميع المنصات.
  • Curate، ساعد المستخدمين على العثور على محتوى جيد أينما كان.
  • كن ذا صلة، استخدم لغة المستخدمين و كن مبدعًا.
  • كن خبيرًا، أضف القيمة والبصيرة والخبرة والسياق.
  • كن صادقًا، ابحث عن الحقيقة، ولا تغفل التوازن، والدقة.
  • كن إنسانًا، أظهر التعاطف واحترم التنوع والاختلاف.
  • الشفافية، أظهر مصادرك، وكن مسؤولاً، وليتسع صدرك للنقد.

كيف يتم التحقق من المصدر والمحتوى البصري؟ 

يمكن  فحص المصدر يدويًا عن طريق تحليل بياناته الاجتماعية، وسجل وسائل الإعلام الخاص به للتحقق من وجود أدلة يمكن أن تشير إلى وجوده في مكان معين وفي وقت معين،مع دراسة تاريخ تفاعلاته مع المستخدمين الآخرين، والتحقق من المحتوى المرتبط داخل المنشورات يساعد أيضا في عملية التحقق.

أسئلة رئيسية تتطلب عملية التحقق الإجابة عنها:

  • هل المحتوى أصلي، أم مقتبس أو منقول من تقارير سابقة، وهل تمت إعادة صياغته بشكل مضلل؟
  • هل تم معالجة المحتوى رقمياً بطريقة ما؟
  • هل تأكدت من وقت ومكان التقاط الصورة أو الفيديو، باستخدام

البيانات الوصفية والبصرية المتاحة؟

  • هل تعرف الفرق بين المحتوى المرئي الخاطئ والمعالج؟
  1. المحتوى الخاطئ: يعاد فيه مشاركة محتوى مرئي –صورة أو فيديو- قديم ونسبه لحدث جديد، وهو ما يحظى دائمًا بانتشار كبير.
  2. المحتوى المعالج: محتوى مرئي -صورة أو فيديو- يتم معالجته رقمياً باستخدام برامج تحرير الصور أو الفيديو.

أدوات وتقنيات أساسية لممارسة التحقق من المصدر والمحتوى

  1. تحليل حساب Facebook باستخدام أداة Intel Techniques.
  2. تحليل حساب  Twitterلمعرفة تاريخ المصدر الاجتماعي وما يعكسه ذلك من كونه مصدرًا لمعلومات مضللة أم لا.
  3. البحث العكسي عن الصورباستخدام خاصية جوجل صور أو باستخدام أداتي  TinEye  أو RevEye .

تنويه : فشل البحث العكسي عن الصور في تقديم نتائج، لا يعني أن الصورة أصلية، ولابد على الصحفي من القيام بفحوصات إضافية للتحقق.

  1. عارض بيانات YouTube لا يوجد "بحث فيديو عكسي" متاح للجمهور  لكن يمكن لخاصية في يوتيوب مثل Amnesti YouTube Data Viewer   وأدوات مثل InVID  و NewsCheck اكتشاف الفيديو. أيضًا، كما يمكن استخدام الصور المصغرة لمقاطع "فيديو  YouTube" والبحث عنها باستخدام تقنية  البحث العكسي للصور لكشف إذا ما كان الفيديو قد تم نشره من قبل أم لا .

EXIF Viewer أداة تستطيع قراءة البيانات غير المرئية للصورة والتي تنشئها الكاميرات الرقمية وكاميرات الهاتف التي تم التقاط الصورة بواسطتها. مثل" الوقت والتاريخ، وبيانات تعريف الموقع، وبيانات الجهاز، وإعداد الضوء"، وهي بيانات مفيدة للغاية في عملية التحقق، بشرط ألا تكون الصورة-محل الفحص-  مصدرها الشبكات الاجتماعية التي تقوم بحذف البيانات الوصفية من المحتوى المرئي بمجرد مشاركتها.

  1.  تأكيد الطقس: يمكن أن تكشف مصادر مثل WolframAlpha بيانات الطقس الظاهرة في الفيديو، مما يسمح بالتحقق من الفيديو بمقارنة الطقس البادي فيه بحالة الطقس في يوم تصويره، والتي يتم الحصول عليها من مصادر الأرصاد الجوية.
  2. تحليل الظل:  عن طريق فحص الاتساق الداخلي لأي ظلال مرئية بما يتفق مع مصادر الضوء ذات الصلة.
  3. الطب الشرعي للصورة:  بعض الأدوات قادرة على كشف التناقضات في الصورة، مثلForensically، لكن بأدوات مثل IziTru يمكن إجراء الكشف عن الخطأ وتحليل مستوى الخطأ.

الصورة الرئيسية من دليل اليونيسكو